لم يستجب لنداء ابيه لإنقاذه من الطوفان قائلا
" سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء"
وظن أنه يُفكر أفضل من والده..فكانت العاقبة الوخيمة...
قراءات مُختارة
قيم تربوية بين الآباء والأبناء(1)
عرض: د. محمد فتحى فوزى الباى
إن قصة نوح عليه
السلام فيها الدروس والعبر من جميع نواحي الحياة٬ فيها الحكمة وفيها الصبر
وحسن العرض للدعوة
والشفقة٬ والالتجاء لله
تعالى٬ بل كلها
عظات٬ وقد حظي أقرب الناس إليه بعناية
خاصة وهو ابنه
{يا بني اركب معنا} فنلاحظ هذا التلطف مع الولد العاق يتدفق من قلب العبد الشكور٬
عليه السلام.
وقد وردت قصته
عليه السلام في العديد من السور٬ وله سورة سميت باسمه في القرآن الكريم٬ ويعـد
نوح عليه السلام
أول الرسل عليهم السلام وأول أولي العزم منهم٬ ويعد أطول الأنبياء عمراً في
مسيرة الدعوة إلى
الله٬ وقد ذكر ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى أن مولده كان بعد وفاة آدم عليه
السلام بمائة
وست وعشرين سنة٬ وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه كان بين آدم
ونوح عشرة قرون كلها على الإسلام٬ وقد بعثه الله تعالى رحمة للعباد٬ لما انحرف الناس
عن الفطرة السوية
وعبدوا الأصنام.
هذا وقد جاء عن
جابر في حديث الشفاعة الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
تقرير أن نوحا
هو أول المرسلين؛ فقد ورد في الحديث «أن الناس يأتون آدم عليه السلام ثم يأتون
نوحا٬ فيقولون:
يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا٬ ألا ترى ما نحن فيه؟!
ألا ترى ما بلغنا؟!
ألا تشفع لنا إلى ربك عز وجل؟! فيقول: ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله
مثله ولن يغضب
بعده مثله٬ نفسي نفسي...» وذكر تمام الحديث بطوله كما رواه البخاري في قصة نوح
عليه السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق