الشروق الإدفوى

https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ https://youtu.be/4vmw0NnpAb4 .............................................................. ...................................................................... ................................................................................ ................................................................................. .......................................................................... ............................................................................. er="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"> .................................. الحديث الصحفى.................................... .................................................................................. ...................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ...................................................................................... ................................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3 ................................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ ................................................................................ د. أحمد البصيلى د. أحمد البصيلى ................................................................... https://youtu.be/Xo3Ou_rFF8Q?t=3....................... ...................................................................................... .................................................................................. ................................................................... https://edfusunrise.blogspot.com/ https://edfusunrise.blogspot.com/ ....................................................................... ........................................................................ الترحيب

مرحبا بكم

الترحيب .................................................................... .........................................................................

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

إحتفالية النحوى المُفسر المقرىء الإمام أبو بكر الإدفــوى بشهر صفرمن القرن الرابع الهجرى- القرآن الكريم بين النحو والتفسير بقلم د. محمد فتحى فوزى الباى (ج)

                                             
                                                                   

                                                         
الإمام أبو بكر الإدفـوى فى مصاف الإمام الطبرى" رضى الله عنهما وأرضاهما" 
إعداد" د. محمد فتحى فوزى الباى


 أخي الفاضل، إليك طلبك من موقع مجلة دعوة الحق العدد 319
ملامح الإبداع في التفسير عند مكي بن أبي طالب. 
د.مصطفى فوضيل
اشتهر مكي أبي طالب القيسي(1) (تـ: 437) عند كثير من الباحثين بكونه مشتغلا بالقراءات والنحو أكثر منه مشتغلا بالتفسير، ولئن كان بعض المفسرين كابن عطية والقرطبي ينقلون عنه أقوالا في التفسير، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لاعتباره من لمفسرين الذين اشتغلوا بالتفسير درسا وتأليفا، حتى قيض الله لهذا الأمر الدكتور أحمد حسن فرحات – حفظه الله – ليؤلف كتابا خاصا عن جهود مكي في التفسير، (2)، وخلص إلى أن لمكي تفسيرا كاملا لكتاب الله ، موجودا غير مفقود، تحتفظ بنسخ منه مخطوطة، عدة خزائن مغربية وقد قدر لصاحب هذا المقال أن يسهم – مع ثلة من الباحثين – في تحقيق هذا التفسير، ونسأل الله تعالى أن ييسر في إخراجه وطبعه حتى يأخذ مكانه اللائق في المكتبة القرآنية ليستفيد منه المسلمون عموما، والباحثون على وجه الخصوص.
ونريد في هذا المقال أن نشرك القارئ معنا في التعرف على جانب من هذا التفسير بما يبرز قيمته، ويكشف عن جانب آخر من شخصية هذا العالم الفذ الذي كرس حياته لخدمة كتاب الله ، قراءة وتجويدا وإعرابا وتفسيرا.(3) 
قال مكي :«جمعت أكثر هذا الكتاب من كتاب شيخنا أبي بكر الأدفوي –  – وهو الكتاب المسمى«بكتاب الاستغناء» المشتمل على نحو ثلاثمائة جزء في علوم القرآن، اقتضبت من هذا الكتاب نوادره وغرائبه ومكنون علومه مع ما أضفت إلى ذلك من الكتاب الجامع في تفسير القرآن، تأليف أبي جعفر الطبري، وما تخيرته من كتب النحاس،(4) وكتاب أبي إسحاق الزجاج،(5) وتفسير ابن عباس،(6) وابن سلام،(7) ومن كتاب الفراء..(8) ومن غير ذلك من الكتب في علوم القرآن والتفسير والمعاني والغرائب والمشكل، انتخبته من نحو ألف جزء أو أكثر، مؤلفة في علوم القرآن، مشهورة مروية».(9)
ثم قال مكي:«واجتهدت في تلخيصه وبيانه واختصاره». وقال أيضا:«وجعلته هداية إلى بلوغ النهاية في كشف علم ما بلغ إلي من علم، طيب الله تعالى ذكره، مما وفقت إلى فهمه، ووصل إلي علمه من ألفاظ العلماء...».
وفي خاتمة تفسيره يقول:«... ولسنا ننكر أن يغيب عنا من فهمه وعلمه كثير مما وصل إلى غيرنا، وأن يكون قد غاب عن هذا الغير الكثير مما وصل إلى فهمنا وعلمنا».(10)
ويمكن أن نستخلص مما سبق ما يلي:
1- أن مكيا اعتمد في تفسيره على مصادر أساسية جمع منها أكثره، وأخرى ثانوية كان يصطفي منها ويتخير.
2- أن مكيا استعمل في وصف جهده في التفسير عبارات تدل على أنه اجتهد في طريقتي الجمع والفهم، أي إنه كان عالما بما يجمع، واعيا بما ينقل، متفاعلا مع النص القرآني، مما يدل إلى أن إسهامه في التفسير لم يقتصر على حفظ آراء السابقين بل أضاف إليها مما فتح الله عليه به.
وهذا الأمر يتبين من خلال معرفة كيفية تعامل مكي مع مصادره ترتيبتا واصطفاء واختيارا، وكيفية تعامله مع الأقوال التي أوردها نقدا وجمعا وترجيحا وانتصارا.
أولا: بالنسبة للمصادر سوف نركز – أساسا – على المصدرين الأساسين وهما: «الاستغناء» للأدفوي و «جامع البيان» للطبري. 
أ- كتاب الاستغناء لأبي بكر الأدفوي: 
يقول الدكتور أحمد حسن فرحات:
«إن هذا الكتاب يعتبر من أوسع ما كتب في التفسير، حيث بلغت مجلداته مائة وعشرين مجلدا، ولم يزد عليه في عظم التأليف إلا عبد السلام القزويني شيخ المعتزلة ببغداد المتوفى سنة 483هـ، فإنه ألف تفسيرا في ثلاثمائة مجلد، منها سبعة مجلدات في الفاتحة، وقد ألف الأدفوي هذا الكتاب في اثنتي عشرة سنة، ويبدو أنه فقد، ولا يوجد منه الآن أية نسخة فيما أعلم من فهارس المخطوطات التي اطلعت عليها»، ثم استدرك الدكتور في الهامش فقال: «وجد من كتاب الاستغناء جزء صغير في المكتبة الوطنية التونسية، كما يوجد نسخة كاملة من الكتاب في تركية، ويعمل أحد طلابنا في تحقيقه».(11)
والظاهر مما ذكره الدكتور فرحات، أن هذا الكتاب قصد مؤلفه إلى أن يستغني القارئ به عن غيره، كما يدل عليه العنوان، وكأنه كان يهدف إلى جمع حصيلة الفهوم والعلوم التي حامت حول كتاب الله .
ولم أعثر لحد الآن على ذكر الأدفوي داخل«الهداية» باستثناء ما جاء في تفسير الآية 164 من سورة الأنعام أن الأدفوي روى بسنده عن ورش أنه اختار من نفسه الفتح في (مَحْيَايَ). قال محقق الجزء الذي يضم هذه الآية:«ولا ندري – على التحقيق – أأخذ هذا الإسناد من كتاب »الاستغناء« وهو الظاهر، لما ورد في مقدمة مكي، أم أخذه من غيره من مؤلفات الأدفوي شيخه، أم حفظه مكي عنه».(12)
ويمكن تفسير غياب الأدفوي في الهداية أن مكيا اكتفى بالإحالة العامة في المقدمة، إلا أنه لا ريب في أن من فوائد العلم والمنهج أن مكيا لو ذكر شيخه في موطن الاستشهاد أو نقل عنه نصوصا مع نسبتها إليه لتبين لنا نوع ما نقله من كتاب الاستغناء، ولأمكننا ذلك – من خلال المقارنة مع المصادر الأخرى – من تبين ملامح المنهج الذي سلكه في اعتماد هذا الكتاب.
إن بقاء هذا الكتاب مخطوطا حتى الآن يضعنا أمام مشكل، وذلك أن عبارة مكي في المقدمة صريحة في أن عمدة «الهداية» كتاب «الاستغناء»، مع أن الذي يدل عليه حال «الهداية» من خلال مقابلته بجامع البيان للطبري – هو أن الطبري حاضر بقوة في «الهداية»، سواء أتعلق الأمر بالنقول والأحاديث والأقوال المأثورة، أم بالمعاني التي يردف بها الآيات مباشرة، أي إن الطبري حاضر بما يقوله وبما ينقله ويرويه.
والحق أننا لا نستطيع أن نجزم بشيء في هذه المسألة ما دام كتاب الاستغناء ليس بين أيدينا، لاحتمال أن يكون مكي قد نقل عن الطبري بواسطة الأدفوي، فيزول حينئذ ذلك الإشكال، غير أنا نحتاج حينئذ أيضا إلى التمييز بين طريقة نقل الأدفوي عن الطبري وبين طريقة نقل مكي عن الطبري، وذلك من أجل تحديد المادة المنقولة عن كل مصدر من مصادر مكي في التفسير، وفي غياب ذلك لا يبقى لنا إلا أن نستند إلى كلام مكي في تقديمه لكتاب الاستغناء على كتاب جامع البيان. 
ب - «جامع البيان» لأبي جعفر الطبري (تـ:310): 
ذكر مكي في المقدمة أنه أضاف إلى ذلك الكثير المجموع من «الاستغناء» ما أخذه من «جامع البيان»، وهذا يعني أن مكيا قد تنبه إلى فوائد في جامع البيان لم ينتبه إليها شيخه الأدفوي، أو أنه تنبه إليها، غير أنه أهملها لعدم انسجامها مع مقصده في كتابه وخطته في تأليفه، ويقال نفس الشيء في المصادر السابقة على الأدفوي، التي رجع إليها مكي: ككتب النحاس، والفراء والزجاج وغيرهم، وهذا يدل على جانب من شخصية مكي في الاختيار والاختصار والجمع والترجيح وبناء كل ذلك في نسق متماسك. 
وقد نهج مكي – في تعامله مع كتاب الطبري – نهجا خاصا يدل على ملامح من شخصيته وإبداعه، ويمكن إجمال هذا المنهج في النقاط التالية:
• قد يذكر معنى منقولا عن السلف بلفظ الطبري، وذلك أن من عادة الطبري في تفسيره أن يذكر معنى الآية بلفظه، ثم يستدل بأقوال السلف من الصحابة والتابعين، ويستعمل عبارة مطردة عنده وهي قوله: «ذكر من قال ذلك»، إشارة من الطبري إلى أن كلامه الأول إنما هو ترجمة عن كلام السلف – فيما بعد – وتفصيل لأقوالهم، ولعل هذا هو ما دفع مكيا – في كثير من الأحيان – إلى ذكر أقوال السلف بعبارة الطبري، فمن ذلك مثلا ما جاء في تفسير قوله تعالى: "والمرسلات عرفا" (المرسلات:1) قال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وأبو صالح وقتادة: «والمرسلات» الرياح، «عرفا»: يتبع بعضها بعضا.(13)
فالظاهر أن مكيا – بمقارنة مع الطبري – قد جمع في هذا القول بين من يفسر المرسلات بأنها «الريح» هكذا بالمفرد – كما في الدر المنثور(14) – أيضا – منسوبا إلى من ذكرهم مكي، وبين من يفسر قوله:
«عرفا»: أنه«يتبع بعضها بعضا» وهذا قول صالح بن بريدة.
فأما الطبري فقد جمع المعنى الكلي لهذه الأقوال، فذكره أولا ثم أتبعه بنص الأقوال مسندة إلى أصحابها، وأما مكي، فإنه اكتفى بذكر المعنى الكلي عند الطبري ونسبته هو نفسه إلى أولئك، ومما يدل عليه أن «الرياح» مذكورة بالجمع أيضا في كلام الطبري.
• وقد يذكر كلام الطبري لكن مع التصرف فيه إما بالاختصار وإما ببعض الإضافات التي قد تكون في بعض الأحيان مقدار كلمة أو كلمتين، إلا أن لها دلالة خاصة فمن ذلك ما قال الطبري في قوله تعالى: "إن الله لا يهدي القوم الفاسقين" (المنافقون:6) «إن الله لا يوفق للإيمان القوم الكاذبين عليه، الكافرين به، الخارجين عن طاعته».
وقال مكي:«أي لا يوفق القوم الذين خرجوا عن طاعته»(15) فهذا اختصار جيد، لأنه يحمل من المعاني أكثر مما يحمله كلام الطبري، وذلك أنه – من جهة – ترك التوفيق على عمومه ولم يقيده بالهداية إلى الإيمان، ومن جهة أخرى ذكر الخروج عن الطاعة وحده غير مقترن بالكفر، وتركه على عمومه ايضا بحيث يحتمل دخول غير الكافرين في الخطاب، وذلك لاحتمال وقوع المسلم في الفسق بالخروج عن طاعة الله ، فيحرم بذلك من التوفيق.
قال الراغب:«الفسق أعم من الكفر، والفسق يقع بالقليل من الذنوب وبالكثير، لكن تعورف فيما كان كثيرا، وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضه، وإذا قيل للكافر الأصلي فاسق فلأنه أخل بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة»،(16)
ومن هذا الباب أيضا ما قال الطبري في قوله تعالى:"ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر" (الطلاق:2): يقول تعالى جل ذكره: هذا الذي أمرتكم به، وعرفتم من أمر الطلاق، والواجب لبعضكم على بعض عند الفراق والإمساك، عظة منا لكم نعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فيصدق به».
وقال مكي: «أي هذا الذي عرفتكم به من أمر الطلاق عظة لمن يؤمن بالله واليوم الآخر فيتبعه ويعمل به».(17)
فقوله: «يتبعه ويعمل به». إضافة جيدة ليست عند الطبري، وهي تفسير لنوع الإيمان المراد في الآية، وهو الإيمان الدافع إلى العمل، وفيه إشارة إلى أنه لا يمكن أن يتحقق اتعاظ بغير عمل كما لا يمكن أن يحدث اتعاظ بدون إيمان.
ومن هذا الباب أيضا ما قال مكي في قوله تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة" (القيامة:21) أي حسنة ناعمة جميلة من السرور والغبطة،هذا قول جميع أهل التفسير«.
فقد جمع مكي في هذا النص بين أقوال مما اعتبره الطبري مختلفا، حيث ميز بين ما دل منها على النعومة والجمال وما دل على السرور والغبطة.(18)
وقد أجاد مكي في الجمع، نظرا لسعة لفظ النضارة والنضرة، واحتماله لكل تلك المعاني، وأيضا فإن عبارة مكي تدل على نوع التلازم بين تلك الصفات.
وهذا الكلام في وصف كيفية توظيف مكي لتفسير الطبري إنما هو خاص بالمواضع التي رجع فيها مكي إليه من غير أن يذكره أو يحيل عليه.
أما المواضع التي ذكر فيها الطبري تصريحا أو تلميحا، فيظهر أنه إنما يفعل ذلك لهدف خاص، كأن يذكر اختياره في موضع الخلاف فيفهم من ذلك ميله إلى ذلك الاختيار، مع أن مكيا قد اكتفى في كثير من المواضع حكاية الخلاف ولم يلتفت إلى اختيارات الطبري على الرغم من وجودها وقوتها.
ومن النماذج في الميل إلى اختيار الطبري ما جاء في «الهداية» في معنى «الثجاج» المذكور في قوله تعالى: "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا" (النبأ:14) قال: وأكثرهم على أنه المنصب وهو اختيار الطبري«.(19)
وقد يذكره في موضع الرد كما جاء في تفسيره لقوله تعالى: "إنه على رجعه لقادر" (الطارق: 8) حيث ذهب الطبري إلى أن الهاء في «رجعه» للإنسان، قال مكي: «وهذا التأويل، فيه بعد في العربية، لأن العامل – على هذا التفسير – في«يوم»«رجعه» فهو داخل في صلته، وقد فرق بين الصلة والموصول بخبر «إن»وهو «لقادر»، وذلك لا يحسن».(20)
وهكذا تعرفنا على نماذج من التعامل المبدع مع المصادر ظهر فيه تفرده واجتهاده وهو ما يتأكد بما يلي:
ثانيا: في كيفية تعامل مكي مع أقوال السابقين:
يستعمل مكي ألفاظا وتعابير تدل على شخصيته في الجمع بين الأقوال والترجيح بين الآراء، والاختيار في موضع الخلاف، والرد القوي بل العنيف أحيانا.
وفيما يلي نظرة موجزة عن منهجه في الجمع والترجيح.
1- قد يجمع بين قولين مختلفين مستدلا لكل واحد منهما بتوجيه لغوي يجعل منه وجها محتملا في الآية، من ذلك قوله في تفسير قوله تعالى: "وقيل: من راق" القيامة:25): «أي: وقال أهله ومن حوله، من يرقيه فيشفيه لما به، وطلبوا له الطب فلم يغنوا عنه من أمر الله شيئا، هذا معنى قول عكرمة وابن زيد، وقال أبو قلابة:«من راق»: «من طبيب وشاف» وهو قول الضحاك وقتادة، وعن ابن عباس أن معناه: وقالت الملائكة – يعني أعوان ملك الموت – من يرقى بنفسه فيصعدها، ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟
قال مكي: يقال رقى يرقي من الرقية، ورقي يرقى من الصعود، واسم الفاعل فيهما راق«.(21)
2- وقد يميل إلى بعض الأقوال اعتبارا بسياق الكلام، قال: «وقوله» "فإذا برق البصر"، من فتح الراء فمعناه لمع عند الموت، ومن كسر فمعناه حار وفزع عند الموت، قال قتادة:«برق البصر»: شخص، يعني عند الموت، وقيل: ذلك يوم القيامة عند المبعث، وسياق الكلام يدل على ذلك، لأن بعده: "وخسف القمر، وجمع الشمس والقمر، يقول الإنسان يومئذ أين المفر". فهذا كله يوم القيامة يكون، فكذلك"برق البصر" وقيل: الفتح في الراء والكسر لغتان بمعنى لمع وشخص، ويدل على صحة ذلك قوله: "لا يرتد إليهم طرفهم"(إبراهيم:43) فهذا هو الشخوص، لا تطرف أعينهم، وذلك من شدة هول يوم القيامة».(22)
3- وقد يستدل على تصحيحه لرأي ما بآية من موضع آخر من كتاب الله  كما في المثال السابق.
4- الاستناد والاهتمام بالأشهر دون الشاذ.
قال مكي:«وحكى الفراء:«ليخرجن الأعز منها الأذل» بنصب «الأذل» على الحال وفتح الياء وضم الراء من «ليخرجن» وهو بعيد، وقد أجاز يونس:«مررت به المسكين» بالنصب على الحال، وحكى سيبويه:«دخلوا الأول فالأول» بالنصب على الحال، وهذه أشياء شاذة لا يقاس عليها القرآن.(23)
5- ظاهر الخطاب: قال مكي«في رده على الفراء بعدما حكى أن المراد بقوله تعالى. "إذ ابعث أشقاها". (الشمس: 12) اثنان هما قدر بن سالف، وآخر-: وفي هذا بعد، لأن ظاهر الخطاب لا يخرج عن حده إلا بدليل، ولا دليل في الآية يدل على أنهما اثنان».(24)
6- كثيرا ما ترد عند مكي عبارات مثل: «أكثر المفسرين» و«أكثر الفقهاء»، «وأكثر العلماء». و«أكثر الناس». ودلالتها الترجيحية واضحة.
وهكذا يتبين أن مكيا  تعالى لم يكن جامعا فحسب، بل أضاف إلى مكتبة التفسير مصنفا جديرا بالاهتمام، وربما يكفي في الدلالة على ذلك ما قاله الإمام ابن حزم:«وأما القرآن فمن أجل ما صنف فيه تفسير الهداية».(25)
ونحن نزيد هذه الشهادة تأكيدا بما يلي:
- أن هذا التفسير حفظ فهوما كثيرة نشأت حول كتاب الله ، ولا شك أنها نالت حظا وافرا من نوره، وصارت لها قيمة تاريخية تفيد كثيرا في قراءتنا لكتاب الله وامتلاك القدرة على الاستنباط منه والاجتهاد تحت ظلاله.
- أن هذا التفسير يمثل نموذجا طيبا للاختصار الجيد للمؤلفات المطولة كما تبين ذلك من خلال الحديث عن المصادر.
- أنه سيساعدنا في قراءة مجموعة من النصوص القديمة التي لم تعط حقها من التحقيق الجيد. ومن ذلك مثلا: ما نقله عن الفراء أنه حكى:«ليخرجن الأعز منها الأذل» بنصب«الأذل» على الحال وفتح الياء وضم الراء من «ليخرجن»(26) وقد شكل محقق معاني القرآن للفراء الياء من «ليخرجن» بالضم، وهو اجتهاد منه أو من الناسخ.
وكذلك فعل محقق إعراب القرآن النحاس، (28) الذي حكى عن الفراء «ليخرجن» إلا أنه زاد على ضم الياء كسر الراء. 
والفراء لم يفصل العلامات، غير أنه قدر المعنى كأنك قلت:
«ليخرجن العزيز منها ذليلا». ويكون ذليلا منصوبا على الحال كما نص عليه مكي وكما يفهم من كلام النحاس.
وتقدير الفراء محتمل في كل هذه الأشكال، باستثناء كسر الراء، فإنه لا يناسب الحال.
والمراد هنا هو تبين الشكل الذي حكاه الفراء في الأصل. والظاهر أنه كما ذكره مكي، وقد ذكرها كذلك وردها في كتابه (مشكل إعراب القرآن)،(29) إلا أنه لم يذكر الفراء، وذكرها ابن عطية في (المحرر)، (30) وأبو حيان في (البحر) (31) ببيان الشكل نصا، ذكرا ذلك عن الفراء والكسائي فيما يحكيانه.
