فى خطاب صوفى شامل
بقلم أ.د: محمد فتحى فوزى
بقلم أ.د: محمد فتحى فوزى
أقول والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل : يقول الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ــ طيب الله ثراهـــ
حجة
السلفية وإمامهم وفقيههم فى كتابه (الفتاوى الكبرى) بالجزء الحادى عشر
وبالصحيفة السابعة عشرة ما نصه:" والصوفيون قد يكونون من أجلّ الصديقين
بحسب زمانهم؛ فهم من أكمل صديقى زمانهم والصِديق فى العصر الأول أكمل
منهم."والصديقون درجات وأنواع.... ثم يقول": ولأجل ما يقع فى كثير منهم من
الاجتهاد والتنازع، فيهم تنازع الناس فى طريقهم؛ فطائفة ذمت الصوفية
والتصوف ، وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة وطائفة غالت فيهم وأدعوا
أنهم أفضل خلق الله وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم،
والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله كما اجتهدغيرهم من أهل طاعة الله ففيهم
السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذى هو من أهل اليمين وفى كل من
الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب".
وهنا
نقل ( نص ) رأى الشيخ ابن تيمية فى صحة كرامات الأولياء من أواخر كتابه
الذى سماه :(العقيدة الواسطية) فهو يقول بالحرف الواحد": ومن أصول أهل
السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجرى على أيديهم من خوارق العادات فى
أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات(تأمل....) والمأثور عن
سلف الأمم فى سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين
وسائر فرق الأمة وهى موجودة فيها إلى يوم القيامة ".( وتأمل مرة
أخرى....)1 وبعد:فهذا هو عين اعتقادالصوفية الذى لا يعجب اليوم أتباع...
...... ولا ...... ولا .....
واسمع لقول الشاعر الصوفى يحدو على شاطىء الحب مغردا:
! رأى المجنون فى الصحراء كلبا * فمد له من الإحسان ذيلا
فلاموه على ماكان منه * وقالوا: كم أنلت الكلب نيلا؟
فقال: دعوا الملامة إن عينى * رأته ليلة فى حى " ليلى"!!
**********************
(1)وقال
فى رسالته" رأس الحسين" ما نصه": وأما مايذكر من وجود طيبة، أو خرق عادة
أو نحو ذلك مما يتعلق بالقبر فهذا لا يدل على تعينه وأنه فلان أو فلان بل
غاية ما يدل عليه أنه دليل صلاح القبور أو أنه قبر رجل صالح أو نبى
وأمتثل لقول الشاعر قيس بن الملوح قائلا:
أمر على الديار ديار ليلا ** أ ُقبل ذا الجدارَ وذا الجدارِ
أمر على الديار ديار ليلا ** أ ُقبل ذا الجدارَ وذا الجدارِ
وما حُب الديار شغفن قلبى** ولكن حُب من سكن الديارَ
قالوا:
التصوف العلمى: تجربة تصل بك إلى التذوق والصفاء والمشاهدة والوصول إلى سر
الذات، والخلافة على الأرض ، وسبيله العلم والعبادة ، فلا يغنى عنك فيها
سواك، فإنه لا يمكن أن يتذوق لك منها غيرك ، كما لا يمكن أن ترى بعين رجل
آخر.
فهل تستطيع أن تعرف طعم "التفاح مثلا " دون أن تمضغه بالفعل؟
وهل
يكفى أن تنظر إلى العسل، أو أن تعرف مكوناته لتتمتع بحلاوته دون أن
يحتويه الفم أو يعركه اللسان؟، وهل يمكن أن يتحقق الشبع ، أو ينطفىء الظمأ
بالتصور والخيال دون تناول الطعام والشراب ، فعلا وواقعا!؟ طبعا : لا.
وكذلك
لا يغنى فى هذه التجربة مجرد العلم. ولا توصل إليهادروب الفلسفة ؛ فالعلم
والفلسفة أعمال عقلية وهذه التجربة من الأعمال القلبية الوجدانية ، وشتان
ما بينهما ، غير أن التعبيرات الصوفية ، إذا عولجت بالإحساس والتعمق
والمعاناة والتذوق كانت قادرة على تغيير الباطن الذى به يتغير الظاهر ؛
فيولد الإنسان ولادة جديدة ، كلها إشراق وحب وبركة وإنتاج" هكذا قال
الشيوخ"!
أما مجرد قراءة كتب التصوف بلا معاناة ،
فهذه متعة ذهنية وثقافة عقلية، وقد تشارك فيها النفس الأمارة بالسوء ؛
فتكون طريقا إلى الضلالة طردا أو عكسا.
أما المنح
الروحية، والإشراقات القلبية ، فهى نتيجة الجهود والأعمال؛ فالصوفية أرباب
أحوال ، لا أصحاب أقـــــوال ، ولم ينل المشاهدة من ترك المجاهدة.
إن
التصوف خدمة تتكيف بحاجة كل عصر ، وكل إنسان ، وكل وطن ؛ فهى تجسيد شامل
لعملية الإستخلاف على الأرض ، ثم إن الهداية أيضا : جهد ومعاناة ، والشيخ
دليل فقط ؛ فمن لم يسع لم يصل ، ومن لم يلتمس المعارج ، لا يتسامى ولا
يرتقى. ومن لم يتحرك لم ينتقل ، ومن اعتمد على ما عنده وحده اغتر ، فتاه
وضل.ويحضرنى هنا قول الشاعر ويلح علىَّ:
إذا اهتزت الارواح شوقا إلى اللقا** تتراقص الأجساد ذوبا فى الـنـَقــا
أى
إذا طربت الأرواح وجدا بسماع الذكر الحكيم أو الإنشاد الدينى تهتز لأرواح
شوقا إلى لقاء الرحمن عز وجل ؛ فينعكس ذلك بالتالى على الأجساد فتتمايل
نتيجة اهتزاز الروح فتذوب فى النقاء الخالص لحب الله، وهذا التراقص أفضل من
تراقص الحانات مع .......... وخان .......!
وإلى حديث آخر فى مقتطفات تالية فى " بلا غضاضة"إن شاء الله
أستكمل مقالى السابق " بــِلا غضاضة " وهو المقال الثالث وأبدأه
بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ": من لم يهتم بامر المسلمين
فليس منهم".، ثم قول المجنون الملوح باهتمامه بحبيبته شعرا : يقولون ليلى
فى العراق مريضة ** ياليتنى كنت الطبيب المداوىَ. فما بالك أننا فى مصـــر.
فقد
تأكد من ذلك الإهتمام ببلاد المسلمين من أقصاها إلى أقصاها ،وحسما
للنزاعات القائمة بين الفرق الدينية المختلفة، أقول وباللهِ التوفيق :إعلم
يابُنى إن نسبك إلى الله: أصح من نسبك إلى أبيك ، ثم إنه من أستأذن على
الله أذن له، ومن قرع بابه تعالى أدخله ، ونحن إنما نشير إلى الحقيقة ،
ونبين السبيل ، وندع المريد الصادق ليصل إلى غاية الطريق بجهده ، فليس شيخك
من سمعت منه ، ولكن شيخك من أخذت عنه ، ومن جاهد :عدل ، ومن اجتهد : وصل. "
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "".
يابُنى: الشريعة جاءت بتكليف الخلق ، والحقيقة جاءت بتعريف الحق.
فالشريعة
أن تعبده ، والطريقة أن تقصده ، والحقيقة أن تشهده. ُ.. إن الشريعة قيام
بما أمر به وبصر ، والحقيقة لما قضى وقدر. وهذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، والشريعة أقواله ، والطريقة أفعاله ، والحقيقة أحواله.
فشريعة
بلا حقيقة: عاطلة ، وحقيقة بلا شريعة: باطلة، ولهذا قالوا: من تشرع ولم
يتحقق فقد تفسق أو تعوق ، ومن تحقق ولم يتشرع فقد تهرطق ، أو تزندق."
واعلم
أن الشريعة ليست إلا الحقيقة ، والحقيقة ليست إلا الشريعة ، فهما شىء
واحد، لا يتم أحد جزئيه إلا بالآخر ، وقد جمع الحق تعالى بينهما ، فمحال أن
يفرق إنسان ما جمع الله.
فـتأمل يا بنى قولك " لا
إلاه إلا الله " هذ ه حقيقة " محمد رسول الله " هذه شريعة ،؛ فلو فرق
بينهما أحد هلك ، فإن من رد الحقيقة : أشرك ، ومن ردَّ الشريعة: ألحد
ثم
أبصر قوله تعالى ": إياك نعبد " تجد الشريعة ، " وإياك نستعين" تجد
الحقيقة ، هما شىء واحد يستحيل طرح أحد جزئيه . عبادة العبد : ظاهر الأمر ،
وإعانة الله : باطنه ، ولا بد لكل ظاهر من باطن. كالروح فى الجسد..
الحقيقة من الشريعة، كالثمرة من الشجرة ، والرائحة من الزهرة ، والحرارة من
الجمرة ، فلابد من هذه لتلك ؛ فمستحيل قيام حقيقة بغير شريعة.هذا ما قاله فضيلة الإمام محمد زكى إبراهيم رائد العشيرة المحمدية طيب الله ثراه. وكاتب هذه السطور أتفق معه - رحمه الله- تماما فى كل ماكتبه.
ِ فالحق أبلج و.......... " وكلٌ من رسول الله ملتمس
غرفا من البحر أو رشفامن اليــــم
غرفا من البحر أو رشفامن اليــــم
ومن كتاب فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود طيب الله ثراه
معرفا التصوف بقوله":فالتصوف بتعريف أبى بكر الكتانى ت "322هـ هو صفاء
ومشاهدة ، وبالتالى يتضمن الوسيلة ( الصفاء) والغاية ( المشاهدة). ويترتب
على ذلك أن الصوفية لم ينشروا روح الاستكانة أو القناعة أو التذلل للحكام
بين عامة الناس ، وإنما الناس معادن كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، أو كما أضاف ": إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث
أصاب أرضا ، فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء ؛ فأنبتت الكلأ والعشب
الكثير. وكان منها أجادب أمسكت الماء ؛ فنفع الله تعالى بها الناس ؛ فشربوا
منها وسقوا وزرعوا . وأصاب طائفة منها أخرى إنما هى قيعان : لا تمسك ماء
ولا تنبت كلأ ؛ فذلك مثل من فقه فى دين الله تعالى ، ونفعه ما بعثنى الله
تعالى به ؛ فعلم وعمل ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ، ولم يقبل هدى الله الذى أ
ُرسلت به.
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفر قوا"
طالع كتابى للمزيد": التصوف الإسلامى المُفترى عليه وكينونته"على الرابط التالى وتنزيل الكتاب للراغب:
http://www.mediafire.com/view/c9qt5tm9126oxt5/التصوف_الإسلامى_المُفترى_عليه_وكينونته_د._محمد_فتحى_محمد_فوزى_الباى.pdf
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?mode=1&search=author1&entry=%E3%CD%E3%CF+%DD%CA%CD%ED+%E
وتطلب كتبنا من مكتبة الغنيمى
محمول0116452170/0105501775
طالع كتابى للمزيد": التصوف الإسلامى المُفترى عليه وكينونته"على الرابط التالى وتنزيل الكتاب للراغب:
http://www.mediafire.com/view/c9qt5tm9126oxt5/التصوف_الإسلامى_المُفترى_عليه_وكينونته_د._محمد_فتحى_محمد_فوزى_الباى.pdf
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?mode=1&search=author1&entry=%E3%CD%E3%CF+%DD%CA%CD%ED+%E
وتطلب كتبنا من مكتبة الغنيمى
محمول0116452170/0105501775