هــــــذا نبـــــــــيـــــــــــــــــــنا صلى الله عليه وسلم
بقلم: محمد فتحى فوزى
الحرية فى الكتابة تعنى أن الإنسان حرما لم يضر، فأيما حرية هذه التى تهاجم نبى يقتدى به الخلق، وتضر بمعتقداتهم التى يستقى منها الناس سلوكهم ومعاملاتهم حتى ولو تأسيت بقول الشاعر :ــ
لـســـــت بناج من مقالة طاعن **ولو كنت فى غار على جبل وعر
ومن ذا الذى ينجو من الناس سالم**ولو غاب عنهم بين خافيتى نسر
فإن أكبر مهمة دينية فى هذا العصر، وأعظم خدمة, وأجلها للأمة الإسلامية هى دعوة السواد الأعظم للُأمة إلى الإنتقال من صورة الإسلام إلى حقيقة الإسلام, فقد قال سيدنا عيسى عليه السلام لأصحابه:"أنتم ملح الأرض ، فإذا زالت ملوحة الملح, فماذا يملح الطعام ؟ ."
مستهد يا بقول الشاعر:ـ
ألا إنـــما الأيام أبناء واحد** وهذى الليالى كلها أخــــــوات
فلا تطلبن من عند يوم وليلة **خلاف الذى مرت به السنوات
فقد كان محمـــد صلى الله عليه وسلم من نخبة بنى هاشم , وأشرف العرب بدوا وحضرا جامعا لــــ " قُصى " جده الأعلى من الشرف والمجد والسيادة مالم يجتمع لغيره, وخاطبه رب العزة بقوله :" يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك , وإن لم تفعل فما بلغت رسالته , والله يعصمك من الناس.”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": أنا دعوة إبراهيم , وبشارة عيسى , ورؤيا أمى التى رأت حين وضعتنى, وقد خرج نور ساطع , أضاءت لها منه قصور الشام"
وتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للسب من كفار قريش , وأطلقوا عليه" المذ مم " ؛ فكان يقول " ألا يعجبون لما يصرف الله عنى من أذى قريش؟ يسبون ويهجون "مذمما" ، وأنا محمـــدا ".
وعندما حرض " أبى بن خلف " صديقه "عقبة بن أبى معيط" بالبصق فى وجهه الشريف بعد مجالسته وقد فعل ؛ فأنزل الله تعالى فيهما:"ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى إتخذت مع الرسول سبيلا, ياويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا ،لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى ،وكان الشيطان للإنسان خذولا, وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين ، وكفى بربك هاديا ونصيرا" وحينما علم يوما أن "خالد بن الوليد" أسرف فى القتل فى بعض غزواته , جلجل غاضبا ، ورفع يديه الشريفتين إلى
السماء, معتذرا إلى
الله ضارعا وهو يقول :ــ": اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد وكررها إثنتان, وكان أمره لأصحابه بين يدى كل معركة:" لا تقتلوا إمرأة , ولا شيخا , ولا وليدا , ولا تحرقوا زرعا , ولا نخيلا , ولا تنهبوا , ولا تمثلوا بأحد واجتنبوا الوجوه ولا تضربوها
ومن فرط إحساس الرسول صلى الله عليه وسلم بالعدالة أنه خرج فى مرضه الأخير للناس قائلا:"أيها الناس من كنت جلدت له ظهرا ؛ فهذا ظهرى فليستقد منه ، ومن أخذت منه مالا ؛ فهذا مالى فليأخذ منه ولا يخشى الشنعاء فإنها ليست من شأنى, وإن أحبكم إلى من أخذ منى حقا إن كان له ، أو حللنى؛ فلقيت ربى وأنا طيب النفس"
رآه عمر وكا ن صلى الله عليه وسلم مضجعا على حصير ومتوسدا بحشية ليف ؛ فهملت عينا عمر, وقال له النبى الزاهد(مالك؟) , فقال عمر :- أنت صفوة الله تعالى من خلقه و"كسرى"و " قيصر" فيما هم عليه ؛ فاستوى النبى عليه السلام جالسا وأحمر وجهه, ثم قال:" أو فى شك أنت يا إبن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم فى حياتهم الدنيا أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟", قال بلى, فقال عليه السلام :- هو كذلك
فإذا رُسم ما رُسم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من هزل ؛ فقد سفههم الله تعالى قائلا :"ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"و" إنا كفيناك المُستهزئين"
وإنى لأشبههم بقول الشاعر:-
كناطح صخرة يوما ليوهنها** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ولنتذكر حينما عادت جيوش الصليبيين مرتدة عن الشرق الإسلامى فى القرن الحادى عشر الميلادى ، عادت ومعها صورة من حياة المجتمع الإسلامى , وهى ظاهرة الشريعة الواحدة التى يخضع لها الحاكم والمحكوم والتى لا تستمد من إرادة الشريف أو صاحب الإقطا عية كما كان الحال فى أوروبا ،وظاهرة الحرية الشخصية فى إختيار نوع العمل ومكان الإقامة ، وظاهرة الملكية الفرد ية وحرية الإستثمار ، وظاهرة إنعدام الطبقية الوراثية وبإستطاعة كل فرد فى أى وقت أن يرتفع بدرجته فى المجتمع وفق جده وإجتهاده وعمله ؛ فهذه الظواهر البارزة التى لا تخطئها عين الأوروبى , الذى كان يعيش فى نظام الإقطاع، رقيقا للأرض، قانونه هو إرادة السيد وطبقته حتمية لأن الشرف وراثى.
