الإمام الحُسَين
دُرة النبوة ومشكاة الحرمين " رضى الله عنه"(2)
خِطبة الزهراء
بقلم:د. محمــد فتحى فوزى
وهكذا عاد الرسول (ص) منتصرا ومعه " علىٌ" مغتبطا؛ فهو الذى جندل
صناديد المشركين موغرا صدور الأمويين ، مُزيقا ساداتهم وأصهارهم ريب المنون ، وأردف
للمدينة سكونها ،وشرع الصحابة يتسابقون على خِطبة فاطمة الزهراء ،البالغة خمسة عشر
عاما من عمرها، وإنه لشرف كبير مصاهرة الحبيب المصطفى (ص) بالزواج من ريحانته؛ فبدأهما
الصديق أبو بكر مُفاتِحا النبى (ص)فى موضوع هذه المصاهرة؛ فدخل عليه ذات يوم يخطبها
؛ فأطرق النبى هنيهة ثم، أخبـــــره فــى رِقة وادعة أنه ينتظر بها القضاء - إذن الله-
، ثم جاء عمر بمثل الطلب ؛ فأخبره صلى الله عليه وسلم، بمثل ما أخبر به الصِديق .
إلى أن جاءت أسماء بنت عميس زوجة أبو بكر لـ " على" ُتبَلِّغَهُ بمن
تقدم لخطبة "فاطمة" ؛فانقبض صدره ؛لأُمنيته فى خطبة بنت عمه ،وهو لا يعلم
بما حدث؛ فدارت محادثة بينهما، أسماء وهو ،حول تلك الخِطبة ،وهى تحثه وتشجعه على طلب
القُرُب من إبن عمه. فقد يحس بالرهبة والوجل من الدنو إلى رسول الله؛ ليفاتحه فى أمر
ذلك الزواج، فما يملك شيئا يستحلها به.
إلا أنه استقر به الحال فى الإتيان للنبى خاطبا لـ فاطمة وقد كان، فما استطاع
التحدث جلالةً مرتجفا من هيبة سيدنا رسول الله (ص)؛ ففطن النبى لإضطرابه متسائلا عما
يريد ، فخذله لسانه عن الكلام، وببصيرته (ص) أدرك أنه يرغب فاطمة؛ فواجهه بذلك؛ فاعترف
"على" بتلك الرغبة، وأعلمه أنه لا يملك شيئا لتلك الخِطبة إلا درعه الخطمية.
فأخذها النبى ودخل بها على الزهراء مُخْبِراً لها بخِطبة "على" مُشاوِرا
لها؛فقالت له كأنك يا أبتى إدخرتنى لفقير قريش ؛ فأبلغها عليه الصلاة والسلام بأن الله أذن له بذلك الأمر؛
فأجابته بالموافقة والرضاء بما رضى الله ورسوله. وإلى اللقاء فى المقال الثالث بإذن الله&
من هنا- جريدة الكرنك: