عُقدة
الوطنى تسقـُط على الإخوان
بقلم:د. محمد فتحى
فوزى
بكل الموضوعية أقول أن
الشعب المصرى أخذ موقفا من الحزب الوطنى ناجما عما اقترفه من جرائم ومخالفات فى
حقه من استــــبـــداد بالسلطة وتفشى الـــــــــــــــــــــــــــــــــوسـاطات والــــمحــــــــسوبيــــــــــــــــات وتأليب العصبــيات والــــقبليــــــات على
بعضها والاستيـــلاء عـــــــلى الوظائف القيادية بالدولـــــــة والـــــــتزوير فى الانتخابات والاستخفاف
بالمواطنين وشراء الذمم وتشجيع المتسلقين وإفساد الضمائر والهيمنة على الحكم
ليستشرى الفساد ويتشعب.
وليس معنى هذا أن كل
من احتواه الحزب الوطنى فاسدا فهناك مواطنون شرفاء يعملون من خلاله لرفعة الوطنوسموه
ولكن كما يقول لسان حالهم ": العين بصيرة واليد قصيرة.. وما باليد حيله"
مع وجوب الأخذ بأضعف الإيمان والمعارضة وعدم خشية أمن الدولة.
وفى النهاية لا يصح
إلا الصحيح فقد حـُل الحزب وتم القضاء عليه حتى لا تتفشى " سوسته" فى
المجتمع فيصيبه النخر والإنهيار.
فقد أطلق الثوار على
الأعضاء المنحلين مصطلح" الفلول" للهزيمة النكراء التى حاقت بهم
والكراهية المستوحشة التى أُنزلت عليهم ولا يعنى ذلك أن كل" الفلول"
فاسدين بينما كل الفاسدون فلول معركة الباطل والحق؛ فالباطل لجلج
والحق أبلج.
بيد أن الجماهير راحت
تسقط كراهيتها على نظام الحزب الواحد والرئيس الأوحد المتمثل فى الإخوان ورئيسه.....
.....................................................
ومما يبدو بقرب ثورة
يوليو 1952 قام السادات رئيس الخلية الشعبية فى تنظيم الضباط الأحرار ــ بدور"
المنسق" بين التنظيم بخليته العسكرية بقيادة عبد الناصر، وتنظيم الإخوان
المسلمين ،ثم حدث خلاف فيمن يتولى الزعامة بعد الثورة الإخوان أم عبد الناصر.
الرئيسان عبد الناصر وأنور السادات بالحج1958
فآثرت الثورة
وقياداتها ورئيسهم عبد الناصرالأستقلال بالحكم ومـُنِع أنورالسادات
من مواصلة الإتصال
التنسيقى................
فنشب العداء بين
التنظيمين،......................................
لسنا غوغاء
والصهيونية والصهاينة
الذين يطمحون فى إيجاد مواطنين مصريين يغرقون فى بحر من كيف المخدرات واللحم
الرخيص والجنس والدعارة والإدمان ومشاهدة الفضائيات المخلة والإنترنت مما ينجم عنه ضرب الإقتصاد الوطنى فى مقتل وإنتاج أطفال الشوارع واللصوص و"
البلطجية" والطامعين فى مصر الحضارة.
" ولو أن أهل
القرى آمنواواتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماءوالأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما
كانوا يكسبون".الأعراف96
أضف إلى ذلك النفعية
البرجماتية والوسيلة الميكيافلية بمعنى المنفعة والمصالح فوق كل شىء والغاية تبرر
الوسيلة والوصول إلى الأهداف بأى وسيلة كانت حتى ولو بعيدة عن الشرع والدين.
..............................................
وقد احتوانا القديم
وتمسكنا به وذهبنا نبحث عن رؤساء نوابغ وزعماء أفذاذ مثل عبد الناصر والسادات
وتناسينا أنهما كانا تلميذان فى معترك السياسة والجندية منذ دراستهما؛ فصقلتهما
تجارب الحياة وانعكست عليهما عندما أصبحا حكاما؛ فلم يكن غريبا عليهما ممارسة
الحكم، لكونهما تمرسوه وتحنكوا به من قبل.
ومن ثم علينا بالصبر
والأناة"اسْتَعِينُوا
بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ:" الأعراف 128 ـ وإعطاء
الفرصة للآخرين ؛ فمصـر ولادّة، ولا تسربلنا نظرية الإسقاط النفسى ،والخوف من
السابقين بإسقاطها على اللاحقين من الناشطين.
فالقيادات تصنعها
الخبرات وتصقلها الممارسات، ولم يولد الإنسان رئيسا أو زعيما وإنما تأتيه بالإرادة
الإلاهية" أنت تريد وأنا أريد والله يفعل مايريد" " وما تشاءون إلا
أن يشاء الله " الإنسان 30ـــ ثم محكات الحياة" وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون".التوبة 105
فالمصريون أصحاب حضارة
ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ:
مصر الحضارة والتاريخ
" وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما
بمصـــر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين" يونس 87 ـــ لم يخالطهم غوغاء أو غوغائيون ، ولم يقعوا
يوما فريسة القابلية للإستهواء بتصديق كل ما يقال وجـُل ما يشاع "؛ فلابد من
إخلاص النية وإعمال العقل والمنطق والإستجابة للصندوق بروح رياضية وجلنا فى خدمة مصــر، وإلا فستُدمر الأنفس والنفائس، ولكن مصـر باقية
بنيلها ووديانهاوبراريها وحضارتها": إن يشأ يذهبكم ويأتِ بخلق جديد وما ذلك
على الله بعزيز".فاطر16،17.
هذه بلادنا
وقد دعى الأنبياء عليهم السلام لمصر وهذا الدعاء كان وكائن وسيكون دوم الزمان:
قال عبدالله بن عمرو:" لما خلق الله
آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و
خرابها و من يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرض سهلة
ذات نهر جار مادته من الجنه تنحدر فيه البركه و تمزجه الرحمه ، و رأى جبلا من
جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمه ، فى سفحه أشجار مثمرة فروعها
فى الجنه تسقى بماء الرحمه ، فدعى فى النيل بالبركة ، و دعا فى أرض مصر بالرحمه و البر
و التقوى ، و بارك على نيلها و جبلها سبع مرات .
وبحبك يا بلادى
و قال : ياأيها الجبل المرحوم ، سفحك جنه و
تربتك مسك ، يدفن فيها غراس الجنه ،ارض حافظه مطيعه رحيمه ، لا خلتك يا مصر بركة ،
و مازال بك حفظ ، ومازال منك مُلك و عز" . ( أورده السيوطى جزء 1 ص 20 نقلا
عن بن زولاق.
إسلمى يامصر
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك