إذا شئت أن تصدق فصدق.. وإن لم تشأ فلك
فى حافلة الرحلات مع
الأستاذ أنيس منصور( رحمه الله) بالمدينة المنورة
الأستاذ أنيس منصور( رحمه الله) بالمدينة المنورة
الأستاذ أنيس منصور رحمه الله |
إنتقلت من مدينة خميس مشيط بعسير من المنطقة الجنوبية بالسعودية حيث عملى لإجراء عمرة وزيارة رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ فاستقليت حافلتى وأبنائى مجتازا طريق العـقبات
الخمس من أبها نزولا للتهامات وهو طريق عجيب يرتفع عن مستوى سطح البحر بستة آلاف
قدم: ونحن مستقلون الحافلة عندما تنظر للوادى من النافذة أسفلك تشعر أنك تنظر من طائرة؛فالوادى
سحيق، وتتسلق القرود الجبال على حافتيه، ومنهم من يحمل صغاره على ظهره متسلقا، ومنهم من
ينتظر على قارعة الطريق ليهاجم سيارة تنقل الموز والطماطم إلى السوق؛ فيقفزون
إليها مستولين على موزها ومنهم من يأخذ السودانى من الركاب؛ ليقزقزه ويستمتع بأكله،
ومنهم من يقف على السور الحديدى يتفرج على الركاب وكأن المكان محمية طبيعية،وهكذا فالحقيقة الطريق صعب تخترق
فيه نفق مظلم لا ضوء له إلا العواكس
المثبته على الأرض، ومن نفق إلى نفق حتى خمسة أنفاق ولما تخرج منهما تجد الطريق:
شريط ضيق يحده جبل شامخ من جهة وسور حديدى من جهة أخرى مُقام على أعمدة خرسانية
أرضيتها فى وادٍ سحيق تشاهد قمة الجبل الشامخ أسهل من الوادى ؛فتجد الركاب يدعون
الله أن ينتهى ذلك الشريط من الطريق هبوطا للأرض المستوية. ونشعر بالراحة عند
الإستواء، إلى أن وصلنا لمكة المكرمة، ثم أجرينا عمرتنا وبعدها ذهبنا للمدينة
المنورة للزيارة وكان المسجد النبوى الشريف فى وضع إصلاحات
وترميمات وتوسعات وأماكن مقامة بالأخشاب وهناجر، وبعد وضوئى واصلت مسيرتى للحرم
النبوى وأنا أرى حافلات واقفة على جانب الطريق؛ فعلمت أنه لادخول للمسجد النبوى
للإصلاحات التى به ؛فعدلت عن طريقى ولمحت حافلة تهتز فجذبنى حب الإستطلاع لأرى من
بها فصعـدت إليها فوجدت شخصان لا ثالث لهما الأستاذ أنيس منصور رحمه الله الكاتب
الصحفى بالأهرام وصاحب عمود" مواقف" يجلس على الشق الأيمن للحافلة
والأستاذ محمد أسد الكاتب النمساوى الذى إعتنق الإسلام ومؤلف كتاب " الإسلام
على مفترق الطرق" على الشق الأيمن ؛فألقيت عليهما السلام، ثم أخبرانى بالعـودة لأن
المسجد مغـلق للإصلاحات وواسيانى بالعودة مرة أخرى فى العام التالى فسيكون الحرم
أكثر رونقا وبهجة؛ فصافحتهما ونزلت من الحافلة مودعهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق