كثيرا ما نسمع بعض الناس يقولون مدد
يا سيدنا #الحسين مدد يا ستنا #زينب مدد يا سيدنا #النبي فهل هذا شرك؟
الإجابة: لا ليس بشرك لأنهم لم يعبدوهم
وأولا: المدد نوعان مدد حسي ومدد
معنوي
فالمدد لحسي أن تطلب مساعدة الآخرين
أو دعاءهم أو نصائحهم وهو يكون من الحي
أما المدد المعنوي يكون غالبا من المنتقلين
(الأموات) فلا يعقل أنهم سيعطونك شيئا حسيا عندما تطلب منهم المدد ولكنهم يدعون لك
يتوجهون إلى الله بالدعاء لرعايتك واستجابة دعائك وهذا يسمى مددا معنويا ويستجيب
الله لهم لصلاحهم قال الله (لهم ما يشاؤون عند ربهم) فهم أسباب والله المسبب
ومن ينكر طلب المدد من الأموات أو
الأحياء فهو لم يفهم قضية (التسبب) فالذي أجاب دعاءك عندما طلبت المدد من الميت هو
#الله وحده وليس الميت ولكنه كان سببا في الاستجابة لمكانته عند الله
ومن هنا أنكر الجاهلون الذين يهرفون
بما لا يعرفون (الواسطة) ويقولون أنه لا واسطة بينك وبين الخالق وهذا قد رددنا
عليه كثيرًا
أقلها ردًا أنك لن تدخل الجنة يوم
القيامة إلا بواسطة سيدنا محمدﷺ
قضية التسبب: هي أن يجري الله عز وجل خيرًا لأحد
على يديك
وهي التي تسمى في البلاغة العربية
(نسب الأفعال المجازية)
كقوله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين
موتها) ثم يقول في آية أخرى: (قل يتوفاكم ملك الموت) فنسب الوفاة لملك الموت أى:
نسب الفعل له
كقوله تعالى أيضا: (يهب لمن يشاء
إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور) ثم يقول الله حكايةً عن قول جبريل لستنا مريم: (إني
رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) فإذا الذي يتوفى الأنفس ويهب الذكور والإناث هو الله
حقيقًة ومصدرًا وملك الموت وجبريل صورة ومظهرًا
والقرآن مليئٌ بنسب الأفعال المجازية
كقوله: (وارزقوهم منها واكسوهم) أي أنتم سبب في الرزق والله المسبب يقول الله عز
وجل في آية أخرى: (الله خالق كل شيء) ثم يقول حكاية عن قول عيسى: (أني أخلق لكم من
الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله) فنسب الخلق لنفسه ولم يقل
أحدٌ له أنت مشرك كيف تضاهي الله في فعله ولكن لأن الله عز وجل هو الذي يحكي
باللغة العربية التي لها حقيقتها ومجازها واستعارتها وكنايتها ففهمنا مراد الله من
كلامه أنه يخلق نعم ولكن بإذن الله وبتأثيره هذه هي قضية التسبب
إذا فهمنا قضية التسبب فهمنا قضية طلب
المدد
ونرى في قول النبيﷺ (من
فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) فيسأل
سائل مَن مفرج الكروب؟!
الله حقيقة ومصدرًا والعبد صورة ً ومظهرًا
فهل النبيﷺ
عندما قال من فرج ونسب التفريج للعبد يعلمنا الشرك !!!!!!
حاشاه صلى الله عليه وآله وسلم ولكنك
أيها البعيد المنكر لاتفهم
وكأنك يا أخي عندما تنكر نفع الميت
كأنك تنكر مكانته عند الله أو كان في حياته نافعًا وبعد حياته ليس نافعًا وهذا ما
وقع فيه من ينكر التوسل برسول الله
فما رأيك إذا أتيتُ لك بنصوص من
القرآن تثبت أن الميت الصالح ينفع غيره بعد موته يقول الله عز وجل: (وأما الجدار
فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا)
يتيمين يعني أبوهم وأمهم موتى!!!
ولكنه أثبت الصلاح لهما وكأنه يقول ما حفظنا كنز
الغلامين إلا لأجل أبويهما
ثم إنك ترى نهي القرآن عن قولك للشهيد
ميت فقال: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء)
لماذا أحياء؟
لكي يبني في عقلك أنه ليس جثة هامدًة قد بَلِيَت
ولكنه روح قد انتفعت ونفعت غيرها بقول رسول اللهﷺ
(الشهيد يشفع لأربعين من أهله) وفى رواية سبعين
ثم إني سائلك يا أخي
من كان سببًا في تخفيف الصلاة من
خمسين إلى خمس؟
الإجابة: موسى عليه السلام وكان هذا وقت المعراج برسول الله ﷺ
هل كان موسي في حكم الأحياء أم
الأموات؟!!! (جاوب على نفسك)
الأدلة كثيرة ولكن تريد فهمًا وقد ثبت في الصحيح
أن رجلا قال لرسول الله ﷺ(أريد
مرافقتك في الجنة... فقال النبي للرجل أعنّي على نفسك بكثرة السجود) ألا ترى أن
الرجل طلب مرافقة النبيﷺ في
الجنة من النبيﷺ
نفسه وليس من الله ولم يقل له النبيﷺ
اذهب إلى الله وادعوه وكُفَّ عن شركك كما يفعل معنا الوهابية والمنكرون !! ولكنه
قال أعنّي
فتأمل أطراف هذا الحديث فهي تؤكد
أهمية مشروعية طلب المدد من الله عن طريق عباده الصالحين
فحكم طلب المدد سواء من الأحياء أو من الأموات
جائز
يقول الله: (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من
عطاء ربك)
فالعطاء من الله والأسباب قد تكون
بعباد الله بإذن الله
فهم ينفعون بالله وليس من دون الله
والله أعلى وأعلم....
محبي الشيخ إبراهيم الحديدى..