من أين الزاد والزواد؟!
بقلم: محمد فتحى فوزى
مصر بلد زراعى تقبع على نهر النيل الذى صنع لها الوادى والدلتا على ضفتيه
الخالدتين ، وما تبقى من المحروسة إن هو إلا صحراء قاحلة جدباء، ونعترف أنها من
الممكن أن تتوافر بها بعض المعادن مضافا إليها ما يقوم على الزراعة من صناعات
مختلفة وتجارة ؛ لترويج هذه المصنوعات، ومن بعدها مصادر قناة السويس ودخلها،
والسياحة ونجمها مع التجارة الغير منظورة بدون سقطها.
ثم نجد الانفجار السكانى والاعداد
البشرية المتلاحقة فى الزيادة على بقعة محدودة من الأرض لا يتوافر بها إلا ما ذُكِر
آنفا ، وننظر إلى العمق الإستراتيجى المصرى ؛ فنجد أن هناك زلازل سياسية فى ليبيا
من الغرب ، وثورة فى سوريا فى الشمال الشرقى ، وتفرقات عصبية فى الجنوب بالسودان،
فضلا عن ان المنطقة تعيش فوق صاج ساخن وتستعد لرياح عاتيه :إذا لم تصمد لها فلن
تبق ِ ولا تذر.
لكون القوى الإستعمارية تتطلع
بنظرة جديدة للهيمنة على مصر والشرق الأوسط صانعة من إياهما شرقا أوسطا جديدا ،
باثة ً للفتن ونشر المخدرات المقترن بالمخلات الأدبية ، وإنهاك الأجساد بالسهر على
الفضائيات والإلكترونيات المخلة بالآداب وقواعد المجتمع العامة متضافرة مع القوى
الصهيونية الجائحة بأوبئة العصر ؛ لصناعة مستنقع الفساد الآسن.
وما ترتب على
المعاناة من الفقر والجهل والشعور بالذل والمهانة والتزوير إنفجربركان الغضب بقضه
وقضيضه المتمثل فى ثورة 25 يناير المجيدة2011 ؛ فأسقطت النظام ،وبرزت الحرية.. إلا
أنه إذا زادت الحرية عن حدها انقلبت إلى ضدها.. بمعنى الفوضى، فأنت حر مالم تضر ؛
فخرجت الثعالب والضباع والديابة والحشرات السامة من جحورها لتفتك بنسيج المجتمع لحمته
وسُداه باثة فيه الرعب والهلع والفزع.
وراح الحاقدون على الطبقات الاجتماعية
المختلفة سواء العلميين أو الإقتصاديين أو الكـُسالى الذين لم يلاحقوا قطار التقدم
أو أنصاف المثقفين ــ بمهاجمة الفئات المتقدمة
عنهم فى تلك المجالات بثوب البلطجة والمصطادين فى المياه العكرة ؛ فانتشرت
الإضرابات والامتناع عن العمل بداع ٍ ودون داع بغير التفكر فى العواقب الوخيمة
لتوقف دولاب العمل اليومى أو تباطؤه والذى يرمى فى النهاية لإنهيار الدولة بعد
سقوط النظام ؛ فسنستغيث، ونصرخ من أين الزاد والزواد؟!! أين البلاد والعباد ؟!.
أننتظر لصديق يتجهمنا؟!! أم عدو
نملـِكهُ أمرنا ؟!!!