الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... .........................................................................

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2018

القراءات والأحرف فى القرآن الكريم إعداد:د. محمد فتحى فوزى الإدفوى

                                               

                     القراءات والأحرف فى القرآن الكريم
إعداد:د. محمد فتحى فوزى الإدفوى
ورد في الحديث الذي صححه الألباني فيما رواه ابو داوود و النسائي في سننيهما ، ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يا أبي إنه أنزل القرآن على سبعة أحرف كلهن شاف كاف.
إلا أنه قد اشتبه على بعض الناس كون هذه الأحرف السبعة هي القراءات السبعة المعروفة اليوم
فما عدد القراءات القرآنية وما الفرق بينها وبين الأحرف، ولماذا الاختلاف بين القراءات والقرآن واحد؟
حينما هاجر النبي _صلى الله عليه وسلم_ إلى المدينة صار القرآن ينزل عليه على سبعة أحرف بعد أن كان ينزل على حرف واحد وهو حرف قريش وذلك تخفيفاً وتيسيراً على الناس ليسهل على المسلمين من القبائل المختلفة تلقي القرآن وحفظه وتلاوته، وقد أخرج الشيخان من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
ونزل القرآن على سبعة أحرف متواتر عن النبي _صلى الله عليه وسلم-. والمراد بالأحرف - على الأرجح – سبعة أوجه من وجوه التغاير، كالتقديم والتأخير والإبدال ونحو ذلك، فلما ذلت ألسن بالقرآن واستغنوا عن الرخصة ووقع الاختلاف بين الأجناد في فتح أرمينية وأذربيجان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلما أخبره حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - بذلك واستشار من حضره من الصحابة رضي الله عنهم جمع الناس على حرف واحد وهو حرف قريش وعليه قراءة عامة المهاجرين والأنصار، وكتب مجموعة من المصاحف وبعث بها إلى بعض الأمصار كالشام ومكة والكوفة والبصرة وأبقى مصحفاً عنده في المدينة وأمر الناس أن يقرأوا بها دون غيرها، ولما كانت تلك المصاحف غير مشكولة ولا منقوطة دخل في القراءة ما احتمله الرسم العثماني، ما أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم به بعض الصحابة، ومن هنا دخل من الأحرف الستة الأخرى ما احتمله الرسم، ثم كثر القراء ووُجد منهم أئمة عُرفوا بالإتقان والضبط، وكان لهم اختيار في القراءة من بين هذه الأوجه المتلقاة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، حتى جاء ابن مجاهد على رأس المئة الثالثة من الهجرة فاختار سبعة منهم، وألحق بهم العلماء ثلاثة فصارت القراءات المتواترة عشر قراءات، وكل ذلك متلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اما عن الأحرف السبعة :
الواردة في الأحاديث :
أي سبعة أوجه ( الحرف في اللغة بمعنى وجه ) أي مرد اختلاف القراءات على سبعة أوجه ذكرها ابن الجزري - رحمه الله -
- اختلاف الأسماء إفراداً وتذكيراً وفروعهما
- الاختلاف في تصريف الأفعال من مضارع وماض وأمر
- الاختلاف بالإبدال سواء كان إبدال حرف بحرف
- الاختلاف بالتقديم والتأخير
- الاختلاف في وجوه الإعراب
- الاختلاف بالزيادة والنقص
- اختلاف اللغات – يعني اللهجات – من فتح وإمالة وترقيق وتفخيم وتحقيق وتسهيل وإدغام وإظهار ونحو ذلك وهو كثير
وبالنسبة للقراءات فالاختلافات في معظمها تدور حول:
1- مخارج الحروف: كالترقيق، والتفخيم، والميل إلى المخارج المجاورة، كنطق "الصراط" بإمالة الصاد إلى الزاي.
2- الأداء: كالمد، والقصر، والوقف، والوصل، والتسكين، والإمالة، والإشمام.
3- الرسم: كالتشديد، والتخفيف مثل: "يُغشِي"، "ويُغشِّي". "وفُتِحت"، "وفتّحت" بتشديد الياء.
4- الإدغام والإظهار، مثل "تذكرون"، "وتتذكرون".
5- الهمز ومد الألف مثل: "ملك"، "ومالك"، "ومسجد"، "ومساجد" لتحمل الرسم النطقين.
6- التنقيط والحركات النحوية مثل: "يفعلون"، "وتفعلون"، "ويغفر"، "وتغفر"، "وفتبينوا، "وتثبتوا"، "وييأس"، "ويتبين"، "وأرجلَكم"، "وأرجلِكم".
ثانيا: الأحرف السبعة متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما القراءات السبع متواترة عن الصحابة رضوان الله عليهم، ومنها المشهور أيضا.
يقول الزركشي في "البرهان عن القراءات السبع": والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد.
وبالنسبة للأحرف السبعة فقد أورد السيوطي في "إتقانه" أسماء واحد وعشرين صحابيا شهدوا الحديث، مما قطع بتواتره عند العلماء، ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام.
ثالثا: الأحرف السبعة وردت في السنة النبوية على سبيل الحصر، بينما القراءات السبع ورد عددها اجتهادا، وهي ليست على سبيل الحصر، فهناك القراءات العشر، وهناك القراءات الأربع عشرة، وكل قراءة يتحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث. فالنسبة للأحرف السبعة وردت بها الأحاديث النبوية حصرا.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
وقد أورد ابن جرير الطبري أحاديث كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف.
أما بالنسبة لعدد القراءات السبع فلم ترد به السنة النبوية، وتوافقه مع عدد الأحرف السبع إنما جاء مصادفة، وليس تحقيقا، وعليه فكل قراءة غير السبع تحقق فيها ضوابط الصحة الثلاث تعتبر صحيحة ويعتد بها، قال ابن الجزري في أول كتابة "النشر في القراءات العشر": كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها سواء أكانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ويقول القراب في "الشاطي": التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين.
مخارج الحروف: كالترقيق، والتفخيم، والميل إلى المخارج المجاورة، كنطق "الصراط" بإمالة الصاد إلى الزاي.
2- الأداء: كالمد، والقصر، والوقف، والوصل، والتسكين، والإمالة، والإشمام.
3- الرسم: كالتشديد، والتخفيف مثل: "يُغشِي"، "ويُغشِّي". "وفُتِحت"، "وفتّحت" بتشديد الياء.
4- الإدغام والإظهار، مثل "تذكرون"، "وتتذكرون".
5- الهمز ومد الألف مثل: "ملك"، "ومالك"، "ومسجد"، "ومساجد" لتحمل الرسم النطقين.
6- التنقيط والحركات النحوية مثل: "يفعلون"، "وتفعلون"، "ويغفر"، "وتغفر"، "وفتبينوا، "وتثبتوا"، "وييأس"، "ويتبين"، "وأرجلَكم"، "وأرجلِكم".
ثانيا: الأحرف السبعة متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما القراءات السبع متواترة عن الصحابة رضوان الله عليهم، ومنها المشهور أيضا.
يقول الزركشي في "البرهان عن القراءات السبع": والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد.
وبالنسبة للأحرف السبعة فقد أورد السيوطي في "إتقانه" أسماء واحد وعشرين صحابيا شهدوا الحديث، مما قطع بتواتره عند العلماء، ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام.

