قراءات مُختارة
قيم تربوية بين الآباء والأبناء(4)
عرض: د. محمد فتحى فوزى الباى
نوح عليه السلام وابنه
لقوله تعالى:
{وأهلك إلا من سبق عليه القول} (هود: 40)٬ وقد وعدتني أن تنجيني وأهلي ومن معي من
المؤمنين وإن وعدك
الحق الذي لا خلف فيه أبدا٬ فأجابه تعالى بقول فصل لا مجاملة ولا مدارة فيه٬
بقوله: {إنه ليس
من أهلك} (هود: 46)٬ أي: الذين وعدتك بإنجائهم؛ لأنه على غير دينك وعلى خلاف
منهجك {إنه عمل
غير صالح} (هود: 46)
وجاء الرد بالحقيقة
الكبرى٬ الأهل عند الله وفي دينه ليسوا قرابة الدم٬ وإنما هم قرابة العقيدة والتوحيد
وجاء الرد بالحقيقة
الكبرى٬ الأهل عند الله وفي دينه ليسوا قرابة الدم٬ وإنما هم قرابة العقيدة والتوحيد
وهي العروة الوثقى
التي يتعلق بها الناجون٬ وهذا الابن لم يكن مؤمنا٬ في علم الله المطلق؛ فليس إذن
من أهلك يا نوح.
سمع نوح عليه
السلام هذا الرد في قوته وتوكيده وهو يشبه العتب على نوح عليه السلام : {قال يا
نوح إنه ليس من
أهلك إنه عمل غير صالح} (هود: 46 )وقد روي عن ابن عباس وعروة وعكرمة
وغيرهم: {إنهَعِمَلَغْيَر
صالٍح} (هود: 46)٬ أي: ابنك عمل عملا غير صالح٬ فحذف المضاف كقول
الشاعر:
ترتع ما رتعت حتى
إذا اّدكرت
فإنما هي إقبال
وإدبار
أي: ذات إقبال
وإدبار.
قوله تعالى: {فلا
تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} (هود: 46)٬ فوعد الله قد
تحقق٬ ونجا أهلك
الذين هم أهلك على التحقيق٬ أهل الدين والعقيدة.
{إني أعظك} أي:
أنهاك {أن تكون من الجاهلين} فتسألني ما ليس لك به علم٬ فقال العبد الشكور نوح
عليه السلام
: {رب} أي: يا رب {إني أعوذ بك} أي: أستجير وأتحصن بك أن أسألك بعد الآن {ما ليس
لي به علم وإلا
تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} أي الذين ظلموا أنفسهم٬ فأدركت رحمة الله نوحا٬
تطمئن قلبه٬ وتباركه
هو والصالح من نسله؛ فأما الآخرون فيمسهم عذاب أليم.
وسمع النداء المسلّي
الشافي بعد كل تلك الكروب التي صاحبت ذلك الحدث العظيم «الطوفان»؛ حيث كان
ذلك مفزعا له في
جنانه وأركانه فإذا به يسمع: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا...} (هود: 43)
وكانت خاتمة المطاف:
البشرى من الله لأوليائه وعبيده٬ والتهديد والعذاب الموعود للمخالفين٬ ثم يسدل
الستار على هذه
القصة العظيمة التي جاءت فصولها بصدق في كتاب ربنا دروسا للحاضرين والغائبين٬
وإلى لقاء آخر إن شاء الله مع سيدنا إسماعيل وأبيه إبراهيم&