عدم إنطلاء خدعة شيخ العرب على شيخ البلد(5)
د. محمد فتحى فوزى
د. محمد فتحى فوزى
لم ينخدع علي بك بالانسحاب الهادئ
الذي قدمه شيخ العرب همام بتنازله الظاهري عن أراضيه
كما لم ينسَ علي بك أيضاًالشكوك التي ما زالت تؤرقه من ناحيته
و ما يربطه من صلات الود بالدولة العثمانية نفسها
التي سمحت وأذنت له بمد نفوذه على الصعيد
من المنيا إلى أسوان ،فاستأنف علي بك الصراع
حتى لا يترك لشيخ العرب همام أي فرصة للتفكير أو العمل
فأرسل إليه يطلب منه طرد الأمراء المماليك المعادين له و المقيمين
بأراضيه
عربوناً لإقراره لشروط الاتفاق
التي جرت بينه وبين محمد بك أو الذهب و هنا تأكد شيخ العرب همام
بما لا يدع مجال للشك من رغبة علي بك في القضاء عليه
وأنه لن يتركه يهنأ بما كان له من سيطرة و نفوذ في الصعيد
لذا قررشيخ العرب همام في هذه المرة أن يقوم بعمل إيجابي
لمقاومة محاولة علي بك للقضاء عليه لكنه لم يُعلن عداءه صراحةً
لعلي بك
ولم يقاومه وجهاً لوجه
لجأ شيخ العرب همام إلى الأمراء المماليك خصوم علي بك
و الموجودين في أراضيه ومعظمهم من اتباع صالح بك الذي قتله علي
بك غدراً وكانوا يمثلون عدداً كبيراً من الأمراء و الأتباع
فجمعهم شيخ العرب همام واتفق معهم على أن يتقدموا للاستيلاء على
أسيوط
وانتزاعها من أتباع علي بك تمهيداً لتقدمهم إلى القاهرة لإجلاء
علي بك عنها
والقضاء على حكمه لمصر
واسترجاع ما كان لهم من نفوذ و سطوة على أن تبقى له سيطرته على
الصعيد
وفعلاً وافقه الأمراء على ذلك
فأمدهم شيخ العرب همام بالرجال من كبار الهوارة ومن أهالي الصعيد
فتَكون لهم جيش كبير
قدم له شيخ العرب همام كل ما يحتاج إليه من أموال و ذخائر و مؤن
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق