مرحبا- welcom كوخ العم " توم"
د. محمد فتحى محمد فوزى
من الأدب العالمى تلك الرواية المشهورة للكاتبة
الأمريكية "هيريت بيتشر ستو"، تدور حول مكافحـــــــــــــة العبودية،
وطرح معاناة الأمريكيين الأفارقة. نُشرت الرواية في عام 1852 وتبدأ بمزارع كنتاكي
يُدعى "آرثر شيلبي"، الذي يواجه إمكانية خسارة مزرعته بسبب الديون
المُتراكمة عليه للسيد "هيلي". وبالرغم من العلاقة الطيبة التي تربطه هو
وزوجته إميلي شيلبي مع عبيدهما، إلا أنّ السيد شيلبي قرر جمع الأموال اللازمة
لتسديد ديونه عن طريق بيع اثنين من العبيد، وهما: "العم توم"، وهو رجل
في منتصف العمر متزوج وله أطفال، والطفل "هاري"، ابن إليزا خادمة "إميلي
شيلبي" إلى السيد "هيلى"، وهو تاجر رقيق خشن، ولكن إميلي شيلبي
تُعارض هذه الفكرة ؛لكونها وعدت خادمتها بعدم بيع طفلها ، كما أن جورج شيلبي، وهو
ابن السيد شيلبي، يكره أن يرى العم توم يُباع؛
لأنه يُعدّ صديقه ومعلمه. عندما سمعت
إليزا السيد والسيدة يتناقشان حول بيع "العم توم" والطفل "هاري"، قررت إليزا الهروب مع
ابنها. فقد اتخذت "إليزا" هذا القرار ؛لأنها تخشى فقدان طفلها الوحيد
الباقي على قيد الحياة (فقد أجهضت سابقًا طفلين)؛ فتغادر إليزا تلك الليلة تاركة
رسالة اعتذار لسيدتها. أما" توم"، اصطحبه السيد هيلي إلى قارب على نهر
المسيسيبي ؛لينقله من هنالك إلى سوق العبيد. وأثناء وجوده على متن القارب، يلتقي "توم
بـإيفا"، وهي فتاة بيضاء ملائكية وسرعان ما يصبحان أصدقاء. تسقط إيفا في
النهر ويغـوص العم توم فيه؛ لإنقاذ حياتها، وكرد جميل من والد إيفا للعم توم
لإنقاذ ابنته، قام بشراء "توم" من "هيلى" واصطحبه مع العائلة
إلى منزلهم في نيو أورلينز. وتنشأ علاقة صداقة قوية بين توم وإيفا ،... كانت إيفا
تحلم بتحرير العبيد وتشتري مكانا لهم في كندا؛ ليعيشوا بسواعدهم وكان "توم"
يضحك ساخرا لمثل هذه الأحلام؛ فإيفا تلك الصغيرة ذات الأعين اللامعة والأحلام
الرقيقة لم تكن تدرك في ذلك الوقت معنى العبودية ولم تعرف قط المعاناة التي يعانون
منها، وبعد أن عاش "توم" مع سانت كلير لمدة عامين، اشتد المرض على إيفا
وكان والدها سانت كلير قلقا جدا عليها وكذلك توم؛ فقلقه لم يقِل عن قلق والدها إلى
أن بلغ المرض ذروته، وبعد مرور ساعات عصيبة ولحظات مريرة تموت إيفا تاركة ابتسامة
الطفولة تملأ وجهها طالبة من أبيها بعد أن تتوفى أن يحرر توم.
قبل أن يتمكن سانت
كلير من الوفاء بوعده، يموت بعد تعرضه للطعن خارج حانة، وتتراجع زوجته عن نذر
زوجها الراحل وتبيع العم "توم"
في مزاد لمالك مزرعة شرير يدعى "سيمون ليغري". ينتقل توم إلى ريف
لويزيانا مع عبيد جدد آخرين بما في ذلك إميلين التي اشتراها" سيمون
ليغري"؛ لاستخدامها كعبدة للجنس.
يشرع "ليغري
" في كُره "توم" عندما يرفض توم أمر "ليغري" بجلد زميله
العبد، فيضرب ليغري توم بشراسة وحقدوقسوة ، إلا أن توم يرفض التوقف عن تهدئة
العبيد الآخرين قدر المستطاع. وقبل وقت قصير من وفاة توم نتيجة التعذيب، يصل "جورج
شيلبي" ؛لشراء حرية توم لكنه يجد أنه قد فات الأوان.
فيعود إلى مزرعتة كنتاكي، حيث يستدعي الخدم ويعيد عليهم المشهد الأخير من موت العم توم ويخبرهم بأنه أقسم وهو على قبر توم ألا يمتلك عبدا إطلاقا ؛فيُحرر عبيده، قائلًا لهم: "انطلقوا إلى الحرية ولكن تذكروا أنكم مدينون لذلك الرجل الطيب العم توم ...وفكروا بحريتكم كلما رأيتم كوخ العم توم واجعلوه نصبا تذكاريا لكي تسيروا على خطاه ..." ومن ثم تم القضاء على التفرقة العنصرية.