الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... .........................................................................

الاثنين، 18 يوليو 2016

المؤرخون المغاربة والأندلسيون وموقفهم من أئمة التفسير فى القرن الرابع الهجرى بقلم: د. محمد فتحى فوزى

المؤرخون المغاربة والأندلسيون وموقفهم من 
 أئمة التفسير فى القرن الرابع الهجرى
                     تحليل بقلم: د. محمد فتحى فوزى  
ليس ثمة شك بظهور الفاطميين في مصر في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ظهر التفسير الباطني، ولكن في دائرة ضيقة ،تكاد لا تتعدى رجال السياسة والحكم ؛لأن المصريين لم  يستسيغوا هذا المذهب الفلسفي، ولم يستطــــــــع الفاطميون أصحاب القوة والسيطرة إجبار الشعب على اعتناق مذهبهم بالقوة والقهر، لذا نراهم قد أفسحوا صدورهم على الرغم من أنوفهم لتفسير العلماء السنيين، بل سمحوا لهم في حرية مطلقة بالتحلق في المساجد، مثل مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط ، ومسجدأحمد بن طولون ملتقى العلماء المغاربة حينئذ وفى حدود قليلة جدا بالجامع الأزهر ،وإلقاء دروس التفسير النقلي على طلاب العلم. والراغبين في الاستزادة من معينة الفياض.
 والتفسير الباطني اتخذه الفاطميون بطبيعة الحال وسيلة لنشر مبادئهم، ولجأوا فيه إلى التأويل والتحايل لخدمة مذهبهم، بل أغراضهم، وهذا اللون من التفسير لا يوافق المعرفة الحقيقية للغة العربية. بينما نرى التفسير بالمأثور يخدم الدراسات الدينية واللغوية معا، لقيامه على المفهوم العربي السليم، فإنا نرى التفسير الباطني يؤدي إلى إضافة مفهومات جديدة للفظ، ليس لها وجود إلا في أذهان دعاة الباطنية، الذين يفسرون قوله تعالى في سورة نوح « فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهارا» بأن قوله تعالى: « يرسل السماء عليكم مدرارا»: إن السماء هي الإمام، والماء والمدرار: العلم ينصب من السماء إليهم ، ،ومعنى قوله تعالى« يمددكم بأموال وبنين»: بأن الأموال هي العلم، والبنين هم المستجيبون. ومعنى قوله تعالى« ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا»: إن الجنات هي الدعوة السرية، أو الباطنية ،والأنهار هي العلم الباطني. وبقى المكر من أصحاب المذهب الشيعى .
 فقد تأثر  بعض المؤرخون المغاربة والأندلسيون بتعاليم الدولة الفاطمية ،حيث  نشأت  أساسافى إفريقية الصغرى( تونس) وكانت تدين بالمذهب الشيعى ،الذى انتشر فى بلاد المغرب  العربى و وجد صدى كبيرا فى المغرب الأقصى والأندلس بقيام الدولة الإدريسية والأشراف السعـديةبالمغرب والدولة المرينية فى الجزائر ،والسنوسية الإدريسية فى ليبيا.....
فثمة مرتعا خصبا للمذهب الشيعى الذى انتقل لمصر بعد ذلك مقر الخلافة الفاطمية ـــ فتأثر ثلةمن المؤرخين المغربيين والأندلسيين به؛ فلم يؤرخوا شيئا عن الإئمة مفسرى القرآن الكريم ذوى المذهب السنى كالإمام أبو بكر الإدفــوى المالكى المذهب  رغم أنه حسنى إدريسى شريف" رحمه الله"،ويبدو أنه أُخفيت تفاسيره وأحرق بعض منها ؛فقد عُثر عليهابمكتبة دير الإسكوريال بأسبانيا بحكم تواجد دولة الأندلس فبها، وأضرمت النيران بجزء كبير منها  كما قال  الشعرانى فى كتابه " المنن"بأنها ربت على الالف مجلد ،ثمالفيلسوف " أرنست رنان" الذى أخبرنا بوصول ثلاثمئة مجلدا منها  ثم نقلت  إلى تركيا عصر الدولة العثمانية حاملة المذهب السُنى  وحُفِظت لنا بالمكتبة السليمانية.
 فلم يخُط لنا المؤرخ (المغربى أبوسعيد الغرناطى  الأندلسى) فى مجلداته" المُغرِب فى حُلى المغرب" وتابعيه فى القسم الخاص بمصر عصر الدولة الإخشيدية أو الفاطمية أى سطر عن الإمام أبى بكر الإدفـوى(صفر304هـ -916م -388هـ -998م ،عاصر الدولتين الآنفتين الذكر)ومجلداته" الإستغناء فى تفسير القرآن وعلومه"..
 رغم أنه إمام المفسرين فى وقته " رحمه الله"فضلا عن عدم تخصيصه باب للتفسير وأئمته ،من أصحاب المذاهب السنية وأهل الجماعة أو لأى جماعة أخرى؛ لكون البيئة التى تأثر بها شيعية ،وتنشئته بنفس المذهب  ؛للحيثبات المذكورة مسبقا ولا غرو فى ذلك. فكل من نهل من تأريخه لم يتطرق للإمام  الإدفوى أو مجلداته" الإستغناء" فى التفسير: لامن قريب، أوبعيد رغم أنه علما من اعلام ذلك العصر .
،،وحتى الإمام أبوبكر الحداد قاضى قضاة مصر وهو من أهل الجماعة لم يسلم من ذلك ، والظاهر أنه وارد لمرور قرون عديدة أن تكون الملزمة المخطوطة الخاصة بالتفسير والمفسرين قد حذفت بتلاعب :العابسين ،والوراقين، والملائين ،والنُساخ وبعض العلماء المرضى الحاقدين لبعضهم، والخارجين عن الملة أو سقطت، وذلك لايخفى على نجباء الباحثين وكل لبيب بالإشارة يفهم، والله أعلم ــ، ولم يكتب عنه ،كما جاء فى كتاب" الدولة الإخشيدية فى مصر" للدكتورة سيدة إسماعيل الكاشف:لأنها كانت مشاركة فى تحقيق المجلد الآنف الذكر وخصوصا عصر الإخشيديين مع الدكتور زكى محمد حسن  والدكتور شوقى ضيف رحمهم الله ( ط جامعة فؤاد الأول - كلية الآداب):
فنهلت منه لكتابها المذكور؛ مقتصرة على الفـقهاء فقط بمصــــــر كما جاء من مصدره.
 ومن القصور  كما يعن لى عدم الاعتماد على مؤرخينا *المصريين القدماء الذين عركوا الدهر ؛لنتذكر تاريخنا كما هو وارد لاحقا، ثم الإعتماد على المؤرخين الخارجيين ،فيما لم نصل إليه فى مصر أو للمقارنة ؛لنعلم الردى من الرضى، فرب قائل :أن علم التاريخ لا يحده مكان أوزمان؛ فأجيب :بلى ،ولكن الأولى فالأولى، مؤرخينا ثم المؤرخين الآخرين من الأوطان الاخرى مع تقديرى للجميع ولا مجال فى ذلك للمجاملات...
ـــ وقص أثرهابقية الأكادميين والباحثين المعاصرين ؛ فالطلاب على نهج أساتذتهم ،فلم يكلفوا انفسهمعناء مشقة البحث فى عمق القرن الرابع الهجرى العاشر الميلادى ؛ليطفون بلآلئه السنية ، ولو كان، لصار إنجازا عظيما يذكره لهم التاريخ فى مصر ،ومن عجب العجاب أنهم لايدرون شيئا عن ذلك الإمام الرائع ،وتكييفهم العلمى "الإستسهال "؛فهو عيبا يوصمهم ،لكونهم ركنوا إلى السهل القريب ، وراحوا يدرسون التفاسير التى هُريت دراسة وتمحيصا ،مع أئمتها، ولم يفكروا فى إبراز دررأً أخرى من التفاسير، كما فعلت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومثل ما تفعل جامعة أم القرى بقسم علوم القرآن وتفسيره  بمكة المكرمة؛فقد غاصت وأخرجت لنا درة فريدة من التفسير الإدفـوى؛ أنا البحر فى أحشائه الدر كامن* فهل ساءلوا الغواص عن صدفاته؟ ؛فكانت رسائل الماجستير عن فضيلته وتفسيره من مثل الدكتور الكحيلان ، والدكتور محمد بن منشط ،والباحثة لبنى خالد العرفج ، والباحثةأسماء المطلق، وآخرين.... أعانهم الله وجزاهم خيرا وجامعاتهم والقائمين عليها..ولم يوجدبمصر فقط سوى شخصى المتواضع كاتب هذه السطور ـ منذ عام1416 هـ ـ 1996م حتى الآن مساهما بثلاثة أجزاء مطبوعة وجار كتابة الرابع على نفقتى الخاصة، وأُناشد جامعة الأزهر  الشريف ودراساتها العُلياالحذو كسابقتيها بدراسةالإمام مع الطباعة الفاخرة مع إهتمام كل محبى القرآن الكريم وتفسيره بهذا الشان وأنه لو تعلمون عظيم.وإذا نبهنا مسئول بعدم توافر الميزانيات للإنفاق على البحوث، أجيب بتشجيع الجامعتين السابق ذكرهما بالكلمة الطيبة والمساعدة الحسنة .. وتعاونوا على البر والتقوى....
ــ وعود على بدء جُل المؤرخين السُنيِّن مثل* الوزير جمال القفطى أرخ له فى أنباء الرواه على أنباه النحاه ،وبغية الوعاة للسيوطى ،وتذكرة الحفاظ للذهبى ،وشذرات الذهب لأبو الفلاح بن العماد ،وطبقات المفسرين للداودى ،والطالع السعيد لجعفر بن ثعلب الإدفوى ،وطبقات المفسرين للسيوطى، وطبقات القراء لابن الجزرى، والوفى بالوفيات للصفدى، وحُسن المحاضرة للسيوطى ،وهديةالعارفين للبغدادى، وكشف الظنون لحاجى خليفة، ومعجم المؤلفين لعمر كحالة، ومعجم البلدان لياقوت الحموى،.. وغيرهم الكثير والكثير( رجمهم الله). 
فثمة أن تفسير القرءان الكريم خدم في معرفة اللغة العربية معرفة دقيقة، واستقصاء ظواهرها، كما خدم في معرفة أصول الدين الإسلامي باستثناء المفهومات الباطنية الحادثة، كما خدم في وقوف المصريين على أفصح نص عربي بليغ، وانبعاث النشاط العلمي الديني والنحوي واللغوي في مصر،
وخير دليل على ذلك إشتغال المفسرين بأمور اللغة. وهذا ساعد أبناء الكنانة على تفضيلهم للأسلوب القرءاني الذي نثروه في كلامهم وخطبهم، وفي كل ما كتبوه منذ أن ظهرت عندهم الكتابة الديوانية، واستقامت سوقها، وازدهرت وأتمرت، حتى اختتمت الطرق الأدبية في أواخر القرن السادس الهجري بطريقة القاضي الفاضل و أسلوبه في مصر، كما أننا نلاحظ أن شعراء مصر المتأخرين ضمنوه قصائدهم بما يسمى في علم البلاغة بالتورية أو التضمين.
 أقول قولى هذا والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل،،،،،

                                                    http://www.alukah.net/authors/view/home/6488/

الجمعة، 15 يوليو 2016

فرشاة الأسنان تسير أمامى بمفردها!.. بقلم: د/ محمد فتحى فوزى الباى

                                    إذا أردت أن تصدق؛ فصدق، وإذا لم ترد فلك..:
                    فرشاة الأسنان تسير أمامى بمفردها!!

بقلم:د/ محمد فتحى فوزى الباى
فى أحد الأيام إنتقلت للقاهرة ،وأبنائى للسفر إلى السعودية، حيث العمل بالتعليم هناك ،عن طريق مطار القاهرة الدولى؛ فطبعا مكثنا فى أحد الأماكن، لحين قُرب موعد السفر، وأسدل الليل ستاره وأصبح الصباح؛ فصعدت للدور العلوى لأتوضأ  ؛ فوقفت أمام حوض الغسيل، مشمرا عن ساعدى، وأمامى فوق الرف الزجاجى فرشاة أسنانى، وعندما شرعت بفتح الصنبور لتلقى المياه، وجدت شىء غير طبيعى يحدث؛ فرأيت الفرشاة تسير بمفردها  دون تحريكها من أحد، ثم أنظر خلفى؛ فأجد شخصا لا صقا فى الحائط يتابعنى بنظراته فى صمت تام ، وألحظ طفلا صغيرا، يسير ببطء،ويحمل بين يديه طبق من الفول المدمس

 والمكان موحش وقد حذرونى من عدم الصعود للطابق العلوى بلا أسباب، وصرت فى حيرة من أمرى؛ فلا مستطيع الوضوء، ولا الهروب من المكان؛ فتمالكت قواى، واستعدت رباطة جأشى وشرعت فى تلاوة آية الكرسى كما تعودت فى هذه الحالات، وأخذ العفريت الذى بجانبى يردد ورائى القراءة ،وعندما أكرر" ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم" يتوقف، ويحملق عينيه ليخيفنى؛ والطفل دخل غرفة موصدة، ولم يخرج، والمح شيخا من النافذة القريبة يوجهنى من الخارج ويؤنسنى، وسرت فى الطُرقة والعفريت يسير خلفى وبوجهه" سكسوكة صغيرة"، إلى أن وصلت للدرج هابطا، فوقف فى مكانه، ولم يستطع الهبوط خلفى، وبعد فترة إسترحت فيها من فزعى ، أتى صديق لى بسيارة لتقلنا إلى المطار ؛ فأخرجت أبنائى وكنت آخرهم ،ناظرا خلفى؛ فرأيت هذا الشخص يقف على الدرج دون أن يهبطه ؛ ولُصقت قدماى على غطاء بيارة للمجارى على الرصيف ،ولم أستطع الحركة للحاق بهم ،ومرت بى دقائق عصيبة بين ركوب السيارة للحاق بالطائرة، ورفع قدمى للسير، ومعنى هذا فوات الطائرة لنا وما يترتب عليه، واستمريت فى تلاوة القرآن، وفى حالة توتر لا يعلمها إلا الله، وكدت أفقد الأمل فى الوصول للمطار وظننت أن فى قدمى سوء.
وفجأة: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها* فُرجت وكنت أظنها لا تفرج:
أتى الشيخ الذى رأيته من النافذة بمسبحته، وجبته ،وقفطانه مهرولا، صائحا: أتركه لى وسافر أنت!!؛ فارتفعت قدماى بحمد الله من الغطاء وفك لصقها ،ونظرت لخلفى؛ فوجدته أخذ العفريت مصارعا له، تارة يصرعه، وتارة يُصرع منه، وصعد به الدرج للطابق العلوى وهو يصرخ صراخا متقطعا، ليُجهز عليه بالتلاوة ، أكرمه الله، وأستقليت السيارة ولحقت الطيارة وسافرنا  بالسلامة ولله الحمد والمِنة.






نبوءة لأستاذى تحققت..بقلم: د/ محمد فتحى فوزى الباى

                                     إذا أردت أن تصدق؛ فصدق، وإذا لم ترد فلك..:
                              نبوءة لأستاذى الجامعى تحققـت!!
                                    بقلم:د/ محمد فتحى فوزى الباى


إلتحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة فى السبعينيات ، من القسم الأدبى ،عن طريق مرحلة المتفوقين ،بمكتب التنسيق، بينما كانت رغبتى الدفينة ،الآداب، ولكن لحاجة فى نفس يعـقوب التحقت بالأولى؛ فسكنت فى العتبة ،بشارع نجيب الريحانى، وعند ذهابى للجامعة أستقل" التروللى باص" رقم "18" ليصلنى إلى هناك وسيره بطىء فأصل للجامعة ،وأنا وحظى، فى محاضرات" الإقتصاد السياسى":
 فإما أجد باب المدرج مفتوحا ،أو أجده موصدا،لأن الأستاذ المحاضر ،عند دخوله المدرج، كان يغلق جميع الأبواب العلوية والسفلية بأمر مـــنه للريس:
 " حنا"؛ فإذا كان مفتوحا، ألج للمحاضرة، وفى حالة غلقه ــــ وكان يسع لخمسة آلاف طالب ـــ أسرح  متجولا ؛لأستفيد من سنوات أخرى كثقافة قانونية وياعالم، وكنت مبتدئا؛فأذهب للثالثة ؛لإستيعاب مادة" الإجراءات والمرافعات" أو الرابعة أو سكاشن الجنائى ـ وكانت إمتحاناته، تسمى بين الزملاء " بالتلغراف"، وأحيانا أسير على قدماى مخترقا حى عابدين وباب اللوق إلى كوبرى الجامعة ثم الوصول لكليتى، ومرات أجلس فى حديقة" الأورمان" مع أحد أصدقائى للإستذكاروأشاهد المرحوم العندليب" عبد الحليم حافظ"وبصحبته إحدى بطلات
   فيلمه" الوسادة الخالية" وهما يتجولان بسيارته المكشوفة أمام الحرم الجامعى ضاحكين مسرورين.
وذات صباح، كان لدىَّ مادة الشريعة الإسلامية بين هرج ومرج وصخب المظاهرات بالحرم؛ فقرر أستاذ المادة، وكان أسمر الوجه وسمين الجسد ــــ أن نتلقاها فى المدرج ،وليس "بالسكشن" كما هى العادة ،وكان عددنا قليل طلبة وطالبات، وجلست فى الصف الأول ،وشرعت قلمى ،وفتحت كشكولى لأسجل به المحاضرة؛ فأشار لى بالوقوف وهو لا يعرف إسمى ؛ فوقفت وسط تساؤل الزملاء بمن يكون ذلك المحاضر ــ فقد اختلط الحابل بالنابل لما ذكرته آنفاــ، فهو بديل للأستاذ الأصلى، وسيلقى محاضرته فى الشريعة الإسلامية، وتعجبت من مخاطبته لى دون سابق معرفة، فحدثنى بقوله:" الموضوع الذى أنت جئت لتبحث عنه هنا فى هذه الكلية لن تجده، وأبحث عنه فى مكان آخر ".؛ فنهضت واحدة من الزميلات الفضليات، قائلة له:" أرجو أن يكون صدرك واسعا رحبا ،وتفصح عما تقول؛ فأردفتها بقولى له:" لا أدرى عما تتحدث؟ ،أو ماذا الذى جئت لأجله،؟ لو تكرمت أستاذى وضح!، فتبسم ضاحكا ورد علىَّ قائلا:" ألم تأتِ من صعيد " إدفــو" إلى هذا الصرح العلمى لتبحث عن عالم يُدعى" الإدفــــوى"؛ فتعجبت من قوله، وأخذ زملائى ينظرون إلىَّ ببلاهةٍ، وأحنى رأسَهُ على مكتبه، ثم أسترسل آمرا:" إبــحث عــن ذلك الموضوع وهـــــــذا " الإدفـوى" فى مكان آخر، لعـلك تجده، وستبُدع فيه عــــــن رؤيا أريتــــــــها لك
؛ فجلست حائرا، ولاأدرى من ذلك المحاضر ولا زملائى  أيضا،وختم حديثه فى النهاية بقوله: "أنت فاهم!!!"وكما ولج ،خرج ولا يعرف أحد عنه شيئا.
 وسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون!!، ودارت الأيام ومرت السنون، وتحققت نبوءة ذلك الأستاذ المحاضر الجليل ؛ فانتقلت إلى كلية الآداب، وبعـد سنوات عديدة، ومع البحث عن " الإدفــوى" ، شرفت بتأليف ثلاثة أجزاء عنه (الإمام" محمد بن على بن أحمد بن محمد أبو بكر الإدفـــوى الحسنى الشريف" ت388هـ -998م ) والذى نشأت فى المدرسة المُسماة بإسمه ـ" سيدى الإدفـوى الإبتدائية" ،وكانت ومازالت أول مؤلفات عن "الشيخ "فى مصر المحروسة، والعالم الإسلامى بأثره، وسيظل موضوعى البحثى ،وشغلى الشاغل  حتى اليقين،لحين خروج تفسيره فى القرآن الكريم وهو" مجلدات الإستغناء" إلى حيز القراءة والإطلاع بمشيئة الله؛ ليستفيد منه الخلق. والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل،،،،،،،

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

القطار يتحرك وأنا بأسفله بقلم/د. محمد فتحى فوزى

                                            إذا أردت أن تصدق؛ فصدق، وإذا لم ترد فلك..:
                               القطار يتحرك وأنا بأسفله (1987م)
                                          بقلم:د/ محمد فتحى فوزى


 كنت أتلقى إحدى محاضرات علم النفس التعليمى بالدراسات العُليا، فى كليةالآداب والتربية مساءً، وعلى وجه التحديد فــــــى نظرية" الإحتمالات" فى الإحصاء الرياضى.
 وأوشكت المحاضرة على الإنتهاء؛ فاستأذنت للإنصراف ،واللحاق بالقطار، الذى يقلنى لمدينتى فى العاشرة ليلا، ووصلت للمحطة ،ووجدت قطارا للبضاعة يقف على رصيف قطارى، الذى لم يصل بعـد ؛ فخشيت وصوله بعد تحرك الآخر،وبينى وبين كوبرى العبور لرصيفى مسافة بعيدة؛فآثرت العبور إليه، إستعدادا ،بالسير تحت قطار البضاعة ،الساكن عن الحركة، وعندما وصلت لتحت القطار تماما ،تحرك فوقى وكأنه ينتظرنى، وأنا بين العربيتين؛ وبجوارى حائط الرصيف ،وأنا بأسفله، فنطقت الشهادتين، مفكرا ،كيف أصعـد للرصيف؟! من تحت القطار ،وهو متحرك؛ ففكرت القفز على أكصدام عربة القطار، ومنه لداخلها، وكان الليل يسربلنى بظلامه الدامس، والقطار فى مناورته يتحرك ثم يقف، وقواى منهارة، وأنا حائرا تحته متوترا، وفوجئت بإحدى الزميلات تولول وتصرخ فوق الرصيف ،ويبدو أنها رأتنى تحت القطار ،ولا أعلم كيف لاحظتنى، جزاها الله خيرا على فعلها، وفى سرعة أحضرت ناظر المحطة والمسئولين بها؛ لتخبرهم بوضعى بأسفله، وعلى عجل صفر الناظر لسائق القطار، بإيقاف مناورته، وعدم التحرك ،بين صراخ الزميلة وعويلها؛ فأخبرهم بأنه لا يستطيع الوقوف إلا لدقيقة واحدة ؛ فقطار الركاب سيصل ليحل مكانه، وفى هذه اللحظات ، تملكتنى إرادة الحياة ؛فقفزت قفزة النجاة، منتصرا على قوتى الخائرة ؛لأكون مستقرا فوق الرصيف ،وبعـدها بلحظات غادر القطار ؛ليفرغ مكانه للآخر، وسط تكبير وتهليل المشاهدين على نجاتى،من حادث مؤلم ،وهو عبور القطار على جسدى؛ فأخذت بيدى تلك الزميلة الفاضلة منتحبة؛لتسافر لأبنائها مطمئنة، ولأنام وسط أنجالى قبل أذان الفجر بساعتين حامدا شاكرا لله، مؤديا صلاة الشكر،على النجاة، والفرض تواصلا بالحياة.