الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... الإعلان الإعلان. ......................................................................... المتحرك:

مرحبا بكم

المتحرك

السبت، 20 أغسطس 2016

أنا البحر فى أحشائه الدر كامن* فهل ساءلواالغواص عن صدفاته

                      أنا البحر فى أحشائه الدر كامن* فهل ساءلواالغواص عن صدفات
                                                               
                                                            فوائد لغـوية
           إعداد: ممدوح مهلل
سيبويه
ما الفرق بين الأبدي، والأزلي، والأمدي والسرمدي؟
الأبدي: الذي لا نهاية له.
الأزلي: الذي لا بداية له.
الأمدي: مابين بداية ونهاية.
السرمدي: الذي لا بداية ولا نهاية له.
التحسس والتجسس؟
التحسّس: تتبّع أخبار الناس بالخير (اذهبوا فتحسّسوا من يوسف) التّجسّس: معرفة أسرار الناس بالشر (ولا تجسسوا)
الفرق بين الصمت والسكوت؟
الصمت: يتولد من الأدب والحكمة .
السكوت: يتولد من الخوف.
ماهو الفرق بين الكآبة والحزن؟
الكآبة: تظهر على الوجه .
الحزن: يكون مضمراً بالقلب.
أعاذكم الله منهما .
ما الفرق بين شرقت الشمس و أشرقت الشمس؟
شرقت: بمعنى "طلعت"
أشرقت: بمعنى "أضاءت"
(وأشرقت الأرض بنور ربها)
مالفرق بين التعليم والتلقين؟
التلقين: يكون في الكلام فقط.
التعليم: يكون في الكلام وغيره
نقول: لقنه الشعر، ولا يقال: لقنه النجارة.
ما الفرق بين الجسد والبدن؟
الجسد: هو جسم الانسان كاملاً من الرأس إلى القدمين.
البدن: فهو الجزء "العلوي" فقط من_جسم_االإنسان .
الفرق بين "التضادِّ" و"التناقض"؟
التضاد: يكون في الأفعال.
التناقض: يكون في الأقوال.
الفرق بين الهبوط والنزول؟
الهبوط: يتبعه إقامة) اهبطوا مصراً فإن لكم ماسألتم)، أي اذهبوا لمصر للإقامة فيها
النزول: فهو النزول المؤقت لا يعقبهُ استقرار.
﴿وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾
الفرق بين المختال والفخور
المختال: ينظر إلى نفسه بعين الافتخار.
الفخور: ينظر إلى الناس بعين الاحتقار

الجمعة، 19 أغسطس 2016

فى حافلة الرحلات مع الأستاذ أنيس منصور( رحمه الله) بالمدينة المنورة بقلم: د. محمد فتحى فوزى

                                      إذا شئت أن تصدق فصدق.. وإن لم تشأ فلك
 فى حافلة الرحلات مع
 الأستاذ أنيس منصور( رحمه الله) بالمدينة المنورة 
 بقلم: د. محمد فتحى فوزى 
الأستاذ أنيس منصور رحمه الله
إنتقلت من مدينة خميس مشيط  بعسير من المنطقة الجنوبية بالسعودية حيث عملى لإجراء عمرة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ فاستقليت حافلتى وأبنائى مجتازا طريق العـقبات الخمس من أبها نزولا للتهامات وهو طريق عجيب يرتفع عن مستوى سطح البحر بستة آلاف قدم: ونحن مستقلون الحافلة عندما تنظر للوادى من النافذة أسفلك تشعر أنك تنظر من طائرة؛فالوادى سحيق، وتتسلق القرود الجبال على حافتيه، ومنهم من يحمل صغاره على ظهره متسلقا، ومنهم من ينتظر على قارعة الطريق ليهاجم سيارة تنقل الموز والطماطم إلى السوق؛ فيقفزون إليها مستولين على موزها ومنهم من يأخذ السودانى من الركاب؛ ليقزقزه ويستمتع بأكله، ومنهم من يقف على السور الحديدى يتفرج على الركاب  وكأن المكان محمية طبيعية،وهكذا فالحقيقة الطريق صعب تخترق فيه  نفق مظلم لا ضوء له إلا العواكس المثبته على الأرض، ومن نفق إلى نفق حتى خمسة أنفاق ولما تخرج منهما تجد الطريق: شريط ضيق يحده جبل شامخ من جهة وسور حديدى من جهة أخرى مُقام على أعمدة خرسانية أرضيتها فى وادٍ سحيق تشاهد قمة الجبل الشامخ أسهل من الوادى ؛فتجد الركاب يدعون الله أن ينتهى ذلك الشريط من الطريق هبوطا للأرض المستوية. ونشعر بالراحة عند الإستواء، إلى أن وصلنا لمكة المكرمة، ثم أجرينا عمرتنا وبعدها ذهبنا للمدينة المنورة للزيارة وكان المسجد النبوى الشريف فى وضع إصلاحات وترميمات وتوسعات وأماكن مقامة بالأخشاب وهناجر، وبعد وضوئى واصلت مسيرتى للحرم النبوى وأنا أرى حافلات واقفة على جانب الطريق؛ فعلمت أنه لادخول للمسجد النبوى للإصلاحات التى به ؛فعدلت عن طريقى ولمحت حافلة تهتز فجذبنى حب الإستطلاع لأرى من بها فصعـدت إليها فوجدت شخصان لا ثالث لهما الأستاذ أنيس منصور رحمه الله الكاتب الصحفى بالأهرام وصاحب عمود" مواقف" يجلس على الشق الأيمن للحافلة والأستاذ محمد أسد الكاتب النمساوى الذى إعتنق الإسلام ومؤلف كتاب " الإسلام على مفترق الطرق" على الشق الأيمن ؛فألقيت عليهما السلام، ثم أخبرانى بالعـودة لأن المسجد مغـلق للإصلاحات وواسيانى بالعودة مرة أخرى فى العام التالى فسيكون الحرم أكثر رونقا وبهجة؛ فصافحتهما ونزلت من الحافلة مودعهما.

الخميس، 18 أغسطس 2016

فى المسجد النبوى الشريمع الخضر عليه السلام( والله أعلم) بقلم د. محمد فتحى فوزى

                             إذا شئت أن تصدق فصدق.. وإن لم تشأ فلك
فى المسجد النبوى الشريف
مع الخضر عليه السلام( والله أعلم)
            بقلم:د. محمد فتحى فوزى
فى شهر رمضان المعظم من عام 1435هـ
وجه إلينا إبننا مهندس مدنى بمكة المكرمة دعوة لزيارة عائليه والدته وأنا ــ أكرمه الله ووقاه من كل مكروه ــ فذهبنا إليه وقضينا وقتا ممتعا بالحرم المكى ، ثم أخذنا مساءً فى رحلة للمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فاستقلينا الحافلة ووصلنا للمدينة المنورة قبل ظهر اليوم التالى ، فتوجهت للإغتسال والوضوء وبعدها خرجت أنتظر تحت الشماسى لوصولهم بعد الوضوء ؛فاستلقيت على البلاط مسترخيا وأنا فى خاطرى الخضر عليه السلام وكنت أحادث نفسى بأننا فى شهر رمضان وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم" ألا فى أيام دهركم نفخات فترقبوا لها"، وأنا أتقلب فى خواطرى جاءتنى إشارة باطنية غريبة للتنبيه ؛ فنظرت خلفى؛ فرأيت شخصا عاديا مستلق كإستلقائى ينظر إلىَّ وعيناه عميقتان ويبدو عليه طابع الروحانية فحدثتنى نفسى بانه الخضر عليه السلام حاضرا فى مسجد  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرتديا جلبابا صعيديا أبيض خام.
 وراح يقلدنى فى جميع حركاتى وسكناتى حتى أشياء كنت متعودا على فعلها بينى وبين نفسى رأيته يفعلها وهو ناظر إلى، فتعجبت من ذلك ورددت الآيه" وعلمناه من لدنا علما" لأرى إنطباعه و رد فعلها عليه فكان يتململ، تحدثت بصوت مرتفع بكلمته التى قالها لسيدنا موسى عليه السلام" عندما التقى به و سلم عليه فرد عليه قائلا" وأنىَّ بأرضنا السلام" فتململ أيضا ولا يريد الإفصاح عن نفسه
 ومازال مستلقيا وعندما أتى الرفقاء أردت النهوض من مكانى فأخذ إبنى بيدى ليرفعنى وأنا أستغيث برسول الله بقولى " يا سيد الرُسُل" فلمحته ينظر إلى فنهضت من مكانى وكأن أحدا يرفعنى فى لمح البصر دون معاناة من الخشونة، فغادرنا المكان للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظرت أثناء سيرى لمكان الرجل ؛فاختفى، ثم دلفت للحجرة النبوية الشريفة للسلام على الصحابة الراشدين والتشرف بقراءة عدية يس بالمسجد
والله أعلم والحمد لله رب العالمين

فى مسجد العارف بالله: بقلم د. محمد فتحى فوزى

                             إذا شئت أن تصدق فصدق.. وإن لم تشأ فلك
    فى مسجد العارف بالله     
            بقلم:د. محمد فتحى فوزى
ذات يوم من أيام السبعينيات كنت فى مدينة سوهاج بمصر، وكنت دائما أصلى العشاء بمسجد مولانا العارف بالله أحمد بن زروق رحمـــــه الله
وبداية أولج لمقصورته بالترحم وقراءة الفاتحة لـــــــروحه الطاهرة ثم أستقبل القبلة داعيا الله بالخير والبركة ثم أخرج للصلاة فـــــــى صحـن المسجد، ولكن فى هذه الليلة بالذات جلست بالمقصورة، وأنا أُنبىء صديقى بأن فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود هنا فى سوهاج ،بمؤتمــــــر شعبى وأرغب بعد صلاتى لقائه والتشرف بالسلام علىه ، وأنتظر إنعــقاد الصلاة بفارغ الصبر ؛لأذهب إلى فضيلته وحضور مؤتمره؛ فأُُقيــــــــمت الصلاة ،وصليت بالمقصورة مع آخرين، وبعد فراغى من الصلاة ،نهضت لمغـادرة المكان، وفى خاطرى فضيلة مولانا مرددا مدد ..مدد.. فما أرى فى داخل المقام ،إلا وفضيلته يتنفل بالمقصورة ؛فوقفت مشدوها؛لأنـــــى ذاهب إليه، فأراه أمامى متبسا فى تواضع وبساطة طيبة، وبعد فراغه من نافلته وقف رافعا يديه داعيا الله ثم صافحته وتركته يدعو للمسلمين ولى فى المقام رحمة الله عليه.
 ومن قبلها بسنين وفى السبعينيات أيضا حضرت إحتفالا حقيقيا بمسجد مولانا الحسين رضى الله عنه وأرضاه وفى نهاية الحفل وبعد خروج كبار المسئولين بالدولة من المسجد رأيته وبعد خروج الدكتورالخطيب ــ آخر شخص يخرج فضيلته
فخرجت إلى مسكنى فى أحد المنازل بالعتبة؛ فرأيته واقفا متبسما على باب المنزل ومعه شيخا آخر، أرسله ليسأل عنى فى الإستقبال
ففضيلته فى الخارج والشيخ فى الداخل وشخصى بينهما وهما يبتسمان ثم رحلا عن المكان دون الحديث معى.. 
 وكانت ليلة مبهرة مع الجن دون دراية منى بأن ذلك المكان مسكون ونجوت منهم بفضل الله وتحذيرى
وبعد ذلك بسنوات عديدة وبعد وفاته رحمه الله رأيته مناما فى رؤيا يجلس على منصة المناقشة الجامعية ومعه ثلة من علماء الأزهر الشريف ممن أعرفهم فضيلةالشيخ الفحام والشيخ محمد حسنين مخلوف وآخرين وكأننى أناقش رسالة دكتوراة صوفية معهم وأنا أسفل المنصة واقفا وليس معى أوراق أو أقلام، وأثناء المناقشة، رأيته يترك مكانه بصدارة المنصة وينزل إلىَّ  بأسفلها متحدثا معى وجها لوجه وكأن الرسالة تخصه هو كمشرف عليها.. وإنتهت الرؤيا عند هذا الحد.
فسبحان الله

فضيلة الإمام الأكبر( رحمه الله) :إعداد: د. محمد فتحى فوزى

                              فضيلة الإمام الأكبر( رحمه الله)
                              إعداد: د. محمد فتحى فوزى
باع ميراثه من الطين الموجود في بلدته ، لكى يشتري بيت يعيش فيه مع أبنائه بدلا من شقته الإيجار الكائنة في الزيتون ، اخذ المبلغ وسافر به للقاهرة وقبل ذهابه لبيته ، مر على واحد صديقه مريض في المستشفى، وهناك قابل أحد تلاميذه وتلميذ صديقه المريض أيضا، سأله : مالك يا ابنى حزين ليه ، فأجابه بقوله :يا مولانا والدى مريض وحالته مستدعية عملية فورا بمال كثير ، ادعيله يا مولانا بالشفاء ، تأثر مولانا بما قاله التلميذ وعيناه تدمع ؛ فأخرج من حقيبته كل المبلغ الذى باع به الأرض وأعطاه للتلميذ ليجرى العملية لأبيه ، وظل شيخنا مقيم في شقته بالزيتون مع أبنائه وحرمه حتى وفاته ،دون شراء البيت الذى كان يأمله، ورفض أخذ شقة من هيئة الأوقاف ورفض أيضا الإقامة في مسكن جديد على حساب الأزهر عندما تولى المشيخة ، لكنه تاجر مع الله ، عن ( فقيه القرن ) الذى نحبه بجمعنا ونحب سيرته فضيلة الإمام الأكبر د. عبد الحليم محمود شيخ الأزهر من سنة 1973 حتى ؛ فليرحمه الله رحمة واسعة ويطيب ثراه.

قرأت لك العقل والنقل بين الغزالى وإبن رشد. إعداد:د. محمد فتحى فوزى

                                                                      قرأت لك
العقل والنقل بين الغزالى وإبن رشد.
"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"48 المائدة


                                                     إعداد:د. محمد فتحى فوزى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى كتابه "درء تعارض النقل والعقل":
 والسلف والأئمة الذين ذموا وبدعوا الكلام فى الجوهر والجسم والعرض تضمن كلامهم ذم من يدخل المعانى التى يقصدها هؤلاء بهذه الألفاظ فى أصول الدين، فى دلائله وفى مسائله، نفيا وإثباتا. فأما إذا عرفت المعانى الصحيحة الثابته بالكتاب والسنة وعبر عنها لمن يفهم بهذه الألفاظ ليتبين ما وافق الحق من معانى هؤلاء وما خالفه، فهذا عظيم المنفعة، وهو من الحكم بالكتاب بين الناس فيما اختلفوا فيه، كما قال تعالى:
* كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ‌ۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَـٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡ‌ۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦ‌ۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٲطٍ۬ مُّسۡتَقِيمٍ *(البقرة: 213)
وهو مثل الحكم بين سائر الأمم بالكتاب فيما اختلفوا فيه من المعانى التى يعبرون عنها بوضعهم وعرفهم، وذلك يحتاج إلى معرفة معانى الكتاب والسنة، ومعرفة معانى هؤلاء بألفاظهم، ثم إعتبار هذه المعانى بهذه المعانى ليظهر الموافق والمخالف.>
      هدف كتابه كما فى عنوانه ألا تعارض بين العقل والنقل، مازالت أرضا خصبة للمعارك الفكرية بين الفرق الإسلامية. شبه المجمع عليه عند أهل السنة والجماعة تقديم العقل على النقل. فى ذلك قالوا لو تقدم النقل على العقل لكان قدحا فى النقل لأنه لا يعرف إلا بالعقل. لكن إبن تيمية فى كتابه هذا قال أن الأمر ليس بإطلاق. حجته هى أن النقل ليس بحاجة للعقل لإثبات إن كان حقا من عدمه لأنه حق فى ذاته، إعتقد فيه الناس بعقولهم أم لا. فى كتابنا "المنهاج بين العقل والنقل"، إتفقنا معه فى هذه المسألة، ثم حددنا أن ذلك فى الشرع، ما جاء فىي النص قاطعا، فالنقل مقدم على العقل، وما عداه يعود للقاعدة الأصلية وهى أصل من أصول الدين، تقديم العقل على النقل. فيها تفصيل حتى نضع المسببات على أسبابها، لأن هذا القطع من جهة لا يعرف إلا من طريق العقل إن كان من تدبر، ومن جهة ثانية من طريق العقل الإقرار به والإيمان بالمشرع به على ما هو ظاهرا وباطنا، إنما المقصود التسليم والكف عن التأويل، مناط العقل. قول الراسخين فى العلم: "ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ۬ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا‌ۗ"، جاءت مع إحتمال إسناد العلم بالمتشابه لله وحده مع واو الإبتداء، الظاهر على ما هو عليه بلا تأويل من حيث أنه إيمان. ومن حيث أن الأصل هو تقديم العقل فلزم النظر فى المتشابه، عندها تقديم العقل واجب مثبت وجوبه فى النقل. يندرج فى هذه المسألة العلوم الكونية وتأويلات الإعجاز العلمى وعلوم الآخرين، نقصد ما ليس من النقل. ففيها العقل مقدم للحكم بين سائر الأمم بما جاء فى الكتاب الكريم والأحاديث الشريفة، ما قال به شيخ الإسلام بانيا على معطيات الذكر الحكيم، وفى ذلك مقالتنا.
      مما قاله القاضى ابو الوليد ابن رشد، رحمه الله، فى هذه المسألة فى كتابه "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من إتصال":
< ونحن نقطع قطعا أن كل ما أدى إليه البرهان، وخالفه ظاهر الشرع، أن ذلك الظاهر يقبل التأويل على قانون التأويل العربى. وهذه القضية لا يشك فيها مسلم، ولا يرتاب بها مؤمن، وما أعظم إزدياد اليقين بها عند من زاول هذا المعنى وجربه، وقصد هذا المقصد من الجمع بين المعقول والمنقول.
      بل نقول: إنه ما من منطوق به فى الشرع، مخالف بظاهره لما أدى إليه البرهان إلا إذا أعتبر وتصفحت سائر أجزائه، وجد فى ألفاظ الشرع ما يشهد بظاهره لذلك التأويل، أو يقارب أن يشهد، ولهذا المعنى أجمع المسلمون على أنه ليس يجب أن تحمل ألفاظ الشرع كلها على ظاهرها، ولا أن تخرج كلها عن ظاهرها بالتأويل، وإختلفوا فى المأول منها من غير المأول، فالأشعريون، مثلا، يتأولون آية الإستواء، وحديث النزول، والحنابلة تحمل ذلك على ظاهره
       زاوية إبن رشد هى الإستدلال أما زاوية إبن تيمية فهى البرهان والإثبات. أنت بحاجة للعقل للإستدلال ولو كان المستدل عليه مقطوعا به، وفى ذلك إبن رشد.بتقديم العقل على النقل، لا مراء فى ذلك لأنه مطلب التدبر. والنقل أو الشرع، كتابا وسنة،  ليس بحاجة إلى العقل لإثبات أنه حق من حيث أنه إيمان، تطلب فى الإستدلال التأويل أو لا، أخطأت فى استدلالك أو لا، آمن الناس به أم لم، وفى ذلك إبن تيمية ومعتقد كل المسلمين، تقديم النقل على العقل. فليس ثمة خلاف بين العالمين، وإن قاسى الإسلام من جراء إختلاف المسلمين على هذه المسألة. اللبس والخلاف يجئ بإعتبار من لا يؤمن، فى الحجاج والبرهان والجدل مع المخالفين للشرع، الدحض لحجج الآخر، الهم الأول للمتكلمين مع القول فى الذات الإلهية. لكن الآية إنقلبت فإرتد الخلاف على الإسلام. لم تجنى كثير ثمرة فى جانب الخصوم، وعاد الكلام معركة بين المسلمين بينما اساس المعركة مع الآخر، ضمنها الحكم بين سائر الأمم بالكتاب، مقالة إبن تيمية.  فى هذه الحالة من الحجاج أنت تحتاج إلى العقل لإثبات أن الشرع هو الحق، ولا ترى من يخالف أو يكابر فى ذلك أيضا. حتى الخصوم يعلمون أننا نعتقد فيه الحق بديهيا وإلا لما كان إيمان وإعتقاد. لكن أيما توجهت لا تعدم خلافا منشؤه الخلط بين المناطات الثلاثة، الإستدلال والبرهان والحجاج. وعلى جل الصفحات المبينة سيقال لك من لا يعتقد فى أن الشرع حق فى ذاته - سواء قدمت العقل أو النقل - فهو كافر بالضرورة. دلائل الشرع فى كل ذلك بينة لا شبهة فيها ولا مكابرة.
يقول الحكيم العليم:
* أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * (السجدة: 3)
كرر قوله: "الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ" فى غير موضع، وفى صيغة أخرى قوله: "مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ"، أنه حق فى ذاته من حيث الإيمان بالظاهر بتقديم النقل، ومن حيث الإستدلال بتقديم العقل لتكشف ما به من حق، فى ذلك إبن رشد، ومن حيث البرهان بتقديم العقل ليبرهن على أنه الحق، وللحكم به بين سائر الأمم، فى ذلك إبن تيمية، تشكك فيه الناس بالعقل أم لا، آمنوا به بالعقل أم لا. بالحق فيه النذير والحجاج مع الآخر لعلهم يهتدون. قدم النقل فى أنه حق بذاته، وقدم  العفل فى النذير والدعوة إلى الدين الحق، الحجاج مع الآخر. والله أعلم.
منقول من:الإنشاء: [Minhageat.com]

إخترت لك من إستراحة الهموم - المحسنات البديعية : إعداد د. محمد فتحى فوزى

          إخترت لك من إستراحة الهموم                         
 أنا البحر فى أحشائه الدر كامن* فهل ساءلواالغواص عن صدفاته!؟
إعداد: د. محمد فتحى فوزى
                     المحسنات البديعية 52 مصطلح

مقدمة فى تعريف علم البديع 
(البديع) لغة: هو من بَدَع وأبدع، أي: أوجده لا على مثال سابق.
واصطلاحاً: هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام.
والمحسنات على قسمين:
1 ـ معنوية.
2 ـ لفظية.
ولنذكرهما في فصلين:
الفصل الأول: المحسنات المعنوية.
الفصل الثاني: المحسنات اللّفظية.
المحسنات المعنوية
1-التورية
التورية، وتسمّى ايهاماً وتخييلاً أيضاً، وهي أن يكون للّفظ معنيان: قريب وبعيد، فيذكره المتكلّم ويريد به المعنى البعيد، الذي هو خلاف الظاهر، ويأتي بقرينة لا يفهمها السامع غير الفطن، فيتوهّم انّه أراد المعنى القريب، نحو قوله تعالى: (وهو الّذي يتوفّاكم باللّيل ويعلم ما جرحتم بالنهار)(1) أراد من (جرحتم): ارتكاب الذنوب، وكقوله:
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق          ومن العجائب لفظها حرّ ومعناها رقيق
فللرقيق معنيان: قريب وهو العبد. وبعيد: وهو من الرقة، والشاعر أراد الثاني، لكن الظاهر من مقابلته للحرّ إرادة العبد.
2-الاستخدام
الإستخدام: وهو أن يكون للّفظ معنيان فيطلقه المتكلّم ويريد به أحد المعنيين، ثم يذكر ضميره ويريد به المعنى الآخر، نحو قوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)(2) أراد بالشهر أوّلاً: الهلال، ثمّ أعاد الضمير عليه وهو يريد أيّام الشهر المبارك، وكقوله:
إذا نزل السماء بأرض قوم ق          رعينـــاه وإن كـــانوا غضابا
أراد بالسماء: المطر، وبضميره في (رعيناه) النبات.
3-الاستطراد
الإستطراد: وهو أن يشرع المتكلّم في موضوع، ثم يخرج منه قبل تمامه إلى موضوع آخر، ثم يرجع إلى موضوعه الأول، كقوله:
وانّا لقوم لا نرى القتل سبّة ق          إذا ما رأته عامر وسلول
يقرّب حبّ الموت آجالنا لنـا ق          وتـــكرهه آجالهم فتـطول
أراد مدح قومه، ثم خرج قبل تمام كلامه إلى ذم عامر وسلول، ثم رجع في الشطر الثالث إلى ما بدأ به في الشطر الأول.
4-الافتنان
الإفتنان: وهو الجمع بين فنّين من الكلام، كالمدح والذم، والتهنئة والتعزية، والغَزَل والحماسة، وأمثالها، كقوله: (عينه كالذئب لكن سنّه كالاقحوان... ).
وقوله: (فقلبي ضاحك والعين تبكي...).
وقوله:
فوددت تقبيل السيوف لأنها ق          لمعت كبارق ثغرك المتبسم
5-الطباق
الطباق: ويسمّى بالمطابقة وبالتطبيق وبالتطابق وبالتكافؤ وبالتضاد أيضاً، وهو: الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى، ويكون على قسمين:
1 ـ طباق الايجاب: وهو ما لم يختلف فيه اللّفظان المتقابلان ايجاباً وسلباً، نحو قوله تعالى: (وانّه هو أضحك وأبكي)(3) وقوله سبحانه: (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء)(4).
2 ـ طباق السلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلان ايجاباً وسلباً فمثبت مرّة ومنفي اُخرى، نحو قوله تعالى: (فلا تخشون الناس واخشون)(5) وقوله سبحانه: (هل يستوي الّذي يعلمون والّذين لا يعلمون)(6).
6-المقابلة
المقابلة: وهي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب، قال تعالى: (فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنُيسِّرهُ لليُسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى)(7) ونحو قوله:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ق          واقبـــح الكفــــرَ والإفلاس بالرجل
7-مراعاة النظير
مراعاة النظير: وتسمّى بالتوافق والإئتلاف والتناسب أيضاً وهو: الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة، كقوله تعالى: (اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانو مهتدين)(8).
ومنها: ما بني على المناسبة في (المعنى) وذلك بأن يختم الكلام بما بدأ به من حيث المعنى، كقوله تعالى: (لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير)(9). فاللطيف يناسب عدم ادراك الابصار، والخبير يناسب ادراكه للأبصار.
ومنها: ما بني على المناسبة في (اللفظ) وذلك بأن يؤتى بلفظ يناسب معناه أحد الطرفين ولفظه الطرف الآخر، كقوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان)(10) فالنجم لفظه يناسب الشمس والقمر، ومعناه - وهو النبات الذي لا ساق له ـ يناسب الشجر.
الإرصاد
الإرصاد، ويسمّى التسهيم أيضاً وهو: أن يذكر قبل تمام الكلام - شعراً كان أو نثرا ـ ما يدل عليه إذا عُرف الرويّ، كقوله تعالى: (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)(11) فإنّ (يظلمون) معلوم من السياق، وكقول الشاعر:
احلّت دمي من غير جرم وحرّمت ق          بــلا سبب عـــند اللقاء كلامي
فـــليس الــــذي حـــلّلته بمــــحلّل ق          ولـــيس الــذي حــرَّمته بحرام
فإن (بحرام) معلوم من السياق.
أو يدل عليه بلا حاجة إلى معرفة الرويّ، نحو قوله تعالى: (ولكلّ أمّة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)(12).
الإدماج
الإدماج: وهو أن يدمج في كلام سيق لمعنى، معنى آخر غير مصرّح به، كقوله:
وليل طويل لم أنم فيه لحظة ق          أعد ذنوب الدهر وهو مديد
فإنه أدمج تعداد ذنوب الدهر بين ما قصده من طول الليل.
المذهب الكلامي
المذهب الكلامي: وهو أن يؤتى لصحة الكلام بدليل مسلّم عند المخاطب، وذلك بترتيب المقدمات المستلزمات للمطلوب كقوله تعالى: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)(13) فإن المسلّم عند منكر البعث ان اعادة الموتى أهون من خلق السماوات والارض، ولذا جعله تعالى دليلاً على البعث. 
 
8-حسن التعليل
حسن التعليل: وهو أن يأتي البليغ بعلة طريفة لمعلول علّته شيء آخر، كقوله:
مـا بـه قتلُ أعاديه ولـكن ق          يتقي إخلاف ما ترجو الذئابُ
فإنه أنكر كون قتل أعاديه للغلبة وقطع جذور الفساد، وادعى له سبباً آخر، وهو: أن لا يخلف رجاء الذئاب التي تطمع في شبع بطونها.
9-التجريد
التجريد: وهو أن ينتزع المتكلّم من أمر ذي صفة أمراً آخر مثله في تلك الصفة، وذلك لأجل المبالغة في كمالها في ذي الصفة المنتزع منه، حتى كأنه قد صار منها، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر، وهو على أقسام:
1 ـ أن يكون بواسطة (الباء التجريدية) نحو: (شربت بمائها عسلاً مصفّى...). فكأن حلاوة ماء تلك العين الموصوفة وصلت إلى حدّ يمكن انتزاع العسل منها حين الشرب.
2 ـ أن يكون بواسطة (من التجريدية) كقوله:
لي منك أعداء ومنه أحبة ق          تـــالله أيّكمــــا إلـــيّ حبيب
فكأنه بلغ المخاطب إلى حدّ من العداوة يمكن أن ينتزع منه أعداء، وكذلك بلغ غيره من المحبّة بحيث ينتزع منه أحبة.
3 ـ أن لا يكون بواسطة، كقوله: (وسألت بحراً إذ سألته) جرّد منه بحراً من العلم، حتى أنه سأل البحر المنتزع منه إذ سأله.
4 ـ أن يكون بطريق الكناية، كقوله: (... ولا يشرب كأساً بكف من بخلا) أي: أنه يشربها بكفّ الجواد، جرّد منه جواداً يشرب هو بكفّه، وحيث أنّه لا يشرب إلاّ بكف نفسه، فهو إذن ذلك الكريم.
5 ـ أن يكون المخاطب هو نفسه، كقوله:
لا خيل عـندك تـهديها ولا مـال ق          فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
فإنّه انتزع وجرّد من نفسه شخصاً آخر وخاطبه فسمي لذلك تجريداً، وهو كثير في كلام الشعراء.
10-المشاكلة
المشاكلة: وهي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كما في الدعاء: (غيِّر سوء حالنا بحسن حالك)(14) فإن الله تعالى لا حال له، وانما استعير له الحال بمناسبة سياق (حالنا) وكقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة، وكقوله:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ق          قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً
أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام.
 
11-المزاوجة
المزاوج: وهي المشابهة وذلك بأن يزاوج المتكلّم ويشابه بين أمرين في الشرط والجزاء، فيرتب على كل منهما مثل ما رتب على الآخر، كقوله:
إذا قــال قولاً فأكّد فيه ق          تجانبت عنه وأكّدت فيه
رتب التأكيد على كل من قول المتكلّم وتجانب السامع.
12-الطي والنشر
الطي والنشر، ويسمّى اللّف والنشر أيضاً، وهو: أن يذكر أموراً متعددة، ثم يذكر ما لكل واحد منها من الصفات المسوق لها الكلام، من غير تعيين، اعتماداً على ذهن السامع في إرجاع كل صفة إلى موصوفها، وهو على قسمين:
1 ـ أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المرتّب كقوله:
آرائهم ووجــوهم وسيوفهم ق          في الحادثات إذا دجون نــجوم
منها معالـم للهدى ومصابح ق          تجلو الدجى والأخريات رجـوم
فالآراء معالم للهدى، والوجوه مصابح للدجى، والسيوف رجوم.
2 ـ أن يكون النشر فيه على خلاف ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المشوّش، نحو قوله تعالى: (فمحونا آية اللّيل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربّكم ولتعلموا عدد السنين والحساب)(16) فابتغاء الفضل في النهار وهو الثاني، والعلم بالحساب لوجود القمر في اللّيل وهو الأول، فكان على خلاف الترتيب.
الجمع
الجمع: وهو أن يجمع المتكلّم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد، كقوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)(17)وقوله سبحانه: (إنَّما الخمرُ والميسرُ ولأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه)(18)، وكقوله:
انّ الشباب والفراغ والجده ق          مفسدة للـمرء أيَّ مــفسدة
13-التفريق
التفريق: وهو أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في الحكم، كقوله تعالى: (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اُجاج)(19). 
14-التقسيم
التقسيم: وهو أن يأتي بمتعدّد ثم يحكم على كل واحد منها بحكم، كقوله تعالى: (كذَّبتْ ثمود وعاد بالقارعة فأمّا ثمود فاُهلكوا بالطاغية وأما عاد فاُهلكوا بريح صرصر عاتية)(20).
وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين:
1 ـ على استيفاء أقسام الشيء، كقوله تعالى: (يهب لمن يشاء اُناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوّجهم ذكراناً واناثاً ويجعل من يشاء عقيماً)(21) فإنّ الامر لا يخلو من هذه الاقسام الأربعة.
2 ـ على استيفاء خصوصيات حال الشيء، كقوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)(22).
15-الجمع والتفريق
الجمع والتفريق وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد، ثم يفرق بينهما في ما يختص بكل واحد منهما، كقوله:
قلب الحبيب وصخر الصم من حجر ق          لكـن ذا نابع والقلـــب مغلوف
16-الجمع والتقسيم
الجمع والتقسيم: وهو أن يجمع بين متعّدد ثم يقسّم ما جمع، أو يقسم أولاً ثم يجمع، فالأول كقوله:
حتـى أقـام على أرباض خرشنة ق          تشقى به الروم والصلبان والـبيع
للرق مـا نسلوا والقتل ما ولدوا ق          والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
والثاني كقوله:
قوم إذا حـاربوا ضروا عدوهم ق          أو حاولوا النفع في أشياعهم نفـعوا
سجية تلك فـيهم غير محدثة ق          انّ الخلائق فاعلم شرّهــا الـــبدعُ
17-الجمع مع التفريق والتقسيم
الجمع مع التفريق والتقسيم: وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد ثمّ يفرّق بينهما بما يخصّ كلّ منهما ثمّ يقسّم ما جمع، نحو قوله تعالى: (يوم يأتي لاتكلّم نفس إلاّ بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد، فأمّا الّذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والارض إلاّ ما شاء ربّك انّ ربك فعّال لما يريد، وأمّا الّذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك عطاءاً غير مجذوذ)(23) جمع الانفس في عدم التكلّم ثمّ فرّق بينها بأن بعضها شقيّ وبعضها سعيد، ثم قسّم الشقي والسعيد إلى ما لهم هناك في الآخرة من الثواب والعقاب.
18-المبالغة
المبالغة: وهي الإفراط في الشيء، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ التبليغ، وهو أن يكون الإدعاء ممكناً عقلاً وعادة، كقوله:
جــاء رجــال البلد ق          مــليكمـــهم كــالفرقـــــــد
فإن مجيْ جميع رجال البلد ممكن عقلاً وعادة.
أباد عسكرنا ما دب أو درجـــا ق          في أرض نجد وما فرد لهم برجا
فإن الإبادة ممكنة عقلاً، مستحيلة عادة.
2 ـ الغلو، وهو أن يكون الإدعاء مستحيلاً عقلاً وعادة، كقول الغالي:
ان الوصــي هـو الإله وأنما ق          آياتــه احياء عظـــم رمــيم
فإن الوهية علي (عليه السلام) مستحيلة عقلاً وعادة.
19-المغايرة
المغايرة: وهي ـ أن، يمدح المتكلّم شيئاً ثم يذمّه، أو بالعكس، كقوله:
جـــزى الله الــحوادث منجيات ق          وأخـــزاها حــــوادث مـــاحــقات
فإن الحادثة قد ترفع الشخص وقد تضعه.
20-تأكيد المدح
تأكيد المدح بما يشبه الذمّ، وهو على ثلاثة أقسام:
1 ـ أن يأتي بمستــثـــنـــى فيه معنى المــــدح معمولاً لفعل فيـــه معنى الذمّ، نحو قوله تعالى: (وما تنقم منّا إلاّ أن آمنّا بأيات ربنا)(24).
2 ـ أن يستثني صفة مدح من صفة ذمّ منفية عن الشيء، نحو قوله:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ق          بــهنّ فلول من قـراع الكـــتائب
3 ـ أن يثبت صفة مدح لشيء ثمّ يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة مدح اُخرى، نحو قوله:
فتى كملت أوصـافه غيـــر أنّه ق          جواد فما يبقى مــن المال باقياً
ونحو قوله في مثال الإستدراك:
وجوه كاظهار الـرياض نضارة ق          ولكنها يــوم الهيـاج صخــور
21-تأكيد الذمّ
تأكيد الذم بما يشبه المدح، وهو على قسمين:
1 ـ أن يثبت صفة ذمّ لشيء ثمّ يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة ذمّ اُخرى كقوله: (كله ذم سوى أنّ محياه قبيح(.
2 ـ أن يستثني صفة ذمّ من صفة مدح منفية عن الشيء، كقوله:
خلا مـن الفضل غـر أنّي ق          أراه فــي الحُمـــق لا يجــارى 
22-التوجيه
التوجيه: وهو أن يؤتى بكلام يحتمل أمرين متضادين كالذمّ والمدح، والدعاء له وعليه، كقوله - في خيّاط اسمه عمرو، وكان أعور -:
خــاط لــي عمـرو قبــاءأً ق          لـيــت عينيه ســـواء
قلت شعــراً لــيس يدري ق          أمــديــح أم هجــاء
والفرق بين التوجيه والتورية: أن التورية لا تكون إلا فيما له معنيان بأصل الوضع، بخلاف التوجيه.
23-نفي الشيء بإيجابه
نفي الشيء بإيجابه: وهو أن ينفعي شيئاً عن شخص فيوهم اثباته له في الجملة، نحو قوله تعالى: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)(25).
وكقوله للخليفة:
لم يُشغَلَنْك عن الجهاد مكاسب ق          تــــرجو ولا لــــهو ولا أولاد
فإنه يوهم اشغال المكسب له في الجملة- كما في الأولاد-مع أنه لا كسب للخليفة.
24-القول بالموجب
القول بالموجب: وهو أن يحمل كلام الغير على خلاف مراده، كقوله:
وقــــالوا قد صفت مـــنّا قلوب ق          لـقد صدقوا ولكن عن ودادي
فإنهم أرادوا الخلوص له، فحمله الشاعر على الخلوّ من وداده.
25-ائتلاف اللّفظ والمعنى
ائتلاف اللفظ والمعنى: وهو أن يُختار للمعنى المقصود ألفاظ تؤديه بكمال الوضوح، كقوله ـ في الذمّ ـ:
ولو أن برغوثاً على ظهر قملــة ق          تكرّ علــى صفيّ تميم لـولّت
وكقوله في المدح:
اذا ما غضبنا غضبة مضرية ق          هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
25-التفريع
التفريع: وهو جعل الشيء فرعاً لغيره وذلك بأن يُثبت لمتعلّق أمر حكماً بعد أن يُشتبه لمتعلّق آخر على نحو يُشعر بالتفريع، كقوله:
طبّــه يــنفي الـمرض ق          فقهــه ينفــي البــدع
فله الله طبيباً وفقيهاً متّبع
26-الاستتباع
الإستتباع: وهو الوصف بأمر على وجه يستتبع الوصف بأمر آخر، مدحاً أو ذماً، مدحاً كقوله:
سمح البديهة لـيس يــمسك لفظه ق          فـكأنما ألفاظه من ماله
وذمّاً، كقوله ـ في قاضٍ ردّ شهادته برؤية هلال شوال ـ:
أترى القاضي أعمــى ق          أم تــراه يتعامــى
سرق العيـد كــأنّ الـــ ق          عـــيد أمـوال اليتــامــــى
27-السلب والإيجاب
السلب والإيجاب: وهو أن يسلب صفة مدح أو ذم عن الجميع ليثبتها لمن قصد، فالمدح كقوله:
كــل شخص لقـيت فيــه هنـات ق          غير سلمى فخلقها من فضائل
والذم، كقوله: (لا أرى في واحد ما فيه من جمع الرذائل).
ويسمّى السلب والإيجاب: الرجوع أيضاً بمعنى العود على الكلام السابق بالنقض لنكتة، كقوله:
وما ضاع شعري عندكم حين قلته ق          بلــى وأبيكم ضاع فهو يضوع
28-الإبداع
الإبداع: وهو أن يكون الكلام مشتملاً على جملة من المحسنات البديعية، كقوله تعالى: (وقيل يا أرض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقُضي الامر واستوت على الجوديّ وقيل بُعداً للقوم الظالمين)(26).
قيل: أنّه يوجد في هذه الآية الكريمة اثنان وعشرون نوعاً من أنواع البديع اشيرها إليها في المفصّلات.
وكقوله:
فضحتَ الحيا والبحر جوداً فقد بكى ال ق          حيا من حياء منك والتطم البحر
29-الأسلوب الحكيم
الأسلوب الحكيم: وهو اجابة المخاطب بغير ما سأل، تنبيهاً على كون الاليق هو السؤال عمّا وقع عنه الجواب، كقوله تعالى: (يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحجّ)(27) فإنهم لّما لم يكونوا يدركون سبب اختلاف أشكال الهلال، اجيبوا بما ينبغي السؤال عنه، وهو فائدة اختلاف الأهلّة.
وكقوله:
قـلت: ثقلتُ إذ أتيتُ مـراراً ق          قــــال: ثقّلتَ كـاهلي بالأيادي
قلت: طوّلتُ، قال أوليتَ طَولاً ق          قلت: أبرمتُ، قال: حبل ودادي
30-تشابه الأطراف
تشابه الأطراف: وهو أن يكون بدء الكلام وختامه متشابهين لفظاً أو معنى:
الأول: وهو التشابه في اللــّفــــظ كقوله تعالى: (مثل نــــوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ درّيّ)(28).
الثاني: وهو التشابه في المعنى كقوله:
سم زعــــاف قـولـه وفعاله ق          عند البصير كمثل طعم العلقم
فإن العلقم يناسب السمّ في المذاق.
31-العكس
العكس: وهو أن يكون الكلام المشتمل على جزئين أو أكثر، في فقرتين، فيقدم ما أخّره في الفترة الأولى، ويؤخّر ما قدّمه، كقوله تعالى: (لا هنّ حلّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ)(29) وكقوله:
في هواكم يا سادتي متُّ وجداً ق          مـتُّ وَجداً يا سادتي في هـواكمُ
32-الهزل
الهزل: وهو أن يأتي بهزل يراد به الجدّ، كقوله:
إذا ما جاهلي أتاك مـــفاخراً ق          فقل: عَدّ عن ذا كيف أكلك العنب
33-الاطراد
الاطراد: وهو أن يأتي باسم من يقصده واسم آبائه على ترتيب تسلسلهم في الولادة بلا تكلّف في السبك، كقوله:
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ق          بعتيبة بن الحــارث بـن شهاب
ومنه قوله (صـــلى الله عليه وآله وسلم): الكريم ابن الـــكريـــم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم(30).
34-تجاهل العارف
تجاهل العارف: وهو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً، مع أنه عالم، وذلك لنكتة كقوله: (أمنزل الأحباب ما لك موحشاً(...؟
أما إذا وقع مثل ذلك في كلام الله سبحانه، كقوله تعالى: (وما تلك بيمينك ياموسى)(31) أو في كلام أوليائه، فلا يسمّى بتجاهل العارف، بل يسمّى حينئذ: ايراد الكلام في صورة الإستفهام لغاية.
35-الجناس
الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى، وهو قسمان:
1 ـ لفظي.
2 ـ معنوي.
أقسام الجناس اللفظي
الجناس اللفظي على أقسام:
1 ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:
نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، كقوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)(1) فالمراد بالساعة الاولى: يوم القيامة، وبالساعة الثانية: جزء من الزمان.
2 ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف اللفظان في أحد الأمور الأربعة المذكورة (النوع والعدد والهيئة والترتيب).
فالإختلاف في عدد الحرف، نحو: (دوام الحال محال).
وفي نوعه: كقوله تعالى: (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحقّ وبما كنتم تمرحون)(2).
وفي هيئته: نحو: (الجَدّ في الجِدّ والحرمان في الكسل).
وفي ترتيبه: نحو: (رحم الله من فكّ كفّه وكفّ فكّه).
3 ـ الجناس المطلق: وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق، نحو: (غِفار، غفر الله لها).
وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الإشتقاق، نحو قوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)(3).
4 ـ الجناس المذيّل: وهو ما يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله:
يمدون من أيد عواص عواصم             تـــصول بأسياف قواض قواضب
5 ـ الجناس المطرّف: وهو ما يكون الإختلاف بزيادة حرفين في أوله، كقوله:
وكــم غرر مـــن برّه ولطائف            لشكري على تلك اللطائف طائف
6 ـ الجناس المضارع: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينئون عنه)(4).
7 ـ الجناس اللاحق: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله تعالى: (ويل لكلّ هُمَزةٍ لُمَزةٍ)(5).
8 ـ الجناس التلفّظي: وهو ما اختلف ركناه خطاً مع اتحادهما في التلفّظ، كقوله:
اعـذب خـــلق الله نطقاً وفمـاً            إن لم يــكن أحق بالحُسن فمن
فالاول تنوين، والثاني نون.
9 ـ الجناس المحرّف: وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: (جُبة البُرد جُنّة البَرد).
10 ـ الجناس المصحّف: وهو ما اختلف اللّفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النُقَط لم يتميّز أحدهما عن الآخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية: (غَرّك عزُّك فَصار قصار ذلك ذُلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك تهدى بهذي)(6).
11 ـ الجناس المركّب: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والإفراد، كقوله:
إذا ملك لم يكن ذا هبة            فــدعه فــدولته ذاهبة
فالاول مركب بمعنى: صاحب هبة، والثاني: مفرد وهو اسم الفاعل:
12 ـ الجناس الملفّق: وهو ما كان اللّفظان كلاهما مركّباً، كقوله:
فلم تضع الأعادي قدر شأني            ولا قــــــــالوا فلان قد رشاني
الاول: مركّب من (قدر) ومن (شأني) والثاني: مركّب من (قد) ومن (رشاني).
13 ـ جناس القلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف، نحو: (رحم الله امرءاً مسك ما بين فكّيه وأطلق ما بين كفيّه).
14 ـ الجناس المستوى: وهو من جناس القلب، ويسمّى أيضاً: (مالا يستحيل بالإنعكاس) وهو ما لايختلف لو قريء من حرفه الاخير إلى الأوّل معكوساً ومقلوباً، وانّما يحصل بـــعـــيــنـــــه، نحو قوله تعالى: (كلّ فــــي فلك)(7) وقوله سبحانه: (ربّك فكبّر)(8) فإنّه ينعكس بعينه، ونحو قوله:
مودّته تدوم لكلّ هولٍ            وهل كـــلٌ مودّته تدوم
وكذا قوله: (أرانا الإله هلالاً أناراً).
أقسام الجناس المعنوي
الجناس المعنوي قسمان:
1 ـ جناس الإضمار: وهو أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظاً آخر، واللفظ الآخر يُراد به غير معناه بدلالة السياق، كقوله:
فهو إذا رأته عين الرائي            أبــو معاذ أو أخو الخنساء
فإن المراد بأبي معاذ: (جبل) وبأخ الخنساء: (صخر) وليس بمراد، وانما المراد: ذم المقصود بأنه كالصخر.
2 ـ جناس الاشارة: وهو ما ذكر فيه أحد اللفظين وأشير للآخر بما يدلّ عليه، كقوله:
ياحمزة اسمح بـوصل            وامـنن علينا بقــرب
في ثغرك اسمك أضحــى            مــصحّفاً وبقلــبي
أراد (الخمرة) و(الجمرة) إذ هما مصحفا حمزة.
 
36-التصحيف
التصحيف: وهو التشابه بين كلمتين أو أكثر خطّأً، والفارق النقط، كـ(التحلّي) و(التخلّي) و(التجلي).
37-الازدواج
الازدواج: وهو تجانس اللفظين المجاورين، نحو: (من لجّ ولج) و(من جدّ وجد).
 
38-السجع
السجع: هو توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرف الاخير- والفاصلة في النثر كالقافية في الشعر- وموطن السجع النثر، وأحسنه ما تساوت فقراته، كقوله تعالى: (في سدر مخضود وطلح منضود وظلّ ممدود)(9) وإن لم تتساو فقراته فالاحسن ما طالت فقرته الثانية نحو قوله تعالى: (والنجم إذا هوى، ما ضلّ صاحبكم وما غوى)(10) أو طالت فقرته الثالثة، نحو قوله تعالى: (خذوه فغلّوه، ثمّ الجحيم صلّوه، ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه)(11) ولا يحسن العكس بأن تطول الفقرة الاولى دون الثانية، أو الثانية دون الثالثة، لأن السامع ينتظر بقيتها، فإذا انقطع كان كالمبتور.
39-التشطير
التشطير: وهو جعل كل من شطري البيت مسجوعاً سجعة مخالفة للسجعة الّتي في الشطر الآخر، وهذا يكون على القول بعد اختصاص السجع بالنثر، كقوله:
تدبير معتصم بالله منتقم            لله مــرتغب في الله مرتقب
فالشطر الاوّل سجعته مبنيّة على الميم والثاني على الباء.
40-الموازنة
الموازنة: وهي تساوي الفاصلتين في الوزن فقط لا في التقفية، نحو قوله تعالى: (ونمارق مصفوقة، وزرابيّ مبثوثة)(12) فإن كلمة (مصفوفة) متفقة مع كلمة (مبثوثة) في الوزن، لا في التقفية.
41-الترصيع
الترصيع: وهو توازن الألفاظ مع توافق الاعجاز، أو تقاربها، ومثال التوافق قوله تعالى: (إنّ الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم)(13).
ومثال التقارب قوله تعالى: (وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم)(14).
42-التشريع
التشريع: ويسمّى (التوشيح) و(ذا القافيتين) أيضاً، وهو بناء البيت على قافيتين أو أكثر، يصح الوقوف على كلّ واحد منها، كقوله:
يا خــــــاطب الدنيا الدنية انها            شرك الـــردى وقرارة الأكدار
دار إذا ما أضحكت في يومها            أبــكت غداً تبّاً لها مــــن دار
فيصح الوقوف على (الردى) و)غدا) فتنقلب الأبيات من (بحر الكامل) وتكون من (مجزوء الكامل) وتقرأ هكذا:
ياخــاطب النيــا الدنــــ           ــــيّة انها شَرَك الــــردى
دار إذا مـــا أضحكت            فـــي يومها أبكت غداً
43-لزوم ما لا لزم
لزوم ما لايلزم: ويسمّى الالزام والتضمين والتشديد والإعنات أيضاً، وهو أن يجيء قبل حرف الرويّ - في فاصلتين وأكثر أو بيتين وأكثر - بحرف لا يتوقّف السجع عليه، كقوله تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر)(15).
وكقوله:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل            وحليــة الفضل زانتني لدى العَطَل
فالراء في الآية واللام في الشعر، حروف الروي، وقد جيء قبل الراء بالهاء وقبل اللام بالطاء، وهو غير لازم لتحقّق السجع بدون ذلك.
44-ردّ العجز على الصدر
ردّ العجز على الصدر: وهو ان يعاد ما بدأ به الاخير، كقوله تعالى: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)(16).
وقوله:
سريع الى ابن العم يلطم وجهه            ولــــيس إلى داعي الندى بسريع
45-ما لا يستحيل بالانعكاس
مالا يستحيل بالإنعكاس، ويسمّى: القلب المستوي كما مرّ في جناس القلب، وهو: أن يقرأ عكساً كما يقرأ طرداً: (دام علاء العماد). ونحو: (كن كما أمكنك) فإنه إذا قرئ عكساً من الاخير الى الاوّل كان أيضاً: (دام علاء العماد) و(كن كما أمكنك).
46-المواربة
المواربة: وهي أن يجعل المتكلّم كلامه بحيث يمكن تغييره بتصحيف ونحوه، كما يحكى عن أبي نؤاس أنّه كتب على باب قصر هارون العباسي البيت التالي:
لقد ضاع شعري على بابكم            مـــــا ضاع عقد على خالصة
فلما أنكر عليه هارون ذلك، محى هلال العين، فصار البيت كالتالي:
لقد ضاء شعري على بابكم            كمـــا ضاء عِقد على خالصه
47-ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ: وهو أن يؤتى في العبارة بألفاظ من واد واحد في الأنس والغرابة ونحوهما، نحو: (ما لكم تكاكأتم عليّ... افرنقعوا) جمع بين غريبين (تكاكأتم) و(افرنقعوا).
48-التسميط
التسميط: وهو أن يجعل الشاعر بيته على أربعة أقسام، كقوله:
فنحن في جزل، والروم في وجل            والبــرّ في شغل، والبحر في خجل
49-الانسجام
الإنسجام: ويسمّى (السهولة) أيضاً، وهو سلامة الألفاظ والمعاني مع جزالتهما وتناسبهما، كقوله تعالى: (كلٌّ في فلك يسبحون)(17) وكقوله:
ما وهب الله لامرىء هبة            أفضلَ مـن عقله ومن أدبه
هما كمال الفتى فـإن فقدا            ففقـــده للحياة أليق بــــه
50-الاكتفاء
الإكتفاء: وهو أن يحذف بعض الكلام لدلاله العقل عليه، كقوله:
قالت بنات العم يا سلمى وإن            كــان فقيراً معدماً قالت وإن
أي: وإن كان فقيراً معدماً.
51-التطريز
التطريز: وهو أن يكون صدر الكلام مشتملاً على ثلاثة أسماء مختلفة المعاني، ويكون العجز صفة مكررة بلفظ واحد، كقوله:
وتسقيني وتشرب من رحيق            خليق أن يُلقّب بـــــالخلوق
كـــأن الكأس فـي يدها وفيها            عقيق في عقيق في عقيق
52-التوشيع
التوشيع، مأخوذ من الوشيعة وهي الزهر المختلف الألوان ومن البرد الوشيع وهو الكثير النقوش، هو أن يؤتي فيعجز الكلام بمثنى مفسر باسمين، ثانيهما معطوف على الأول، نحو «يشيب ابن آدم ولا تشيب فيه خصلتان: الحرص وطول الأمل».