الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... .........................................................................

الجمعة، 19 أغسطس 2016

فى حافلة الرحلات مع الأستاذ أنيس منصور( رحمه الله) بالمدينة المنورة بقلم: د. محمد فتحى فوزى

                                      إذا شئت أن تصدق فصدق.. وإن لم تشأ فلك
 فى حافلة الرحلات مع
 الأستاذ أنيس منصور( رحمه الله) بالمدينة المنورة 
 بقلم: د. محمد فتحى فوزى 
الأستاذ أنيس منصور رحمه الله
إنتقلت من مدينة خميس مشيط  بعسير من المنطقة الجنوبية بالسعودية حيث عملى لإجراء عمرة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ فاستقليت حافلتى وأبنائى مجتازا طريق العـقبات الخمس من أبها نزولا للتهامات وهو طريق عجيب يرتفع عن مستوى سطح البحر بستة آلاف قدم: ونحن مستقلون الحافلة عندما تنظر للوادى من النافذة أسفلك تشعر أنك تنظر من طائرة؛فالوادى سحيق، وتتسلق القرود الجبال على حافتيه، ومنهم من يحمل صغاره على ظهره متسلقا، ومنهم من ينتظر على قارعة الطريق ليهاجم سيارة تنقل الموز والطماطم إلى السوق؛ فيقفزون إليها مستولين على موزها ومنهم من يأخذ السودانى من الركاب؛ ليقزقزه ويستمتع بأكله، ومنهم من يقف على السور الحديدى يتفرج على الركاب  وكأن المكان محمية طبيعية،وهكذا فالحقيقة الطريق صعب تخترق فيه  نفق مظلم لا ضوء له إلا العواكس المثبته على الأرض، ومن نفق إلى نفق حتى خمسة أنفاق ولما تخرج منهما تجد الطريق: شريط ضيق يحده جبل شامخ من جهة وسور حديدى من جهة أخرى مُقام على أعمدة خرسانية أرضيتها فى وادٍ سحيق تشاهد قمة الجبل الشامخ أسهل من الوادى ؛فتجد الركاب يدعون الله أن ينتهى ذلك الشريط من الطريق هبوطا للأرض المستوية. ونشعر بالراحة عند الإستواء، إلى أن وصلنا لمكة المكرمة، ثم أجرينا عمرتنا وبعدها ذهبنا للمدينة المنورة للزيارة وكان المسجد النبوى الشريف فى وضع إصلاحات وترميمات وتوسعات وأماكن مقامة بالأخشاب وهناجر، وبعد وضوئى واصلت مسيرتى للحرم النبوى وأنا أرى حافلات واقفة على جانب الطريق؛ فعلمت أنه لادخول للمسجد النبوى للإصلاحات التى به ؛فعدلت عن طريقى ولمحت حافلة تهتز فجذبنى حب الإستطلاع لأرى من بها فصعـدت إليها فوجدت شخصان لا ثالث لهما الأستاذ أنيس منصور رحمه الله الكاتب الصحفى بالأهرام وصاحب عمود" مواقف" يجلس على الشق الأيمن للحافلة والأستاذ محمد أسد الكاتب النمساوى الذى إعتنق الإسلام ومؤلف كتاب " الإسلام على مفترق الطرق" على الشق الأيمن ؛فألقيت عليهما السلام، ثم أخبرانى بالعـودة لأن المسجد مغـلق للإصلاحات وواسيانى بالعودة مرة أخرى فى العام التالى فسيكون الحرم أكثر رونقا وبهجة؛ فصافحتهما ونزلت من الحافلة مودعهما.

الخميس، 18 أغسطس 2016

فى المسجد النبوى الشريمع الخضر عليه السلام( والله أعلم) بقلم د. محمد فتحى فوزى

                             إذا شئت أن تصدق فصدق.. وإن لم تشأ فلك
فى المسجد النبوى الشريف
مع الخضر عليه السلام( والله أعلم)
            بقلم:د. محمد فتحى فوزى
فى شهر رمضان المعظم من عام 1435هـ
وجه إلينا إبننا مهندس مدنى بمكة المكرمة دعوة لزيارة عائليه والدته وأنا ــ أكرمه الله ووقاه من كل مكروه ــ فذهبنا إليه وقضينا وقتا ممتعا بالحرم المكى ، ثم أخذنا مساءً فى رحلة للمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فاستقلينا الحافلة ووصلنا للمدينة المنورة قبل ظهر اليوم التالى ، فتوجهت للإغتسال والوضوء وبعدها خرجت أنتظر تحت الشماسى لوصولهم بعد الوضوء ؛فاستلقيت على البلاط مسترخيا وأنا فى خاطرى الخضر عليه السلام وكنت أحادث نفسى بأننا فى شهر رمضان وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم" ألا فى أيام دهركم نفخات فترقبوا لها"، وأنا أتقلب فى خواطرى جاءتنى إشارة باطنية غريبة للتنبيه ؛ فنظرت خلفى؛ فرأيت شخصا عاديا مستلق كإستلقائى ينظر إلىَّ وعيناه عميقتان ويبدو عليه طابع الروحانية فحدثتنى نفسى بانه الخضر عليه السلام حاضرا فى مسجد  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرتديا جلبابا صعيديا أبيض خام.
 وراح يقلدنى فى جميع حركاتى وسكناتى حتى أشياء كنت متعودا على فعلها بينى وبين نفسى رأيته يفعلها وهو ناظر إلى، فتعجبت من ذلك ورددت الآيه" وعلمناه من لدنا علما" لأرى إنطباعه و رد فعلها عليه فكان يتململ، تحدثت بصوت مرتفع بكلمته التى قالها لسيدنا موسى عليه السلام" عندما التقى به و سلم عليه فرد عليه قائلا" وأنىَّ بأرضنا السلام" فتململ أيضا ولا يريد الإفصاح عن نفسه
 ومازال مستلقيا وعندما أتى الرفقاء أردت النهوض من مكانى فأخذ إبنى بيدى ليرفعنى وأنا أستغيث برسول الله بقولى " يا سيد الرُسُل" فلمحته ينظر إلى فنهضت من مكانى وكأن أحدا يرفعنى فى لمح البصر دون معاناة من الخشونة، فغادرنا المكان للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظرت أثناء سيرى لمكان الرجل ؛فاختفى، ثم دلفت للحجرة النبوية الشريفة للسلام على الصحابة الراشدين والتشرف بقراءة عدية يس بالمسجد
والله أعلم والحمد لله رب العالمين

فى مسجد العارف بالله: بقلم د. محمد فتحى فوزى

                             إذا شئت أن تصدق فصدق.. وإن لم تشأ فلك
    فى مسجد العارف بالله     
            بقلم:د. محمد فتحى فوزى
ذات يوم من أيام السبعينيات كنت فى مدينة سوهاج بمصر، وكنت دائما أصلى العشاء بمسجد مولانا العارف بالله أحمد بن زروق رحمـــــه الله
وبداية أولج لمقصورته بالترحم وقراءة الفاتحة لـــــــروحه الطاهرة ثم أستقبل القبلة داعيا الله بالخير والبركة ثم أخرج للصلاة فـــــــى صحـن المسجد، ولكن فى هذه الليلة بالذات جلست بالمقصورة، وأنا أُنبىء صديقى بأن فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود هنا فى سوهاج ،بمؤتمــــــر شعبى وأرغب بعد صلاتى لقائه والتشرف بالسلام علىه ، وأنتظر إنعــقاد الصلاة بفارغ الصبر ؛لأذهب إلى فضيلته وحضور مؤتمره؛ فأُُقيــــــــمت الصلاة ،وصليت بالمقصورة مع آخرين، وبعد فراغى من الصلاة ،نهضت لمغـادرة المكان، وفى خاطرى فضيلة مولانا مرددا مدد ..مدد.. فما أرى فى داخل المقام ،إلا وفضيلته يتنفل بالمقصورة ؛فوقفت مشدوها؛لأنـــــى ذاهب إليه، فأراه أمامى متبسا فى تواضع وبساطة طيبة، وبعد فراغه من نافلته وقف رافعا يديه داعيا الله ثم صافحته وتركته يدعو للمسلمين ولى فى المقام رحمة الله عليه.
 ومن قبلها بسنين وفى السبعينيات أيضا حضرت إحتفالا حقيقيا بمسجد مولانا الحسين رضى الله عنه وأرضاه وفى نهاية الحفل وبعد خروج كبار المسئولين بالدولة من المسجد رأيته وبعد خروج الدكتورالخطيب ــ آخر شخص يخرج فضيلته
فخرجت إلى مسكنى فى أحد المنازل بالعتبة؛ فرأيته واقفا متبسما على باب المنزل ومعه شيخا آخر، أرسله ليسأل عنى فى الإستقبال
ففضيلته فى الخارج والشيخ فى الداخل وشخصى بينهما وهما يبتسمان ثم رحلا عن المكان دون الحديث معى.. 
 وكانت ليلة مبهرة مع الجن دون دراية منى بأن ذلك المكان مسكون ونجوت منهم بفضل الله وتحذيرى
وبعد ذلك بسنوات عديدة وبعد وفاته رحمه الله رأيته مناما فى رؤيا يجلس على منصة المناقشة الجامعية ومعه ثلة من علماء الأزهر الشريف ممن أعرفهم فضيلةالشيخ الفحام والشيخ محمد حسنين مخلوف وآخرين وكأننى أناقش رسالة دكتوراة صوفية معهم وأنا أسفل المنصة واقفا وليس معى أوراق أو أقلام، وأثناء المناقشة، رأيته يترك مكانه بصدارة المنصة وينزل إلىَّ  بأسفلها متحدثا معى وجها لوجه وكأن الرسالة تخصه هو كمشرف عليها.. وإنتهت الرؤيا عند هذا الحد.
فسبحان الله

فضيلة الإمام الأكبر( رحمه الله) :إعداد: د. محمد فتحى فوزى

                              فضيلة الإمام الأكبر( رحمه الله)
                              إعداد: د. محمد فتحى فوزى
باع ميراثه من الطين الموجود في بلدته ، لكى يشتري بيت يعيش فيه مع أبنائه بدلا من شقته الإيجار الكائنة في الزيتون ، اخذ المبلغ وسافر به للقاهرة وقبل ذهابه لبيته ، مر على واحد صديقه مريض في المستشفى، وهناك قابل أحد تلاميذه وتلميذ صديقه المريض أيضا، سأله : مالك يا ابنى حزين ليه ، فأجابه بقوله :يا مولانا والدى مريض وحالته مستدعية عملية فورا بمال كثير ، ادعيله يا مولانا بالشفاء ، تأثر مولانا بما قاله التلميذ وعيناه تدمع ؛ فأخرج من حقيبته كل المبلغ الذى باع به الأرض وأعطاه للتلميذ ليجرى العملية لأبيه ، وظل شيخنا مقيم في شقته بالزيتون مع أبنائه وحرمه حتى وفاته ،دون شراء البيت الذى كان يأمله، ورفض أخذ شقة من هيئة الأوقاف ورفض أيضا الإقامة في مسكن جديد على حساب الأزهر عندما تولى المشيخة ، لكنه تاجر مع الله ، عن ( فقيه القرن ) الذى نحبه بجمعنا ونحب سيرته فضيلة الإمام الأكبر د. عبد الحليم محمود شيخ الأزهر من سنة 1973 حتى ؛ فليرحمه الله رحمة واسعة ويطيب ثراه.

قرأت لك العقل والنقل بين الغزالى وإبن رشد. إعداد:د. محمد فتحى فوزى

                                                                      قرأت لك
العقل والنقل بين الغزالى وإبن رشد.
"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"48 المائدة


                                                     إعداد:د. محمد فتحى فوزى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى كتابه "درء تعارض النقل والعقل":
 والسلف والأئمة الذين ذموا وبدعوا الكلام فى الجوهر والجسم والعرض تضمن كلامهم ذم من يدخل المعانى التى يقصدها هؤلاء بهذه الألفاظ فى أصول الدين، فى دلائله وفى مسائله، نفيا وإثباتا. فأما إذا عرفت المعانى الصحيحة الثابته بالكتاب والسنة وعبر عنها لمن يفهم بهذه الألفاظ ليتبين ما وافق الحق من معانى هؤلاء وما خالفه، فهذا عظيم المنفعة، وهو من الحكم بالكتاب بين الناس فيما اختلفوا فيه، كما قال تعالى:
* كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ‌ۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَـٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡ‌ۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦ‌ۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٲطٍ۬ مُّسۡتَقِيمٍ *(البقرة: 213)
وهو مثل الحكم بين سائر الأمم بالكتاب فيما اختلفوا فيه من المعانى التى يعبرون عنها بوضعهم وعرفهم، وذلك يحتاج إلى معرفة معانى الكتاب والسنة، ومعرفة معانى هؤلاء بألفاظهم، ثم إعتبار هذه المعانى بهذه المعانى ليظهر الموافق والمخالف.>
      هدف كتابه كما فى عنوانه ألا تعارض بين العقل والنقل، مازالت أرضا خصبة للمعارك الفكرية بين الفرق الإسلامية. شبه المجمع عليه عند أهل السنة والجماعة تقديم العقل على النقل. فى ذلك قالوا لو تقدم النقل على العقل لكان قدحا فى النقل لأنه لا يعرف إلا بالعقل. لكن إبن تيمية فى كتابه هذا قال أن الأمر ليس بإطلاق. حجته هى أن النقل ليس بحاجة للعقل لإثبات إن كان حقا من عدمه لأنه حق فى ذاته، إعتقد فيه الناس بعقولهم أم لا. فى كتابنا "المنهاج بين العقل والنقل"، إتفقنا معه فى هذه المسألة، ثم حددنا أن ذلك فى الشرع، ما جاء فىي النص قاطعا، فالنقل مقدم على العقل، وما عداه يعود للقاعدة الأصلية وهى أصل من أصول الدين، تقديم العقل على النقل. فيها تفصيل حتى نضع المسببات على أسبابها، لأن هذا القطع من جهة لا يعرف إلا من طريق العقل إن كان من تدبر، ومن جهة ثانية من طريق العقل الإقرار به والإيمان بالمشرع به على ما هو ظاهرا وباطنا، إنما المقصود التسليم والكف عن التأويل، مناط العقل. قول الراسخين فى العلم: "ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ۬ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا‌ۗ"، جاءت مع إحتمال إسناد العلم بالمتشابه لله وحده مع واو الإبتداء، الظاهر على ما هو عليه بلا تأويل من حيث أنه إيمان. ومن حيث أن الأصل هو تقديم العقل فلزم النظر فى المتشابه، عندها تقديم العقل واجب مثبت وجوبه فى النقل. يندرج فى هذه المسألة العلوم الكونية وتأويلات الإعجاز العلمى وعلوم الآخرين، نقصد ما ليس من النقل. ففيها العقل مقدم للحكم بين سائر الأمم بما جاء فى الكتاب الكريم والأحاديث الشريفة، ما قال به شيخ الإسلام بانيا على معطيات الذكر الحكيم، وفى ذلك مقالتنا.
      مما قاله القاضى ابو الوليد ابن رشد، رحمه الله، فى هذه المسألة فى كتابه "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من إتصال":
< ونحن نقطع قطعا أن كل ما أدى إليه البرهان، وخالفه ظاهر الشرع، أن ذلك الظاهر يقبل التأويل على قانون التأويل العربى. وهذه القضية لا يشك فيها مسلم، ولا يرتاب بها مؤمن، وما أعظم إزدياد اليقين بها عند من زاول هذا المعنى وجربه، وقصد هذا المقصد من الجمع بين المعقول والمنقول.
      بل نقول: إنه ما من منطوق به فى الشرع، مخالف بظاهره لما أدى إليه البرهان إلا إذا أعتبر وتصفحت سائر أجزائه، وجد فى ألفاظ الشرع ما يشهد بظاهره لذلك التأويل، أو يقارب أن يشهد، ولهذا المعنى أجمع المسلمون على أنه ليس يجب أن تحمل ألفاظ الشرع كلها على ظاهرها، ولا أن تخرج كلها عن ظاهرها بالتأويل، وإختلفوا فى المأول منها من غير المأول، فالأشعريون، مثلا، يتأولون آية الإستواء، وحديث النزول، والحنابلة تحمل ذلك على ظاهره
       زاوية إبن رشد هى الإستدلال أما زاوية إبن تيمية فهى البرهان والإثبات. أنت بحاجة للعقل للإستدلال ولو كان المستدل عليه مقطوعا به، وفى ذلك إبن رشد.بتقديم العقل على النقل، لا مراء فى ذلك لأنه مطلب التدبر. والنقل أو الشرع، كتابا وسنة،  ليس بحاجة إلى العقل لإثبات أنه حق من حيث أنه إيمان، تطلب فى الإستدلال التأويل أو لا، أخطأت فى استدلالك أو لا، آمن الناس به أم لم، وفى ذلك إبن تيمية ومعتقد كل المسلمين، تقديم النقل على العقل. فليس ثمة خلاف بين العالمين، وإن قاسى الإسلام من جراء إختلاف المسلمين على هذه المسألة. اللبس والخلاف يجئ بإعتبار من لا يؤمن، فى الحجاج والبرهان والجدل مع المخالفين للشرع، الدحض لحجج الآخر، الهم الأول للمتكلمين مع القول فى الذات الإلهية. لكن الآية إنقلبت فإرتد الخلاف على الإسلام. لم تجنى كثير ثمرة فى جانب الخصوم، وعاد الكلام معركة بين المسلمين بينما اساس المعركة مع الآخر، ضمنها الحكم بين سائر الأمم بالكتاب، مقالة إبن تيمية.  فى هذه الحالة من الحجاج أنت تحتاج إلى العقل لإثبات أن الشرع هو الحق، ولا ترى من يخالف أو يكابر فى ذلك أيضا. حتى الخصوم يعلمون أننا نعتقد فيه الحق بديهيا وإلا لما كان إيمان وإعتقاد. لكن أيما توجهت لا تعدم خلافا منشؤه الخلط بين المناطات الثلاثة، الإستدلال والبرهان والحجاج. وعلى جل الصفحات المبينة سيقال لك من لا يعتقد فى أن الشرع حق فى ذاته - سواء قدمت العقل أو النقل - فهو كافر بالضرورة. دلائل الشرع فى كل ذلك بينة لا شبهة فيها ولا مكابرة.
يقول الحكيم العليم:
* أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * (السجدة: 3)
كرر قوله: "الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ" فى غير موضع، وفى صيغة أخرى قوله: "مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ"، أنه حق فى ذاته من حيث الإيمان بالظاهر بتقديم النقل، ومن حيث الإستدلال بتقديم العقل لتكشف ما به من حق، فى ذلك إبن رشد، ومن حيث البرهان بتقديم العقل ليبرهن على أنه الحق، وللحكم به بين سائر الأمم، فى ذلك إبن تيمية، تشكك فيه الناس بالعقل أم لا، آمنوا به بالعقل أم لا. بالحق فيه النذير والحجاج مع الآخر لعلهم يهتدون. قدم النقل فى أنه حق بذاته، وقدم  العفل فى النذير والدعوة إلى الدين الحق، الحجاج مع الآخر. والله أعلم.
منقول من:الإنشاء: [Minhageat.com]