إذا أردت أن تصدق فصدق وإذا لم ترد فلك
يوميات موجه فى الأرياف
يوميات موجه فى الأرياف
ذهبت صباحا إلى مدرسة على حافة الصحراء يطلق عليــها " الحاج زيدان" بإدفوــ بعد اجتياز طريق زراعى مترب به نخيل كثيفة.وبعد أداء مهمتى بالمدرسة طفقت عائدا بعد الظهر إلى محل إقامتى سالكا نفس الطريق الذى جئت منه، وهو طريق موحش أمامه مزارع القصب وعلى جانبه الآخـــر مساكن أهل القرية والمكان لا تجد به سريخ بن يومين وأنا خارج ومعى مسبحتى أسبح بها؛ فوقفت أنتظر سيارة أجــرة تقـــــلنى لمدينتى،وأثناء انتظارى: رأيت حمارا يمتطيه رجلا يخرج من بين مزارع القصب دون أن يكون هناك طريق يسيــــــر فيه ؛ فحملقت فيه عن بُعـد وأنا شاكك أن فى الأمر شيئا حيث كانت أذنا الحمار تتراقص يُمنة ويُسرة وهو يحملق فىَّ، ومَن فوقه يشبه صديق لى ليس له علاقة بالمكان البتة؛ فطفقت أتساءل فى نفسى ماذا يحدث أمامى، شىء غريب حمار يشق طريقه فـــى مزارع القصب المتشابكة دون معاناة ومِن فوقه شبيه بصديق لا ينبس ببنت شفه؛ فرحت أركز بصرى عليه متحديا، وشرعـــت بمسبحتى أقرأ آية الكرسى ،وعندما وصل للطريق المسفلت إعترضته متأملا؛ لأرى ماذا يتم؛ فتنحى جانبا يحيطه الذباب من كل جانب، وسلك طريقه، وأنا أتلو آية الكرسى، ثم تلفت حولى ؛فوجدت أريكة بجوار منزل مغلق فاسترحت عليها متابعا للحمار وممتطيه إلى أن وصل لمسافة على مرأى منى ،واختفى وكأنه لم يكن، وأنا فى نفس الوقت أتلو آية الكرسى وأُكرر " ولا يـــؤده حفظهما وهو العلى العظيم" سبع مرات ،وأعـــاود تكرار الآية نفسها، وأعلم أن إختفاءه ليس معناه أنه إنتهى تماما ولكن من الممكن أن يكون جالسا بجوارى متخفيا، وأنا متحصن بالآية ذاتها؛فعلمت فى النهاية أنه جن مستمرد بمعنى لا يخشى الإنس، فاستقليت سيارة يتيمة إلى محل إقامتى واردا بمسبحتى وأتحرز تحرزا كاملا بالقرآن الكريم عندما أذهب لهذه البقعة والحمد لله حين تمسون وحين تصبحون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق