الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. .................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... الإعلان ........................................................................ .............................................................. .................................................... الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... .........................................................................

الخميس، 1 سبتمبر 2011

فى محيطات الصوفية بقلم د. محمد فتحى فوزى


فى محيطات الصوفية
                                                    بقلم د.محمد فتحى فوزى


                ( التصوف الإسلامى الشرقى على نهج الامام ابى حامد الغزالى)
بعد أن أصبحت مصر فى عصر سلاطين المماليك قاعدة الخلافة العباسية، ومحط المسلمين من المشرق والمغرب، ماجت بنشاط دينى مرموق ،وكانت لايزال بها أثر واضح للتشيع فى بداية العصر المماليكى ،رغم جهود الدولة الأيوبية للقضاء عليه.
 وقد خفت آثار التشيع فى البلاد بعد أن حرَّم الظاهر بيبرس عام (665هـ -1267م) أى مذهب ،عدا المذاهب السنية الأربعة ،وذلك عن طريق تحريم الوظائف القيادية على غير معتنقى هذه المذاهب ،وكثرت المساجد ولم تقتصر على العبادة فقط ،وإنما صارت دورا للعلم يقصدها المعلمون والمتعلمين.
 ومن أهم ظواهر ذلك العصر هو إنتشار التصوف؛ لوفود كثير من مشايخ الصوفية ومعظمهم من المغرب والأندلس ــ إلى مصر مثل (السيد البدوى والقنائى والشاذلى)... وغيرهم الكثير من ذوى الفضل، وكان ذلك فى القرن السابع الهجرى : فوجد هؤلاء فى مصر تربة صالحة ؛ لنشر تعاليمهم ومذاهبهم  اى ( المالكية وغيرها)وصارت الصوفية فرقا ،ولكل فرقة شعارها، وازداد المصريون إقبالا على هذا اللون الجديد من ألوان الحياة الدينية، وتقرب السلاطين إلى الله ببناء الخنقاوات للصوفية ووقف الأوقاف عليها والعطف عليهم وعلى مشايخهم.وبذلك كان للتصوف أثره الكبير فى الحياتين الإجتماعية والفكرية لصبغه القيم والمثل العليا بصفة الزهد والرغبة عن الدنيا ومتاعها والإتجاه نحو الآخرة والعمل بها. مع العلم بأن الصوفية ليست بمذهب، وإنما هى السلوك الحقيقى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما أنه  كما قال البوصيرى فى بردته: كلٌ من رسول الله ملتمس** رشفا من البحر أو غرفا من اليم ؛ فالأب الكبير لابد أن يميز أبناءه فهذاحسن وذاك حسين ومن هنا جاءت التسمية بذلك سلفى وذلك صوفى لتحديد الفكر والسلوك، والصوفية سلوك وليست بأسلوب أوصكوك. فمادام الصوفى والسلفى والوهابى ،ينطقون بشهادة" ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " ،ومتفقين على الخلفاء الأربعة دون تفرقة، وحسب ترتيبهم فى الخلافة
؛ فلا بأس من إختلاف المسميات، لأنها إجتهادات داخل نطاق الكتاب والسنة، والإختلاف بين العلماء فى الفكر الدينى رحمة بالعباد. وكل فكر له حكمته وقد يكون ثقيلا لدى البعض ومقبولا لدى البعض الآخر، ولا يُحبذ تقديم الفكر الصوفى لحديثى العهد بالإسلام ،وإنما للموغلين فيه لأنه طُـُرق متشعبة فى التقرُب إلى الله بأذكار مختلفة حسب فتوحاتها على المشايخ، وفى النهاية كل الطرق تؤدى إلى الوحدانية والتقرب إلى الله.
فالتصوف بتعريف أبى بكر الكتانى ت( 322هـ) هو صفاء ومشاهدة وبالتالى يتضمن الوسيلة( الصفاء) والغاية(_ المشاهدة) ويطبق عليهم حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم": إن مثل مابعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا؛ فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فنفع الله تعالى بها الناس؛ فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هى قيعان: لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه فى دين الله ونفعه ما بعثنى الله تعالى به فعلم وعمل ومثل من لا يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به" فالتصوف روحانية والروحانية قوة ترتب عليها عدم نشر روح الإستكانة أوالقناعة أو التذلل للحكام بين عامة الناس.
فالصوفى هو من صافاه الله وأصطفاه، فجعله وليا له بقوله تعالى":ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"صدق الله العظيم؛ فالكلمة الآنفة الذكر تبدأ       بحرف الصاد الذى يتضمن معانى الصبر.. والصدق مع الله والناس ، ثم حرف الواو المحتوى على معانى الوفاء والورع والوجل من الحق جل وعلا بقوله":وأصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن فى ضيق مما يمكرون "127 النحل، وأيضا :"ولا تمش فى الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا"37 الإسراء، أو كما قال": أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوالكم وكيلا "68 الإسراء، وأخيرا حرف الفاء ويشمل معانى الفناء فى الله والحب به له فيه  اى بمعنى الحب لله والكراهية لمن يغضب الله  عز وجل ": قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"صدق الله العظيم  وإنطلاقا مما سبق إذا إجتمعت الصفات السابقة فى شخص ما  فإنه  يستحق إضافة ياء النسب إليه فيصير صوفي. فقد قال الإمام ابن تيمية 
"من زاد عليك فى الُخلُق زاد عليك فى التصوف"، وأن أحاسنكم أخلاقا هم خير أُمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى ":ألم تركيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء"34إبراهيم"ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة إجتثت من فوق الارض مالها من قرار " صدق الله العظيم .
فالصوفية مدرسة التربية السلوكية والأخلاق الفاضلة ومجاهدة النفس  وترويضها  بالعبادات والطاعات المختلفة من صيام وقيام  وزكاة وتهجد ونوافل  وتحمل المشاق  والصبر عليها": والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" صدق الله العظيم  ــ وبذلك يتخطى عالم الملك وهوالعالم المنظور ويدخل فى مقام المشاهدةوهوعالم الملكوت اللا منظورمثل مشاهدة عجائب خلق الله من جن  وملائكة والجنة والنار ومالا نعرفه من مخلوقات كما ذكر آنفا.
وهذا بمثابة الإثابة من رب العزة إلى عبده الصالح " عبدى أطعنى أجعلك عبدا ربانيا تقل للشىء كن فيكون" وأيضا فى حديثه القدسى"أنا جليس من ذكرنى وحينما التمسنى عبدى وجدنى"و"من عادى لي ولياً آذنته بالحرب". وهكذا " قل كل  يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا" .صدق الله العظيم.
جهاد الصوفية فى الله:-
 قد تفرغ الصوفية للعبادة فى جوف الليل والناس نيام، رغم أن الليل لباسا بحكم القرآن الكريم ،وعملوا فى النهار وجعلنا النهار معاشا أيضا بحكم القرآن الكريم ،تطبيقا لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى شخصا يتعبد فى الليل والنهار ولايعمل ؛فسأله من يصرف عليك فقال له أخى ،فرد عليه بأن أخوك أفضل منك. حارب الصوفية الإستعمار. مثل السيد البدوى الذى حارب الصليبيين، وأيضا إبراهيم الدسوقى وغيرهم الكثير والكثير، وقف الصوفى المعز بن عبد السلام فى وجه الطُغاة من الحكام بجوار الشعوب المغلوبة على أمرها ،وأيضا الشيخ الطرطوشى، وفتح الإمام الرفاعى أبوابه لتعليم العلوم الشرعية ومعه الإمام المرسى أبو العباس وأبن عطاء الله السكندرى وسيدى أبو الحسن الشاذلى والقنائى والٌأقصرى والإدفوى والفولى والشيخ الطيب والشيخ أحمد رضوان 
        وفضيلة الإمام الأكبر الاستاذ الدكتور عبد الحليم محمود
وغيرهم الكثير من السادة الأفاضل طيب الله ثراهم. وهم يطبقون قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عاد من إحدى الغزوات" رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" قيل وما الجهاد الأكبر يارسول الله قال" جهاد النفس".
 وكانوا علماء فى شتى المجالات اللغوية والفقهية والشرعية وعلوم الفلك وتفسير القرآن والعلوم اللسانية. وبأخلاقهم النيرة المقتدية برسول الله صلى الله عليه وسلم نشروا الإسلام فى مجاهل أفريقياعن طريق التجارة والتنقل والترحال. ونشروا الود والتسامح بين الناس وربوا المريدين والدراويش على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأقاموا صلات الرحم بين الناس وأصبح الكون عامرا بنفحاتهم الطيبة وعطورهم الذكية.
 مدارج الترقى فى سلوك الصوفية لتقربهم إلى الله:-
فى الترقى إلى الله والإقتراب منه ينقسم الترقى إلى قسمين( أحوال ومقامات) فالأحوال متغيرة كتغير الليل والنهار والمقامات ثابته لا تتغير أما عن الأنفس فتنقسم إلى سبعة أنفس كل نفس يقطعها ويهذبها إسم من أسماء الله الحسنى ويقطع السبع أنفس حتى يصل إلى النفس الراضية المرضية فيترقى بذلك من الأحوال المتغيرة إلى المقامات الثابته ومنها مقام الإحسان وهو "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
 وبعد ذلك نتكلم فى حق الصوفية بالإستخفاف بهم ونتحدث عن فقراءهم بأنهم أهل ... وطعام وشراب ونترك الأصول الحقة ونتمسك بالحواشى والهوامش" إن الله يدافع عن الذين آمنوا" " إن الله لا يحب كل خوان كفور".فالتصوف طريقة سلفية شرعية تقوم على الكتاب والسنة ، وعلينا إحترام معتقداتهم.
والسلوك الصوفى لايصل إليه أحد إلا عباد الله المخلصين وليس كل من قال أنا صوفى فهو صوفى وإنما من تشبه بقوم صار منهم والتشبه بالرجال فلاح. وأختم قولى:
وما من كاتب إلا سيفنى** ويبقى الدهر ماكتبت يــداه
فلا تكتب بكفك غير شىء** يسرك فى القيامة أن تراه
  وبقول الله عز وجل" عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم" صدق الله العظيم(7) الممتحنة

           فضلا حمِّل كتابى التصوف الإسلامى المفترى عليه وكينونته من ذلك الرابط:
          https://drive.google.com/file/d/0B2pKymWeTWoQR2szdG9hUHJ6NFU/edit?usp=sharing     

هذا نبينا : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم..

      هــــــذا نبـــــــــيـــــــــــــــــــنا    صلى الله عليه وسلم
                 بقلم: محمد فتحى فوزى

الحرية فى الكتابة تعنى أن الإنسان حرما لم يضر، فأيما حرية هذه التى تهاجم نبى يقتدى به الخلق، وتضر بمعتقداتهم التى يستقى منها الناس سلوكهم ومعاملاتهم حتى ولو تأسيت بقول الشاعر :ــ
  لـســـــت بناج من مقالة طاعن **ولو كنت فى غار على جبل وعر
ومن ذا الذى ينجو من الناس سالم**ولو غاب عنهم بين خافيتى نسر
فإن أكبر مهمة دينية فى هذا العصر، وأعظم خدمة, وأجلها للأمة الإسلامية هى دعوة السواد الأعظم للُأمة إلى الإنتقال من صورة الإسلام إلى حقيقة الإسلام, فقد قال سيدنا عيسى عليه السلام لأصحابه:"أنتم ملح الأرض ، فإذا زالت ملوحة الملح, فماذا يملح الطعام ؟ ."
مستهد يا بقول الشاعر:ـ
  ألا إنـــما الأيام أبناء واحد** وهذى  الليالى كلها أخــــــوات
فلا تطلبن من عند يوم وليلة **خلاف الذى مرت به السنوات
فقد كان محمـــد صلى الله عليه وسلم من نخبة بنى هاشم , وأشرف العرب بدوا وحضرا جامعا لــــ "  قُصى " جده الأعلى من الشرف والمجد والسيادة مالم يجتمع لغيره, وخاطبه رب العزة بقوله :" يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك , وإن لم تفعل فما بلغت رسالته , والله يعصمك من الناس.”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": أنا دعوة إبراهيم , وبشارة عيسى , ورؤيا أمى التى رأت حين وضعتنى, وقد خرج نور ساطع , أضاءت لها منه قصور الشام"
وتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للسب من كفار قريش , وأطلقوا عليه" المذ مم " ؛ فكان يقول " ألا يعجبون لما يصرف الله عنى من أذى قريش؟ يسبون ويهجون "مذمما" ، وأنا محمـــدا ".
وعندما حرض " أبى بن خلف " صديقه "عقبة بن أبى معيط" بالبصق فى وجهه الشريف بعد مجالسته وقد فعل ؛ فأنزل الله تعالى فيهما:"ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى إتخذت مع الرسول سبيلا, ياويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا ،لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى ،وكان الشيطان للإنسان خذولا, وقال الرسول يارب إن قومى  اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين ، وكفى بربك  هاديا ونصيرا"  وحينما علم يوما أن "خالد بن الوليد" أسرف فى القتل فى بعض غزواته , جلجل غاضبا ، ورفع يديه الشريفتين إلى 
السماء, معتذرا إلى 
الله ضارعا وهو يقول :ــ": اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد وكررها إثنتان, وكان أمره لأصحابه بين يدى كل معركة:" لا تقتلوا إمرأة , ولا شيخا , ولا وليدا , ولا تحرقوا زرعا , ولا نخيلا , ولا تنهبوا , ولا تمثلوا بأحد واجتنبوا الوجوه ولا تضربوها
ومن فرط إحساس الرسول صلى الله عليه وسلم بالعدالة أنه خرج فى مرضه الأخير للناس قائلا:"أيها الناس من كنت جلدت له ظهرا ؛ فهذا ظهرى فليستقد منه ، ومن أخذت منه مالا ؛ فهذا مالى فليأخذ منه ولا يخشى الشنعاء فإنها ليست من شأنى, وإن أحبكم إلى من أخذ منى حقا إن كان له ، أو حللنى؛ فلقيت ربى  وأنا طيب النفس"
رآه عمر  وكا ن صلى الله عليه وسلم مضجعا على حصير ومتوسدا بحشية ليف ؛ فهملت عينا عمر, وقال له النبى الزاهد(مالك؟) , فقال عمر :- أنت صفوة الله تعالى من خلقه  و"كسرى"و  "  قيصر" فيما هم عليه ؛ فاستوى النبى عليه السلام جالسا وأحمر وجهه, ثم قال:" أو فى شك أنت يا إبن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم فى حياتهم الدنيا أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟", قال بلى, فقال عليه السلام :- هو كذلك
فإذا رُسم ما رُسم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من هزل ؛ فقد سفههم الله تعالى قائلا :"ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"و" إنا كفيناك المُستهزئين"
وإنى لأشبههم بقول الشاعر:-
 كناطح صخرة يوما ليوهنها** فلم يضرها  وأوهى قرنه الوعل
ولنتذكر حينما عادت جيوش الصليبيين مرتدة عن الشرق الإسلامى فى القرن الحادى عشر الميلادى ، عادت ومعها صورة من حياة المجتمع الإسلامى , وهى ظاهرة الشريعة الواحدة  التى يخضع لها الحاكم والمحكوم  والتى لا تستمد من إرادة الشريف أو صاحب الإقطا عية كما كان الحال فى أوروبا ،وظاهرة الحرية الشخصية فى إختيار نوع العمل  ومكان الإقامة ، وظاهرة الملكية الفرد ية وحرية الإستثمار ، وظاهرة إنعدام الطبقية  الوراثية وبإستطاعة كل فرد فى أى وقت أن يرتفع بدرجته فى المجتمع وفق جده وإجتهاده وعمله ؛ فهذه الظواهر البارزة التى لا تخطئها عين الأوروبى , الذى كان يعيش فى نظام الإقطاع، رقيقا للأرض، قانونه هو إرادة السيد  وطبقته حتمية لأن الشرف وراثى.
وقد إستقى" فرنسيس بيكون وردجر بيكون " علومهم من الجامعات الإسلامية بالأندلس , وقد إنتسخ الثانى كتابه فى علم البصريات من كتاب (المناظير – لإبن الهيثم )  
•        وقد قال عنه صلى الله عليه وسلم ـــواشنجتن إيرفنج :ــــ"إن إنتصارات محمــد الحربية لم تبعث فى نفسه شيئا من الفخر والزهو لأنه لم يكن له فيها مأرب شخصى  وإذا كان هناك سلطان يطمح هو إليه ؛ فسلطان الدين الذى جاء به وبعد أن صار سيد الجزيرة العربية، ظل يعامل أصحابه كأنهم إخوةولا يمشى بين يديه حراس" 
•        وقال الدكتور جوستاف ول:ــ" كان محمد أسوة حسنة لقومه ..ولم يقف جوده وإحسانه عند حد.. وكذلك إهتمامه بأمر المسلمين..وعلى الرغم من الهدايا التى كانت تنهال عليه من كل حدب وصوب لم يترك بعد موته إلا القليل , وحتى هذا القليل كان يعد ملكا للدولة
•        وقال مستر بول :ــ" كان يحمل عد وه على الإعجاب به , وكان شديد الغيرة فى الحق  شأن عظماء الرجال ..وكثيرا ماتكون االغيرة مشوبة بالحقد  , ولاسيما فى سفاسف الأمور ، وما هكذا كان محمــد , فقد كان  شديد الغيرة على الحق لم ينس قط  إلى آخر يوم فى حياته أنه رسول الله..ولم ينس قط تلك الرسالة التى كانت لحمة حياته وسداها.. وهو مع ذلك جم التواضع ؛ لإعتقاده أنه من جنس البشر
•        وقال" لامرتين" الشاعر الفرنسى:ــ"…و كان مقياس العظمة هو إصلاح شعب متدهور , فمن ذا الذى  يتطاول إلى مكان محمــد؟  ، لقد سما بأمة متدهورة  ورفعها إلى قمة المجد  ، ولو كان مقياس العظمة فى توحيد البشرية المفككة  الأوصال ؛ فمن أجدر بهذه العظمة من محمد، الذى جمع شمل العرب وجعلهم أمة واحدة عظيمة , وإمبراطورية شاسعة؟ , ولو كان مقياس العظمة هو إقامة حكم السماء على الأرض ، فمن ذا الذى ينافس محمدا وقد محا مظاهر الوثنية ؛ليقيم عبادة الخالق وحده ؟ ولو قسنا العظمة بالنصر الحربى والنفوذ والسلطان  , فمن يدانيه فى هذا المضمار؟.
•        لقد كان يتيما , لا حول له ولا قوة ؛ فأصبح ملكا عظيما  ومؤسسا لإمبراطوريات دامت ثلاثة عشر قرنا من الزمان .
•        ولو كان مقياس العظمة هو الأثر الذى يخلده فى النفوس على مر الأجيال , فها هو ذا  محمد يمجده مئات الملايين من الناس فى مختلف البقاع مع تباين الوانهم, وأوطانهم , وطبقاتهم .وفى موضع آخر يقول :ــفقد رد بيقينه إلى الحياة فكرة عظيمة وحجة قائمة ومبدأ مزدوجا، وهو وحدانية الله , وتجرد ذاته عن المادة الأولى تدل على من هو الله.. والثانية تنفى ما الصقه االوثنيون به.. الأولى حطمت آلهة كاذبة  , والأخرى فتحت طريق إلى الفكر والتأمل".
"قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزوجكم  وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها , أحب إليكم من الله ورسوله , وجهاد فى سبيله ؛ فـتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين"صدق الله العظيم.
ويكفيه عليه السلام قوله تعالى:ـ"يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا" وقال فى طاعته " من يطع الرسول فقد أطاع الله" وفى مبايعته "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" و" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".
ومن محبته لك يارسول الله , أقسم بك "لــعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون" وجئت للناس جميعا" يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا"ــــ "وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم"وطالب رب العزة المؤمنين بالأدب فى الحديث معك " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " وعن الأدب" وإنك لعلى خلق عظيم"وعن الشقاوة ــ"طـه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"وعن العصمة من الناس قال تبارك وتعالى:" والله يعصمك من الناس " فذكر إنما أنت مذكر.
وفى نهاية مقالى أختم بقول الشاعر :ـ
 ياناطح الجبل العالى ليثلمه** لا تشفق على  الرأس وأشفق على الجبل

الأربعاء، 31 أغسطس 2011

زادنا وزوادنا وثمرة فؤادنا- يا زين اللهم صلى عليه.


زادنا وزوادنا وثمرة فؤادنا
(صلى الله عليه وسلم)!!!
محمد فتحي فوزي

الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم  وصفه صاحبه أبى بكر الصديق رضى الله عنه قائلا :
" أمين مصطفى للخير يدعو           كضوء البدر زامله الظلام
فقد حزرنا من رغد العيش صلى الله عليه وسلم فقال:" فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم : فتنافسوها كما تنافسوها ؛فتهلككم كما أهلكتهم"
 وبادىء ذى بدء يقول ابن القيم:" وإذا كانت سعادة العبد فى الدارين معلقة بهدى نجاتها وسعادتها أن يُعرف هدى رسول الله وسيرته وشأنه".
لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" 21 الأحزاب
ومن ثم قال أنس:" إن رجلا سأل النبى غنما بين جبلين، فأتى قومه ؛ فقال:" ياقوم اسلموا، فإن محمدا يعطى عطاء رجل لا يخاف الفاقه  فقد أعجب الرجل بكرم الرسول صلى الله عليه وسلم وتحول هذا الإعجاب إلى محبة للرسول وللدين الذى يدعو إليه: وإن كان الرجل ليجىء إليه ما يريد إلا الدنيا فما يمسى حتى يكون دينه أحب إليه من الدنيا بما فيها.
 فقد تولت العناية الإلاهية رعاية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فى جميع مراحل تكوينه وحياته؛ فحفظه الله منذ أن حملت به أمه آمنه بنت وهب، حتى بعثه بالحق رسولا ،ثم إلى أن انتقل إلى جوار ربه بعد أن أقام على الأرض منهجا ربانيا فيه هداية البشر لآخر الزمان: فأمه صلى الله عليه وسلم تلتقى فى النسب مع أبيه فى الجد الخامس ويقول ": خرجت فى أفضل حى فى العرب هاشم وزهرة". وكان مولده يوم الإثنين لإثنتى عشرة ليله خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل.
يعتز رسول الله بنسبه قائلا:" أنا أعربكم، أنا قرشى، وأُسترضعت فى بنى سعدبن بكر".
وكان صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب، حيث يوضع فراش له فى ظل الكعبة ،وكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك ،حتى يخرج إليه ،لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ؛ فكان رسول الله يأتى وهو غلام جفر، حتى يجلس عليه ؛فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ؛فيقول عبد المطلب إذا رأى منهم ذلك: دعوا إبنى فوالله إن له لشأنا ،ثم يجلسه معه عليه ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع..
فلو كان مجد يخلد الدهر واحدا            من الناس أبقى مجده الدهر مطعما
أجرت رسول الله منهم فأصبحوا          عبيدك  ما لبى  ملب   وأحرما
فقد استطاع محمد بن عبد الله، أن يقف وحده فى وجه الدنيا كلها، أو على الأقل فى وجه الجزيرة العربية ،وقريش سادة العرب كلهم،فى منشأ الدعوة وأمام تلك العقائد، والتصورات والقيم والموازين ،والأنظمة والأوضاع، والمصالح والعصبيات، وإنتصر على هذا كله ويبدله ويقيم النظام الجديد على أساس المنهج الجديد، والتصور الجديد بقوله:" لكم دينكم ولى دين" "ولا إكراه فى الدين " وقوله " إدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن "وقوله تبارك وتعالى" قل : لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أنى ملك، إن أتبع إلا ما يوحى إلى" 50 الانعام، إنه لم يقهره  أى النظام  بمعجزة خارقة لا تتكرر فقد أعلن أنه لا يعمل فى هذا الحقل بخارقة، ولم يستجب مرة واحدة لطلبهم للخوارق.،. إنما وقع الذى وقع وفق سنه دائمه تتكرر، كلما أخذ الناس بها واستجابوا إليها.
طالب رسولنا الكريم بعدم العلو على الله فى عباده وبلاده بقوله تبارك وتعالى:" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين".
 قال أنس:" لما دخل رسول الله المدينة أضاء منها كل شىء ولما قبض أظلم منها كل شىء

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

قصص (1)




       




حرب العاشر من رمضان 1393هـ : 1973 م أكــتـوبر.. الــعــبــور والاعـــتبـــار!!


إذا عُدنا بذاكرتنا إلى التاريخ؛ فنذكر أن مصــر حمت العالم العربى، والإسلامى ،من 
هجمات الصليبيين الغادرة؛ بانتصارها فى موقعة حطيــن ، ثم من ويلات التتار ؛بالانتصار عليه فى موقعة عين جالوت، وهى التى انتصرت على العدوان الثلاثى  الغاشم، المكون من إنجلترا وفرنسا والصهيونية عام 1956 ، وتصدت للعدوان الصهيونى ؛بالإتحاد مع الشقيقة سوريا فى 5يونيه عام 1967. ثم رد صاع الهزيمة صاعين، فى حرب أكتوبر المجيدة ؛بإتحاد الدول العربية الشقيقة ،وتضامن الدول الإسلامية.
                                    

 وتمضى الأيام، وتتعاقب الأعوام، ومازال نصر أكتوبر العظيم، يطالعنا بأفراحه وبهجته؛ فقد كانت حرب العاشر من رمضان هــ1393، عبوراً من النكسة إلى النصر.. عبورا من الأحزان إلى السرور.. عبوراً من الظلام إلى النور.. عبوراً من غرب السويس إلى شرقها.
 بادئة ً بالحرب النفسية التى شنتها القيادة على ضفاف القناة ؛بصدور الأوامر للجنود بالإسترخاء، وعقد الإحتفالات الصاخبة، ومصاصة القصب؛ للتمويه على إستطلاع العدو؛ بأنه لا توجد إستعدادات للحرب ومن ثمّ يطمئنون لذلك ولا يعملون لها.
 بينما كانت التجهيزات خلف الخطوط ،تجرى على قدم ٍ وساق للحرب والقتال، والتلاحم مع العدو.
                                         

 وفجأة، وفى الساعة الثانية ظهرا، إنطلقت أسراب المقاتلات المصرية المنخفضة، تشق عباب السماء . مطمئنة ً لجنودها فى ذهابها  ،وإيابها
  ،منفذة ً مهامها، القتالية فى عمق سيناء ثم عائدة إلى قواعدها سالمة
فشملت مركز قيادة العدو ،والمطارات ،والقواعد الجوية الرئيسية،ومواقع الصواريخ المضادة للطائرات، ومدفعيات العدو البعيدة المدى، وغيرها من مواقع استراتيجية،وقد نجحت الضربة الجوية فى تحقيق أهدافها بنسبة95% ،نتج عنها، تدمير مركز  القيادة الرئيسى لقوات العدو، وشل إمكاناته.
 ثم إنطلاق المدفعية الهاون ،والصواريخ أرض، أرض، وكأنها زلازل على الأعداء مبددة لأحلامهم.
                                            

 فكانت الحرب ،التى اجتازت موانع لا يعلم قسوتها إلا الله ؛ فعبرت قناة السويس بالقوارب المطاطية، والكبارى السريعة، إلى الضفة الأخرى، رغم ما بالمياه من مواسير للنابالم الحارق ،ومياه جارفة، وطيران شارد ،ومع هذا، إنتصرت إرادة المقاتل المصرى؛ بوصوله إلى البر الشرقى بأمان
 ومالبث أن وصل ؛ليتعامل مع المانع الثانى ،وهو الساتر الترابى العملاق، الذى لم 
                               

يكن سهلا ،مع مايعانيه الجنود البواسل، من تعب ومشقة، فى صراعهم مع المياه العاتية، ومعاناتهم من المجهول القادم ؛ فا ستطاع سلاح المهندسين فتح الثغرات؛ فاقتحموها بجدارة، يشهد لها العدو قبل الصديق. وينطلق المقاتلون، إلى المانع الثالث، وهو صحراء سيناء الشاسعة الجدباء بما بها من حشرات وثعابين سامة، وآبار راكدة مسممة، ؛ ليوغلوا فيها حتى مجابهة العدو؛ فكانت حرب الدبابات، وصراع المُشاه، وصيحات التكبير المدوية، والتهليل بنصر الله، وكأن لسان حالهم يقول" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم"   وأيضا  " ألا إن نصر الله قريب".
 ويأتى المانع الرابع،وهو خط "بارليف" المنيع، الذى كان من المتصور ،ألا تدمره سوى القنابل النووية، ولكن المصريين، صنعوا من أجسادهم، قنابل بشرية؛ لتحطيم هذا الحصن، ومن ثمََّ، فقد تحطمت الموانع الأربعة فى هذه الحرب : المائية، والترابية، والصــــحـــــراوية
وخط" بارليف" الحصين ؛والتى بها تحطمت أسطورة الجندى الصهيونى الذى لا يُقهر ، وارتفعت الأعلام المصــرية الـخـفـاقة ،هنا ، وهناك، وصدق الله العظيم إذ قال:" وإن جندنا لهم الغالبون" وصدق رسوله الأمين حينما قال إذا فتح الله عيكم مصر.... فا تخذوا من أهلها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض.
 فإن مصر كنانة الله فى أرضه ،تؤخذ منها السهام؛ لرمى الأعداء بعد أن يفيض الكيل، ويتعذر النصر عليهم ،بعد اللجوء إلى الله، ثم الإستعانة بمــــصــر :" وما النصر إلا من عند الله".
 وهكذا كان نصر أكـتــوبر عـِـِبرة ً لمن  يَعـتـِبر " فاعتبروا يا أ ُولى الأبصار" ، ودرسا ً لمن القى السمع وهو شهيد ؛ فأخذ معهد الدراسات الاستراتيجية والعسكرية بلندن، وسائر الأكاديميات العسكرية فى العالم، التمهيد القتالى بالمقاتلات الجوية، و التكتيك الإستراتيجى لحرب أكتوبر ،وعبور الموانع، والمناورات الصحراوية ،والحروب النفسية ــ دروسا جديرة بتدريسها فى الكليات العسكرية.
                         

 وأصبحت مصر يـُنظر إليها بعين الاعتبار،  لأنها سادت أراضيها، وجادت على مواطنيها بالنصر، وما أُ ُخذ بالقوة، لا يـُسترد بغير القوة: فتحية ً إلى شهدائنا الأبرار" ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"ــ وإلى قادتنا الأحرار، وإلى شعبنا المـغوار، و"ادخلوا مصر إن شاء الله آمـــنين"



                                 *                    *                       *