الإسلام وتكامل الحضارات
بقلم :د. محمد فتحى فوزى
ما كتبه كاتب هذه السطور صحفيا عن الإسلام وتكامل الحضارات |
يواجه المسلمون اليوم وفى جميع أنحاءالعالم بمختلف جوانب الحياة تحديات بسبب الحضارة الأوروبية الحديثة التى تتسم بصولة علمية وصناعية وإقتصادية وعسكرية مذهلة؛ ولهذا يصبح غزو الأفكار كغزو الأقطار بل أن غزو الأفكار أشد خطرا؛ لأنه يذيب الشخصية كما هو حادث فى بعض المجتمعات العربية والإسلامية بينما الحضارة الإسلامية التى تتصف بالتأخر اليوم هى نواة الحضارة الأوروبية فالحضارة الإسلامية لم تنشأ من فراغ لأنها قامت على دعامتين هما القرآن الكريم والسنة المطهرة ،وكونها عربية ؛ بسبب تسجيلها باللغة العربية؛ فهى تجمع بين الروح والمادة، وبين الدين والدنيا، وغير عنصرية ، وغير إقليمية، وحضارة إنفتاح شامل،متسامحة لا تقوم على التعصب ؛ فأخذت من الحضارات الفارسية، والرومانية ،وصهرتهم فى بوتقة واحدة
فالحضارة هى ثمرة ونتاج الإنسان بكل مقوماته الناجحة من فكرية ووجدانية وسلوكية ومادية، والفارق الوحيد بين الحضارات ، هو قيمها وأفكارها ، ومن خصوصياتها الإستمرار، والنماء ، والبقاء
وتأسيسا على ذلك تكون الحضارة الإسلامية ضاربة بجذورها فى أعماق الزمن
البعيد؛حيث تأثرت بسابقاتها، وأثرت فى لاحقتها،فقد كانت أوروبا فى الجزء الأول من العصور الوسطى تعرف بالعصور المظلمة راتعة فى مستنقع التخلف والجهل وا لتأخر ا لحضارى؛ حيث ا لنظم الدينية ا لتى تمنع معالجة الأمراض ؛ لأنها عقوبة من الله ، فلا يجب معا لجتها؛فأعدمت علوم ا لطب والعلوم بأثرها بصفة عامة ثم أخذت عن العرب ، ومن ا لجا نب المادى كانت معظم أوروبا تكسوها ا لأحراش وتنتشر فيها الأمراض والأوبئة ولا يوجد بها شيء من معا لم الرقى والتحضر حتى القرن الخامس الهجرى حين بهرت عيون الأوروبيين معا لم الحضارة الإسلامية التى أثرت فى غرب أوروبا بمعبر الأندلس"أسبانيا"، والحروب الصليبية ببلاد الشام، وفى وسط أوروبا بمعبر صقلية، وفى شرق أوروبا بالقوافل ا لتجارية.
فقد
سار أهل قرطبة فى الشوارع ليلا على ضوء المصابيح العامة ، بينما ظلت لندن
سبعة قرون فى طرقها لا يوجد مصباح عام واحد، وما قام به "روجر الأول" ملك صقلية ا لنورمانى من الإعتناء بالمسلمين وكتابة مراسيمه باللغة ا لعربية بجوار اللاتينية، وأ يضا على عملته رمز ا لإ سلام والآخر ا لنصرانية ، بالإضافة إ لى إتخاذهم حراسهم من ا لعرب ، والشواهد التاريخية تؤكد التلاحم ا لوثيق بين ا لعلم ا لتجريبى ورجاله ، وا لدين وحملته؛ فالفقيه ، والمفسركان بارعا فى الطب والفلك والفيزياء، وهم نواة وقواعد العلوم ا لتجريبية فى الإسلام أمثا ل ( الحسن بن الهيثم، وا لخوارزمى ،وإبن سينا، وإبن البيطار، وإبن رشد وجميع العلماء المسلمين.
مئذنة مسجد سرقسطة ليلا ببلاد الأندلس |
سبعة قرون فى طرقها لا يوجد مصباح عام واحد، وما قام به "روجر الأول" ملك صقلية ا لنورمانى من الإعتناء بالمسلمين وكتابة مراسيمه باللغة ا لعربية بجوار اللاتينية، وأ يضا على عملته رمز ا لإ سلام والآخر ا لنصرانية ، بالإضافة إ لى إتخاذهم حراسهم من ا لعرب ، والشواهد التاريخية تؤكد التلاحم ا لوثيق بين ا لعلم ا لتجريبى ورجاله ، وا لدين وحملته؛ فالفقيه ، والمفسركان بارعا فى الطب والفلك والفيزياء، وهم نواة وقواعد العلوم ا لتجريبية فى الإسلام أمثا ل ( الحسن بن الهيثم، وا لخوارزمى ،وإبن سينا، وإبن البيطار، وإبن رشد وجميع العلماء المسلمين.
فهذه
هى حضارتنا ولكل مطاف نهاية" فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق وقالوا من
أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة"
فصلت"15"ـــ صدق الله العظيم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق