الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... الإعلان الإعلان. ......................................................................... المتحرك:

مرحبا بكم

المتحرك

الأربعاء، 25 مارس 2015

التكايا والزوايا(2)


                                                                                                             
                                                                                        

التكايا والزوايا  (2)
              


الأصل اللغوي لمصطلح التكية يرجع إلى اللغة الكردية ، وهي مؤلفة من مقطعين مركبين وهما: (تاك كاه) ، والمقطع الأول وهو (تاك) يعني باللغة الكردية (الواحد أو الفرد) والمقطع الثاني (كاه) يعني (المكان أو المحل) وعليه يكون المعنى عند جمع هذين المقطعين (مكان التوحيد) ، والتوحيد هو ذكر لا اله الا الله محمد رسول  . أي ان معنى التكية الاصطلاحي استنادا إلى اللغة الكردية هو المكان او المحل الذي يلتقي فيه اهل الطريقة لذكر الله تعالى . قال تعالى : "واعتدت لهنّ متكأً ".
ان هذا المصطلح تم اشتقاقه من اللغة الكردية قبل قرنين من الزمان تقريبا وذلك بعد سقوط الدولة العثمانية ، حيث وَلمَع التصوف الإسلامي وترعرع في مناطق كردستان العراق وإيران لأسباب جغرافية ، فالطبيعة الجبلية لمناطق الكرد لعبت دوراً رئيسياً ومهماً في مساعدة السادة الصوفية على الانقطاع إلى الحق تعالى وذلك من خلال خلواتهم الخاصة ، كما لعبت دورها مع حضرة الرسول الأعظم  قبل بعثته .
اما المعنى الحقيقي للتكية عند أهل الطريقة فهو يطابق عندهم تماما معنى الصفة في المسجد النبوي الشريف على عهد رسول الله  ، فالتكية عند أهل الطريقة - من حيث المعنى - هي امتداد حي لصفة المسجد النبوي الشريف ، والصفَّة على عهد رسول الله  كانت عبارة عن « بيت صيفي مسقوف بقضبان النخل وغيرها" وأهل الصفَّة وقتها كانوا « جماعة من فقراء المهاجرين يقيمون في هذا المكان المظلل في مسجد المدينة المنورة ، ويرعاهم رسول الله " ، وقد حدد الإمام جعفر الصادق  صفاتهم بقوله : « أهل الصفة : هم الذين لم يؤثروا الدنيا على الآخرة ، بل بذلوها ولم يعرجوا عليها ، واعتمدوا في ذلك على ربهم وطلبوا رضاه وموافقة الرسول  "
التكية توفر ما كان يوفره بيت الصفَّة في المسجد النبوي الشريف للرعيل الأول من الصحابة الكرام ، إذ يقصدها الزهاد والعباد واغلبهم من الفقراء او الطبقة المتوسطة ، ولتسهيل أدائهم للعبادة ، تم استخدام هذا المكان والراحة والنوم ايضا ، فضلا عن حلقات الدرس وطلب العلم ، كما كان معمول به في صفة المسجد التابعة للمسجد النبوي الشريف ، ومعنى هذا انه لا اختلاف بين التكية وبيت الصفة الا في اللفظ او التسمية ، كما قد اصطلح عليها تسميات أخرى مثل الرباط والزاوية والخانقاه وغيرها حسب الظرف والزمان والمكان ، ولا غرابة في الاصطلاح . واما دور التكايا في الحياة الاجتماعية ، فلو تصفحنا التأريخ الإسلامي في العهدين النبوي والراشدي ونظرنا إلى الفتوحات الإسلامية في مجالاتها الإنسانية والعلمية والمعمارية وغيرها ، واستعرضنا أسماء الرجال الذين أسهموا بذلك كله لوجدنا ان أسماء اهل الصفة تتكرر هنا او هناك في مختلف الميادين وعلى كافة الأصعدة ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على هذا البيت ( الصفة او التكية )  لم يُعد لغرض العزلة واجتناب الحياة الاجتماعية ، انما هو اشبه ما يكون بمحطة ينـزل فيها السالك إلى الله تعالى لفترة وقتية يتزود خلالها من الإيمان والتقوى والعلم والقوة ما يجعله عضوا صالحا في المجتمع. ان الدور الذي لعبته صفة المسجد النبوي الشريف هو نفسه الذي لعبته كل التكايا والزوايا والربط الصوفية على مر التاريخ من تخريج العلماء والمجاهدين وأهل التقوى .. الخ ، والشواهد على ذلك اظهر من ان تذكر ، منها جيوش القادرية التي حركها حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني  تحت أمرة صلاح الدين الأيوبي وما حققته من انتصارات وتحرير لبلاد المسلمين ، ودور المرابطين في فتح المغرب العربي لبلاد الأندلس ، ونشر الصوفية للإسلام في القارة الأفريقية والهند وغير ذلك من الإنجازات الكبيرة المشهورة . فلو لم تكن التكايا منفتحة على الحياة الاجتماعية ، لما كان لها الباع الطويل في شتى الميادين ، واذا انتقلت إلى عصرنا هذا ونظرت في التكايا فسوف تجد الأطباء والمهندسين والأساتذة والموظفين وأصحاب الحرف ، ولوجدتهم جميعا منفتحين في إيمانهم وأعمالهم على الآخرين . ومعنى هذا ان التكية ليست مكان للعزلة والانزواء ، بل هي مكان للتزود بالقوة الروحية عن طريق التوحيد بالإكثار من ذكر الله تعالى الذي يقوي القلوب : الا بذكر الله تطمئن القلوب لكي يتعاملوا مع المجتمع بطريقة خلاقة تتجسد فيها كل معاني الإنسانية السامية . ومع ما تبين من عدم وجود الفرق بين ( صفة المسجد ) وبين ( التكية ) من حيث المعنى ، الا ان الشيخ محمد الكسنـزان  يرى : يفضل تسمية التكية بـ ( بيت الذكر ) عملا بقوله تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"