إذا أردت أن تصدق فصدق وإذا لم ترد فلك
الأسد وأنا
كنت يوما فى السعودية فى المنطقة الجنوبية وذات ليلة فاجأ زوجتى مخاض الوضع فى منتصف الليل فطلبت من صديق جارإيصالى للمستشفى لإتمام إجراءاتها؛ فاستجاب جزاه الله خيراـــ ومعه زوجته وأنطلقنا إليها وكانت بالمدينة العسكرية فاستوقفنا الجنود على البوابة وأحتفظوا بإقاماتنا ؛لإدخالنا ثم إستردادها عند الخروج ،ولما وصلنا لمكان العمليات وكان بعد منتصف الليل قررت ترك ضيفاى والعودة للبوابة سائرا على قدماى لأحضر لهما إقامتيهما لأنه إذا هل الصباح فستتغير الوردية ومن الصعب إسترجاع الإقامتين، إلا بعد بحث مضنٍ فوصلت للبوابة وأقنعتهم بإعطائى الإقامتين ؛فقدروا الظروف واعطونى إياها ؛لأنى أرى أنه لا ذنب لهما أن يجلسا لحين إتمام إجراء الولادة، ولديهما فى الصباح مشاغل الأبناء والمدارس وأما أنا فلامناص من الإستمرار لحين الوضع وما بعده ورجعت عائدا على قدماى للمستشفى ،ومسافتها ثلاث كيلومترات، وأثناء عودتى شاهدت أسدا أجردا يهرول هنا وهناك ؛ فقلت فى نفسى أنه لو وصل إلىَّ فسأقفز متعلقا بفرع شجرة من الأشجار التى أسير تحتهامحتاطا، ولم أكتفِ بذلك بل أخذت أردد : ومن تكن برسول الله نصرته** إن تلقه الأُسد فى آجامها تجمِ ،وأنا أرقب الأسد فى الظلام ومع ترديدى لأبيات البوصيرى السالفة الذكر وجدت الأسد ينعطف إلى حى آخر ،ويدخله وسط زأيره المدوى وكان هو فى جانب وأنا فى جانب آخر على مسافة ليست ببعيدة وتقابلت بإثنين من الشرطة العسكرية يركبان دراجة نارية ومعهما "طبنجتيهما"؛ فاستوقفانى متسائلين:ــ ألم ترى أسدا مارا من هذه المنطقة ؟فهو هارب من حديقة الحيوان، ونحن نبحث عليه ؛ فأخبرتهما بأنى رأيته والجا إلى الحى كذا؛ فحذرانى منه ،وواصلا سيرهما ،واستمريت فى سيرى وأنا أترنم: ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأُسد فى آجامها تجم، إلى أن وصلت للمستشفى وأعطيت لصديقى إقامته وزوجته وقصصت عليهما ماحدث معى فى الطريق ثم طلبت منهما مغادرة المكان مع إحكام غلق زجاج نوافذ سيارتهما خوفا من هجوم متوقع ؛فطلبا منى مرافقتهما خشية دخول الأسد للمستشفى، وأنا بمفردى لا تحدنى أسوار، وزوجتى بداخل غرفتها بين ممرضاتها تنتظر ساعة الولادة ؛ فرفضت جالسا فى الطل خارج غرفتها بدون حراسة، أنتظر ،وأنا أتلو القرآن الكريم إيذانا لصلاة الفجر وتم الوضع وبعده خرجت إلى منزلنا وتركتها تستكمل نقاهتها والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق