وما فتئت فكرة توريث الحكم لــ يـزيــد تراود والده معــاوية بإطواء الهاشميين بتزويج إبنه منهم لضمهم إليه وإنسائهم بالمصاهرة أحقاد السنين؛ فكاتب مروان بن الحكم والى المدينة آنذاك بعـد الحيثيات ومنها صلة الرحم كما ذكرت آنفا ــ بخِطبة أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر على يزيد أمير المؤمنين مقدرا الصداق.
ثمة دهاء معاوية من وراء ذلك يبغى ترضية عبد
الله بن جعفر وعبد الله بن عباس والحســين بن علــى؛ فأم كلثوم بنت زينب بنت على
ولو تمت المصاهرة بين حفيدة الإمام؛ لنامت الفتن واستلت الأحقاد والإستحاوذ على
رضاء بنى هاشم.
وقدم
الوالى " مروان" إلى عبد الله بن جعفر ؛ فقرأ عليه كتاب معــاوية
وأبلغه بما فيه من إجتماع الدعوة ورد الألفة من صلاح ذات البين ؛ فرده عبد الله
بأن خالها الحــسين بينبع ولابد من مشاورته.
وقدم الحـــسين فذكر له ذلك عبد الله بن
جعفر؛ فنهض الحسين من عنده ودخل إلى أم كلثوم
مُخبرها بأن ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر أحق بها وبعد أن حضر مروان
وذكَّر بما أراده معــاوية من صلة الرحم والوحدة ؛ فأنهى الحســين الكلام بتزويجها
من القاســــم إبن عمها، فما كان يقبل يــزيد للناس، أفيقبله لإبنة زينب؟!.
فغضب الوالى مروان واعتبر ذلك غدرا من
الحــسين وعدد له من الزيجات التى أخلفها الحســين منها خِطب أبو محمد الحسن بن
عـلــى عليه السلام عائـشة بنت عثمان بن عفان وبعد إتفاقهما تدخل الحــسين فزوجها
لـ عبد الله بن الزبير مخالفا لما اتفقوا عليه؛ فاستشهد الحســين بـ محمد بن خاطب
بحدوث هذا الفِعل فأجابه باللهم نعم.
وغضب
معـــاوية لرفض الحسين هذه الزيجة وأراد أن يمحو ما به من إخفاق فبايع لـ يزيد فى
الشام وأرسل للوالى" مروان" طالبا أخذ البيعة من أهل المدينة والهاشميين
لإبنه فأبى " مروان" الذى كان يطمع فيها لنفسه وأبت قريش فعزله معاوية
عن الولاية وولى سعيد بن العاص الولاية مكانه...