من مقدمة مجلدات" الإستغناء" للإمام الإدفوى
"رحمه الله"
فقد جاء فى مقدمة مجلداته:قوله :" هذا الكتاب ألفَّناه يجمع ضروبا من علوم القرآن من بين كلام غريب، ومعنى مستغـلق، وإعراب مُشكل، وتفسير مروى ،وقراءة مأثورة وناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه ،وأذكر فيه إن شاء الله ما بلغنى من اختلاف الناس فى القراءات، وعدد الآيات، والوقف والتمام ،وأبين ( أوضح) تصريف الكلمة واشتقاقها إن علمت ذلك ،وما فيه من حذف لاختصارٍ ، أو إطالة لإفهامٍ،وما فيه تقديم وتأخير، وإذا مر العامل من عوامل الـنحــو ذكرته مع نظائره فى باب أفرده له ،واذكر أين نزلت السورة بمكة أم بالمدينة، على قدر الطاقة ومبلغ الرواية ، حتى يكون هذا الكتاب مُكتفيا وعن فى تفسير شىء هو فيه مستغـنيا ـ ( ومن هنا جاء إسمه الإستغناء فى تفسير القرآن وعلومه)ــ وبالله التوفيق والحول والقوة وإليه مفزعنا فى درك( إدراك) كل طلبه ،والتوفيق لما فيه صلاح أمورنا من عمل بطاعته، وعــقـــد برضاه، وقول صادق يرفعه عمل صالح ،إنه على كل شىء قدير، وروى عن النبى أنه قال :" تركت فيكم أمرين لن تضلوا ماتمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه". وقال :" إعملوا بالقرآن ، أحلوا حلاله، وحرّموا حرامه وأقتدوا به ،ولا تكفروا بشىء منه، وما تشابه عليكم فردوه إلى الله ثم أولى العـلم من بعـدى، كيما يخبروكم به وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتى النبيون من ربهم ،ويسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ،ألا ولكل آية نور يوم القيامة، وإنى أ ُعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ،وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش وأ ُعطيت المفصل نافلة". وعنه :" أُعطيت السبع مكان التوراة وأعطيت المثانى مكان الزبور وأعطيت آلـ حم مكان الإنجيل ، وفصلت بالمفصل." وعنه أيضا أنه كان بأضاءة بنى غفار فأتاه جبريل – عليهما الصلاة والسلام- فقال:" إن الله تعالى يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد فقال : أسأل الله المعافاة والرحمة إن ذلك ليشق على أمتى ولا يستطيعون... ثم حتى أتاه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ على حرف منها فقد أصاب." وفى حديث آخر": ولك بكل ردة مسألة تسألنيها فقلت اللهم اغفر لأمتى وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلىّ فيه الخلق حتى إبراهيم -على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم-.( أخرج هذا الحديث بمعناه مسلم(1/562) كتاب صلاة المسافرين( الحديث274) باب بيان أن القرآن على سبعة (أحرف) وعن ابن عباس إنه قال:" تفسير القرآن على أربعة أوجه: تفسير يعلمه العرب ، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يُعذر أحد بجهله". ": يعنى من الحلال والحرام، وتفسير لا يعلم تأويله إلا الله ؛ فمن ادعى علمه فهــــو كاذب".(أخرجه بن الأنبارى فى الوقف والإبتداء 1/101-رقم 119 والنحاس فى القطع والائتناف ك213). وعن ابن مسعود أنه قال:" مثل القرآن كمثل رجل مر بثغب( بشعب - غدير) فيه من كل النبات، فأعجبه ما رأى من نور النبات فجعل يعجب ويقول ما رأيت كاليوم غيثا أحسن من هذا فبينما هو كذلك مر بروضات دمثات فأنساه تعجبه بهن ما رأى من النبات الأول فمثل النبات كمثل عظم القرآن ومثل الروضات الدمثات كمثل آل حم." وعنه أنه قال": إن كل مؤدِب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن". عن أبى العالية أنه قال:" نزلت فى أول ليلة من شهر رمضان ونزلت التوراة لست ونزلت الزبور لثنتى عشرة ونزل الإنجيل لثمانى عشرة." وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله جل ثناؤه": إنا أنزلناه فى ليلة القدر" قال دفع إلى جبريل فى ليلة القدر جملة ، فرفع فى بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا وكــــــان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة".ويسترسل الإمام الشيخ أبو بكر الإدفــوى :" فينبغى لذى اللب من أهل القرآن أن يتلوه حق تلاوته ويتدبره ويقف علــــــــــيـــــــه وأن لا يكون غرضه التلاوة دون الدراية قال الله ه": أفلا يتدبــــــــــرون القرآن" محمد47/24 النساء4/82 . وقيل": يارسول الله ما بالنا إذا قرأنا القرآن لا يكون كما نسمعه منك؟ قال: لأنى أقرأه لبطن وتقرأونه لظهر". المروزى122 فى قيام الليل. وبالنسبة للسبع قراءات قال الإمام الشيخ أبو بكر الإدفـــوى": أما قول النبى أنه أنزل على سبعة أحرف فنذكر جواب ذلك ههنا: عن أبى غانم المظفر بن أحمد بن حمدان قال: أما قول النبى أُنزل القرآن على سبعة أحرف فإنه يكون على وجهين كلاهما فى الحديث عن النبى . وأحدهما: أن يكون على سبعة أوجه من الأحكام وهو قوله لإبن مسعود:" إن الكتب كانت تنزل من باب واحد وعلى حرف واحد وإن هذا القرآن نزل من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف، حلال وحرام، وآمر وزاجر ، وضر ب أمثال، ومحكم ومتشابه" والوجه الأخر قوله أتانى جبريل فقال: إن الله ثناؤه يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف فهذا كأنه - والله أعلم - مفسر للأول لأنه بوسعه أن يقرأ على سبعة أحرف بعد أن كان أمره أن يقرأه على حرف واحد. ومعـناه عندى – والله أعلم - أن القرآن سبع لغات متفرقة فى جميعه فبعضه بلغة هؤلاء حتى يأتى على السبع كلهاوالقرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة." "يؤمنون" فإن نافعا فى رواية ورش وأبا عمرو لا يهمزانه وكذلك" يأكلون" و" يأمرون" و"يأخذون" و" يألمون" ولا شيئا مما يشبهه يخفف الهمز فى جميع ذلك والباقون ..يهمزون، ذلك كله على الأصل وهو أيضا قراءة نافع القديمة قبل تأليفه ( المقرأ ) الذى ألفه واختاره لنفسه( الاستغناء جـ1 صـ44). والنبىء والأنبياء ، والصابئين ،والنسىء والبرية ، وسأل سائل ، وما أشبه ذلك ؛ فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد" ( من مقدمة الإمام قبل تفسير سورة البقرة).