يقول البعض أن الإنسان مخير فى أفعاله ويقول الآخرون ان الإنسان مسير بإرادة
الله ولكنى أقول بتسيير الإنســان فى خمسة
أشياء لا دخل له فيها وهى موجودة فى آواخـر سورة لقمان:" إن الله عنده علم الساعة
وينزل الغيث ويعلم مافى الأرحام ومــــــا تدرى نفس ماذا تكسب غدا ومـــــا تدرى نفس
بأى أرض تموت إن الله عليم خبير." فعلم
الـــــساعة ونزول المطر ومعرفة الأجنة فى بطون أمهاتها والــــــرزق وتوقيت الموت لا يعلمه إلا الله
. وإلى التى سألتنـــى عن معرفة الجنين فى
بطن أمه بأجهــــــــزة الأشعة الحديثة هل هو ذكر أم أنثى فذلك يكون بعد الثلاثة أشهر
الأولى من الحمل أما قبل ذلك فلا يعلمه إلا الله وحده لأنه هــــــو واضع الــــروح ومصنَّف الجنس وحده، فالله وحده هو العالم بذلك
وحتـــى السحاب يسيره لأماكن نزولة فكم نرى سُحُبا محـــملـة بالمياه وتعبر أماكن كثيرة
ولكن لا تسقط حمولتها إلا فى الــــمكان الذى أُمرت أن تسقطها فيه ومن ذلك نخلص أن
الإنــــســــــان مسير بالأمر الإلهى فى الأشياء السالفة الـــــــــــذِكر ولو
كان التسيير فى كل شىء مع وجود الجنة والنار لكان الله ظالم وحاشاه سبحانه عن
ذلك":وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ
يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً
إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَأَحَدًا "......
أما أفعال الإنسان الشريرة فلا
دخل لله فيها:"مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ
مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ۚ . 79 النســــــاء..
ومن ثم خلق الله الجنة والنار، والثواب والعقاب وخلق
العقل ليميز الإنسان به بين الخير ليفعله والشر ليبتعد عنه وخلق الملكين رقيب وعتيد
ليسجلا أعمال البشر إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر:" وما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد" وإذا فعل الإنسان الشر فمن تسليط الشيطان والنفـــــــــس الأمارة
بالسوء، وعلم الله بها علم مستقبلى أن هــــــــــــــذا ســـــوف يحدث ،كعلمك لشخص
عاشرته ومرست طباعـــه فتتنبأله بماذا سيفعل فى المستقبل من خير أو شر أو علــم المعلم
لتلاميذه من خلال تجاوبه معهم فى الفصل مـــــــاذا سيكونون فى المستقبل من فيهم الناجح ومن الفاشل ــــ مع الفارق فى التشبيه. فيجب على الإنسان أن يكون حذرا فى تصرفاته ولا يقع
فى الخطأ ويقول أن الله قد كتبه عليه ولا مفر
منه ؛لأن اللــــه لا يظلم أحد:" مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ
أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَــا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ(46)فصلت. وللإنسان
فى حالةالوقوع فى الخطأ أن يـــــدعو ربه برفع الغمة والكربة والإستغفار لـــــــه
سبحانه وتعالى ويتوب مما فعل.. كم حسَّنت لذة للمرء قاتلة *** من حيث لم يـــدر أن
السم فى الدسم ***وخــالـــــف الـنفس والشيطـــــــــ.ان واعصهما وإن هما محضاك النصح
فاتهم..فالجنة والنار
دليلان على تخيير الإنسان فى تصـــــــــــرفاته ولنحاول دائما جاهدين فعل الخير وتجنب
الوقوع فى الخطــــــــــــأ والمخالفات وأنهما ليسا من عند الله ولم يكتبهما عليـــــــــك
ومعرفته بهم علم غيب مستقبلى لأنه الخالق والــــــــمربى والرب... ولا نكن سفسطائيين
نحب توليد الكلام بلا معنــــى أو بتعريفات دائرية بتحصيل حاصل...
ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها
ردحذف