وقد إستقى" فرنسيس بيكون وردجر بيكون " علومهم من الجامعات الإسلامية بالأندلس , وقد إنتسخ الثانى كتابه فى علم البصريات من كتاب (المناظير – لإبن الهيثم )
• وقد قال عنه صلى الله عليه وسلم ـــواشنجتن إيرفنج :ــــ"إن إنتصارات محمــد الحربية لم تبعث فى نفسه شيئا من الفخر والزهو لأنه لم يكن له فيها مأرب شخصى وإذا كان هناك سلطان يطمح هو إليه ؛ فسلطان الدين الذى جاء به وبعد أن صار سيد الجزيرة العربية، ظل يعامل أصحابه كأنهم إخوةولا يمشى بين يديه حراس"
• وقال الدكتور جوستاف ول:ــ" كان محمد أسوة حسنة لقومه ..ولم يقف جوده وإحسانه عند حد.. وكذلك إهتمامه بأمر المسلمين..وعلى الرغم من الهدايا التى كانت تنهال عليه من كل حدب وصوب لم يترك بعد موته إلا القليل , وحتى هذا القليل كان يعد ملكا للدولة
• وقال مستر بول :ــ" كان يحمل عد وه على الإعجاب به , وكان شديد الغيرة فى الحق شأن عظماء الرجال ..وكثيرا ماتكون االغيرة مشوبة بالحقد , ولاسيما فى سفاسف الأمور ، وما هكذا كان محمــد , فقد كان شديد الغيرة على الحق لم ينس قط إلى آخر يوم فى حياته أنه رسول الله..ولم ينس قط تلك الرسالة التى كانت لحمة حياته وسداها.. وهو مع ذلك جم التواضع ؛ لإعتقاده أنه من جنس البشر
• وقال" لامرتين" الشاعر الفرنسى:ــ"…و كان مقياس العظمة هو إصلاح شعب متدهور , فمن ذا الذى يتطاول إلى مكان محمــد؟ ، لقد سما بأمة متدهورة ورفعها إلى قمة المجد ، ولو كان مقياس العظمة فى توحيد البشرية المفككة الأوصال ؛ فمن أجدر بهذه العظمة من محمد، الذى جمع شمل العرب وجعلهم أمة واحدة عظيمة , وإمبراطورية شاسعة؟ , ولو كان مقياس العظمة هو إقامة حكم السماء على الأرض ، فمن ذا الذى ينافس محمدا وقد محا مظاهر الوثنية ؛ليقيم عبادة الخالق وحده ؟ ولو قسنا العظمة بالنصر الحربى والنفوذ والسلطان , فمن يدانيه فى هذا المضمار؟.
• لقد كان يتيما , لا حول له ولا قوة ؛ فأصبح ملكا عظيما ومؤسسا لإمبراطوريات دامت ثلاثة عشر قرنا من الزمان .
• ولو كان مقياس العظمة هو الأثر الذى يخلده فى النفوس على مر الأجيال , فها هو ذا محمد يمجده مئات الملايين من الناس فى مختلف البقاع مع تباين الوانهم, وأوطانهم , وطبقاتهم .وفى موضع آخر يقول :ــفقد رد بيقينه إلى الحياة فكرة عظيمة وحجة قائمة ومبدأ مزدوجا، وهو وحدانية الله , وتجرد ذاته عن المادة الأولى تدل على من هو الله.. والثانية تنفى ما الصقه االوثنيون به.. الأولى حطمت آلهة كاذبة , والأخرى فتحت طريق إلى الفكر والتأمل".
"قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزوجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها , أحب إليكم من الله ورسوله , وجهاد فى سبيله ؛ فـتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين"صدق الله العظيم.
ويكفيه عليه السلام قوله تعالى:ـ"يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا" وقال فى طاعته " من يطع الرسول فقد أطاع الله" وفى مبايعته "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" و" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".
ومن محبته لك يارسول الله , أقسم بك "لــعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون" وجئت للناس جميعا" يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا"ــــ "وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم"وطالب رب العزة المؤمنين بالأدب فى الحديث معك " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " وعن الأدب" وإنك لعلى خلق عظيم"وعن الشقاوة ــ"طـه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"وعن العصمة من الناس قال تبارك وتعالى:" والله يعصمك من الناس " فذكر إنما أنت مذكر.
وفى نهاية مقالى أختم بقول الشاعر :ـ
ياناطح الجبل العالى ليثلمه** لا تشفق على الرأس وأشفق على الجبل
و" إلا تنصروه فقد نصره الله"
فضلا حمِّل الكتاب من ذلك الرابط وشكرا:
http://www.mediafire.com/view/424320l9ly61uq8/محمد_زينة_الدنيا_وبهجتها_صلى_الله_عليه_وسلم-_تأليف_الدكتور_محمد_فتحى_محمد_فوزى_محمود_البى.pdf
فضلا حمِّل الكتاب من ذلك الرابط وشكرا:
http://www.mediafire.com/view/424320l9ly61uq8/محمد_زينة_الدنيا_وبهجتها_صلى_الله_عليه_وسلم-_تأليف_الدكتور_محمد_فتحى_محمد_فوزى_محمود_البى.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق