الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... الإعلان الإعلان. ......................................................................... المتحرك:

مرحبا بكم

المتحرك

السبت، 3 نوفمبر 2012

النبى إدريـس شرُفــت بـــه أرض إدفــــــو بقلم د. محمد فتحى فوزى

 
النبى إدريـس( عليه السلام)     شرُفــت بـــه أرض إدفــــــو  بمصر
إعداد: د. محمد فتحى فوزى
                                                
                                
           "ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن أعبدوا الله مالكم من إله غيره "          المؤمنون

ضاقت الأرض بأبناء شيث وأحفاده وبعضا من إخوته فى عـــدن ؛ فأتخذوا طريق الهجرة عبر مضيق باب



خريطة توضح خط سير أبناء شيث من  سواحل عدن إلى ساحل البحر الأحمر
ثم عبور مضيق باب المندب إلى ساحل البحر الأحمر ثم أرض صعيد مصرالعليا بإدفو ثم مواصلة السير إلى 
منف  عبر وادى نهر النيل ثم الهجرة إلى شمال العراق عبر سيناء وساحل البحر المتوسط
 المندب الذى كان فى ذلك الوقت ُقرب آخر العصر الجليدى الرابع ــ جافاً أو شبه جافا يسهُل إجتيازه ،وظلوا يسيرون شمالا حتى وصلوا أرض مصر ؛ فواصلوا إرتحالهم تدريجيا بمحاذاة الساحل الغربى للبحر الأحمر فى السهل الساحلى حتى وصلوا الهضبة الشرقية لوادى النيل وسكنوها.
ولم يكن مُناخ  تلك الأماكن صحراويا أو جبليا قاحلا كما قد يتبادر إلى الذهن حيث نراها الآن ، بل كانت الأمطار تسقط عليها لأنها كانت غزيرة  والمراعى أغزر، وسكن بنو شيث وبنو أنوش وقينان ومهللئيل الهضبة الشرقية لوادى نهر النيل ، ولكن لما بدأت حرارة الأرض فى الإرتفاع بدأ الُعشب يقل فى الهضبة وأخذ الناس يهاجرون طلبا للماء ؛ فتعقبوا مجارى  ا لسيول ورأوها تتجه غربا ؛ فاتبعوها إلى أن وصلوا نهر النيل العظيم؛ فإستقروا حوله وعمروه، وقُدِر لمصر أن تكون مهد أول حضارة فى العالم.
وكان أبناء شيث يعبدون الله كما علمهم جدهم آدم عليه السلام وبما أُنزل على شيث من صحف إلاهية ، ولكن بمرور الزمن ضلوا ولزم إرسال نبى لهدايتهم ؛ فكان سيدنا إدريس عليه السلام . الذى شرُفت أرض " إدفــــو " بوجوده عليها.

إدفـــو بالصعيد الأعلى حيث هى عاصمة المقاطعة الثانية بعد طيبة( الأقصر)
الهجرة عبر البحر الأحمر من باب المندب
فقد جاء فى صفحة(348)من كتاب" تاريخ الحكماء" بشأن "هرمس الهرامسة" :"وأخبر جماعة من العلماء أن جميع العلوم التى ظهرت قبل الطوفان إنما صدرت عن هرمس الأول الساكن بصعيد مصر الأعلىوهو الذى يسميه العبرانيون "خنوخ" النبى أبن يارد بن مهللئيل بن قينان بن انوس بن شيث بن آدم وهو "إدريس" النبى عليه السلام ،
خريطة توضح مصر العُليا المحتوية على المقاطعة الأولى وعاصمتها الأقصر والمقاطعة الثانية وعاصمتها إدفو
وقالوا أنه أول من تكلم فى الجواهر العلوية والحركات النجومية، وأول من بنى الهياكل ومجد الله فيها ، وأول من نظر فى علم الطب ، وألَّف لأهل زمانه قصائد موزونة فى الأشياء الأرضية والسماوية ، وقالوا أنه أول من أنذر بالطوفان ، ورأى أن آفة سماوية تلتحف الأرض من الماء"
وقيل أيضا أن هرمس هذا كان رجلا تام القامة حسن الوجه، كث اللحية مليح الشمائل ، عريض المنكبين ، ضخم العظام ، قليل اللحم  ، متأنيا فى كلامه، كثير الصمت إذا مشى أكثر نظره إلى الأرض ، كثير الفكرة ، وإذا إغتاظ إحتد ، وكان مدة مقامه فى الأرض إثنتين وثمانين سنة وكانت له مواعظ وآداب منها:ــــ
·        لا تحلفوا كاذبين ولا تهجموا على الله سبحانه وتعالىباليمين ولاتُحَلِّفوا الكذابين فتُشارِكوهم فى الإثم.
·        لا تحسدوا الناس على مواتة الحظ فإن إستمتاعهم به قليل.
·        أطيعوا ملوككم، واخضعوا لأكابركم، وإملأوا أفواهكم بحمد الله.
فقد لُقِب بهرمس الهرامسة كما جاء فى كتاب تاريخ الحكماء صفحة (348) ويبدولكونه نبى مُرسل؛ إكتفى متشرفاًبذكر إسمهِ صراحةً فى القُرآن الكريم زاهداً فى ذكره على المعابد والأحجار والمقابر ؛ ولهذا لم يُذكر ذلك اللقب على المعابد ، وقد أخبر بالطوفان فى العراق مُنبِئأً عن كشف بصيرته ودليلاً لإثبات نبوته حتى ولو لم يأت الطوفان لمصرومعنى بناء الأهرام والبرابىفى صعيد مصر الأعلى  يعنى أحفاده وليس شرطًا أن يكون هو، وقد أماطت اللغة الهيروغليفية السر  بأن المجد للملوك..نعم! الد نيويون كمجد شخصى وليس الأنبياء والُرُسل لأنهم زهاد، وقد إحتوت على تسجيل العلوم فعلا أما طريقة التحنيط فهى سر من أسرار رجال الدين لا يُميطون عنه اللثام وهذه عادة من عادات الكهنة  حفاظا على قدسيتهم ومكانتهم العليةألهمه الله من أمور الدنيا ُأُسس قيام الحضارة الإنسانية من كتابة وقراءة وثياب ومكاييل وموازين للمعاملات وعلم الطب والهندسة والفلك والسياسة.
 وفى تفسير الألوسى   ( روح المعانى ج16 صــــ106)حديث عن إبن المنذر عن عمر مولى عفرة ُيرفع الحديث إلى النبى صلى الله عليه وسلم قال :" إ نه كان تقيا زكيا وكان ُيقسم دهره على نصفين ثلاثة أيام ُيعلم الناس  الخير وأربعة يسيح فى الأرض ويعبد الله مجتهدا وكان يصدر من عمله وحده إلى السماء من الخير مثل ما يصعد من جميع أعمال بنى آدم  وأن ملك الموت أحبه فى الله وصحبه، وإدريس لا يدرى أنه ملك الموت وعندما رأى إدريس أنه لا يأكل شك فيه ؛ فاعترف بأنه ملك الموت وسأله إدريس قائلا:"أحب أن ُتذيقنى الموت ثم ترد علَّىَّ ُروحى.؛ فقال ما أقدر إلا أن أستأذن ؛ فاستأذن ربه؛ فأذن له؛ فقبض روحه ثم ردهاالله تعالى إليه ؛ فقال له ملك الموت: يا نبى الله كيف وجدت الموت ؛ قال أعظم مما كنت أُحَِد ث وأسمع ، ثم سأله رؤية الجنة وأن يدخلها ؛ ليأُكل من ثمارها ويشرب من شرابها ليكون بعد ذلك أشد طلبا فى عبادته  ؛ ففعل ، ولما طلب منه ملك الموت الخروج من الجنة رفض (إدريس) وقال إن شئت خاصمتك ، وإستطرد قائلا:"كل نفس ذائقة الموت" وقد ُذ قته ، وقال أيضا:"وما ُهم منها بمخرجين" ؛ لذلك فهو حى فى الجنة.
فقد كان لسلاسة الطبيعة فى وادى النيل من حيث مُناخه وإنبساط أرضه وإنتظام النيل فى فيضانه وجلبه الخير والنماء بوفرة للإنسان والحيوان أثر فى إستقرار الحياة وسلاسة أخلاق سكانه فلم ُيؤثر عن المصريين معارضتهم  للنبى إدريس عليه السلام حين أمرهم بنبذ أصنامهم ، ولا كذبوه فى أنه ُمبلغ من ربه ، بل إن المصريين آمنوا به وإتبعوه  وتعمقت العقيدة الدينية فيهم وتأصلت  تأصلا كبيرا حتى ولو ضلوا طريق الإله الحق لاحقا ، إلا أن الدين ظل هو المحرك الأكبر لحركة الحياة لدى المصريين القدماء ، علما بأن ليس كل المصريين فردا فردا آمنوا بإدريس عليه السلام، لأن المجتمعات الأولى كانت عبارة عن قرى صغيرة وكل مدينة منفصلة عن المدن الأُخرى بمستنقعات كثيرة وكل مدينة لها حاكم خاص  وكان هذا الوضع يسمى إمارات المدن بمعنى كل مدينة هى إمارة مستقلة وإذاوقع حدث ما فى مدينة فلا يستدعى ذ لك أن تلم به كل المدن الأُخرى إلا المجاورة .
أما البعيدة فلا تلم به فظلت على عبادة أصنامها ، ولكن بمرور الزمن لابد أن تصل تعاليمه إليها وتطعمت بها العقيدة الوثنية التى كانت سائدة فى هذه المدن وحتى المدن التى كانت بلغتها دعوة النبى إدريس وآمنت به وإتبعته بعد رفعه لم تبق متمسكة بالديانة الإلهية التوحيدية . إذ لم تستطع عقولها هضم فكرة إله واحد لا تراه الأعين وكان الفكر البشرى فى هذا الطور البدائى من الحضارة لا يؤمن إلا بما هو محسوس وواقع تحت بصره ملموس ؛ لهذا إرتدت بعض الجماعات وإتخذت إلها فيما يقع عليه بصرها وتلمست كل قبيلة لها ربا وكان طور تعد د الآلهة إلا قبيلة واحدة هم نسل سيدنا إدريس عليه السلام؛ فقد ظلوا على إيمانهم بالله الواحد الأحد  ولم يطيقوا الضلال ؛ فارتحلوا شمالا إلى الدلتا ، ثم سيناء، ثم إلى فلسطين ، ثم شرقا عبر الشام إلى شمال العراق.

                                                    الإجتماع فى المعابد
وكان إدريس قد ُوِلد له متوشالح وعمره (65سنة) وفى أثناء إرتحالهم ولد لمتوشالح(لامك)عند عمر(187 سنة) بمعنى مرور "252سنة" لتجوالهم وصل ( لــامـك ) فى نهايتها إلى شمال العراق وبعد (82سنة) من عمره ُوِلد لُه نوح الذى أصبح نبيا ُمرسلا إلى أهل العراق.وأختم مقالى بقوله تبارك وتعالى" وإسماعيل وإدريس وذا الكفل، كل من الصابرين، وأدخلناهم فى رحمتنا، إنهم من الصالحين ". (85-86- الأنبياء ).

وكانت الهجرة من مصر عبر سيناء إلى شمال العراق

وإنما المرء حديث بعده     فكن حديثا حسنا لمن وعى 

 مجرد وجهة نظر
                                                          


                                 

*********************************************************
أهم المراجع:
* قصص الأنبياء والتاريخ الجزء الأول الطبعة الثانية أبريل 2004- القاهرة
 د. رشدى البدراوى الأستاذ بجامعة القاهرة( بتصرف طفيف)

مصر أم الدنيا

                                                      مصر كنانة الله في أرضه
إعداد: محمد فتحى فوزى                                     
عندما اوشكت مصر على المجاعة , والسنين العجاف في عهد ذلك الملك الذى ورد ذكره فى سورة يوسف , أرسل الله لها نبيا , كي يعالج المسألة الاقتصادية التي سوف تقع على مصر , لماذا ؟ لان مصر درة أرض عرب, وأرض الكنانة
ولسائل أنن يسأل لماذا أرسل الله تعالى نبيا ؟ لأن الملك كان صالحا

والله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
ونحن لا نعرف تفاصيل سيرة ذلك الملك , ولكن الله تعالى يعلمها , فارسل اليه الرموز في الرؤيا , كي ينبهه من خطر قادم , وأرسل له النبي الذي يعلم تفسير تلك الرموز.

وتفسير الرؤى علم كسبي و علم وهبي: كسبي لا بد لك من علم واسع تسعى للحصول عليه, والعلم  الوهبي : هبة من الله لبعض عباده الصالحين و يوسف عليه السلام , كان نبيا ومن نسل الأنبياء حدثت له القصة المعروفة في القرآن , إلى أن حطت به الأقدار في أرض الكنانة , مصر
فنهل من علم مصر ما قدره له  الله تعالى من العلم الكسبي , ثم كساه الله بالعلم الوهبي , وبعدها اتخذه نبيا  ومرشدا لمصر في ظل ذلك الملك الصالح الذي استطاع بمهارة يوسف عليه السلام أن يجنب أهل مصر وما حولها من الامصار المجاعة التي كانت لولا أن يد الله مع الملك , لكانت من البلاد المنكوبة أو البلاد التي رشقها الله بعذاب من عنده , ولكنها نواميس الكون , يعلّمُها الله لعباده
لذلك يا عبد الله إذا كنت مديرا على إقليم او ناحية من نواحي مصر , فاعلم أن عين الله ترقبك.

ذكرت مصر فى القرآن الكريم خمس مرات :
{اهبطوا مصراً فإنَّ لكم مَّا سألتم} (البقرة :61) .
{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوَّءا لقومكما بمصر بيوتاً} (يونس:87).
{وقال الذي اشتراهُ من مصر} (يوسف:21) .
{ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} (يوسف :99) .
{قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} (الزخرف:51) .
كم مرة ذكرت سيناء فى القرآن الكريم ؟
ج:ذكرت سيناء فى القرآن الكريم مرتين :
{وشجرة تخرج من طور سيناء} (المؤمنون:20) .
{وطور سينين} (التين:2) .
ذكر مصر فى القرآن الكريم
ذكرت مصر فى القرآن الكريم فى ثمانيه و عشرين موضعا ،منها ما هو صريح فى قوله تعالى
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61البقرة)
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (يوسف 21).
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (يوسف 99) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 87)
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ( الزخرف 51)
و منها ما جاء بشكل غير مباشر فى قوله تعالى
قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ( يوسف55 )
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ( القصص6) و الأرض فى الآية هى مصر و قد ذكرت فى عشر مواضع باسم الأرض فى القرآن كما ذكر عبدالله بن عباس .


وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (القصص20)

أما ما روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فى ذكر مصر
قوله صلى الله عليه و سلم (ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم ذمه و رحما ) رواه مسلم.
و قوله صلى الله عليه و سلم (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير اجناد الأرض ، قال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة ).
ذكر دعاء الأنبياء عليهم السلام لمصر:
قال عبدالله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و خرابها و من يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرض سهلة ذات نهر جار مادته من الجنه تنحدر فيه البركه و تمزجه الرحمه ، و رأى جبلا من جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمه ن فى سفحه أشجار مثمرة فروعها فى الجنه تسقى بماء الرحمه ، فدعا ىدم فى النيل بالبركة ، و دعا فى أرض مصر بالرحمه و البر و التقوى ، و بارك على نيلها و جبلها سبع مرات ..
و قال : يأيها الجبل المرحوم ، سفحك جنه و تربتك مسك ، يدفن فيها غراس الجنه ،ارض حافظه 
مطيعه رحيمه ، لا خلتك يا مصر بركة ، و لازال بك حفظ ، ولا زال منك ملك و عز . ( أورده السيوطى جزء 1 ص 20 نقلا عن بن زولاق )
أما دعاء نوح عليه السلام لها فقال عبدالله بن عباس " دعا نوح عليه السلام لابنه مصرايم بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه و فى ذريته و أسكنه الأرض الطيبه المباركه التى هى أم البلاد و غوث العباد "
ذكر من ولد بمصر من الأنبياء و من كان بها منهم عليهم السلام:
كان بمصر إبراهيم الخليل ، و إسماعيل ،و إدريس ، و يعقوب ، و يوسف ، و اثنا عشر سبطا . وولد بها موسى ، وهارون ، و يوشع بن نون ،و دانيال ، و أرميا و لقمان
و كان بها من الصديقيين و الصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر فى القرآن فى مواضع كثيره و قال على بن أبى طالب كرم الله وجهه اسمه حزقيل ، و كان بها الخضر ،آسيه امرأة فرعون و أم إسحاق و مريم ابنه عمران ، و ماشطه بنت فرعون .
من مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم اسماعيل و تزوج يوسف من زليخا ، و منها أهدى المقوقس الرسول عليه الصلاه و السلام ماريا القبطيه فتزوجها و أنجبت له إبراهيم
و يذكر أنه لما أجتمع الحسين بن على مع معاويه قال له الحسين : إن اهل حفن بصعيد مصر و هى قريه ماريه ام إبراهيم فاسقط عنها الخراج إكراما لرسول الله ، فأسقطه .
أما عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقد كتب إلى عمرو بن العاص قائلا : أما بعد فإنى قد فكرت فى بلدك و هى أرض واسعه عريضه رفيعه ، قد أعطى الله أهلها عددا و جلدا و قوة فى البر و البحر ، قد عالجتها الفراعنه و عملوا فيها عملا محكما ، مع شدة عتوهم ، فعجبت من ذلك ، وأحب أن تكتب لى بصفة ارضك كانى انظر إليها ، و السلام .
فكتب إليه عمرو بن العاص قد فهمت كلامك و ما فكرت فيه من صفه مصر ، مع أن كتابى سيكشف عنك عمى الخبر ، و يرمى على بابك منها بنافذ النظر ، وإن مصر تربه سوداء و شجرة خضراء ،بين جبل أغبر و رمل أعفر ، قد أكتنفها معدن رفقها (أى عملها ) و محط رزقها ، ما بين أسوان إلى منشأ البحر ، فى سح النهر(تدفقه) مسرة الراكب شهرا ، كأن ما بين جبلها و رملهابطن أقب (دقيق الخصر)و ظهر أجب ، يخط فيه مبارك الغدوات ،ميمون البركات يسيل بالذهب ، و يجرى على الزياده و النقصان كمجارى الشمس و القمر ، له أيام تسيل له عيون الأرض و ينابيعها مامورة إليه بذلك ، حتى إذا ربا و طما و اصلخم لججه (أى اشتد) و اغلولب عبابه كانت القرى بما أحاط بها كالربا ، لا يتوصل من بعضها إلى بعض إلا فى السفائن و المراكب ، و لا يلبث غلا قليلا حتى يلم كأول ما بدا من جريه و أول ما طما فى درته حتى تستبين فنونها و متونها .
ثم انتشرت فيه أمه محقورة ( يقصد أهل البلاد الذين استذلهم الرومان ) ، قد رزقوا على ارضهم جلدا و قوة لغيرهم ما يسعون من كدهم (أى للرومان ) بلا حد ينال ذلك منهم ، فيسقون سها الأرض و خرابها ورواسيها ،ثم ألقوا فيهن صنوف الحب ما يرجون التمام من الرب ، فلم يلبث إلا قليلا حتى أشرق ثم أسبل فتراه بمعصفر و مزعفر يسقيه من تحته الثرى و من فوقه الندى ،و سحاب منهم بالأرائك مستدر ، ثم فى هذا الزمان من زمنها يغنى ذبابها ( أى محصولها ) و يدر حلابها ( اللبن ) و يبدأ فى صرامها ( جنى الثمر ) ، فبينما هى مدرة سوداء إذا هى لجة بيضاء ، ثم غوطة خضراء ثم ديباجة رقشاء ، ثم فضه بيضاء ؛ فتبارك الله الفعال لما يشاء ، و إن خير ما اعتمدت عليه فى ذلك يا أمير المؤمنين ، الشكر لله عز و جل على ما أنعم به عليك منها ، فادام الله لك النعمة و الكرامة فى جميع أمورك كلها و السلام .
و قد ذكر الكثيرون من المسلمين الأوائل و غبرهم من فضائل و صفات مصر و أهلها الكثير و الكثير ، و ما يناله حاكمها من البركه و الرزق و الخير .
يا أرض مصر فيك من الخبايا و الكنوز ، و لك البر و الثروة ، سال نهرك عسلا ، كثر الله زرعك ، و در ضرعك ، و زكى نباتك ، و عظمت بركتك و خصبت ، و لا زال فيك يا مصر خيرا ما لم تتجبرى و تتكبرى ، أو تخونى ، فإذا فعلت لك عراك شر ، ثم يعود خيرك.
و فى التوراة ( مصر خزائن الأرض كلها ، فمن أرادها بسوء قصمه الله ).