من الأدب العالمى
سكرية
نجيب محفوظ
د . محمد فتحى محمد فوزى
السكرية
هي رواية من تأليف الكاتب المصري نجيب محفوظ، وهي الجزء الثالث من ثلاثية نجيب
محفوظ ـ بين القصرين ــ قصر الشوق ــ والسكريةـــ التي
حصل على إثرها على جائزة نوبل في الأدب عام 1988م. السكرية هو اسم حي في القاهرة ،
وهو الحي الذي تدور فيه معظم أحداث الرواية، البادئة في عام 1934، وتنتهي في عام
1943. بدايتة حزينة، كالنهاية التي انتهى بها سابقه.
يتوفى إبنا عائشة وزوجها متأثرين بمرض التيفوئيد. وتتبدل حال عائشة، التي كانت آية
في الحسن والجمال، إلى امرأة شاحبة البشرة ، غائرة العينين، خامدة النظرة، تدخّن
بشراهة، وتشرب القهوة بلا توقف، ولم يبق لها سوى ابنتها نعيمة ذات الستة عشر عاما.
في ذلك الجزء يتبدل الأبطال،؛ فيتبوأ أطفال الجزء الماضي مكان الصدارة في هذا
الجزء كشبان نضجوا وأصبحت لكل منهم أهواءه ومشاربه. من أبطال الرواية :عبد المنعم: هو
الابن الأكبر لخديجة ابنة السيد أحمد عبد الجواد. الحاصل على شهادة البكالوريا من
القسم الأدبي، ويدخل كلية الحقوق. ومنذ البداية، نرى أن عبد المنعم اختار لنفسه طريق
الإيمان الصادق، حتى أنه انضم إلى جماعة
الإخوان المسلمين وأطلق لحيته. وبالرغم من ذلك، فقد وقع عبد المنعم في حب جارته،
وهي فتاة لم تتجاوز الرابعة عشرة، حيث كانا يلتقيان في الظلام فينسى كل دروس الدين
التي سمعها. لكنه في كل مرة، كان يشعر بعد لقائها بحزن كبير يجعله يذرف دموع الندم
على سجادة الصلاة، ويدعو الله أن يطرد عنه شيطان الغواية. ويبدع الكاتب في وصف
الصراع الذي يعتمل في نفس عبد المنعم، إذ إنه في كل مرة ينوي التوبة ثم يضعف، حتى
يقرر أخيرا توبة لا رجعة فيها. فيصارح الفتاة بما قرره متجاهلا دموعها، ويقدم لها
نصيحة صادقة بأن لا تلتقي أبدا بشاب في الظلام... ، ويتزوج من نعيمة ابنة خالته
عائشة، وتحمل سريعا، غير أنها تقضي نحبها أثناء الطلق هي والجنين. بعد ذلك يقرر
عبد المنعم خطبة كريمة ابنة خاله ياسين، ويواجَه بعاصفة من قِبل أمه، إذ لم يمض
على وفاة جده السيد أحمد عبد الجواد سوى أربعة أشهر فقط، لكن والده يسانده. وتُزف
كريمة إلى بيت زوجها زفة صامتة...بعد ذلك يتواصل نشاط عبد المنعم مع جماعة الإخوان
المسلمين، فيؤمن من كل قلبه بمبادئها، ويُعيّن مستشارا قانونيا لشعبة (الجمالية)،
ويبدأ بعقد اجتماعات للجماعة في الطابق الخاص بسكناه، ...، فيداهم البوليس بيته
ويعتقله رغم كل توسلات خديجة للمأمور بترك ابنها وشأنه. ويُساق عبد المنعم إلى
زنزانة رطبة فيتساءل بحرقة: هل كل ذنبي أنني أعبد الله؟!
يليه
الأخ الثانى :أحمد: على العكس تماما من عبد المنعم؛ فيعتنق الفكر الشيوعي اليسارى
في نهاية المرحلة المدرسية. ورغم أن أمه قد ربّته على الصلاة منذ الصغر، إلا أنه
يقرر التوقف عن أدائها عند بلوغه الخامسة عشرة. وأثناء دراسته في كلية الآداب،
يبدأ بنشر مقالات في مجلة (الإنسان الجديد)، وهي مجلة اشتراكية بامتياز. ويتعرف
على (علوية صبري)، الطالبة بنفس كليته، ويتصادقان زمنا، ثم يفاتحها برغبته في
الزواج. وبعد مماطلة من طرفها، وإلحاح من طرفه، تفاجئه بتصريحها أنها ترغب في
الزواج من رجل غني، يضمن لها الحفاظ على مستواها المعيشي... عد تخرجه يقرر أحمد
العمل في الصحافة، على الرغم من معارضة والديه، ويعده رئيس تحرير مجلة (الإنسان
الجديد) بتعيينه مترجما أولا على سبيل التدريب ثم محررا. وفي عمله الجديد يتعرف
على (سوسن حمّاد)، ...ويتزوجان، الطريف أن
جماعتين تخططان للقضاء على بعضهما تجلسان في نفس المنزل لا يفصلهما سوى السقف!!
ومع ذلك، ينتهي الأمر بأحمد إلى الاعتقال مع أخيه عبد المنعم سواء بسواء... ويجد
نفسه في السجن قد بدأ يراجع حساباته ويفكر في كلام المأمور الذي نصحه بالاهتمام
بعائلته. فضلا عن رضوان: وهو ابن ياسين من
زوجته السابقة زينب. تربى فترة في حضن جده (محمد عفت)، ثم ما إن تزوج ياسين من
زنوبة حتى استرجع ابنه؛ليعيش معه. لكن زنوبة –رغم أنها لم تسئ يوما معاملة رضوان-
فإنها كذلك لم تحبه، ولا هو أحبها ... وللأسف يعرفه صديقه على عجوز شاذ فيهتم به الأخير ويوظفه بعد
تخرجه سكرتيرا للوزير. ثم كمال
مدرس الإنجليزى. والفيلسوف المتردد في زواجه ولم يتزوج وعاش للذكريات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق