إذا أردت أن تصدق؛ فصدق، وإذا لم ترد فلك..:
نبوءة لأستاذى الجامعى تحققـت!!
بقلم:د/ محمد فتحى فوزى الباى
نبوءة لأستاذى الجامعى تحققـت!!
بقلم:د/ محمد فتحى فوزى الباى
إلتحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة فى السبعينيات ، من القسم الأدبى ،عن
طريق مرحلة المتفوقين ،بمكتب التنسيق، بينما كانت رغبتى الدفينة ،الآداب، ولكن لحاجة
فى نفس يعـقوب التحقت بالأولى؛ فسكنت فى العتبة ،بشارع نجيب الريحانى، وعند ذهابى للجامعة
أستقل" التروللى باص" رقم "18" ليصلنى إلى هناك وسيره بطىء فأصل للجامعة ،وأنا وحظى، فى محاضرات" الإقتصاد السياسى":
فإما أجد
باب المدرج مفتوحا ،أو أجده موصدا،لأن الأستاذ المحاضر ،عند دخوله المدرج، كان يغلق
جميع الأبواب العلوية والسفلية بأمر مـــنه للريس:
" حنا"؛ فإذا كان مفتوحا، ألج للمحاضرة، وفى حالة غلقه ــــ وكان يسع لخمسة آلاف طالب ـــ أسرح متجولا ؛لأستفيد من سنوات أخرى كثقافة قانونية وياعالم، وكنت مبتدئا؛فأذهب للثالثة ؛لإستيعاب مادة" الإجراءات والمرافعات" أو الرابعة أو سكاشن الجنائى ـ وكانت إمتحاناته، تسمى بين الزملاء " بالتلغراف"، وأحيانا أسير على قدماى مخترقا حى عابدين وباب اللوق إلى كوبرى الجامعة ثم الوصول لكليتى، ومرات أجلس فى حديقة" الأورمان" مع أحد أصدقائى للإستذكاروأشاهد المرحوم العندليب " عبد الحليم حافظ"وبصحبته إحدى بطلات
" حنا"؛ فإذا كان مفتوحا، ألج للمحاضرة، وفى حالة غلقه ــــ وكان يسع لخمسة آلاف طالب ـــ أسرح متجولا ؛لأستفيد من سنوات أخرى كثقافة قانونية وياعالم، وكنت مبتدئا؛فأذهب للثالثة ؛لإستيعاب مادة" الإجراءات والمرافعات" أو الرابعة أو سكاشن الجنائى ـ وكانت إمتحاناته، تسمى بين الزملاء " بالتلغراف"، وأحيانا أسير على قدماى مخترقا حى عابدين وباب اللوق إلى كوبرى الجامعة ثم الوصول لكليتى، ومرات أجلس فى حديقة" الأورمان" مع أحد أصدقائى للإستذكاروأشاهد المرحوم العندليب
فيلمه" الوسادة الخالية" وهما يتجولان بسيارته المكشوفة أمام الحرم
الجامعى ضاحكين مسرورين.
وذات صباح، كان لدىَّ مادة الشريعة الإسلامية بين هرج ومرج وصخب المظاهرات بالحرم؛ فقرر أستاذ المادة، وكان
أسمر الوجه وسمين الجسد ــــ أن نتلقاها فى المدرج ،وليس "بالسكشن" كما هى العادة ،وكان
عددنا قليل طلبة وطالبات، وجلست فى الصف الأول ،وشرعت قلمى ،وفتحت كشكولى لأسجل به
المحاضرة؛ فأشار لى بالوقوف وهو لا يعرف إسمى ؛ فوقفت وسط تساؤل الزملاء بمن يكون ذلك
المحاضر ــ فقد اختلط الحابل بالنابل لما ذكرته آنفاــ، فهو بديل للأستاذ الأصلى، وسيلقى محاضرته فى الشريعة الإسلامية، وتعجبت من
مخاطبته لى دون سابق معرفة، فحدثنى بقوله:" الموضوع الذى أنت جئت لتبحث عنه هنا فى هذه
الكلية لن تجده، وأبحث عنه فى مكان آخر ".؛ فنهضت واحدة من الزميلات الفضليات، قائلة له:" أرجو أن يكون صدرك واسعا رحبا ،وتفصح عما تقول؛ فأردفتها بقولى له:" لا أدرى عما تتحدث؟
،أو ماذا الذى جئت لأجله،؟ لو تكرمت أستاذى وضح!، فتبسم ضاحكا ورد علىَّ قائلا:" ألم
تأتِ من صعيد " إدفــو" إلى هذا الصرح العلمى لتبحث عن عالم يُدعى"
الإدفــــوى"؛ فتعجبت من قوله، وأخذ زملائى ينظرون إلىَّ ببلاهةٍ، وأحنى رأسَهُ
على مكتبه، ثم أسترسل آمرا:" إبــحث عــن ذلك الموضوع وهـــــــذا " الإدفـوى"
فى مكان آخر، لعـلك تجده ، وستبُدع فيه عــــــن رؤيا أريتــــــــها لك
؛ فجلست حائرا، ولاأدرى من ذلك المحاضر
ولا زملائى أيضا،وختم حديثه فى النهاية بقوله: "أنت فاهم!!!"وكما ولج ،خرج ولا يعرف أحد عنه شيئا.
وسبحان الله
حين تمسون وحين تصبحون!!، ودارت الأيام ومرت السنون، وتحققت نبوءة ذلك الأستاذ المحاضر
الجليل ؛ فانتقلت إلى كلية الآداب، وبعـد سنوات عديدة، ومع البحث عن " الإدفــوى"
، شرفت بتأليف ثلاثة أجزاء عنه (الإمام" محمد بن على بن أحمد بن محمد أبو بكر
الإدفـــوى الحسنى الشريف" ت388هـ -998م ) والذى نشأت فى المدرسة المُسماة بإسمه ـ"
سيدى الإدفـوى الإبتدائية" ،وكانت ومازالت أول مؤلفات عن "الشيخ "فى
مصر المحروسة، والعالم الإسلامى بأثره، وسيظل موضوعى البحثى ،وشغلى الشاغل حتى اليقين،لحين خروج
تفسيره فى القرآن الكريم وهو" مجلدات الإستغناء" إلى حيز القراءة والإطلاع بمشيئة الله؛ ليستفيد منه الخلق. والله من وراء القصد وهو الهادى إلى سواء السبيل،،،،،،،