أهل بيت رسول الله( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم)
إنتقل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فى العام الحادى عشر من الهجرة وتم اجتماع المسلمين فى سقيفة
بنى ساعدة لاختيار خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر الصديق رضى
الله عنه لاعتبارات فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيال أبا بكر ملمحا له، ثم
جاء بعده عمر بن الخطاب فـ عثمان بن عفان وكانت الخلافة تسير على ما يُرام لولا أن
ظهر عبد الله بن سبأ وهو يهودى يمنى أظهر إسلامه فى ذلك الوقت وأخذ يدعو بالخلافة
للإمام على كرم الله وجهه ـــ مؤلها له وهرب من البلاد حتى وصل مصــر ثم دبر
مؤامرة أساسها الفتنة التى أدت إلى مقتل الخليفة عثما ن بن عفان رضى الله عنه.
وقد ظهرت الشيعة
بدءاً من موقعة صفين التى كانت بين الخليفة على بن أبى طالب رضى الله عنه والوالى
معاوية بن أبى سفيان ( حيث كانت صراعا غير متكافئا لأنه بين خليفة ووالى وخُدع
فيها على خدعة كبرى قائمة على ظلمه) والتى رُفعت فيها المصاحف على أسنة الرماح من
قِبل جيش معاوية عندما أوشكوا على الهزيمة من جيش الإمام على؛ فأوقف الخليفة على بن أبى طالب القتال إحتراما
للمصاحف المرفوعة، وانقسم جيشه إلى قسمين، أحدهما وافق على وقف القتال تأييدا لرأى
على؛ فسموابالشيعة لأنهم شايعوا سيدنا علـى فى الوقف، والآخر سُموا بالخوارج؛
لأنهم رغبوا إستمرار القتال، وخرجوا عن رأى علـــى وانشقوا عليه، ودبروا مؤامرة
لقتل على ومعاوية، نجى منها معاوية، وقُتل علـى رضى الله عنه.
ومن ثم تفرقت
الشيعةإلى فرق متعددة، منهم المعتدلة كالشيعة الزيدية فى اليمن ويقتربون من أهل
السُنة ويتصفون بحب على وآل البيت فقط ومنهم الشيعة المُغالين فى حب الإمام على بن
أبى طالب كرم الله وجهه لدرجة النبوة والإلوهية والتى حذر منها الرسول صلى الله
عليه وسلم بقوله:" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على
إثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أ ُمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا التى
أنا عليها." مسند أحمد وأبو داود والحاكم.
ونظرا لقيام
الدولة العباسية فى المشرق ببغداد وهى خلافة سنية إرتكزت على الشيعة الكيسانية فى
مبدئها بشعار الرِضا من آل البيت، فلابد أن تقوم مناوئة لهاخلافة شيعية فى المغرب
بعد أن ضاعت منها فى المشرق، أ ُطلق عليها الخلافة الفاطمية، تأسست فى إفريقيا،
واستقرت فى مصر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء وأبنيها سبطا رسول الله صلى الله عليه
وسلم. ورضى الله عنهما.
وبظهور الخلافة
الفاطمية ، ظهرت الشيعة والمحبون لآل البيت بلا خشية أو خوف بعد أن كانت الخلافة
العباسية تطاردهم وتبطش بهم، وكان آل البيت يتقون شرها ويتخفون منها ولا يعلنون عن
أنفسهم إلا بعد توافر الأمان فى ظل الفاطميين.
وأ ُشير هنا إلى
أن آل البيت الحسنيون ينتشرون فى بلاد المغرب العربى بكثرة ؛لوجود الدولة
الإدريسية الحسنية والأشراف السعدية وغيرها بها، والعراق لكونها كانت مقرا للخلافة
العلوية بالكوفة، وبفارس وماوراء النهر( سيحون وجيحون) لتعد د الزوجات اللائى
تزوجهن الإمام الحسن من هذه البلاد، وألأقلية فى مصر.
والحسينيون
ينتشرون فى مصر بكثرة، والأردن، وبلاد الشام، والهاشميون فى السعوديةو كلوة
وزنجبار والحبشة والسودان ، وعلى وجه العموم فالجميع شرفت بهم جميع البلاد العربية
والفارسية وباكستان وطاجكستان وغيرها من بلدان شمال آسيا لنشر الدعوة الإسلامية.
ولكأنى أتمثل قول
الشاعر:
يا آل بيت رسول
الله حبكم فرض من الله فى القرآن
أنزله
يكفيكم من عظيم
الفخر أنكم من لم يُصلِ عليكم لا صلاة
له
فلابد من حب آل
البيت تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم": ما بال قوم يؤذوننى فى آل
بيتى والذى نفسى بيده لا يؤمن عبد حتى يحبنى ولا يحبنى حتى يحب ذريتى".
وقال
تعالى": قل لا أسألكم عيه أجرا إلا المودة فى القُربى." ففسر ذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم بقوله:" إلا أن تودونى وتراعونى فى قرابتى وتحفظونى
فيهم".، وعن أبى سعيد الخدرى قال": نزلت هذه الآية فى على والحسن
والحسين وفاطمة".
وروى الإمام مسلم
بسنده عن زيد بن الأرقم قال": قام رسول الله يوما؛ فبدأ خطيبا بماء
يُدعى" خـُما" بين مكة والمدينة؛ فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ، وذكـّر
ثم قال: أما بعد: ألا أيها الناس؛ فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول بى؛ فأجيب وأنا
تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور؛ فخذوا بكتاب الله واستمسكوا
به؛ فحث على كتاب الله ورغب فيه،ثم قال:
أ ُذكركم الله فى
أهل بيتى.. أ ُذكركم الله فى أهل بيتى.. أ ُذكركم الله فى أهل بيتى".
وقال صلى الله
عليه وسلم:" من أبغض اهل بيتى فهو منافق". رواه أحمد مرفوعا
وعندماشكت إليه
بنت أبى لهب معايرة القوم لها قال صلى الله عليه وسلم:" ما بال أقوام يؤذوننى
فى نسبى وذوى رحمى، ألا ومن أذى رحمى وذوى نسبى فقد آذانى، ومن آذانى فقد أذى
الله".
وقال : يا عباس (
عم الرسول صلى الله عليه وسلم)ــ لا أ ُغنى عنك من الله شيئا، يافاطمة بنت محمد لا
أ ُغنى عنكِ من الله شيئا، اشتروا أنفسكم من الله( كنهى البرىء عن التُهم ؛ ليكون
أثبت فى الحجة على الغـير).
وقال":
والزموا مودتنا آل البيت ؛ فإنه من لقى الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا،
والذى نفسى بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا".
وقال ": خير
الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".البخارى ومسلم.
وقد أخرج بن
عساكر عن على رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من صنع
إلى أحد من أهل بيتى يدا كافأته يوم القيامة، وأخرج الطبرانى عن ابن عباس رضى الله
عنهماقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كل سبب ونسب منقطع بيوم
القيامة، إلا نسبى وسببى"، وأخرج الطبرانى عن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله
عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:" كل بنى أ
ُم ينتمون إلى عصبتهم، إلا ولدى فاطمة فأنا وليهما "وعصبتهما"، وأخرج
الديلمى عن على رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول":
أول من يرد على الحوض أهل بيتى".
"إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
فالناس أمام الله
سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربى ولا عجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح كما
أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وفى المعاملات
بين الناس والناس فى الدنيا فقال" الناس معادن خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى
الإسلام"؛ فمنهم الذهب ومنهم الحديد ومنهم الفضة وهكذا بحكم العلاقات
والمعاملات والتراجع فيها او المضى بها.
وفى النسب لأهل
البيت" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى" كما ذكرت آنفا
"فإذا نفخ
فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت مواذينه فأولئك هم
المفلحون" صدق الله العظيم أو كما قال": أنا جد كل عارف وتقى".
فقد قال سيدنا
على رضى الله عنه وأرضاه:" يادنيا غُرى غيرى، إلىّ تعرضتِ ، أم إلىّ تشوقت..
هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها؛ فعمرك قصير ، وخطرك حقير؛ فهذا هو
جزاؤها.. لأنها إذا حلت أوحلت وإذا كست أوكست وإذا جلت أوجلت وإذا دنت
أودنت".
ويقول الشاعر:
طلق الدنيا
ثلاثا والتمس زوجا سواها
إنها زوجة
سوء لا تبالى من أتاها
ويقول آخر:
هى الدنيا تقول
بملء فيها حذار حذار من بطشى وفتكى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق