الجامع العمرى: حلية مساجد إدفو وشاهد تاريخها (5) بقلم د. محمد فتحى فوزى

                                                   
 

الجامع العَمْرِى: حِلية مساجد إدفـو وشاهد تاريخها(5)

                          بقلم:د. محمد فتحى فوزى

أمر الخليفة العباسى المعتصم إسقاط العرب من ( الديوان) وقطع إعطياتهم – مرتباتهم- عام 218هـ ونفذه " كيدر بن نصر" حاكم مصر ذالحين؛ فهربوا- بما فيهم الأشراف -إلى الصعـيد واعـتمد وا على أنفسهم بالعمل فى الزراعة، والتجارة، والصناعة ،واحتكوا بالمصريين عن قرب ،وذهب العلماء منهم للبهنسا الغراء بالمنيا؛ لتعـليم المصريين أمور الإسلام وكل من يريد معرفة أمور دينه من فقه، وتفسير، وحديث،و كان يُذهب إليهم فى البلدة المذكورة آنفا لأنهم كانوا لا يتخطونها لبلاد أخرى.

وأستطيع القول بأن قليل من الاشراف عاشوا في المدينة المنورة ومكة المكرمة وجيزان بالمنطقة الجنوبية بالسعودية والبقية الباقية هاجرت لمصر الفيحاء ومنها لعمق بلاد الصعيد هربا من إضطهاد الحكام سواء الأمويين أو العباسيين، وإذا نظرنا للقرن الثالث الهجرى نرى أن الفسطاط إكتظت بالقبائل العربية والاشراف وبالتالى صدرت التعليمات من الحكام لمن يريد الهجرة لمصر فليذهب للصعيد ولا يدخل الفسطاط ولا يسكن بها.

 وكان للأشراف دور كبير في صلح الحكام: فقد لعب الحسن بن طاهر الحسنى نقيب العلويين بمصر دورا هاما في الصلح بين الإخشيد ومحمد بن واثق الذى كان يرغب مهاجمة مصر عام 327هـ-839م وذلك أثناء نزاع الأميرين بالشام وتم الصلح ويدل ذلك على مكانة العلويين الأشراف لدى الإخشيديين من القبائل العربية.

ومن ثم نخُلص أن هجرة القبائل العربية إلى مصر وتعريبها كانت بسبب الثورات المتلاحقة للأشراف في المدينة المنورة عام 169هـ وعلى إثرها هربوا لمصر بعد هزيمتهم، وهرب الإمام إدريس للمغرب الإقصى، وهروب على بن الحسن من الدولة العباسية لمصر، وتزوج وعاش فيها بقرية طوخ الخيل، وقرار المتوكل العباسى بترحيل العـلويين للعراق دفعهم للهروب للصعيد وأسوان وإدفو إمعانا في التخفى وعدم الترحيل، وقرار المعتصم العباسى بإسقاط العرب من الديوان ومنعهم مرتباتهم وتوجيهها للفرس والأتراك؛ فأدى إلى مصادقتهم للمصريين والتزاوج منهم والإعتماد على أنفسهم في الحِرف المختلفة، وأيضا إكتظاظ الفسطاط بالعـرب والاشراف أدى لمنعهم من دخولها، والتوجه للصعيد الجوانى ،لتعميره بالإضافة للإرتباع القبلى، والبحث عن الذهب في الجنوب، مع خصوبة التربة ونهر النيل وتقارب مناخ الصعيد بالجزيرة العربية ،ومنع الحروب النوبية والإغارة عـلى اســــوان.. البقية في المقال القادم،،،،،،،،