وأما ما شكلت به هذه الكلمة في إعراب القرآن للنحاس،«ليخرجن» بضم الياء وكسر الراء وفتح الجيم، فلا شك أنه لا يتحقق به الغرض هنا، لأن هذه هي قراءة الجمهور وليست في حاجة إلى أن يحكيها الفراء.
- أن هذا التفسير حفظ علينا مجموعة من القراءات الشاذة التي لا تخفى قيمتها التاريخية والعلمية والأدبية.
- أن هذا التفسير يظهر فيه الحرص على الالتزام بمنهج علمي، وهو – وإن كان يميل – في الآراء الفقهية – إلى مذهب الإمام مالك، إلا أنك لا تلمس في ميله ذلك أي تعصب أو انتصار أعمى، بل إن طريقته في عرض آراء المذاهب الأخرى لتدل على سعة في الصدر وتقدير لأهل العلم، بل إن مكيا  قد يميل إلى رأي الجمهور إذا كان بخلاف رأي مالك، ومن ذلك مثلا: مذهب الجمهور في المطلقة ثلاثا أنها لا نفقة لها ولا سكنى، وهو مذهب الإمام أحمد، وقد ذكره مكي في بداية حكاية الخلاف، وأخر قول مالك وغيره أن لها السكنى ولا نفقة لها. وسياق الكلام يدل على ميله إلى رأي الجمهور، حيث إنه – زيادة على تقديمه – استدل له بأنه مروي عن النبي .(32)
أما عن المعركة الفكرية التي شنها على أصحاب المذاهب المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة في مسائل العقيدة، فلا نظنها تقدح في قيمة منهج مكي، وذلك أنه في ردوده كان يستند إلى أصول نقلية وعقلية، غير مكتف باستدلاله على صحة رأيه، بل يزيد على ذلك بنظره في أدلة المخالفين والاستدلال على بطلانها، كما أن الشدة التي صبغت ودوده، لها ما يبررها، فقد اعتمد أصحاب الاعتزال في نصرة مذهبهم صنوفا من الإرهاب والتهديد، خلفت جراحا عميقة في شعور الأمة وقلوب علمائها. كما أن الأمر في العقيدة يختلف عنه في الفقه، ومكي كان ينافح عن أساس الإسلام، ولا شك أن العقيدة أساس بنيته.
وفي نهاية هذا البحث لا بد من الإشارة إلى أنه لم يكن يهدف إلى استقصاء عناصر المنهج التفسيري عند مكي بقدر ما كان يهدف إلى التنبيه على بعض محاسن هذا التفسير، لعله ينال من الباحثين ما هو أهل له من التقدير والاهتمام، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
1) أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي، ولد بالقيروان سنة 355هـ، ورحل في طلب العلم إلى الحجاز ومصر، ثم استقر في قرطبة من سنة 393هـ إلى أن توفي فيها سنة 437هـ (انظر غاية النهاية في طبقات القراء 2/31).
2) مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن: الدكتور أحمد حسن فرحات، الطبعة الأولى، دار الفرقان، الأردن، (1404هـ / 1983م).
3) ألف مكي في القراءات كتاب: «الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها»، حققه د. محيي الدين رمضان. مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الثالثة. 1404هـ / 1984م. وفي التجويد كتاب:«الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة»/ حققه د. أحمد حسن فرحات، دار المعارف للطباعة، دمشق (1393هـ 1973م).
وفي الإعراب: كتاب «مشكل إعراب القرآن»، حققه، د. حاتم صالح الضامن. مؤسسة الرسالة، بيروت. الطبعة الثانية (1405هـ/ 1984م).
وفي التفسير كتاب:«الهداية إلى بلوغ النهاية في معاني القرآن وتفسيره وأنواع علومه»، وقد اقترب ثلة من الباحثين في المغرب من نهاية تحقيقه، نسأل الله تعالى أن ييسر في إخراجه وطبعه في أقرب وقت وعلى أحسن وجه. ولمكي مؤلفات أخرى كثيرة.
انظر: إنباه الرواة في أنباه النحاة للقفطي: (3/315 – 319) وكتاب مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن، للدكتور حسن فرحات.
4) أبو جعفر النحاس (تـ:338) ومن كتبه التي رجع إليها مكي: «إعراب القرآن». و «القطع والائتناف»، وهما مطبوعان.
5) ابو إسحاق الزجاج: ومن كتبه«معاني القرآن وإعرابه»مطبوع.
6) لم أعثر في الهداية على شيء يشير إلى تفسير ابن عباس باعتباره تأليفا مستقلا. بل غالب ما فيه من أقوال ابن عباس قد أخرجه الطبري في جامع البيان، وقد استبعد د. فرحات أن يكون المقصود بهذا الكتاب ذلك التفسير المنسوب إلى ابن عباس، والذي حمل عنوان: «تنوير المقباس من تفسير ابن عباس»، ثم خلص إلى أنه يحتمل أن يكون مكي قد اطلع على كتاب خاص في التفسير يجمع أقوال ابن عباس، وصل إليه ولم يصل إلينا، وذلك أن عبارة مكي في تقديمه لهذا المصدر صريحة في اعتباره مؤلفا مستقلا. انظر:«مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن»(ص:184 – 185).
7) الظاهر أنه يقصد تفسير يحيى بن سلام التميمي البصري الإفريقي (تـ: 200هـ)/ وهو تفسير يقع في ثلاثين جزءا من التجزئة القديمة أي في ثلاث مجلدات ضخمة.
قال الفاضل ابن عاشور، «وتوجد من هذا التفسير ببلادنا التونسية نسخة عظيمة القدر، موزعة الأجزاء، نسخت منذ ألف عام تقريبا، منها: مجلد يشتمل على سبعة أجزاء بالمكتب العبدلية بجامع الزيتونة الأعظم، وآخر يشتمل على عشرة أجزاء بمكتبة جامع القيروان، ومن مجموعها يتكون نحو الثلثين من جملة الكتاب، ويوجد جزء آخر لعله يتمم بعض نقص النسخة هو من المقتنيات الخاصة لبعض العلماء الأفاضل». التفسير ورجاله(ص: 27 -28).
وقد اطلعت على مختصر لتفسير ابن سلام. ألفه ابن أبي زمنين (تـ: 399هـ)، وهو مخطوط بخزانة القرويين بفاس تحت رقم: 34 واستفدت منه في تحقيق بعض النصوص وتوثيقها.
8) كتاب معاني القرآن. لأبي زكريا يحيى الفراء تـ 207هـ.
9) انظر مقدمة التفسير في الجزء الذي حققه ذ. صالح زارة 1/91.
10) انظر خاتمة التفسير في الجزء الذي حققه صاحب المقال 3/888.
11) مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن، ص: 171.
12) انظر الجزء الذي حققه ذ. الحسن بوقسيمي 2/8.
13) انظر الجزء الذي حققه صاحب المقال 2/394 وقارن بجامع البيان.
وانظر أمثلة أخرى في: 2/437 و 452 وغيرهما وهو كثير ظاهر.
14) نظر الدر المنثور: 8/381.
15) انظر الجزء الذي حققه صاحب المقال: 1/27 وقارن بجامع البيان 29/111.
16) انظر معجم مفردات القرآن (فسق).
17) أنظر الجزء السابق 1/63 وقارن بجامع البيان 29/137.
(18انظر الجزء السابق 2/333 وقارن بجامع البيان 29/191 – 192.
(19انظر الجزء السابق 2/422.
(20انظر الجزء السابق 3/597.
(21انظر الجزء السابق 2/345 – 346.
22) انظر الجزء السابق 2/322 – 323.
23) انظر الجزء السابق 1/29 – 30.
24) انظر الجزء السابق 3/690 ومثال آخر 1/146.
25) نفح الطيب 3/197.
26) انظر الجزء السابق: 1/29.
27) انظر معاني القرآن للفراء:3/160.
28) انظر إعراب القرآن للنحاس 4/435. 

إحتفالية النحوى المُفسر المقرىء الإمام أبو بكر الإدفــوى بشهر صفرمن القرن الرابع الهجرى- القرآن الكريم بين النحو والتفسير بقلم د. محمد فتحى فوزى الباى (ب)

                                                                               
                                                        أهمية التفسير ( ب)
بقلم: د. محمد فتحى فوزى

 فقدأنزل الله كتابه الكريم على نبيّه مُحمّد ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ ليكون كتاب هداية ورحمة للبشريّة جمعاء، وقد انزله الله سُبحانهُ وتعالى باللغة العربيّة وهذا من تمام تشريف الله سُبحانهُ وتعالى لها بين سائر اللغات، لأنّ الفرقان هوَ من اعظم الكتب السماوية التي أنزلها الله على أهل الأرض، وهوَ كتابٌ خالد بخلود هذهِ الأرض، فنستنبط منهُ خلود هذهِ اللغة التي حفظها الله بكتابه الكريم من الضياع أو النسيان.
 ولمعـرفة القرآن الكريم يجب على المُسلم أن يكون عالماً باللغة العربيّة بداية، لأنّ فهم اللغة، ومعرفة أسرار المعاني، وتبعات الألفاظ ،يُعين بلا شكّ في فهم القُرآن الكريم، ويُخرج الشخص من دائرة الحيرة وعدم الفهم، والمعرفة الصحيحة للقرآن يجعـل العبد على بيّنة من أمره؛ لأنّهُ قد عرف المصدر الربّاني الأول في التشريع وهذه المعرفة تكون من خلال تفسير القرآن و ما يُسمّى بالتأويل.
فتفسير القرآن وفهم معانيه هوَ فضل عظيم لا يؤتى إلّا لمن أراد اللهُ بهِ خيراً، ومن المعلوم أنّ عبدالله بن عباس رضيَ الله عنه كانَ من أعلم الناس بكلام الله تعالى وقد كانَ لقبهً تُرجمان القُرآن لما اشتهر بهِ من قُدرةٍ على التفسير والتأويل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عـنه واضحة، ثم اشتهر العديد من العُلماء فيما بعـد ممن أنار الله بصيرته وقام بتفسير القُرآن الكريم كالإمام الطبريّ، وأبو بكر الإدفوى، ، والقرطبي ، وابن كثير وغيرهم الكثير.
فأهمية علم التفسيرهو فهم كلام الله عزَّ وجلّ والمُراد منه؛ وذلك لأنَّ القُرآن الكريم هوَ كلام الله سُبحانهُ وتعالى مكوناً المصدر الأوّل للتشريع الإسلاميّ وبدون فهم المصدر التشريعي الأساسي فلن يستقيم للمسلم معرفة تعاليم الدين بالشكل الذي ينبغي عليه حاله.
فمعرفة التفسير تُفيد في استنباط الأحكام الفقهيّة من خلال آياته، وهو يضعـنا في قلب الآية ويقوم بتحليلها بحيث نستطيع الخروج بالرأي الفقهيّ السليم؛ فيُبيّن الأيات الناسخة والمنسوخة من خلال فهمنا للآيات اللاحقة زمنيّاً والتي نسخت ما قبلها تشريعاً أو حُكماً أو تلاوةً  وأوضح أهميتها عندما مر الإمام علي- رضي الله عنه- بمسجد وقد تجمع عدد كبير من الناس حول قصاص فسأله إن كان عنده علم بالناسخ والمنسوخ فقال له: لا - فقال: "هلكت وأهلكت " لما له من علاقة وطيدة بالأحكام.
، والعلم بمعرفة الناسخ والمنسوخ من أكبر أبواب علوم القرآن التي أبدع فيها الإمام محمّد بن إدريس الشافعيّ رحمهُ الله تعالى. وأيضا يُعين على حفظ القُرآن الكريم، لأنَّ الحفظ مع الفهم الواضح لآيات القرآن الكريم يجعلنا قادرين على سرعة الحفظ مع تثبيت الحفظ لدينا لأنّنانعلم ما نحفظهُ جيّداً. وهو يلجئنا إلى تعلّم بقيّة عُلوم اللغة ومعرفة أسباب النزول والمُتشابه والمُحكم من التنزيل.
ناهيك عن أنه من أهم العلوم التي ينبغي لطالب العلم العناية بها إذ أن شرف العلم بشرف المعلوم ، قال ابن عبد البر  : "فأول العلم حفظ كتاب الله  وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب معه" .
وقال ابن عطية : "فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أُعِدُّ أنواره لظُلَمِ رمسي (قبرى) سبرتها(عرفتها) بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعـلوم فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنواراً علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تـنـزيل من حكيم حميد مستقلا بالسنة والفرض ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض هو العـلم الذي جعـل للشرع قواماً واستعمل سائر المعارف خُداماً... إلى أن قال : قال الله تعالى :"إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً "المزمل(5) قال المفسرون: أي علم ،معانيه ،والعمل بها ".
وقال ابن تيمية  : "قد فتح الله علَيَّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن" .
إذن علم التفسير هو الذى يدرس كتاب الله، ويقوم على قاعـدة إفهام الناس عما في مكنونه من الكنوز والخيرات، بالإضافة إلى أنه يتوصل به العبد إلى المُراد من الخطاب ،وكذلك يعين العـبد على تدبر كتاب الله، وقال الإمام الطبري، " رحمه الله" : ( إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يتلذذ بقراءته ) فضلا عن أنه ُيستقى منه منهج الحياة: فيترجم ما يتلوه بعبادته وأخلاقه وفي كل حياته..
أهمية مجلدات الإستغناء فى التفسير للإمام أبى بكر الإدفـوى
تأتى أهميتها من أنها  مجلدات نادرة قليل من الباحثين مايُقبل عليها ألا وهى مجلدات "الإستغناء فى تفسير القرآن وعلومه" للإمام أبى بكر الإدفوى لكونه ضاربا فى أعماق الزمن البعيد بالقرن الرابع الهجرى العاشر الميلادى.
الإمام الإدفـــوى يُفـِّسـر القرآن الكريم بــرؤية تفــسيرية لغـوية نحــــوية إخباريـــــــــــــــة
( تاريخية) شمولية تكاملية تحوى التفسيروالمعانى وشرحها ــ والعـــلوم الـــتى تخدمه  مع أبيات الشعـروالتاريخ وبذا يُغنى" الاستغـــــــناء فى تفــسير القرآن وعلومه" قارئه عن غـيره مــــــن التفسيرات.
النسخ الخطية للمجلدات هى أن السورة مقسمة إلــى آيـــــــــات و كل آية تُكتب بالحبر الأحمر وتفسيرها يكتب تحت منها بالحبر الأسود، والتفسير يحوى معانى الكلمات ووقت الحدث( مكى أو مدنى) والناسخ والمنـسوخ والمحكم والمتشابه والإستشهاد بأبيات الشعر فيما غمض منه وماقاله الإخباريون فى هذا الحدث بالإضافة إلى ما يتناوله المؤلف فى كل آيه من آيات القرآن الكريم بترتيب المصحف فيتكلم عما تشتمــــل عليه من علوم القرآن ، مـــفرداً كل نوع بعـــنوان ، فيجعـل العـــــــــنوان العـــام فــــــي الآيـة " القول في قوله عز وجل" ويذكر الآية ، ثم يضع تحت هذا العنوان  ( القول في الأعراب ) ويتحدث عن الآية من الناحية النحوية واللغـــــوية. ، 
 ثـــم ( القول في المعـنى والتفسير ) ويشرح الآية بالمأثور والمعقول ، ثم ( القول في الوقف والتمام ) ويبين ما يجوز من الوقف وما لا يجوز ، وقد يفـــرد القراءات بعـنوان مستقــل فيقـــول ( القول في القراءة ) وقد يتكلم عن الأحكام التي تؤخذ من الآية عند عرضها. وأهميته فى شموليته كما وضحت بعاليه فهو متفرد بين مجلدات التفسير.
عزوف الباحثين عن بذل الجهد للغوص فى القديم والإتيان بلآلىء الأعماق فضلا عن عدم إتقان اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية على الأقل لمخاطبة الجهات التراثية الأوروبية والآسيوية المستأثرة لمخطوطات الأئمة وإحضارها وبحثها.
تفضيل الباحثين للموضوعات الحديثة لسهولة البحث فيها والموضوعات التى أٍستهلكت بحثا.
الإتجاه للتخصص وعدم الجنوح عنه والعمل على إثراء المكتبة العربية والإسلامية بالتفاسير القرآنية المتنوعة.
التنقيب والبحث وإبراز الجديد من التفاسير الهامة القيمة والشمولية مثل تفسير الإمام أبو بكر الإدفوى والإعتناء به والإستفادة منه.
لقد أهريت التفاسير المشهورة بحثا ودراسة وحان الأوان لبعـث التفاسير الهامة وإظهارها للمجتمع الإسلامى" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"البقرة (106)
                                      http://albayaledfuey.blogspot.com.eg/2015/11/blog-post_31.html                 

إحتفالية النحوى المُفسر المقرىء الإمام أبو بكر الإدفــوى بشهر صفرمن القرن الرابع الهجرى- القرآن الكريم بين النحو والتفسير بقلم د. محمد فتحى فوزى الباى


                         
 تعـريف الكتاب والقرآن (ا)
 بقلم: د. محمد فتحى فوزى
الكتاب والقرآن، عند علماء الأصول لفظان مترادفان، معناهما واحد وهو:" كلام الله  تعالى المُنزّل على رسوله محمد ، صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبه وسلم، باللفظ العربى، للإعجاز بسورة منه ،المنقول بالتواتر المكتوب بين دفتى المصحف المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس".
نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وعلى طريقة العرب في كلامهم وبأسلوب العرب في تعبيرهم. فألفاظه كلها عربية وان انقسم علماء اللغة في ذلك شيعا وأحزابا. ولقد يكون فيه بعض ألفاظ أعجمية في أصولها إلا أنها دخلت اللغة العربية، وخضعت لقانون تطورها، والأخذ من اللغات بالاستعراب فهضمتها العربية، وأجرت عليها قوانينها اللغوية، فأصبحت بذلك عربية بصورتها الجديدة، ونطقها الجديد، ولا يمكن أن يكون في القرءان الكريم  شيء من غير لغة العرب. قال تعالى: « وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم». وقال جل وعلا: « إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون». وتلقى الصحابة هذا القرءان عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووعوه وعرفوه حق المعرفة، وحفظه الكثيرون منهم، ولما انتقلوا مع الجيوش الغازية انتقل معهم حفظهم للقران، ومعرفتهم بمعانيه وقراءاته، فنشروا ذلك كله في الأقاليم التي فتحوها، فكان نصيب مصر من هذا الفيض الإلهي شيئا كثيرا، غير أن شخصية مصر في تفسير النص القرءاني لم تكن متميزة عن غيرها من أقاليم الإسلام في العصور الأولى، لأنه لم يكن هناك من الحرية والجرأة لإنسان أن يقول في القرءان شيئا يخالف الإجماع، ويعني ذلك أن معرفة القرءان استتبعت التنقل بين البلاد، والسفر بين الأقطار حتى يدرك العلماء ما لم يعلموه، واجتمع الناس في مصر حول الصحابة الوافدين يستمعون منهم التفسير القرءاني بلغة عربية فصيحة، وكان المصريون بخاصة أكثر الناس تحرجا في كل ما يمس القرءان والدين. ولعل ذلك هو السر في قلة عدد المفسرين العقليين أو ندرتهم بين المصريين، وإنه لم يكن فيهم مثل ما كان في غير مصر من بلاد الشرق في العصور المتأخرة كالرازي والزمخشري وأضرابهما من مفسري العلوم.
مميزاته التخصصية :-
أنه قد نـــــــــزل علـــــــــى رسول الله صلى الله عليــــه وسلـــم باللغـــــــــــــــة العربية  بقوله تبـــــارك وتعالى":وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين".الشعراء192-195  .    
مما ينجم عنه عدم دخول الكتب السماوية الأخرى فى مفهوم القرآن الكريم ؛لأنها نزلت بغير اللغة العربية. فقد نزل بلفظه ومعناه معاً ومن ثم لا تكون الأحاديث الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء ً كانت نبوية أو قدسية ــ من قِبل القرآن الكريم؛ لأنها نزلت بالمعنى فقط دون اللفظ لكونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 فقد نُقِـل عن الرسول بالتواتر بمعنى تم نقله جمع عن جمع يمنع العقل إتفاقهم على الكذب أو الخطأ أو النقل بهذا الطريق تفيد العلم والقطع بصحة المنقول وثبوته ومن ثم كانت نصوص القرآن قطعية الثبوت بلا خلاف بين الفقهاء.
يترتب على المذكور آنفا أن القراءات وصلتنا بطريق التواتر هى القراءات السبعة والثلاثة المكملة للعشرة؛ فتختص هذه القراءات بخصائص القرآن وأحكامه.
أما القراءات التى نُقلت إلينا عن طريق الآحاد وتُسمى بالقراءات الشاذة وهى مافوق العشرة  فليست بقرآن بلا خلاف بين العلماء ومن أمثلتها قراءة عبد الله بن مسعود بن غافل الهزلى": فصيام ثلاثة أيام متتابعات".89 المائدة      ؛            
فهذه الزيادة" متتابعات" لم ترو بطريق التواتر  بل رويت عن طريق الآحاد ولذلك لم تعتبر قرآنا وإنما اعتبرت تفسيراً من عبد الله بن مسعود.
أن القرآن مُعجز للبشر أى أن الله تبارك وتعالى طلب من العرب الإتيان بمثله أو بعشر سور مثله أو بسورة واحدة؛ فعجزوا عجزا كاملا عن الإتيان بأقصر سورة منه علما بأنهم فرسان الفصاحة والبيان ؛ فذلك العجز مع التحدى الإلاهى دليل واضح بأن القرآن من عند الله لا من عند محمد صلى الله عليه وسلم كما كان يدعى الكفار فى هذه الحقبة من الزمان.     
و هوالذي لا يهتدي به يضِّيع عمره ومستقبله ومصيره، ويسير في ظلمات الجهل والضلالة والضياع.. ولذا قال الله تبارك وتعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " طـه(124).
  وليس ثمة شك أن القرآن الكريم كما روى أهميته: الترمــــــذي والدارامي وغيرهما عن عـــلي- رضي الله عنه- قال:" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستكون فتن، قلت: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذا سمعـته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مسقيم.   
     وصدق عتبة بن ربيعة "أبو الوليد" حين قال: "واللهِ لقد سمعت قولاً ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا الكهانة، يا معشر قريش: أطيعونى واجعلوها لى، خلّوا بين هذا الرجل ــ محمد صلى الله عليه وسلم ـــ  وبين ما هو فيه، واعتزلوه، فوالله ليكونن لفعله الذى سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العـرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به".  
  وأحسن الوليد بن المغيرة بقوله: "والله لقد سمعت منه ــ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـــ كلامًاما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغـدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه، وما بقول بشر".
        وقال تعالى فى محكم آياته: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا" الإسراء (9) .
ثم يقول الدكتور" موريس بوكاى الفرنسى" عن القرآن:" "فالقرآن فوق المستوي العلمي للعرب، وفوق المستوى العلمي للعالم، وفوق المستوى العلمي للعلماء في العصور اللاحقة، وفوق مستوانا العلمي المتقدم في عصر العلم والمعرفة في القرن العشرين ولا يمكن ان يصدر هذا عن أميَّ وهذا يدل على ثبوت نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وانه نبي يوحى اليه"، ويسترسل بقوله: "إنه بمثابة ندوة علمية للعلماء، ومعجم لغة للغويين، ومعـلم نحو لمن أراد تقويم لسانه، وكتاب عروض لمحبى الشعر، وتهذيب العواطف، ودائرة معارف للشرائع والقوانين، وكل كتاب سماوى جاء قبله لا يساوى أدنى سورة من سوره فى حسن المعانى، وانسجام الألفاظ، ومن أجل ذلك نرى رجال الطبقة الراقية فى الأمة الإسلامية يزدادون تمسكًا بهذا الكتاب، واقتباسًا لآياته، يزينون به كلامهم، ويبنون عليه آراءهم، كلما ازدادوا رفعة فى القدر، ونباهة فى الفكر".
  ويضيف القس لوزاون: "ليس فى الاكتشافات العلمية الحديثة، ولا فى المسائل التى انتهى حلها، والتى تحت الحل، ما يغير الحقائق الإسلامية الوضاءة والسهلة المأخذ؛ ولهذا  فإن التوفيق الذى نبذل كل جهدنا معاشر المسيحيين هو سابق موجود فى الديانة الإسلامية:ــ يعنى ما هو ثابت فى القرآن من براهين ـ".    
  ويستطرد المؤرخ الإنجليزى الشهير " جورج ويلز" فى مقاله الإسلام هو المدنية: "إن الديانة الحقة التى وجدتها تسير مع المدنية أنّى سارت هى الديانة الإسلامية، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئًا من هذا فليقرأ القرآن، وما فيه من نظريات علمية، وقوانين وأنظمة؛ لربط المجتمع؛ فهو كتاب علمى، اجتماعى، تهذيبى خُلُقى، تاريخى.. أكثر أنظمته وقوانينه تستعمل فى وقتنا الحالى، وستبقى مستعملة حتى قيام الساعة".
    فقد نظم العلاقة بين الإنسان والخالق، وبين الإنسان والإنسان, وبين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والطبيعة، والذى أنزل القرآن هو الخالق، والخالق هو أدرى بمخلوقاته؛ ولذلك ما برح القرآن الكريم صالحًا لكل زمان ومكان.
    وقد نزل القرآن الكريم على النبى الأمى الأمين، رسول الله وخاتم النبيين ـ محمد صلى الله عليه وعلى آله ومن والاه- والأمية فى رسول الله هى مبلغ إعجازه "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين "الجمعة(2).
وقال"لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" آل عمران ( 37).
وأيضا( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف(157).     ولكون المعجزة تأتى من جنس القوم التى جاءت الرسالة من أجلهم، وأن العرب اشتهروا بالبلاغة والفصاحة، وإذا جاء القرآن على يد ممن اشتهر بالبلاغة ونظم الشعـر فلن يصدقوه، وسيتهموه بتأليفه،أما إذا أُنزل على رجل أمى - صلى الله عليه وسلم- لا يقرأ ولا يكتب، والقرآن بوصفه كما ذكرت آنفًا؛ فهو الإعجاز بعينه؛ لأن هذا الكلام البالغ الدقة والبيان لا يستطيع تأليفه رجل أمى، ويستحيل على محمد - صلى الله عليه وسلـم ــ تأليفه؛ ومن ثم فهو من السماء، من عند الله عز وجل، ومن ذلك جاء إعجاز القرآن: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ" غافر( 51). فهو رسالة ودستور سماوى ....
تعريف علم التفسير في اللغة:
هو الإيضاح والبيان والكشف.‏
وتعريفه في الاصطلاح:
هو علم يُفهم به كتاب الله عز وجل. وذلك ببيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمه.‏
نشأة علم التفسير وكينونته:
يُراد به الإيضاح والتبيين ومنه قوله عز وجل:"ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا". الفرقان33
فقد اشتهر بعض الصحابة بالتفسير وكانوا المرجع فى هذا الشأن من المسلمين، وأيضا اشتهر به من بعدهم أعلام من التابعين الذين اعتمدوا فى تفسيرهم على ما ورد فى كتاب الله وما رووه عن الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من تفسير هؤلاء الصحابة إجتهاد منهم.
وليس ثمة شك أن الله الذى أراد للإسلام نشراً وللمسلمين تأييدا ــ ففتح لهم بلاداً فى حياة       
الرسول صلى الله عليه وسلم، وفى عهود الخلفاء من بعده؛ فانتشر كثير من علماء الصحابة فى هذه البلاد وكان منهم الولاة والوزراء والقُضاة والمعلمون..... إلخ.
وقد حمل هؤلاء ما أدركوه من العـلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم كثير من التابعين وقامت مدارس علمية فى هذه البلاد أساتذتها الصحابة وتلاميذها التابعين واشتهر من بين هذه المدارس فى التفسير ثلاثة، أساتذتها الصحابة وتلاميذها التابعين وهى:
 مدرسة مكة المكرمة
 الذى كان استاذها إبن عباس واشتهر من تلاميذه سعيد بن جبير ويطلق عليه أبو محمد أو أبو عبد الله بن هشام حبشى الأصل وقتله الحجاج عام (95هـ ــ713م )عن 49سنة ، ومجاهد بن جبر( مجاهد  المكى ولد سنة14هـ ــ 635م)، وعكرمة( أبو عبد الله المدنى أصله من البربر بالمغرب توفى 104هـ ــ722م) وطاووس بن كيسان( ويدعى أبو عبد الرحمن اليمانى الجندى ولد باليمن كان يسكنهاتوفى بمكة(106هـ /724م) حينما ذهب للحج، وعطاء بن أبى رباح ويدعى أبو محمد المكى القرشى ولد سنة27هـ/647م وتوفى فى 114هـ./632م).
المدينة المنورة:
قامت هذه المدرسة تحت ريادة أُبُى بن كعب واشتهر بالتفسير فيهاكثير ، منهم يزيد بن أسلم ويسمى أبو أسامة أو عبد الله بن زيد بن أسلم توفى136هـ/753م ، وأبو العالية ويسمى رفيع بن مهران أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبى بسنتين ت90هـ/709م، محمد بن كعب: أبو حمزة أو أبو عبد الله ت118هـ/736م ولديه من العمر 78عاما. 
 مدرسة العراق:
رائدها عبد الله بن مسعود الصحابى الجليل ويُعد أستاذها الأول واشتهر بالتفسير كثير من تلاميذها منهم:
علقمة بن قيس: بن عبد الله بن مالك النخمى ولد فى حياة الرسول وتوفى61هـ/680 عن90عاما، ومرة الهمدانى: أبو اسماعيل مرة بن شراحيل الهمدانى الكوفى العابد ت76هـ/695م، الأسود بن يزيد: أبو عبد الرحمن الأسود بن يزيد النخمى ت بالكوفة74هـ/693م ، النخمى: أبو عمروعامر بن شراحيل الشعبى ولد30هـ/650م. ومن ثم يمكن القول أن التفسير قد لقى اهتماما كبيرا بدليل بدء تدوينه مع تدوين أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ــ وقد تعددت أبوابها وكان التفسير واحد منها.
وكان تفسير القرآن قبل العصر الثانى الهجرى يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما تروى الأحاديث والسنن وما روى عنه عليــــه السلام من تفسير القرآن كان قليلا وغير مرتب بالشكل الذى ترى عليه كتب التفاسير اليوم.
من ذلك لمّا نزل قوله تعالى:"الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " الأنعام (82)، شقت على الصحابة فقالوا: وأينا لم يظلم نفسه يارسول الله؟ فقال: ليس ذلك؛ ألم تسمعوا إلى قول الرجل الصالح:" إن الشرك لظلمٌ عظيم" لقمان (13).
وقد روت السيدة عائشة رضى الله عنها فى هذا أنه لم يكن رسول الله يفسر شيئا من القرآن إلا آيات معدودة علمهن إياها جبريل عليه السلام.
ولقد رُوى عن الصحابة رضى الله عنهم تفسير كثير من آيات القرآن وكان جُـــل اعتمادهم فى هذا التفسير على ما علموه من أسباب النزول وما سمعوه أو روى لهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان بعض ما روى عنهم من ذلك كان باجتهاد منهم لأنهم أعرف الناس بمقاصد القرآن وأعلمهم بلغتهم. ونظراً لقوة فهمهم، وسعة إدراكهم ومعرفتهم بأوضاع اللغة وأسرارها، وأحوال الناس وعاداتهم، جعـلهم يستوعـبون ما في القرآن من معاني وأحكام، ولذلك ما احتاجوا إلى طلب تفسيرها والسؤال عنها، فضلا عن أن الصحابة أنفسهم متفاوتون في فهم القرآن، تبعاً لتفاوتهم في المواهب والاطلاع على لغـتهم وآدابها ولهجاتها، ومعرفة أسباب النزول وغير ذلك.‏
ومن المشهورين من الصحابة الذين نُقلت إلينا آراؤهم فى تفسير القرآن من الصحابة:
علـــى بن أبى طالب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وأُبى بن كعب.
وفى عصر التابعين رأيناهم يحفظون ماروى عن النبى عليه السلام وماقيل عن الصحابة من تفسير لآيات القرآن ثم يضيفون إليه الكثير مما دفعهم إليه اجتهادهم بعـد إشتداد الحاجة إلى بيان وتفسير آيات القرآن وبالذات ما تعـلق بالأحكام الشرعية منها وكانت تروى مختلطة بالسُنة والأحكام الفقهية.
وبحدوث التطور فى نهاية عصر التابعين بشروع العلماء فى جمع معانى القرآن وتدوينها فى علم مستقل أسموه بعـلم التـفـسير وعكــف علماء كل بلد على جمع كل ما ورد عن أئمتهم عن النبى صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه من التفسير، وأصبحت مدارس للتفسير كما ذكرت سلفا، ولم يتوقف الجمع على ما عُرف من علماء بلد معـين ولم يكن هـــــذا المجموع مرتــب طبقا للآيات والسور ولا حسب أبواب الفقه المختلفة كما حدث فى السُنة فى مرحلتها الأولى والأخيرة، وممن نهض بهذا العمل (سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وإسحاق بن راهويه).
وبقدوم العصر العباسى شرع العلماء بجمع هذه التفاسير وترتيبها تبعاً للسور والآيات، ثم تدوينها على هذا النحو، ومن اقدم التفاسير التى وصلتنا على هذا النحو : تفسير بن جريج، وتفسير السدى ومحمد بن إسحاق.
ولم يأتنا شىء من هذه المجموعات إلا نُقًول منها على يد جرير الطبرى صاحب التفسير المعروف.
ولقد اتبع العلماء فى تفسيرهم منهجين أحدهـــــما على ماروى عن الرســـــــول عليـــــه الســــــــــلام و مــــــــــا  أُُثــــــر عن الصحابة وهذا قريب من صنيع فقهاء مدرسة الحديث.
والآخر إما بالرأى و الاجتهاد، فهم يتوسعون فى ذلك معتمدين على معرفتهم بأسباب النزول وعلمهم بمقاصد القرآن وهيمنتهم على أساليب لغتهم ومعانيها.
ولا تتوقف كتب التفسير على طريقة دون الأخرى بل جمعـت بين الطريقتين وإن تميزت عن بعضها بالطريقة الغالبة، وقد أختـــص إصطلاح "التفـــسير" بما كان بالحديث والأثر، وما كان بالرأى والاجتهاد فقد أسموه إصطلاح" التأويل" أو فيما بعد "بالخواطر القرآنية".
ولما تعددت العلوم وتميزت عن بعضها واستقل كل علم منها باسم خاص كعلم النحــو ،وعلــم اللغة ،وعلم الفقه، وعلم الكلام، إتضح أن القرآن يُفسر على مناهج مختلفة ولأغراض متعددة.
فالفقهاء يهتمون فى تفاسيرهم ببيان الأحكام التى اشتملت عليها آيات القرآن، والمتكلمين يهتمون بالجانب العقائدى فى القرآن، واللغويين يؤلفون التفاسير التى تشرح معانى الألفاظ وتبين غريبها، والنحويين يهتمون فى تآليفهم بإعراب القرآن، ومن ثم يكون القرآن الكريم أساسا للنهضة العلمية عند المسلمين ومازال وسيظل مرجعاً وإماماً لأصحاب العلوم المختلفة.
واخيرا علم أهل الكتاب، أو الإسرائيليات. وقد نهل منه المفسرون ما شاء الله أن ينهلوا، ولجأوا إليه لاستكناه ما غلق من قصص القدماء وأحداثهم التي أجملها كتاب الله العزيز مما لا يتعلق بأحكام شرعية. ونرى ابن عباس رضي الله عنه على ما له من  العلم بالعربية يجالس كعب الأحبار، ويأخذ عنه. وذكر ابن خلدون أهل الكتاب فقال:" وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى، وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم، ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب، ومعظمهم من حمير، الذين أخذوا بدين اليهود، فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق به الأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل أخبار بدء الخليقة، وما يرجع إلى الحدتان والملاحم وأمثال ذلك، وهؤلاء مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه، وعبد الله بن سلام، وأمثالهم. فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم في أمثال هذه الأغراض بأخبار موقوتة عليهم، وليست مما يرجع إلى الأحكام فتتحرى في الصحة التي يجب بها العمل، وتساهل المفسرون في مثل ذلك، وملأوا كتب التفسير بهذه المنقولات.
وعودا  للتفسير بالمأثور هناك أمثلة متعددة له أذكر منها مثالا حيثما أستخرجت منه تفسير آياتى المذكورة مسبقا ومحل دراستى المعروضة:
مثال من التفسير بالمأثور:
تفسير الإدفــوى" والذى أنا بصدده الآن  "مجلدات الإستغناء فى تفسيـــــــر القرآن وعلومه" ومؤلفه  محمد بن على بن أحمد أبو بكر الإدفــوى المصرى الإمام المُقرىء النحوى المُفسر (304هـ -916م- 388هـ -998م)،حيث جاء فى مقدمة مجلداته: قال أبو بكر رحمه الله:" هذا الكتاب ألفَّناه يجمع ضروبا من علوم القرآن من بين كلام غريب، ومعنى مستغـلق، وإعراب مُشكل، وتفسير مروى ،وقراءة مأثورة وناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه ،وأذكر فيه إن شاء الله ما بلغنى من اختلاف الناس فى القراءات، وعدد الآيات، والوقف والتمام ،وأبين ( أوضح) تصريف الكلمة واشتقاقها إن علمت ذلك ،وما فيه حذف لا اختصار ،أو إطالة لإفهام ،وما فيه تقديم وتأخير، وإذا مر العامل من عوامل الـنحــو ذكرته مع نظائره فى باب أفرده له ،واذكر أين نزلت السورة بمكة أم بالمدينة، على قدر الطاقة ومبلغ الرواية ، حتى يكون هذا الكتاب مُكتفيا وعن فى تفسير شىء هو فيه مستغنيا ـ ( ومن هنا جاء إسمه الإستغناء فى تفسير القرآن وعلومه)ــ وبالله التوفيق والحول والقوة وإليه مفزعنا فى درك( إدراك) كل طلبه ،والتوفيق لما فيه صلاح أمورنا من عمل بطاعته، وعقد برضاه، وقول صادق يرفعه عمل صالح ،إنه على كل شىء قدير، وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :" تركت فيكم أمرين لن تضلوا ماتمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه".  وقال صلى الله عليه وسلم:" إعملوا بالقرآن ، أحلوا حلاله، وحرّموا حرامه وأقتدوا به ،ولا تكفروا بشىء منه، وما تشابه عليكم فردوه إلى الله ثم أولى العـلم من بعـدى، كيما يخبروكم به وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتى النبيون من ربهم ،ويسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ،ألا ولكل آية نور يوم القيامة، وإنى أ ُعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ،وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش وأ ُعطيت المفصل نافلة".
وعنه صلى الله عليه وسلم:" أُعطيت السبع مكان التوراة وأعطيت المثانى مكان الزبور وأعطيت آلـ حم مكان الإنجيل ، وفصلت بالمفصل."
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه كان بأضاءة بنى غفار فأتاه جبريل – عليهما الصلاة والسلام- فقال:" إن الله تعالى  يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد فقال صلى الله عليه وسلم: أسأل الله المعافاة والرحمة إن ذلك ليشق على أمتى ولا يستطيعون... ثم حتى أتاه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ على حرف منها فقد أصاب."
 وفى حديث آخر": ولك بكل ردة مسألة تسألنيها فقلت اللهم اغفر لأمتى وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلىّ فيه الخلق حتى إبراهيم -على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم-.( أخرج هذا الحديث بمعناه مسلم(1/562) كتاب صلاة المسافرين( الحديث274) باب بيان أن القرآن على سبعة (أحرف)
وعن ابن عباس إنه قال:" تفسير القرآن على أربعة أوجه: تفسير يعلمه العرب ، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يُعذر أحد بجهله".
 ": يعنى من الحلال والحرام، وتفسير لا يعلم تأويله إلا الله ؛ فمن ادعى علمه فهــــو كاذب".(أخرجه بن الأنبارى فى الوقف والإبتداء 1/101-رقم 119 والنحاس فى القطع والائتنافك213).
وعن ابن مسعود رحمه الله أنه قال:" مثل القرآن كمثل رجل مر بثغب( بشعب - غدير) فيه من كل النبات، فأعجبه ما رأى من نور النبات فجعل يعجب ويقول ما رأيت كاليوم غيثا أحسن من هذا فبينما هو كذلك مر بروضات دمثات فأنساه تعجبه بهن ما رأى من النبات الأول فمثل النبات كمثل عظم القرآن ومثل الروضات الدمثات كمثل آل حم." وعنه أنه قال": إن كل مؤدِب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن". عن أبى العالية أنه قال:" نزلت فى أول ليلة من شهر رمضان ونزلت التوراة لست ونزلت الزبور لثنتى عشرة ونزل الإنجيل لثمانى عشرة."
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله جل ثناؤه": إنا أنزلناه فى ليلة القدر" قال دفع إلى جبريل فى ليلة القدر جملة ، فرفع فى بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا وكــــــان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة".ويسترسل الإمام الشيخ أبو بكر الإدفــوى ( رحمه الله):" فينبغى لذى اللب من أهل القرآن أن يتلوه حق تلاوته ويتدبره ويقف علــــــــــيـــــــه وأن لا يكون غرضه التلاوة دون الدراية قال الله جل ثناؤه": أفلا يتدبــــــــــرون القرآن" محمد47/24
النساء4/82 .
وقيل": يارسول الله ما بالنا إذا قرأنا القرآن لا يكون كما نسمعه منك؟ قال: لأنى أقرأه لبطن وتقرأونه لظهر". المروزى122 فى قيام الليل.
وبالنسبة للسبع قراءات قال الإمام الشيخ أبو بكر الإدفـــوى": أما قول النبى أنه أنزل على سبعة أحرف فنذكر جواب ذلك ههنا: عن أبى غانم المظفر بن أحمد بن حمدان قال: أما قول النبى أُنزل القرآن على سبعة أحرف فإنه يكون على وجهين كلاهما فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم.
وأحدهما: أن يكون على سبعة أوجه من الأحكام وهو قوله صلى الله عليه وسلم لإبن مسعود:" إن الكتب كانت تنزل من باب واحد وعلى حرف واحد وإن هذا القرآن نزل من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف، حلال وحرام، وآمر وزاجر ، وضر ب أمثال، ومحكم ومتشابه"
والوجه الأخر قوله صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل عليه السلام فقال: إن الله عز وجل ثناؤه يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف فهذا كأنه - والله أعلم - مفسر للأول لأنه بوسعه أن يقرأ على سبعة أحرف بعد أن كان أمره أن يقرأه على حرف واحد.
 ومعـناه عندى – والله أعلم - أن القرآن سبع لغات متفرقة فى جميعه فبعضه بلغة هؤلاء حتى يأتى على السبع كلهاوالقرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة."
"يؤمنون" فإن نافعا فى رواية ورش وأبا عمرو لا يهمزانه وكذلك" يأكلون" و" يأمرون" و"يأخذون" و" يألمون" ولا شيئا مما يشبهه يخفف الهمز فى جميع ذلك والباقون ..يهمزون، ذلك كله على الأصل وهو أيضا قراءة نافع القديمة قبل تأليفه ( المقرأ ) الذى ألفه واختاره لنفسه( الاستغناء جـ1 صـ44).      

 والنبىء والأنبياء ، والصابئين ،والنسىء والبرية ، وسأل سائل ، وما أشبه ذلك ؛ فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد" ( من مقدمة الإمام قبل تفسير سورة البقرة).
                                                              
         
                                                                                           البقية فى المقال القادم&


أعظم حُب لله / الشروق الإدفوى


إنتقام الله من الملحدين يحرك الأرض عليهم لتدفنهم