الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... الإعلان الإعلان. ......................................................................... المتحرك:

مرحبا بكم

المتحرك.........................................

السبت، 8 ديسمبر 2012

4-التصوف الإسلامى المفترى علــيه وكينونته


                  

                                             
                                                                          (4)
                                         
                                                   
                                             

         


مما لا شك فيه أن سلوك الطريق الصوفى والتصوف لا بد وأن يبدأ بالإستعداد الشخصى الفردى الفطرى الموجود بداخل الإنسان ، ودافعية سلوكه كلمة تقال أو فكرة أو إشارة أو حادثة من الحوادث، فيكون الجد والجدية؛ فيأخذ فعلا فى سيره نحو الله تعالى:" إنى ذاهب إلى ربى". الصافات99.
 وتعتبر المؤثرات الداخلية البحته للفرد أكثر من أن تتصل بعوامل خارجية.. وليس شرطا لسالك الطريق أن يكون مطلعا على الفلسفات الشرقية المختلفة ومن ثم فليس التصوف ثقافة كسبية تتأثر بهذا الإتجاه أو ذاك وإنما هو ذوق ومشاهدة يصل الإنسان إليهما عن طريق الخلوة والرياضة والمجاهدة والاشتياق والتأمل بتزكية النفس وتهذيب الأخلاق وتصفية القلب لذكر الله عز وجل.
 أما الذوق الصوفى والشعور الصوفى والمعرفة الصوفية فإنها إستمداد من مصادر النور والهداية.
فيشرع المريد إجرائيا فى الوضوء ثم الجلوس مع الشيخ لأخذ الــــــعهد بالمصافحة والترديد خــلفه للإستـــــغفار
 والصلاة على سيدنا رسول الله والتهليل والتكبير والبيعة للطريق"وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا"الإسراء34.
 والمداومة على الأوراد المأخوذة من الأستاذ المربى ولابد فى التصوف من شرط جوهرى هو" التأثير الروحى" التى تعنى" البركة" وهى لا تتأتى إلا بواسطة " شيخ" ويشترط الإمام "الرازى":
 فى الشيخ أن يكون مخلصا صادقا قد انتهج الصراط المستقيم وأن يكون سالكا بجهده وكفاحه.
 لأن الوصول تارة بالجذبة على ماقال عليه السلام": جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثقلين" وكقوله تعالى:" الله يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب".الشورى 13. وكقول الإمام الدرديرى: " ومُن علينا ياودود بجذبة
             بها نلحق الأقوام من سار قبلنا
والأخرى بالسلوك، والأول لايصح الإقتداء به ؛ لأنه مثل من وجد كنزا فصار غنيا فإنه وإن كان ذا مال لكنه غير عالم بكيفية اكتساب المال فلا ينتفع به التلميذ الطالب لتعلم كيفية الاكتساب" فاجتباه ربه فجعله من الصالحين"القلم50 وكقوله عز وجل:" كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك" الإسراء20 وقوله":أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض". الإسراء21.
أما الثانى فهو الذى يصلح لتربية المريد لأن من سلك الطريق  وعرف مراحلها ومنازلها واطلع على متالفها ومعاطبها أمكنه إرشاد الغير إلى سواء السبيل والإخبار عن كيفية تلك الأحوال على التفضيل" شرح الإرشادات11200".
ومن هنا كانت السلسلة وهى بركات تنتقل من شيخ إلى مريد يوشك أن يصبح شيخا فيؤثر بدوره فى مريد أو مريدين" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" الفرقان63.
 وأصول التصوف يعبر عنها( سهل التسترى) قائلا": أصول طريقنا سبعة: التمسك بالكتاب والاقتداء بالسنة وأكل الحلال وكف الأذى وتجنب المعاصى ولزوم التوبة وأداء الحقوق".
 وأن المحققين قالوا": ولو رأيت إنسانا يطير فى الهواء ويمشى على الماء وهو يمارس أمرا يخالف الشرع فاعلم أنه شيطان."
 فالرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو المثل الأعلى فى أداء الشعائر، وسُئل صلى الله عليه وسلم عن قوم تركوا العمل بالدين وأحسنوا الظن فى الله فقال": كذبوا، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل."
      
ويظل المريد يذكر أوراده كل يوم سواء بعد صلاة العصر أو الثلث الأخير من الليل" إن ناشئة الليل هى أشد وطأ ً وأقوم قيلا". المزمل6.
 إلى أن يفتح الله عليه- وانتظار الفرج عبادة- وفائدة هذه الأوراد المذكورة والمتمثلة فى التوحيد" لا إلاه إلا الله. محمد رسول الله- أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم الاستغفار ، والصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تؤسس المريد للدخول على قطع علائق النفس البشرية وهى سبعة أنفس لكل نفس إسم من أسمائه الحسنى 

عز وجل  " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" النازعات 40.وتلك الأنفس هى:
-      النفس الأمارة بالسوء" وما أبرىء نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربى إن ربى غفور رحيم " يوسف53، وهذه النفس يمثلها البخل والحرص والأمل والكِبر والشهرة والغفلة.
-       النفس اللوامة"ولا أُقسم بالنفس اللوامة"القيامة2 ويمثلها اللوم والتوبيخ- الفكر- القبض -العجب -الإعتراض
-       النفس التى ألهمها فجورها وتقواها" ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من 

دساها." الشمس7-

-       وهى تتأرجح مابين الفجور والتقوى المتمثلة فى :السخاء- القناعة- العلم- التواضع- التوبة- الصبر وتحمل الأذى.
-      النفس ا لراضية المرضية"رضى الله عنهم ورضوا عنه."المجادلة22
وتتمثل فى الزهد- الإخلاص- الورع- الوفاء- ترك ما لا يعنيه- حسن الخلق- ترك ما سوى الله- اللطف بالخلق التقرب لله- التفكر- الرضا.
-       النفس المطمئنة"يا أيتها النفس المطمئنة ، إرجعى إلى ربك راضية مرضية، فادخلى فى عبادى،وادخلى جنتى"الفجر30
وتتمثل فى الجود – التوكل – الحكم- العبادة
-        النفس الكاملة بعد القضاء على كل هذه الأنفس تكون النفس الكاملة.
وتُقطع علائق هذه الأنفس بتوجيه الشيخ المربى بسبعة أسماء من الأسماء الحسنى وكل شيخ وله طريقة فى ذكر الأسماء حسب فتوحها عليه.
 يتخللها" الأحوال" وهى معنى ما يرد على العبد من غير تعمد ولا اجتلاب ولا اكتساب من طرب أو حزن أو شوق أو هيبة أو اهتياج  أو قبض وبسط كتعاقب الليل والنهار؛ فالقبض بمنزلة الخوف للمستأنف والبسط بمنزلة الرجاء للمتابع   ذلك مصداق قوله صلى الله عليه و سلم :
 " ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ، ألا فتعرضوا لها، فلعلها أن تصيب أحدكم فلا يشقى بعدها أبدا "  .
 وهى مستندة – أيضًا - إلى القرآن، فهناك مثلًا حال الخوف الذي يستند إلى قوله تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}[السجدة:16].
وحال الرجاء الذي يستند إلى آية مثل: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآَتٍ}[العنكبوت:5].
وحال الحزن الذي يستند إلى قوله تعــــــــــــــــــــــــالى:
 {وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ}[فاطر:34].
وتُعرف بأنها مواهب تأتى من عين الجود وصاحبها مترقِ فى حاله.
 أما المقامات فتحصل ببذل المجهود "إن قيل مامعنى المقامات؟ يُقال:معناه مقام العبد بين يدي الله عز وجل,فيما يقام فيه من العبادات والمجاهدات والرياضات ( ترويض النفس وتهذيبها ) والانقطاع الى الله عز وجل",وقال الله تعالى: (ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) ( سورة ابراهيم /14) وقال :( وما منا إلا له مقام معلوم ) ( الصافات / 164 ). وصاحب المقام ممكن فى مقامه وصاحب الحال مترق فى مآله.
وينتقل المريد بالترقى من الأحوال المذكورة آنفا إلى المقامات ومنها عند الطوسي: التوبة – الورع – الزهد – الفقر – الصبر – الرضا – التوكل- الإحسان" أعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك"...الخ. ومن هنا بَرَّرَ ابن تيميةَ المقامات والأحوال، على أساس أنها من أصول الدين، مثل محبة الله ورسوله، والتوكل على الله تعالى، والشكر له، ويقرر أن «جميع هذه الأمور فرض على كل الأعيان باتفاق أهل الإيمان»([1]).
ومن ثم يكون الصوفى صاحب سلوك يظهر على جوارحه ويمارسه حقيقة وليس أسلوبا أو رسما يرتسم به دون فعل عملى" لم تقولوا ما لا تفعلون" الصف2-3.
 وإذا عاين الصــوفى جنة الشهود فى الدنيا فهى أفضل من جنة الخلود فى الآخرة وتأتى بالعمل والكسب والجد والاجتهاد ؛ فيكافئه الله عز وجل بمشاهدة الملكوت الخفى فى دنياه قبل وفاته" إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا" الإنسان22.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1])    ابن تيمية: مختصر الفتاوى المصرية، ص124، وانظر ص587، 

القاهرة، 1949.
        
 والتوحيد الحق هو الذى يتم من فضاء التجريد كقوله تعالى:" ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا" بمعنى توحيد الفطرة والاستدلال على الله به وليس بأوحال التوحيد وهى معرفة الخالق بمخلوقاته.( فضاء التجريد وأوحال التوحيد- النفحات الربانية للعارف بالله أحمد رضوان).
أفضل ماقلته أنا والنبيون من قبلى
وإذا أتفق على الأصول بشهادة " ألا إلاه إلا الله. محمدا رسول الله؛
 فيمكن معالجة الفروع لتسير على المنهج نفسه، ونستخلص من مقامات الوصول، أنه بقطع الطريق والإنتهاء منه يصل المريد إلى الولاية ومعنى الولاية - موالاة الله بالطاعات- يستند إلى قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[يونس:62].
ـــ التى هى أقل من النبى والثانى أقل من الرسول والثالث أكمل من الإثنين.
    
فالنبوة تتضمن الولاية ومن ثم فإن حالة الولى" ناقصة" بالنسبة لحال" النبى" وذلك أنها ليست قاصرة بالنسبة لطبيعتها الخاصة ولكن قاصرة بالنسبة لدرجتها فى العموم ؛ فدرجة الرسول المتجه للحق داخليا وللخلق خارجيا هى العالمية بعلوها على النبى المتجه نفس الاتجاهين الآنفين بيد أنها محددة وتسمو على درجة الولى الخاصة ومقام الجميع القرب.(1)
                         
ويُصرف النظر عن بدعات إسقاط التكاليف الشرعية من صلاة وحج وغير ذلك مما يستلزمه المسلمون بإدعائهم أنهم وصلوا إلى درجة من المعرفة الصوفية العُليا والصواب أنهم يُقيمون تلك التكاليف من حب التشريف لا من واجب التكليف وكليهما تكليف وتشريف يفعلهما الشخص بحب وبلا غضاضة" وجعلت قرة عينى فى الصلاة" كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أو كما قال " أرحنا بها يابلال."ـــ وليست بواجب يجب الانتهاء منه والسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)-عبد الحليم محمود-أ. دكتور- قضايا التصوف صـ240( فضيلة الإمام الأكبر السابق رضى الله عنه- المنقذ من الضلال
                                 


                                   
                            البقية فى العدد القادم&

الخميس، 6 ديسمبر 2012

أيها السادة: استيقظوا!!!

د       ة    :أيها السادة: استيقظوا!!!

 لـحــــرب المياه القادمةمن الجنوب حيث يستغلون 



انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من 


الخارج... إنتبهوا أثابكم الله!!!!!! 
ستغلو
 ستيقظوا لحـــب المياهالقادمة من الجنوب حيث يستغلون

انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من الخارج.  أيها السادة: استيقظوا لحــــرب المياه القادمة من الجنوب حيث يستغلون

انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من الخارج... إنتبهوا أثابكم الله!!!!!!م الله!!!!!!



                                                     



           

  أيها السادة: استيقظوا لحــــرب المياه القادمة من ال  أيها السادة: استيقظوا لحــــرب المياه القادمة من الج 
انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من الخارج... إنتبهوا أثابكم الله!!!!!جنوب حيث يستغلون
   أيها السادة: استيقظوا لحــــرب المياه القادمة من الجنوب حيث يستغلون  أيها السادة: استيقظوا لحــــرب المياه القادمة من الجنوب حيث يستغلون

انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من الخارج... إنتبهوا أثابكم الله!!!!!!

انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من الخارج... إنتبهوا أثابكم الله!!!!!!
انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من الخارج... إنتبهوا أثابكم ال




  أيها السادة: استيقظوا لحــــرب المياه القادمة من الجنوب حيث يستغلون

انشغالكم بالداخل ليمنعوا عنكم المياه من الخارج... إنتبهوا أثابكم الله!!!!!!

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

2-التصوف الإسلامى المفترى علــيه وكينـونـــتـــه



(2)
                                             
                                   


مما لا شك فيه أن غاية كل متحرك إلى سكون، ونهاية كل متكون ألا يكون ، فإذا كان كذلك ؛ فلِما التهالك على الهالك؟.
فقد قال الإمام الجنيد البغدادى:" إن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث ، فليس منا".
                        
فذلك هو الدستور والإلتزام ومازال هو نهج الصوفية الواعية الراشدة فى مدارج السلوك العملى، كما اختاره السادة فى الآية الشريفة:" التائبون ، العابدون ،الحامدون، السائحون، الراكعون ، الساجدون ، الآمرون بالمعروف ، والناهون عن المنكروالحافظون لحدود الله وبـشـــــر المؤمنين"1 التوبة.
.بذلك يكون ركن الدعوة الصوفية الأصيل على مختلف الأساليب والمسميات المستلزمة للتدرج فى السلــــــوك العملى والدعوة الإيجابيــــــة بالإحاطة بعلوم الكتاب والسنة إحاطة كافية للتطبيق الشخصى والرسالة العامة بـــداية بالتوبة ونهاية بالمعرفة                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   
                                    
طبيعة التصوف وكينونته:                                                                       
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى فى كتابه" الصوفية والفقراء": الحمد لله أما لفظ الصوفية فإنه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة الأولى وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك".
وقد نُقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالإمام أحمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما.
وقد رُوى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى وتنازعوا  فى المعنى  الذى أضيف إليه الصوفى؛ فإنه من أسماء النسب القرشى والمدنى ، وأمثال ذلك ، فقيل أنه نسبة إلى أهل الصُفة وهو خطأ؛ لأنه لو كان كذلك لقيل صُفى، وقيل أنه نسبة إلى الصف المقدم بين يدى الله وهو خطأ ؛ فإنه لوكان كذلك لقيل : صَفى، وقيل نسبة إلى صوفة بن أُدّ بن طابخة قبيلة من العرب كانوا يجاورون بمكة منذ الزمن القديم ، ينسب إليهم النُساك وفى لسان العرب لإبن منظور يقول:" الصوف للضأن، والصوفة أخص، ثم قال: والصوفة: كل من ولى شيئا من عمل البيت الحرام وهم الصوفان.. وصوفة: أبو حى بن مضر كانوا يخدمون الكعبة فى الجاهلية وهو أعظم ما يولى يومئذ، ثم قال :" وصوفة حى من تميم كانوا يجيزون الحاج فى الجاهلية من مِنى فيكونون أول من يدفع ؛ فيقال فى الحج:" أجيزى صوفة".ويقول ابن الجوزى: أنبأنا محمد بن ناصر عن أبى اسحق إبراهيم بن سعد الحبال، قال: قال أبو محمد بن سعيد الحافظ ، سألت وليد بن القاسم إلى أى شىء يُنسب الصوفى؟ فقال: كان قوم على دين إبراهيم فى الجاهلية يُقال لهم : صوفة، انقطعوا إلى الله عز وجل وقطنوا الكعبة، فمن شُبه بهم ؛ فهم الصوفية، ثم قال: فهؤلاء المعروفون بصــوفة، ولد الغوث بن مر بن أخى تميم وفى المعجم الوسيط:" صوَّف فلانا: جعله من الصوفية و" تصوف" فلان صار من الصوفية.ويذهب البعض إلى إرجاع إسم التصوف إلى أنه لفظ جاهلى عرفته العرب قبل ظهور الإسلام وقال الشيخ" أبو نصر عبد الله بن سراج الطوسى" ت378هـ -988م" فى كتابه " اللمع فى التصوف:" وأما قول القائل أنه إسم محدث أحدثه البغداديون فمحال ؛ لأنه فى وقت الحسن البصرى كان يُعرف هذا الإسم وكان " الحسن" قد أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنهم وقد روى عنه أنه قال :" رأيت صوفيا فى الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه ، وقال معى أربعــــة دوانيق ؛ فيكفينى ما معى".
فالتصوف طريقة سلوكية قوامها التقشــف والتحـــلى بالفضائل ؛ لتزكى النفس وتسمو الروح. " وعلـــــم التصوف ، مجموعة من المبادىء التى يعتقدها المتصوفة والآداب التى يتأدبون بها فى مجتمعاتهم وخلواتهــــــــم والصوفى من يتبع طريقة "التصوف". ومن هذا نخلص أنها كلمة عربية قديمة خالصة.
 وإذا تعرضنا للتصوف الإسلامى عند " أبا محمد الجريرى" ت311هـ من الرسالة القشيرية فيقول:" هو الدخول فى كل خُلق سنى، والخروج من كل خُلق دنى"ومن ثم فالتصوف خُلُق" من زاد عليك فى الخُلُق ، زاد عليك فى التصوف" وبالتالى زاد عليك فى الإنسانية ؛ فنفع وأنتفع وأدى رسالة البشرية بروح سماوية عالية كما قال تبارك وتعالى:"وإنك لعلى خُلُق عظيم"4 القلم
 ويذكر " أبو الحسين النورى" فى تذكرة الأولياء فى تعريفه للتصوف " : ليس التصوف رسما، ولا علما ، ولكنه خُلُق" ثم يعلل ذلك بقوله؛ " لأنه لوكان ؛ لحصل بالمجاهدة ، ولو كان علما ؛ لحصل بالتعلم ، ولكن تخلق بأخلاق الله ( صفاته   )، ولن تستطيع أن تقبل علـــــــى الأخلاق الإلاهية بعلم أو رسم ".
ونجد " أبو بكر الكتانى" ت322هـ يقول أن": التصوف صــفاء ومشـاهدة" وعليه يكون تعريف التـصـــــــوف بالوسيلة وهى الصفاء عن طريق مجاهــــدة النفــــس وترويضها بالرياضات المختلفة من صلاة ونوافل وصيام وتهجد وتأمل فى المُلك:" "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ؛ فقنا عذاب النار"79 آل عمران
ويشعرنا الإمام البوصيرى ببردته فى ذلك بقوله:
وخالف النفس والشيطان واعصهما
         وإن هما محضاك النصح فاتهمِ
ومن الصفاء ينتقل المتريض إلى  " المشاهدة" أو كشف الحجاب  ويُعتبربمثابة المكافأة من رب العزة لعـــــــبده المجاهد:

:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"العنكبوت69
 والصفاء بمعناه له مدلول واسع هو أن يتحرر الإنسان من الدنيا حتى ولو ملكها عريضة طويلة؛ فيتحرر من الجاه ،  ومن الإنغماس فى الملذات ، ومن الجرى خلف المال، ومن حب السلطان ، ومن حب الترف ، ومن الصفات التى تتنافى مع الفضيلة.
وخاتمة مطاف هذه الوسائل التهيؤ الكامل للمشاهدة ؛ فيجود الله عليه بها إن شاء فى أى وقت يشاء.
وكما يقول الإمام الغزالى": وإذا تولى الله أمر القلــــب فاضت عليه الرحمة وأشرق النور به، وانشرح الصدر وانكشف له سر الملـــكوت.. وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلاهية".
فالصوفى زاهد عابد ، فزهده فى الدنيا للتنزه عن أن يشغله شىء عن الله وعبادته" ؛ فإنها أستدامة لصلته بالله تعالى أنه يعبد الله:" لأنه مستحق ولأنها نسبة شريفة إليه لا لرغبة أو رهبة".
 
وتقول السيدة رابعة العدوية رضى الله عنها ما معناه": اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك فأ لقنى فيها، وإن كنت أعبدك طمعا فى جنتك فأحرمنيها، وإن كنت اعبدك لوجهك الكريم فلا تحرمنى من رؤيته"...................................
والمشاهدة التى هى الغاية ( للصوفية) هى أيضا تحقيق واقعى للتعبير الذى نطق به فى كل آونة حيثما يقول :" أشهد أن لا إله إلا الله" فالشهادة هى غاية الصــوفى وهو إنما يسعى جاهدا إليها بشتى الوسائل ليحقق بالفعــــــل مضمون ما يلفظ به قولا أو مايقوله حروفا.
وقد روى الطبرانى فى معجمه الكبير عن أبى أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالــــــــى :"مايزال عبدى يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه فأكــــون سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ولسانه الذى ينطق به وقلبه الذى يعقل به فإذا دعانى أجبته وإذا سألنى أعطيته وإن استنصرنى نصرته وأحب ما تعبدنى عبدى به: النصح لى".
 فإن معنى الرضا أن يبذل الإنسان جهده ليصل إلى ما يحبه الله ورسوله ولكنه من قبل الوصول إليه وفى أثناء محاولاته للوصول إليه مطمئن إلى النتيجة علـــــى أى وضع أحبها الله راض بها و( إليه المصير)و(لله عاقبة الأمور)، (إليه يرجع الأمر كله).
ويقول الإمام أبو نصر السراج الطوسى :" والرضا باب الله الأعظم ، وجنة الدنيا، وهو أن يكــون قلب العبد ساكنا تحت حكم الله عز وجل – ويضيف- والرضا آخر المقامات وتهذيب الأسرار لصفاء الأذكار وحقائق الأحوال".
 ويستكمل العارف بالله الشيخ أحمد رضوان صاحـــب النفحات الربانية بأن ": التصوف هو العمل بالكتاب والسنة والإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلـــــم، والصوفى رجل غلبه حب الله ورسوله على حب كل شىء فهو مجذوب نحو الحق والفرق بين الصوفية وعلماء الظاهر ، أن الصوفية لا يجمعون كلاما وإنما يتكلمون من فيض الله على حسب المناسبات ؛ لأنــــه سبحانه وتعالى رحيم بهم، يخرجهم من التجلى الجلالى إلى الطمأنينة فلا يجمعون كلاما بين يديه، فإذا رفع فيهم التجلى الجلالى ، نطقوا بما يثبت فى قلوبهم على مقتضى الكتاب والسنة".

          الزهــــد والتصـــــــــوف:
" إن الذى يملك هو الذى يزهد ، أما الذى لا يملك ففى أى شىء يزهد ؟! :
فقد كانت حــــــــــــياة المسلمين الأولين أبعــــــــــد ما
تكون عن أسباب الترف المادى.. وبعد الصحابة والخلفاء الراشدين انتشر البذخ فحافظ بعض المسلمون على سنة الخلفاء والصحابة فى الملبس فأطلق عيهم صوفيون وأولهم الصوفى( أبو هاشم الكوفى) 150هـ. المرتدى للصوف تقشفا وكان ملازما للمسجد بالكوفة، ولذا هناك من ينسب الصوفية لارتداء الصوف الذى كانوا يرتدونه الزهاد والنساك ، وهناك من ينسبها للصفاء والصفو بمعنى أنه منسوب لفعل الله به ؛ فصافاه فصوفى فسُمى صوفيا وبذلك أنشد أبو العباس المرسى قائلا:
تخالف الناس فى الصوفى واختلفوا
            وكلهم قال قولا غير معروف
ولست أمنح هذا الإسم غير فتى
      صافا فصوفى حتى سُمى الصوفى
ــ أو الصُفة التى ينتسب إليها أهل الصُفة المعتكفـــــين بمؤخرة مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 والصوفى يتريض بمجموعة من الصفات تأتى حسب ترتيب حروف الكلمة المذكورة آنفا: فحرف الصاد : يتضمن معانى الصبر الصبر والصفاء والصدق مع الله والناس:" واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن فى ضيق مما يمكرون".127النحل.
وحرف الواو: وهو الوفاء لله ووجده ووده والوجل منه": أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا."68 الإسراء.
وحرف الفاء وتندرج تحته معانى  فقره وفقده والفناء فيــه عز وجل والحب له به فيه بمعنى: الحب لله والكراهية لمن يغضب الله سبحانه وتعالى": قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم". 31 آلعمران.
 فإذا اجتمعت هذه الصفات فى شخص ما فإنه يستحق ياء النسب فيصير صـــوفـــــى وقد أضيف إلى حـــــــضرة مولاه.
فالتصوف أعلى من الزهد لأن الزاهد يشترى الآخـــرة بالدنيا طمعا فى الجنة ، أما الصوفى فيزهد فى كل شىء طمعا فى رؤية الله ، كما قالت السيدة " رابعة العدوية": أُحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك أهلا لذاكا.. لا خوفا من نارك ولا طمعا فى جنتك:
ليت مابينى وبينك عامر
         وما بينى وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
           وكل الذى فوق التراب تراب
فمعنى التصوف هو " التخلى عن كل دنى والتحلى بكل سنى". سلوكا إلى مراتب القرب والوصول؛ فهو إعادة بناء الإنسان وربطه بمولاه فى كل فكر وقول وعمل ونية وفى كل موقع من مواقع الإنسانية فى الحياة العامـــــة.
ويتركز هذا التعريف فى كلمة واحدة هــــــــــــــــــــى
 ( التقوى) فى أعظم مستوياتها الحسية والمعنـــــــــوية؛ فالتقوى عقيدة وخلق ، فهى معاملة الله بحسن العــــبادة ومعاملة العباد بحسن الخلق وهو ما نزل به الوحى على كل نبى لِبَثهِّ فى الإنسانية كحق من حقوقها الرفيعة فى الإسلام وجوهر التقوى هو " التزكى"و" قد أفــــلح من تزكى"و" قد أفلح من زكاها".
(البعرة تدل على البعير والسير يدل على المسير وسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألاتدل على الخالق القدير)
والصوفى الحق هو المسلم النموذجى ، فقد أجمع كافة أئمة التصوف على أن التصوف هو الكتاب والسنة فى نقاء وسماحة واحتياط:" ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون"79 آل عمران.
فالتصوف إذن هو ربانية الإسلام الجامعة للدين والدنيا كما قال الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردى رحمه الله تعالى :" إن الصوفى من يضع الأشياء فى مواضعها  ويدبر الأوقات والأحوال كلــــها بالعلم يقيم الخلق مقامهم ويقيم أمر الحق مقامه ويستر ما ينبغى أن يستر ويظهر ما ينبغى أن يظهر ويأتى بالأمور من مواضعها بحضور عقل وصحة توحيد وكمال معرفة ورعاية صدق وإخلاص".
وأيضا الإمام الجنيد": من لم يحصِّل عــــــــــلوم القرآن والحديث فليس بصوفى"، وأجمع كل أئمة التصوف على ذلك مثل القشيرى والشعرانى ومن بينهما ومن بعدهما.
والتميز عن عامة المسلمين أساسها العمل ، فإذا عمل الصوفى بمقتضيات عمله كقدوة وداعية فإنه يتميز بمقدار جهده شأن كل متخصص وإلا فهو دون كـــل الناس إذا انحرف أو شذ بل إن تجاوز بقوله تعالى": ولكل درجات مما عملوا".19 الأحقاف.
وذكر الإنسان بخصيصة عرف بها عند الناس، سنــــــة قرآنية دنيوية، ومادامت هذه الطائفة قد عرفــــــت باسم الصوفية لسبب أو لآخر فليس بدعا أن تدعى بهذا الإسم.
                        
فقد ذكر القرآن الكريم من المسلمين أصنافا: الخاشعين والقانتين ، والتائبين ، وكلهم من أهل " لا إلاه إلا الله".
ومن الخطأ القول بأن التصوف لم يعرف إلا بعد ثلاثة قرون من انتشار الإسلام سواء مادته أو حقيقته وأصوله وموضوعه فالخطأ هنا يستحيل إلى خطيئة؛ فمادة التصوف من حيث العبادة والخلق بأوسع موضوعاته موجودة مشهورة فى الكتاب والسنة شأن بقية مواد علوم الدين.
ولم يكن هذا بدعا، فلم يكن فى هذا العهد علــــــــم باسم ( الفقه) ولا باسم ( الأصول) ولا باسم( مصطلــــــــــــح الحديث) ولا غير ذلك من علوم الدين، ولكن المادة كانت موجودة بين دفتى الكتاب والسنة، فلمَّا دونت العلوم ورسمت القواعد والمصطلحات أطلقت الأسماء رجحته الظروف الواقعية آنذاك.
وعليه فلماذا ننكر تسمية التصوف ولا ننكر تسمية بقية علـــــــوم الدين والشأن واحد، لــــماذا ننــــــكر تسمية
" التصوف "ولا ننكر تسمية " التسلف".........
               
          الفصل الثانى فى العدد القادم&