عروس البحور والشعـر المنثور
كنت
قادما من السعودية عن طريق ميناء ضِبا- سفاجا مساءً عام 2001م -1422هـ ،وبعـد
ـ تأملات فى البحر وأمواجه الهائجة ،وزرقته الداكنة، وأنا بيــن السماء والمياه،
إلى أن وصلنا إلى ميناء سفاجا بعد منتصف الليل ،وخرجــــت وأبنائى حامدين الله على
وصولنا وذهبت للبحث عن أمتعتنا فــــــوق الرصــــيف بعـــد أن أنزلتهم الشاحنات عـــليه
تمهـــــيدا ليحملهــــا
وتدور الأيام وتمر السنون وذهبت بدعوة من إبنى
المهندس مدنى في مكة المكرمة للحج والإقامة لديه في مسكنه ــ جزاه الله خيرا
ــ،وكان ذلك في عام 1438هـ - 2017م وبعد
ستة عشر عاما؛ فماذ تتوقعـون رأيت عندما كنت مُتعبِدا في الحرم المكى قبل التروية بأيام ، شاهدت أُنثى تقف على بُعـد من
الكعبة المشرفة شديدة البياض ؛ فأدى بى حب
الإستطلاع للإقتراب منها ؛ فوجدتها هى هى عروس البحر التى عاينتها منذ ستة عشر
عاما في الماء كما أسلفت ، واقفة على زعانفها في الحرم ؛ فانتابنى صياح هستيرى
بترديدى ذِكر اسمه عز وجل : قادرمقتدر .. قادر مقتدر ؛ فنظرت إلىَّ وهربت مبتعدة
عن الكعبة إلى وسط الجمع؛ فلاحقتها بنظراتى إلى أن تلاقت مــع رجلا مُسِــناً عــلى
رأسه طاقية بيضاء ؛ فأخذنى الفضول ؛لأنظر
إلى أخمص قدميه ؛ فرأيته يقف على زعانف أيضا ، وفهمت من حديثها معه أنه والدها وهى
تشير إلىَّ ،ولا أدرى ماذا قالت له عنى ؛ فربت على كتفها وأعطانيا ظهريهما ،وسارا
إلى مَخرَج الحرم؛ فواصلت طوافى حول الكعبة المُشرَّفة ،ولسان حالى يردد: قادر
مقتدر.. قادر مقتدر ؛ فالتى رأيتها منذ سنين في البحر الأحمر، رأيتها في الحرم
بذعانفها مع والدها مثلها ؛ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.
وبعد فترة وأنا أتساءل مع الصالحين عن تلك
المشاهدة ؛ فأخبرونى أن البحر الأحمر قريب من الحرم بوجوده في "جــدة"
وبالتالى؛ فسكان البحر ومخلوقاته يذهبون بين الفينة والأخرى؛ ليؤدوا التحية للكعبة
المشرفة بالطواف حولها ،ثم يعودون إلى سَكنِهم في البحر مرة أخرى.
فإذا شئت أن تصدق ؛ فصدق ، وإذا لم تشأ فلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق