الإسراء والمعراج بين العِظة والفنقلة(1) بقلم د. محمـد فتحى فوزى

مرحبا             الإسراء والمعراج بين العِظة والفنقلة(1)

  بقلم د.محمد فتحى فوزى       

  حتمية القانون هو أن تدور العـلة مع المعـلول والسبب بالمسبب ويقول العلماء أن لكل سبب مسبب ينشئه وهكذا تكون الحياة ، ولكن إذا نشأ الشىء دون مسبب فالناس يعتقدونه من ضرب الخيال وأنه محض افتراء لا يصدقه العـقـل. وفى حادث الإسراء برسول الله ﷺ عظات ومواعظ فقد قال تبارك وتعالى:" سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا".     فقد كسر ذلك الحادث قاعدة حتمية القانون، بإخباره  ﷺ لقومه أنه أُسْرِىَ به ليلا من المسجد الحرام بمكة المكرمةإلى المسجد الأقصى بالقدس فى دقائق معـدودات، فلم يصدقه الناس إلا أبى بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه.  فِلِما عدم التصديق؟!.. لأنه خرج عن المألوف بذهابه إلى فلسطين وعودته منها فى غضون سويعات قليلة ،وذلك لعـدم إيمان هؤلاء الناس بالجبروت الإلاهى الذى يقول للشىء كن فيكون؛ فخلقه بين الكاف والنون ،وأنه مع خالق المُلك لا يكون هناك حتمية ولا قانون، وتتحطم القيود الطبيعية المحدودة بحدود العـقـل إلى اللامحدود الخارج عن نطاقه. ومن ثم لا يصدق هذا الإخبار إلا مؤمن آمن بالله وقدرته على خلق الأشياء من العدم ولذا صدق أبو بكر بن قحافة صاحب رسول ﷺ وقال عندمــا أخبروه بذلك:" إن قال محمدا فقد صدق" دون مناقشة أو لف ودوران ومن هنا سُمىَ " بالــصــديق"ــ( والذي جاء بالصدق ) محــمــد ﷺ    (وصدق به ){الزمر33} أبو بكر . فمعنى أن يقول محمدا وهو رسول الله فلابد أن يؤيده باعثه عز وجل بالمعجزات الخارقة للطبيعة والتى تخضع جميع القوانين الدنيوية لسطوتها. وعليه تكون رحلة الإسراء بجسده وروحه ﷺ لأنه لا نقاش مع القدرة الإلاهية ولا سفسطة فيها أو فنقله أو هرطقة، ولا نذكر أن العلَّامة فلان قال بالروح فقط وأن الجهبذ علّاناً ذكرأنه رؤيا منامية ؛ فقدرة مالك الكون فوق كل قدرة.