المستدرك لنهاية الأرب فى الإمام أبى بكر الإدفـوى بين المفسرين المسلمين والعرب بقلم د. محمد فتحى فوزى البى

                                    

                                                                       شكر واجب

شكرا جزيلا للأستاذ الدكتور/عبد الرحمن بن معاضة الشهرى لنيلى شرف الدعوة بعاليه لحضور الملتقى الطلابى الأول لطلاب الدراسات العليا وطالباتها فى تخصص القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود الغراءوهذا شرف لا يدانيه شرف ؛ فلكم دعواتى بالتقدم والإزدهار فى ظل القرآن الكريم ، وتحياتى لجميع أعضاء الملتقى وإلى العُلا دائما.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللغوى (النحوى) المُـفسـِّر الإمام الشيخ محمد بن على بن أحمد أبو بكر الإدفـوى المصرى المالكى المذهب المولود بإدفـو بجنوب صعيد مصر فى شهر صفر - يوليوعام (304هـ -  916   م ) والمتوفى بأواخرربيع أول- مارس عام(388هـ - 998   م).

صاحب مجلدات " الإستغـناء فى تفسير القرآن أو الإستغناء فى علوم القرآن" وقد بلغ عددها مابين مئة أو مئة وعشرين مجلدة .

                                 

قيل مؤلـَّفـَةً فى العلوم التى تخدم تفسير القرآن الكريم وأن سورة الفاتحة فقط من تفسيره، وقد عثرت على بعض مجلدات" الإستغناء" وهم الجزء الرابع والخامس والسادس محفوظين لدىَّ بمكتبتى الأليكترونية ـ- جزاه الله خيراًمن أهداها لى -، وبمُطالعتها وجدتها مختومة بختم مكتبة سليم أغا كـُتـُب خانة بـ إسطامبول  فى تركيا ومكتوب عليها هذا الجزء من كتاب" الإستغناء" فى علوم القرآن" تأليف سيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة" أبى بكر محمد بن على بن أحمد الإدفوى تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته وأعاد على المسلمين من بركته آمين".

وعلى مايبدو أن فضيلة الإمام الشيخ أبو بكر الإدفوى" رضى الله عنه" يقصد بتسمية مجلداته بـ" الإستغناء فى تفسير القرآن" كما جاء فى بعض المصادر ــ أن تلك المجلدات تُـغنى قارئها عن أى تفاسير أخرى فى القرآن الكريم لأنها ثرية فى عطائها.

وقد جاء فى مصادر أخرى بإسم" الإستغناء فى علوم القرآن" وعنَّ للدارسين أنه لم يكن فى تفسير القرآن الكريم ــ ونُـسـِـبَ إليه تفسير سورة واحدة ألا وهى سورة الفاتحة بينما هو براء من ذلك وهو المـُفسَّـِر للقرآن الكريم بأكمله ـــ ولكن فى العلوم التى تخدم التفسير ولا غِنى للمُفسِّر من مطالعتها لمساعدته فى ذلك الأمر ، دون مطالعة حقيقية للمجلدات وإنما  فسروها من الإسم الظاهر فقط ،وذلك لعدم توافر المجلدات فى ذلك الوقت، وانعدام البــــحـــث عنها ،وعدم الاكتراث بها ، وتسليط الأضواء على تلاميذه ،كمن ترك الفريضة واهتم بالنوافل، رغم أهمية الإمام أبو بكر الإدفوى لِـما قدمه للغة العربية وعلوم التفسير والنحو والقراءات فى القرن الرابع الهجرى:
،ـــ   مثل مخطوطته" الإقناع فى أحكام السماع"وهى موجودة بمكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة والسلام ــ فى القرآن الكريم مادة تجويد قراءات بكرة واحد بعدد( 212) ورقة و(15) سطراً ونُسخت بتاريخ(679هـ 1280م) ومن الخطأ نسبتها للمؤرخ جعفر بن ثعلب الإدفوى لأنه مولود فى (685هـ  -1286 م) والنسخ تم قبل ولادته بستة سنوات  ولتشابه مخطوطة المؤرخ جعفر بن ثعلب " الإمتاع فى أحكام السماع" مع عنوان المفسر أبا بكر" الإقناع فى أحكام السماع"،وعلى المكتبــــة التحقق من ذلك فى مصنفاتها، بالإضافة إلى أن إهتمامات الإمام أبى بكر لغوية قرآنية نحوية ومالكى المذهب من القرن الرابع الهجرى، بينما إهتمامات سبطه المؤرخ جعفر بن ثعلب الإدفوى تاريخية أدبية شعرية شافعى المذهب ، من القرن السابع الهجرى ،فهناك لبث بين الإثنين يجب تصحيحه فى مجلدات" الإقناع فى أحكام السماع" السابق ذكرها وهى أمانة تاريخية يجب ذكرها وإنسابها للإمام أبى بكر الإدفــوى وهذا هو الصواب.

ومن الواضح مما سأرفقه من أدلة وبراهين من واقع مخطوطة فضيلته المُسمِّيها بـ" الإستغناء" وسواء كانت فى تفسير القرآن الكريم أو فى علومه فهما سِيـِّان لمُطالِع المجلدات بعين اليقين وليس بالسماع وذلك واضح من تفسير آية من آيات القرآن الكريم بأسفله:

                   http://www.mediafire.com/view/rz497y0ltj6rtoz/10.pdf
فهذه المجلدات تتضمن تفسير القرآن الكريم بإعراب الإمام للآيات نحوياً ثم يُفسرهاويفسر معانيها وكلماتها من خلال النحو، ويُصنِّفها أكانت مدنية أو مكية ،أوناسخة أو منسوخة.، أو محكمة أو متشابهة... ومن ثـــــــــم يتعرض لعلوم القرآن التى تخدم التفسير، من خلال تفسيره لمعانى الآيات الكريمة. ويـُذكَر أن بعـــــد نضج التفسير تفرع إلى علوم عدة، ذُكِرت فى مفتاح السعادة وهى تزيد على نيف وسبعين علما ولكل منها مؤلفات وأبحاث وقد ارتبطت العلوم الشرعية بالعلوم اللغوية ولا يستطيع الطالب إتقان الواحدة منها إن لم يتقن الأخرى حتى قال حماد بن سلمة:" إن الذى يكتب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها".

ومن ثم يحلو لى أن أ ُضيف كلمة إلى إسم مجلدات الإمام" الإستغناء فى تفسير القرآن" لـتِصـيـــــــــــــــــر 
" الإستغناء فى تفسير القرآن وعلومه".

والحيثيات واضحة لكون الإمام أبى بكر" رضى الله عنه" يُفـِّسِر القرآن الكريم برؤية تفسيرية لغوية نحوية شمولية تكاملية تحوى التفسيروالمعانى وشرحها ــ والعلوم التى تخدمه وبذلك يُغنى" الاستغناء فى تفسير القرآن وعلومه" قارئه عن غيره من التفسيرات، وبذلك يكون الإمام من أبرع وأقدم المفسرين للقرآن الكريم وأنه ّلم يكن به تـضـخُـما كما قال القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى  فى مدرسته بالقاهرة المعزية": هو كتاب كبير يُغنى عنُه غيره مما هو ألطف منه"ــ ولكنه كان وافيا مُحْكماً ولا يصلح معه التلخيص والإيجاز، وإنما الموجز هو الذى يُستغنى عنه لأنه لا يُسْمِنْ ولا يُغنى من جوع.( راجع كتاب" النحوى المُفسر ..الشيخ الإدفـوى" مؤلفه كاتب هذه السطور".

وقد جاء فى كتاب إعجاز القرآن والبلاغة النبوية لمؤلفه" مصطفى صادق الرافعى ت(1356هـ - 1937م) بنشرة دار الكتاب العربى ببيروت بالطبعة الثامنــــــــــة (1425هـ -2004م) فى جزء واحد من(1-892005):" فقد رأينا فى بعض كتب التراجم أن أبا بكر الإدفـــــــــــــــوى ت(388هـ):                   

 صنَّف ( كتاب الإستغناء) فى تفسير القرآن فى مئة مجلد. وكان منفردا فى عصره بالإمامة فى أنواع  من القراءات، والعربية، وفنون كثيرة من العلم، وذكر الفيلسوف ( أرنست رنان) أنه وقف على ثبت يدل على أنه قد كان فى إحدى مكاتب الأندلس التى أ ُحْرِقَت : تفسير القرآن فى ثلاثمئة مجلد، وذكر الشعرانى فى كتابه( المِـنن ) تفسيرا قال أنه فى ألف مجلد.

وفى كتاب: الهداية إلى بلوغ النهاية فى علم معانى القرآن وتفسيره وأحكامه وجمل من فنون علومه – لمؤلفه" أبو محمد مكى بن أبى طالب حموش بن محمد بن مختار القيسى القيروانى ثم الأندلسى القرطبى المالكى ت(437هـ -1045م) بتحقيق مجموعة رسائل جــــامـــــــعية بكلية الدراسات العليا والبحث العلمى – جامعة الشارقة، بإشراف أ. د. الشاهد البوشيخى ، بنشر مجموعة بحوث الكِتاب والسُنة – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة الشارقة الطبعة الأولى(1429هـ - 2008م)، عدد الأجزاء13(12+ مجلد للفهارس – 3/2264):"

:"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ( 163)" سورة الأنعام.

 روى أبو بكر الإدفوى عن أحمد بن إبراهيم بن بكر بن سهل الدمياطى عن أبى الأزهر عبد الصمد عن ورش : أنه اختار من نفسه الـــفتـــــح.

ومعنى الآية( قُـل) يامحمد لهؤلاء العاذلين ، ( إن صلاتى ونُسكى) أى ذبحى ،( ومحياى) أى : حياتى ، ( ومماتى) أى : وفاتى ، ( لله) أى: ذلك كله له خالصا. ( وبذلك أ ُمرتُ) أى: أمرنى ربى، ( وأنا أول المسلمين) أى : أول من خضع وذل لربه.

   

من ثم نجد للنحو أهمية عُظمى  في تفسير القرآن الكريم ؛ فذات يوم سمع ابو الأسود الدؤلى رجلا يقرأ " إن الله برىء من المشركين ورسوله"3 التوبة، بكـــــــــــسر رســــــــــــــــــوله:

وتفسيرها بكسر رسوله تعنى تبرؤ الله من الإثنين المشركين والرسول – حاشاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمـ ـ والصواب وهى مضمومة  وبذلك تبرؤ الله ورسولهُ من المشركين؛ فصنّف باب العطف والنعت وهو من أسس علم النحو، ثم وضع الإعجام لضبــــــــــــط القراءة

وأثر النحو واضح في الآية": إنما يخشى الله من عباده العلماء"28 فاطر، فإذا كانــــــت الله مضمومة فتفسيرها أن الله يخشى العلماء لأنها تكون هنا في وضع" فاعل"ولكن حاشاه عز وجل من هذا،والصواب اللهَ عليها فتحة؛ فتكون مفعولا به مُقدما، والفاعل العلماءُ وتفسيرها يكون أن "العلماءُ يخشون الله" وهو الصواب نحويا وتفسيرياً.
وفى علم اختلاف القراءات كمثال":وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً 

أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا 

تَدْمِيرًا".16 من سورة الإسراء، فهناك قراءة تخفف الفتحة على

 "م" أمَرْنا مترفيها بمعنى أمرا قدرياــ كمثل" أتاها أمرنا ليلاً أو 
نهارا"  ـــ بتسخيرهم لفعل الفواحش فاستحقوا العذاب... هذه

قراءة بتخفيف الميم.......

وهناك قراءة أخرى بتشديد " الميم" أمَّـرْنا مُترَفيها ففسقوا 

فيها" بمعنى جعل الله المترفين فى القرية أُمراء ــ ولا يأتى من

 الترف إلا الفسق والفجور ؛ ففسقوا فيها، ومعنى آخر سلطنا

 أشرارها فعـصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكهم الله بالعذاب...

 راجع التفاسير المختلفة بتفاصيل أكثر.
                           

 

 وبذلك نخلص أنّ" الإمام أبو بكر محمد بن على بن أحمد الإدفوى المصرى المالكى" رضى الله عنه وأرضاه، من كبار المفسرين للقرآن الكريم ومطبقى علومه في القرن الرابع الهجرى وأزكاهم وأبرعهم في علوم النحو والتفسير.
 و أُوصى بطلب للجهات المعنية بطبع القرآن المُفسَّر فى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الغراء ومصر والمؤسسات التى لديها إمكانات مادية والميسورين لوجه الله الكريم  بجمع هذه المجلدات وطبعها طبعات فاخرة  ؛ لتــعُـمّ الفائدة منها على ُطلاب كليات القرآن الكريم فى العالم العربى والإسلامى ،  ودارسى اللغة العربية ، والمثقفين، ومحبى قراءة القرآن المُفسَّر: المُتمثل فى مجلدات" الإستغناء فى تفسير القرآن وعلومه للإمام إبى بكر محمد بن علــــــــــــــــــــــــى الإدفـــــــــوىت388هـ" ومُستعد لتقديم مالديا إلكترونيا من هذه المجلدات المذكورة ببداية الموضوع إذا ثبت جدية الطلب وعدم استخدامه فى مآرب أخرى أوإخفائه فى الأدراج، وبكتابة عقد موثق يتضمن ذلك وتاريخ الطبع وخروجه إلى النورـــ  وطلب الأخرى من العلماء المقتنين ،لها وكاتب هذه السطور يعرفهم شخصيا لمخاطبتهم والعثور عليها للصــــــالح العام وحماية لتراث نادر وثمين خسارة عُظمى ضياعه.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

   طالع الرابط التالى لبدء الموضوع

 http://albayaledfuey.blogspot.com/2011/08/blog-post_4188.html

.هذا الموقع متميز فضلا طالعوه وستجدون ما يسركم لطلاب الدراسات العُليالغة عربية :-
https://faculty.psau.edu.sa/aa.almutlaq