الصيام .. العقيدة والمكيدة بقلم د. محمد فتحى فوزى

                                                      الصيام.. العـقيدة والمكيدة
                                             بقلم: د. محمد فتحى فوزى

أوشك شهر الصيام المبارك على الإنتهاء فى طقس شديد الحرارة

والمسلمين صائمين ،ويتساءل سائل؛ فيقول :كيف يقوى هــؤلاء المسلمون على الإمتناع عن الطعام،وخصوصا الشراب فى هــذا المُناخ القائظ الحرارة؛ فأُجيب قائلا: أن العقيدة القوية تأتــــــى بالعجب العُجاب ،خصوصا عندما يتعلق الموضوع بالله سبحانه وتعالى ،فيتفانى الخلق فى عبادته وتنفيذ أوامره بطواعية متناهية ؛فقد انتصر المسلمون على الفرس والروم قديما بقوة عقيدتهم ،وجسارة شكيمتهم،ورغبتهم فى نصرة دين الخالق عز وجل ؛قاذفين أنفسهم فى النيران لأجل ذلك، ومن ثم فالصيام يقويهم ،ويعالج أمراضهم، ويصون أجسادهم، ويروضهم على تحمل المشاق والصعاب فى مجانبة الحق والتشرف بإظهار الخشوع له والإعتراف بتعاليمه والإنصياع له إيمانا بأنه لن يخذلهم وسيوفى بما وعدهم به من ولوج الجنة ورؤية نعيمها،ويواصل المخلوق صومه متأرجحا بين عقيدة  الله وكيده ومكيدة الشيطان ووسوسته له، بأنه سيموت من الظمأ  المسكين ولن ينجده ربه أو ينظر إليه ،وتستمر الوسوسة أى عذاب هذا من التضور جوعا والموت ظمأً ،والإمتناع عن شهوات الدنيا وملذاتها ،ويعـن الشيطان للإنسان بأنه مشفق عليه يا حرام يخشى هلاكه ،ويظل المخلوق يتقلب بين خواطر صومه الفرحان وهواجس الشيطان الغضبان ،وفى الحالتين فكليهما عبادة للخالق حيث يرقب الله وملائكته هذا؛ فيرى من يثبت على صومه ومن  يتابعه صاغرا منصاعا لوسوسة إبليس ،فى صراع دائم تارة غالب وتارة مغلوب، وعندما يوشك الشهر على الإنتهاء وفى العشرة الأواخر منه يكون التعزيز بمكافأة ليلة القدر الرفيع لعباده فينالها من يريد ربه سواء عطية أو كسبية، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ،ويهل العيد خاتما للشهر الكريم بتكبيرات المطيعين لإنتصارهم على الملعـون، مسبحين ،مهللين ، حامدين، طائعين موحدين ،معترفين بأنعُم الله، ولو كره الكافرون.