إذا أردت أن تصدق فصدق وإذا لم تصدق فلك
سمو أحدهم الظلمائى وأنا
سمو أحدهم الظلمائى وأنا
كنت فى آواخر عام 1973م وقد أوشكت الحرب على وضع أوزارها ـ بمنطقة أسيوط بصحراء...... وصدرت إلىَّ الأوامر بترك مكتبى المالى والخروج إلى حراسة مكان ما بكتيبتى يبعد عنها بمسافة كيلو متر؛ وذلك للإحتياج ؛لحين تدبير زميل آخر وكانت الخدمة مما يسمونها ( الشنجى) أى ثالث خدمة بعد (البرنجى والكنجى) وتتم فى الثلث الأخير من الليل قبل الفجربأربعة ساعات ؛ فذهبت للمكان ومعى سلاحى وكانت ليلة قمرية تسمع فيها صفير الهواء فى صحراء قاحلة جرداء ومعى مسبحتى ،أقطع صمت المكان الموحش بالأوراد والتسابيح وفى جيبى علبة ثقاب ،ووقفت أمارس عملى ،وأفاجأ من بعيد " بديب"!! مقبل علىَّ وعيناه تقدح نارا من شدة إحمرارها ، فألهمنى الله بترديدبيت من أبيات الإمام البوصيرى: ومن تكن برسول الله نصرته* إن تلقه الأُسد فى آجامها تجم، وعندما اقترب منى مسرعا!!،قدحت عود ثقاب مما معى ؛فرأيته يفرمل سرعته مرة واحدة!! ويحنى رأسه واضعا بوذه فى الرمال ناكصا على عقبيه شاتما لى بلغة البشر!!! ،مبتعـدا عنى، ثم أتانى واضع الخدمة المختص من الكتيبة ليعتذر وليعيدنى لمكتبى داخل "الاوشلاق"؛ فرفضت بشدة ،وأعلمته لابد من إستكمال خدمتى للنهاية؛ فعاد أدراجه ومكثت بمفردى أُسبِّح وأقرأ القرآن وأتأمل السماء والأرض فى ذلك المساء الموحش ولا يطمئننى فيه إلا ضوء القمر ،وإستئناسىى بربى ،وفجأة أسمع صوت صفير مقترنا بصندوق مثل العربات القديمة يحمله الهواء!!!؛ فينزل بهدوء أمامى وبه شخص يرتدى ملابسا سوداء ،ومنديلا أسودا على رأسه منقطا بدوائر بيضاء ،ملتحى الوجه والشارب جالسا على مقعد خشبى مستطيل؛
فخاطبنى قائلا:ــ ما رأيك؟؛ فأوحى لى ربى وقلت له :ــ إن كنت أتيت لى بهذا الوضع مستعرضا قوتك الروحية أمامى ( السمو الظلمانى هو سمو الكفرة والملحدين بخدمة الروح دون الجسد عن طريق الإقلال من الطعام ـ التريض بالصيام ـ فيتملك القوة الخفية) ــ فمابالك لوإستبدلت بتلك الخدمة نفسها التى أقلتك لمكانى هذا بسمو نورانى فى عبادة الله والصلاة على رسول الله أو أقل منها فإلى أين تصل؟، أعتقد ستصل إلى جنان الفردوس وإلى مكان أفخم من الصحراء التى التقيتنى بها، عُـدْ ووحِّدْ أيها الإنسان المجهول ، ولا إيمان بك ولا بقوتك الخارقة، وإنما إيمانى بالله الواحد الأحد الفرد الصمد وبرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنظر إلىَّ بتمعن وعتاب ممصمصا لشفتيه وتحرك صندوقه الخشبى الشبيه بالسيارة العاتية القدم محدثا صوتا باحتكاكه بالرمال، وهو يفكر فيما قلته له ثم بعد مسافة بغير القليلة إختفى، وأنبلج الصباح مشرقا بنور ربه، وطفقت عائدا إلى مكتبى بمقر كتيبتى لأداء الصلاة، وكأننى كنت فى حلم واستيقظت منه سبحانك ربى ما أعظم شأنك.
فخاطبنى قائلا:ــ ما رأيك؟؛ فأوحى لى ربى وقلت له :ــ إن كنت أتيت لى بهذا الوضع مستعرضا قوتك الروحية أمامى ( السمو الظلمانى هو سمو الكفرة والملحدين بخدمة الروح دون الجسد عن طريق الإقلال من الطعام ـ التريض بالصيام ـ فيتملك القوة الخفية) ــ فمابالك لوإستبدلت بتلك الخدمة نفسها التى أقلتك لمكانى هذا بسمو نورانى فى عبادة الله والصلاة على رسول الله أو أقل منها فإلى أين تصل؟، أعتقد ستصل إلى جنان الفردوس وإلى مكان أفخم من الصحراء التى التقيتنى بها، عُـدْ ووحِّدْ أيها الإنسان المجهول ، ولا إيمان بك ولا بقوتك الخارقة، وإنما إيمانى بالله الواحد الأحد الفرد الصمد وبرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنظر إلىَّ بتمعن وعتاب ممصمصا لشفتيه وتحرك صندوقه الخشبى الشبيه بالسيارة العاتية القدم محدثا صوتا باحتكاكه بالرمال، وهو يفكر فيما قلته له ثم بعد مسافة بغير القليلة إختفى، وأنبلج الصباح مشرقا بنور ربه، وطفقت عائدا إلى مكتبى بمقر كتيبتى لأداء الصلاة، وكأننى كنت فى حلم واستيقظت منه سبحانك ربى ما أعظم شأنك.