الجامع العمرى: حلية مساجد إدفتو وشاهد تاريخها (4)
بقلم: د. محمد فتحى فوزى
الجامع العمرى: حلية مساجد إدفو وشاهد تاريخها (4)
بقلم: د. محمد فتحى فوزى
بقلم: د. محمد فتحى فوزى
بقلم: د. محمد فتحى فوزى
ومن ثم للقاهرة واستقروا فيها بعد إعقابهم بإدفـو ومدن الصعـيد حيث الزراعة
والماء والكلأ والمعيشة المستقرة وقربهم من نهر النيل شريان الحياة النابض لهم.
ومن أسباب الهجرات العربية نقسمها لأفرع عديدة :فالمهاجرون من المشرق كانت
هجراتهم إما لجفاف الجزيرة وقسوة مُناخها أو للتجارة عن طريق البحر الأحمر فتستقر فى قفط
قديما ووجدت نقوش على صخرة قرب إدفو منقوش عليها صورة حاكم وهو يرسل كتائب من جيشه
لصد هجوم هؤلاء العرب ، أو للفتح الإسلامى لمصر والإستقرار بالفسطاط حول مسجد عمرو
بن العاص ومن ثم المرتبع القبلى وتنقلهم فى فصل الربيع بأرجاء مصر والمكث فى
الأقاليم التى تعجبهم لمدة ثلاثة أشهر ثم الإستقرار نهائيا فيما بعد.
والمهاجرون من الغرب كان بسبب الحج عبر مصر من ميناء عيذاب على البحر
الأحمر قرب حميثرة أو من الطريق الساحلى بشبه جزيرة سيناء أو الفرار بعد سقوط
الدولة الإدريسية وتجنب الإضطهاد السياسى أو للتجارة عبر البلاد وقيام الدولة
الفاطمية بعد انتقالها من إفريقيا( تونس).فمنذ القرن الرابع الهجرى صارت عيذاب
المركز الرئيسى للنشاط التجارى عبر البحر الأحمر وظلت تتمتع بذلك حتى بداية القرن
التاسع الهجرى.
أما بقية الهجرات العربية فكانت لجنوب الصعيد بالتطوع لحماية الحدود
الجنوبية عند أسوان والبحث عن الذهب والصراع العربى مع النازحين من شمال السودان،
فقد كانت معاهدة "البقط" بين عبد الله بن سعد والنوبيين مهدت لسيطرة
العرب على "دمقلة" مقر النوبيين بشمال السودان وبحملة العرب عليها فى 31
هـ بعشرين ألفا من قبيلة
" بلى "اليمنية ثم جهينة وقبيلة ربيعة ومنه بنو الكنز ،(وقد آخى الرسول
صلى الله عليه وسلم بين النوبيين والعرب بقوله:" من لم يكن له أخ فليتخذ اخا
من النوبة" وقال" خير سبيكم النوبة" وقال :" وللنوبة كف ووفاء
وحسن عهد" كما جاء فى صـ51 من كتاب دورالقبائل العربية فى صعيد مصرللدكتور ممدوح عبد الرحمن الريطى )
وترجع هجرة الأشراف الجعافرة إلى الصعيد وخصوصا أسوان إلى إنهزامهم مع بنو
عمومتهم أبناء الحسن فى المدينة المنورة زمن الدولة الأموية، وهجرة على بن محمد بن
الحسن بن على عام 145هـ من بطش الدولة العباسية واختفى بقرية طوخ الخيل
بالأشمونيين بالمنيا وتزوج هناك واعقب.
ومن أسباب الهجرة أنه عظم وضع الفارسيون والأتراك فى ظل الدولة العباسية
مما أدى إلى تصاغر دور العرب والإعتماد عليهم فى تسيير أمور الخلافة
فقرر المتوكل العباسى عام 232هـ- 247هـ بأمره صاحب مصر " إسحاق بن
يحيى" 235هـ-236هـ بترحيل العلويين من الفسطاط للعراق ومنه للمدينة المنورة
فى رجب236هـ فخشية ذلك الترحيل هرب الجميع إلى صعيد مصر باسوان عموما وإدفـو
خصوصا.