                                         *******************************************

السبت، 6 أكتوبر 2018

« تدبـــر القـــرآن » : « الفرق بين : إنّا رسول ، إنّا رسولا ، إني رسول » : بقلم عبد العزيز يس عن د. فاضل السامرائى

             
« تدبـــر القـــرآن » :
« الفرق بين : إنّا رسول ، إنّا رسولا ، إني رسول » :
                  بقلم عبد العزيز يس- عن: د. فاضل السامرائى

- ما الفرق من الناحية البيانية في إستخدام لفظة :
- « إنّا رسول »
- « إنّا رسولا »
- « إني رسول »
في قصة موسى وهارون - عليهما السلام - ؟
- قال تعالى في سورة طه :
{ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا
تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى }
[ سورة طه : 47 ]
- وفي سورة الشعراء :
{ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[ سورة الشعراء : 16 ]
- وفي سورة الزخرف قال تعالى :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي
رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[ سورة الزخرف : 46 ]
- المسألة تتعلق بالسياق ففي سورة طه السياق كله مبني
على التثنية من قوله تعالى :
{ اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي }
[ سورة طه : 42 ]
إلى قوله تعالى :
{ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا
تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ
الْهُدَى }
[ سورة طه : 47 ]
- وقوله :
{ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم
بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى }
[ سورة طه : 63 ]
- أما في سورة الشعراء فالسياق كله مبني على الإفراد
والوحدة من قوله تعالى :
{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ }
[ سورة الشعراء : 18 ]
مع العلم أن أوائل السورة فيها تثنية من قوله تعالى :
{ قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ }
[ سورة الشعراء : 15 ]
إلى قوله تعالى :
{ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[ سورة الشعراء : 16 ]
- ثم يُغيّب هارون وتعود إلى الوحدة ويستمر النقاش مع
موسى وحده ، قال تعالى :
{ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ }
[ سورة الشعراء : 27 ]
- ثم يوجّه فرعون الكلام إلى موسى مهدداً إياه وحده ،
قال تعالى :
{ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ }
[ سورة الشعراء : 29 ]
- قال تعالى :
{ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ }
[ سورة الشعراء : 30 ]
- قال تعالى :
{ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ }
[ سورة الشعراء : 34 ]
وكلمة : " رسول "
في اللغة تُطلق على الواحد المفرد وعلى الجمع ، توجد
كلمات في اللغة تكون الكلمة مفردة تختلف في التثنية
والجمع يعود إلى الإفراد مثل كلمة :
" بشر "
- قال تعالى :
{ أبشراً منا واحداً نتّبعه إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ }
[ سورة القمر : 24 ]
مفرد .
- وقوله تعالى :
{ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ }
[ سورة المؤمنون : 47 ]
مثنى .
- وقوله تعالى :
{ بل أنتم بشر ممن خلق }
[ سورة المائدة : 18 ]
جمع .
- وكلمة :
" طفل "
- قال تعالى :
{ ثم يخرجكم طفلاً }
[ سورة غافر : 67 ]
- وكلمة :
" ضيف " .
وكذلك كلمة :
" رسول "
يقال في اللغة :
" نحن رسول " و "إنا رسول "
- فقوله تعالى :
{ إنا رسول ربك }
تأتي مع البيان ومع سنن العربية وليس فيها مخالفة للغة .
فآختار تعالى الكلمة المناسبة في السياق المناسب فالسياق
في سورة طه قائم على التثنية والسياق في الشعراء قائم
على الجانبين فيها إفراد ثم تثنية ثم إفراد وموسى هو الذي
بلّغ الرسالة أما في سورة الزخرف فلم يأت ذكر هارون في
سياق السورة كلها أصلاً فقال تعالى :
{ إني رسول رب العالمين } .
وهذه الآيات الثلاثة لا تعارض فيها وإنما هي لقصة واحدة
ذهب موسى وأخاه هارون إلى فرعون وفي كل سورة جاء
بجزء من القصة بما يقتضيه السياق في السورة وهذه
اللقطات إنما هي مشاهد متعددة يُعبّر عن كل مشهد
حسب السياق وليس في الآيات الثلاثة ما يخالف العربية
لأن كلمة رسول تأتي كما قلنا سابقاً مفرد وجمع .
كذلك يستعمل القرآن الكريم كلمة طفل مرة وأطفال مرة
حسب ما يقتضيه السياق ولا يخرج عن اللسان العربي
وسنن العربية .
هذا والله أعلم .
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين .

السبت، 22 سبتمبر 2018

وقفة_مع_آية بقلم:عبد العزيز يس

                 
 بقلم:عبد العزيز يس


قال تعالى في محكم كتابه في سورة ص:
وَهَلْ أَتَـكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الِْمحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْض فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَطِ(22)إِنَّ هَـذَآ أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـلِحَـتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّـهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ (24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مئَاب(25)
فكثيراً ما حيرتني هذه الآيات الكريمات، ومايحير اكثر هو سماع بعض القصص الخرافية والتي تسيء الى عصمة النبي داوُد عليه السلام وبعد الاستفسار حول مصادر هذه القصص ظهر انها متواجدة لدى اليهود في كتبهم وتوراتهم المحرفة بحسب اهوائهم،بكون ان النعجة الواحدة هي امرأة اوريا الحتي الضابط الذي كان لدى داوُد وبأن النبي احبها وغيرها من الافتراءات التي جعلت بعض المفسرين يحكمون بشيء غير مقبول، ويقولون ما لا يليق بهذا النّبي الكبير.

ولكن مايزيد العجب انها منتشرة لدى اغلبية المسلمين ومصرين عليها وخاصة العجائز الكبار الذين لم ينالوا حظهم من التعليم والتفقه،
فأردت ان اطرح حقيقة هؤلاء الخصمان اللذان تسورا محراب داوُد عليه السلام وما السبب الذي دعا النبي داوُد عليه السلام الى الاستغفار.

ما هي حقيقة وقائع قصّة داود؟

الذي وضّحه القرآن المجيد في هذا الشأن لا يتعدّى أنّ شخصين تسوّرا جدران محراب داود (عليه السلام) ليحتكما عنده، وأنّه فزع عند رؤيتهما، ثمّ إستمع إلى أقوال المشتكي الذي قال: إنّ لأخيه (99) نعجة وله نعجة واحدة، وإنّ أخاه طلب منه ضمّ هذه النعجة إلى بقيّة نعاجه، فأعطى داود (عليه السلام) الحقّ للمشتكي، وإعتبر طلب الأخ ذلك من أخيه ظلماً وطغياناً، ثمّ ندم على حكمه هذا، وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنه ويغفر له، فعفا الله عنه وغفر له.
وهنا تبرز مسألتان دقيقتان أيضاً: الاُولى مسألة الإمتحان، والثانية مسألة الإستغفار.
القرآن الكريم لم يفصّل الحديث بشأن هاتين المسألتين، إلاّ أنّ الدلائل الموجودة في هذه الآيات والروايات الإسلامية الواردة بشأن تفسيرها تقول: إنّ داود كان ذا علم واسع وذا مهارة فائقة في أمر القضاء، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يمتحنه، فلذا أوجد له مثل تلك الظروف غير الإعتيادية، كدخول الشخصين عليه من طريق غير إعتيادي وغير مألوف، إذ تسوّرا جدران محرابه، وإبتلائه بالإستعجال في إصدار الحكم قبل الإستماع إلى أقوال الطرف الثاني، رغم أنّ حكمه كان عادلا.
ورغم أنّه إنتبه بسرعة إلى زلّته، وأصلحها قبل مضيّ الوقت، ولكن مهما كان فإنّ العمل الذي قام به لا يليق بمقام النبوّة الرفيع، ولهذا فإنّ إستغفاره إنّما جاء لتركه العمل بالأولى، وإنّ الله شمله بعفوه ومغفرته.
والشاهد على هذا التّفسير إضافة إلى ما ذكرناه قبل قليل ـ هو الآية التي تأتي مباشرةً بعد تلك الآيات، والتي تخاطب داود (عليه السلام): (ياداود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله). وهذه الآية تبيّن أنّ زلّة داود كانت في كيفية قضائه وحكمه.
وبهذا الشكل فإنّ الآيات المذكورة أعلاه لا تذكر شيئاً يقلّل من شأن ومقام هذا النّبي الكبير.
الامثل في تفسير كتاب الله