الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. .................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... الإعلان ........................................................................ .............................................................. .................................................... الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... .........................................................................

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

الإحتضار والقضايا الإيمانية


الإحتضار والقضايا الإيمانية
بقلم محمد فتحى فوزى
الإحتضار هو اقتراب الإنسان من الموت النهائى وخروج الروح إلى بارئها بقول الله تبارك وتعالى" وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" ق19
 فى هذه الدقائق يقول عز وجل": فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين." الواقعة 78.
 يكشف الله للمحتضر عالم الملكوت أو العوالم الخفية التى لم يرها الإنسان من قبل مثل مقعده فى الجنة أو النار وبقية ماخُفى من العالمين بقوله تعالى:" لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غِطاءك فبصرك اليوم حديد." ق22
ومن ثم يشرع فى نـُطق الشهادتين" أشهد أن لا إلاه إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" أثناء السكرات، فإن كان ينطقها أول مرة فلن تُقبل منه( الكافر)؛ لكونها قضية إيمانية يجب النطق بها قبل رؤية كشف الغِطاء ، بوجوب الإيمان بالغيب والتصديق بالشهادتين بعلم اليقين ، وليس بعين اليقين ؛ لأن التصديق بما أخبر به نبينا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو علم اليقين وهو أقوى وأفضل من عين اليقين(بمعنى الرؤية بالعين المجردة) ـ فى الغيبيات.
فإذا رأى فى السكرات وهو غير مُصَدِق بالمغيبات فى دنياه ، ينطق بالندم بلسان القرآن الكريم:" حتى إذا جاء أحدهم الموت قال : ربِ أرجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت: كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون".المؤمنون99-100
فإن كل محتضر عندما يُبصر الآخرة ويقف على مشارف النور وتتضح له الحقائق نيِّرة ظاهرة وتنكشف له النتائج والمصائر ويرى دلائل التنعيم وإمارات التنكيل ويرى الحق، فيستغيث وينادى قائلا :" ربِ ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت."
المُطيع والعاصى ، المؤمن والكافر ، البر والفاجر، الصالح والطالح، كلٌ يدعو ويأمل، كلٌ يرجو ويتمنى أن يرجع ويعود ليعمل بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من أحد يموت إلا ندم ، قالوا وما ندامته يارسول الله؟ قال : إن كان مُحسناً ندم ألَّا يكون ازداد فى إحسانه، وإن كان مُسيئا ندم أن يكون قد أقلع عن إساءته."
والدليل على عدم قبول الشهادة من المحتضر عند المكاشفة حدث مع فرعون عندما طارد سيدنا موسى  عليه السلام وقومه ودخل وراءهم البحر لمَّا شقه الله لهم وكما يحكى لنا القرآن الكريم :" وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا " فقد رأى المعجزة واضحة بعودة المياه إلى وضعها الطبيعى :" حتى إذا أدركه الغرق" قال آمنت أنه لا إلاه إلا الذى آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين."
فلم يقبلها الله منه مخاطبا إياه:" الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين." مسترسلا قوله سبحانه وتعالى :" فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون." يونس90-92.
فأفضل ماقلته أنا والنبيون من قبلى كما قال الحبيب المصطفى:" لا إلاه إلا الله محمد رسول الله" ننطقها كل يوم وكل صباح وكل مساء حتى نكون من المسرورين والمقبولين فى سكرات الموت ونتمتع بالمكاشفة مستبشرين بها وينطبق علينا قوله تبارك وتعالى:" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".آل عمران139.
فما الموت إلا خلع الرداء الجسدى الفانى المتأقلم  مع الأرض ، وبروز الروح الملائكية ذات الحياة الخالدة الأبدية والإنطلاقة السرمدية.
" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " الإسراء85

فردد دائما لا إله إلا الله محمد رسول الله فى حالة الفرح وفى حالة الغضب وفى حالة النسيان حتى تتعود عليها وتنطلق منك عندما يستجيبانك الملكين فى القبر بقولهما أتره- أترح - كارهٍ - صالحين : . بمعنى: قـُم- ما دينك- وماشهادتك - ومن الرجل الذى جاء فيكم ، فلن تتردد عند نطق الشهادتين مادمت متعودا على ترديدها فى الحياة الدنيا - نسأل الله السلامة والعفووالعافية!!

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

7- التصوف الإسلامى المُفترى عليه وكينونته


    

                                         
                                               
                                                 
                                                   
                                                     
                                                                                        
قال الإمام الشافعى رضى الله عنه وأرضاه فى 

التصوف:" وأنا أ ُحب من الدنيا ثلاث: عـِشرة 

الخلق بالتلطـُف وترك مايؤدى إلى التكلف والإقتداء 

بطريق التصــوف" ولست أمنح هذا الإسم غير فتى

          صافى فصوفى حتى سُمى الصوفى

كما قال مامعناه فضيلة الشيخ محمد متولى 

الشعراوى رضى الله عنه وأرضاه

وقال الإمام حسن البنا رحمه الله ورضى عنه

:" أ ُحب حياة التصوف".
      
                       
   

لبث رجل صالح فى المسجد أياما متتالية لا يخرج 

فسأله الإمام:- من أين تأكل؟، فقال من قِفاف الله
فقال: أين هذه القفاف؟، فقال: الخلق كلهم قفاف 

الله!!.

وفى يوم كلفه الإمام بإخراج دلو سقط فى بئر 

بمنزله فتوجه الرجل ليخرج الدلو فسقط فى البئر 

فقال له الإمام:- أمكث فى البئر وكُل من قفاف الله!!

وخرج من البيت وتركه حيث هو. وكانت زوجته لا 

تعلم بما حدث وأرادت أن تأكل صنفا من الحلوى 

وكان الإمام بخيلا فبعثت فى شرائها بدون أن تعلمه 

وكلفت جاريتها بذلك. وبعد أن أحضرتها الجارية 

طرق زوجها الباب فأرادت إخفاء الحلوى فأمرت 

الجارية بإلقائها فى البئر – فأكل الرجل وشرب من 

البئر!!

 ولما دخل الإمام ذهب إلى البئر ونادى الرجل وقال 

له

:- هل أحضر الله لك قفة(بقايا)؟،

فقال نعم!!، ووجد الإمام القفة وبها مابقى من 

الحلوى!! 

فذهب الإمام إلى زوجته وسألها عن الخبر وهل 

تعرف بأن فى البئر أحدا، فقالت:- لا والله!! وإنما 

أنت شحيح علينا، ورغبنا فى عمل الحلوى دون أن 

تعلم. ولما جئت أخفيناها بالقفة فى البئر، فقال له 

الولى:- واللهِ لأعيدن كل الصلاة التى صليتها خلفك 

لأنك رجل تشك فى وعد اللهً*

ونخلص من ذلك أن كل من يدعو لأفكار معينة فى 

الدين الإسلامى ويتعصب لها - والجميع على حق

مادامت فى إطار الكتاب والسنة - فهو إستقطاب

سياسى؟! بالرغم أنه تبارك وتعالى قال" لا إكراه

فى الدين قد تبين الرشد من الغى"256 البقرة-وقال

"قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا" الإسراء84. وقال":عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"غافر28

                              
           
     وقوله:"أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم" غافر28       
    وقوله عز وجل:"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" البقرة 251  
": لقد من على المؤمنين إذ بعث فيه رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين" آلـ عمران37      
 فالتصوف حق.. والصوفية حق": لقد كان حقا علينا نصر المؤمنين" الروم 47     
     
           فى رحاب الحبيب المصطفى سيدنا وحبيبنا وشفيعنا صلى الله عليه وعلى آله ومن والاه                   
وآخرا أختم بقول الشاعر:
   ولدتك أمك يابن آدم باكيا
       والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا
             فى يوم موتك ضاحكا مسرورا
والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل

      

                   

إلى جميع القـُرّاء الأفاضل والأعزاء باقة ورد هدية للإهتمام والقراءة.. تحياتى&
د. محمد فتحى محمد فوزى محمود&
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* النفحات الربانية- العارف بالله أحمد رضوان  رضى الله عنه وأرضاه صـ300
                                   






الأحد، 9 ديسمبر 2012

6- التصوف الإسلامى المُفترى عليه وكينونته


(6) 
                                                           
                                                                                                                    
                                         
                                                    
                                                 
                                  

الدفع الأول باتهام الصوفية بالبحث والاستدلال على وجود الله وإثبات وجوده سبحانه وتعالى ؛ فهو باطل لأن الله ظاهر الوجود على كل موجود، ولكن ظمأ النفس البشرية للبحث والتقصى من طبيعتها، وإلا ما كانت هناك فلسفة أو علم الكلام أو الأبحاث النظرية فيما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا)،ولـَمَا كان التصوف ذاته ،والتصوف برىء منه.
                                                   
                                                                           
 والدفع الثانى فإن الصوفية لم ينكروا العقل فهو نعمة ولكن يستعمل فى ميدانه الخاص به وليس فيما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا) لأن اختصاصها القلــب ( البصيرة).
وبالنسبة للإلاه فهو الله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شىء قدير لا نهائى الذات ولا يخرج عن ذاته مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء.
 وكما قال الشاعر إسماعيل صبرى
يارب أهلنى لفضلك واكفنى
         شطط العقول وفتنة الأفكار
ولكن تبقى كلمة إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام" رب أرنى كيف تحيى الموتى".
لا إلاه إلا الله ما فى القلب سواه             
 وتظل البصـــــــيرة هى الباحثة فيما وراء الطبيعة وأبلغ دليل الرؤيا الصادقة فى سورة يوسف، والعلم اللــدنى " وعلمناه من لدنا علما" الكهف.
 ومن هنا فإن الطريق إلى المعرفة هو القـلب ، والتجربة الشخصية خير برهان وكما قال الشيخ محمد عبده من ذاق عرف ومن حرم انحرف فإن الشخص الذى وصل إلى هذه المعرفة لا يعنيه فى قليل أو كثير ما يثور حولها من جدل ونقاش.
 ومن الواضح أن إحلال نظريةالمعرفة محل المعرفة نفسها إعلان صريح على عجز الفلسفة الحديثة.
 والدفع الثالث والذين يقولون أن التصوف أرستقراطية لكون النفوس الجديرة بسلوك هذا الطريق من الندرة بمكان لا اعتراض عليه لأنه نظام الصفوة المختارة تكاد تقرب من صفات الملائكة وطبيعة تكاد أن تكون مخلوق من نور.
 وقد قسم أفلاطون الفيلسوف الكبير جمهوريته المثالية إلى طبقات وذلك بحسب استعداد كل طائفة من الطوائف ؛ ففيها طائفة الإنتاج ذات المعدة الشرهة والشهوات الغلابة، وطائفة الجند ذات العاطفة القوية، وطائفة القادة معدن العقل والحكمة والبصيرة والإشراق" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما"النساء69-70.
              
والدفع الرابع بأن التصوف ليس دخيلا على الإسلام لأن التشابه بين الصوفية وما يماثلها فى البيئات الأخرى فتفسيره طبيعى كما يقول الشيخ" عبد الواحد يحيى" لا يحتاج إلى فرص الإستعارة من الحضارات الأخرى لأنه مادامت الحقيقة واحدة فإن كل العقائد السلبية تتحد فى جوهرها وإن اختلفت فيما تلبسه من صور والدفع الأخير كما قال الإمام على بن أبى طالب" الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا" بمعنى إما بالموت الطبيعى أو إماتة الجسد كما ذُكر سالفا يصدق ذلك بالآية الشريفة" لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ 

هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" 22 ق
فالصوفية يريدون بالكشف خصوص المحسوسات وبالشهود خصوص المساتير والغيبيات" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك وما كنت تعلمها أنت و لاقومك من قبل هذا"هود49.
 أما بالنسبة لحكم الإنشاد الملتزم بالمشروعية على أقل صور الأحكام، فإن من الإنشاد الدينى مايرتقى بالمرء إلى أسمى معارج الأرواح إذا كان رقيق القلب شفيف الروح، بالتواترأنه صلى الله عليه وسلم إستمع إلى غناء الجارية التى جاءت له المدينة المنورة كما استمع إلى المرأة التى نذرت أن تضرب له بالدف وتغنى ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وقال رسول الله" كفوا عن أهل لا إلاه إلا الله لا تكفروهم بذنب فمن كـفّـر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب" رواه الطبرانى.
               
         الجزء الأخير العدد القادم&
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         

5-التصوف الإسلامى المفترى علــيه وكينونته

                                                                           (5)
                                             
                                         
                                                    
                                             
                                              
           
                                     
وينبغى على المريد التحقق من أن الظان بالمقصود من التكاليف والتعبد بالفرائض: الابتعاد عما سوى الله والتجرد له فهو مصيب فى ظنه أن ذلك مقصود ،ومخطىء فى ظنه أنه كل المقصود، ولا مقصود سواه.
ولكن لله تعالى فى الفرائض التى استعبد بها الخلق أسرار غير الابتعاد عما يُغضب الله تقصر آليات العقل عن إدراكها.
 ومثل ذلك الرجل المنخدع بهذا الظن، مثل رجل بنى له أبوه قصرا على رأس جبل ووضع فيه شجرة من حشيش طيب الرائحة ،وأكد الوصية على ولده مرة بعد أخرى بأن لا يخلى هذا القصر من هذا الحشيش طول عمره، وقال: إياك أن تسكن هذا القصر ساعة من ليل أو نهار إلا وهذا الحشيش فيه ؛ فزرع الولد حول القصر أنواعا من الرياحين ، وطلب فى البر والبحر أوتادا من العود والعنبر والمسك، وجمع فى قصره جميع ذلك من شجرات كثيرة من الرياحين الطيبة الرائحة ؛ فانغمرت رائحة الحشيش لمّا فاحت هذه الروائح.
فقال: لا شك أن والدى ما أوصانى بحفظ هذا الحشيش إلا لطيب رائحته والآن قد استغنينا بهذه الرياحين عن رائحته فلا فائدة فيه الآن إلا أن يضيق على المكان فرماه من القصر.
 فلما خلا القصر من الحشيش ظهر من بعض ثقب القصر حية هائلة ، وضربته ضربة هائلة أشرف بها على الهلاك فتنبه- بعد فوات الأوان– إلى أن الحشيش  كان من خاصيته دفع هذه الحية المُهلكة، وكان لأبيه بالوصية بالحشيش غرضان:
 أحدهما انتفاع الولد برائحته وذلك قد أدركه الولد بعقله.
 والثانى دفع الحيات المهلكات برائحته، وذلك مما قصر عن إدراكه بصيرة الولد ؛ فاغتر بما عنده من العلم وظن أنه لا سر وراء معلومه ومعقوله كما قال تعالى( ذلك مبلغهم من العلم)، وقال( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) والمغرور من اغتر بعقله ، فظن أن ماهو منتفٍ عن علمه فهو منتفٍ فى نفسه.
 ولقد عرّف أهل الكمال أن قلب الآدمى: كذلك القصر وأنه مَعْشَش حيات وعقارب مهلكات وإنما رُقيتها وقيدها بطريقة خاصة: المكتوبات والمشروعات بقوله سبحانه وتعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) و( كتب عليكم الصيام) فكما أن الكلمات الملفوظة والمكتوبة فى الرُقية تؤثر فى استمالة الملائكة إلى السعى فى إجابة الداعى ويقصر العقل عن إدراك كيفيته وخاصيته وإنما يُدرك ذلك " بقوة النبوة" إذا كوشف السر بها من اللوح المحفوظ.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم": يسلط الله على الكافر فى قبره تنين له تسعة وتسعون رأسا صفته كذا وكذا....." الحديث.
                           
 ويكثر مثل هذا التنين فى خُلق الآدمى ولا يقمعه إلا الفرائض المكتوبة فهى المُنجية من المهلكات وهى أنواع كثيرة بعدد الأخلاق المذمومة ( وما يعلم جنود ربك إلا هو) وبناءًعليه فالتكليف أمران أدرك هذا المغرور أحدهما وغفل عن الآخر*
وكما يقولون كن لشيخك كالميت لمغسله
وكل لبيب بالإشارة يفهمُ
             ترانا سكوتا والهواء يتكلمُ
ومن ثم فالصلوات المكتوبة لها أغراض متعددة منها ماهو مدرك للعقل ومنها ماهو غير مدرك ويعلمه الله لمصلحة العباد ثم الراسخون فى العلم.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·                عبد الحليم محمود( أ. د) ص254-255

                                                                
 فتكليف الجائع ليتناول الطعام اللذيذ مُحال: لأنه يأكله بشهوة ويتلذذ به، فأى معنى لتكليفه!!؛ فالغرور آفة الإنسان ويجب اجتنابه" أنا خير منه، خلقتنى من نار ، وخلقته من طين." ومن ثم كان هذا منطق الهوى ومنطق الكبرياء ؛ فسجوده لآدم ليس عبادة له وإنما عبادة لله : لأنه خضوع لأمره سبحانه وتعالى ؛ فلابد من الاستجابة الفورية له" ما منعك الا تسجد إذ أمرتك".
" إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون."السجدة15
فبعد التهيئة النفسية يأتى الإلهام والنفث فى الروع والوحى بطريق الرؤيا الصادقة.
 ومازال الصراع قائما بين ثلاث قوى فى الوجود حتى ذلك الوقت وهم:
· الواقعيون الذين يتجهون إلى النص ويتمسكون به ولا يبتعدون عنه.
· المعتزلة والعقليون المحتفظون بشخصيتهم قوية خارقة لا تلين.
· المتصوفة البصيريون وهم أصحاب الشعـــــور الرقيق والحس المرهف ذوات النزعة الملائكية" إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك"المزمل20.

ويستمر النقار قائما بين رجال العصر الحديث والتصوف ومعهم رجال الظاهر ومن يتخذون العقل مقياسا للآراء ، ومآخذهم علــــــــيه أن التصوف دخيل على الإسلام وليس به إلا الورع والتقوى ونوع من الزهد ، وأن أدلة وجود الله موجودة فى القرآن الكريم وعدم إلتماسها فــــى متاهات التصوف، وأن الصوفية" أرستقراطية الصفوة تتنافى مع روح الإسلام" الديمقراطية" والتصوف ضعف والإسلام قــوة" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" والجهاد باب من أبواب الإسلام لا يتلاءم مع صوم النهار وقيام الليل، والعقليون يرون أن الله عز وجل منحنا العقل البشرى ؛ لنهتدى به إليه، فإذا مااحتقرناه كما يفعل الصـــــوفية؛ فقد استخففنا بأجل نعــــمة وهبها الله لنا.
                
                                                                      البقية العدد القادم&