الشروق الإدفوى
مرحبا بكم
الترحيب .................................................................... .........................................................................الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022
الاثنين، 31 أكتوبر 2022
موسم الهجرة إلى الشمال عرض رواية د. محمد فتحى محمد فوزى مقالى الجديد بمجلتنا الدولية النيل والفرات ومعه رابط المجلة للقراءة والإطلاع تحياتى&
موسم الهجرة إلى الشمال
د. محمد فتحى محمد فوزى
الكاتب
"الطيب صالح" مؤلف تلك الرواية
،حياته (12 يوليو 1929 - 18 فبراير 2009)، أديب سوداني وأحد أشهر الأدباء العرب
أطلق عليه النقاد لقب "عبقري الرواية العربية". عاش في بريطانيا وقطر
وفرنسا؛وفى هذه الرواية: يزور مصطفى سعيد بطلها : وهو طالب عربي ــ الغرب؛ فيصل من
الجنوب، من إفريقيا، بعيدًا عن الثقافة الغربية إلى الغرب بصفتة طالب؛ فيحصل على
وظيفة محاضر في إحدى الجامعات البريطانية ويتبنى قيم المجتمع البريطاني، وهنالك
يتعرف إلى زوجته، "جين موريس": وهي امرأة بريطانية ترفض قبول إملاءات
زوجها...، بعد أعوام يعود مصطفى إلى بلاده، حيث يلتقي هناك بصورة مفاجئة براوي
القصة الذي عاش أيضًا في بريطانيا؛ فالقصة نفسها تروى عن طريق قصص يرويها القاص
والبطل. اختيرت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" كواحدة من أفضل مئة
رواية في القرن العشرين على مستوى الوطن العربي، وقصارى القول تتناول الرواية في
مضمونها مسألة العلاقة بين الشرق والغرب، وتُعد من الأعمال العربية الأولى التي
تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها وصورة الآخر الغربي بعيون الشرقي، والغربي بعيون
الآخر الشرقي الذي ينظر إليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه
الغموض. وقد تطرق "الطيب صالح" في روايته إلى هذه العلاقة من خلال شخصية
بطلها السوداني الذى هو أحد ثلاث شخصيات
رئيسية، جسد كل منهما رؤية مختلفة للوجود؛ فتظهر في أول الرواية شخصية الراوي الذي
يمثل الجيل الثالث في الرواية، والذي عاش أغلب حياته بعد رحيل الاستعمار
الإنجليزي، يليه شخصية الجد والتي مثلت بساطة المجتمع التقليدي، مجتمع ما قبل
الاستعمار والتحديث، وبعده شخصية مصطفى سعيد البطل السودانى المذكور مسبقا؛ وهوالشخصية الرئيسية والأكثر إثارة للتأمل،
فهوطفل يتيم الأب يعيش هو وأمه وحيديْن، ويقرر الالتحاق بالمدرسة والتعليم النظامي
الحديث؛ ليُظهر هناك تفوقاً ونبوغاً ملفتين للنظر، يرى فيه المعلمون معجزة، إذ
يقول له ناظر المدرسة: "هذه البلد لا تتسع لذهنك". ثم سهل عليه الدراسة
في القاهرة ولم يبلغ الثانية عشر بعد، ومن هناك وبمساعدة عائلة مستشرق إنجليزي
يكمل رحلته للدراسة في لندن، وهنالك يضيف إلى جانب تميزه وذكائه العقلي وتحصيله
الجامعي العالي رصيداً كبيراً في إثبات فحولته مع نساء بريطانيا الذين احتلوا
بلاده مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني ؛فهو يحس بجذوره
دائماً ويحن إليها، هذه هي أرضه ومنها يكتسب هويته :"تمتلئ عيناي بالحقول
المنبسطة كراحة اليد إلى طرف الصحراء حيث تُقام البيوت،أسمع طائراً يغرد، أو كلباً
ينبح، أو صوت فأس في الحطب، أحس بالاستقرار، أحس أنني مهم، وأنني مستمر
ومُتكامل". فضلا عن استمرار علاقته بالتاريخ كمصدر للذاكرة والإحساس بالأمن:
"أذهب إلى جدي فيحدثني عن الحياة قبل أربعين عاماً بل خمسين عاماً، لا بل
ثمانين؛ فيقوى إحساسي بالأمن"… نظر الراوي إلى الاستعمار كجزء من التاريخ
وجزء من الذاكرة التاريخية التي شكلت وعي المجتمع السوداني بعد الاستعمار ؛فتحوّل مصطفى سعيد إلى أسطورة يحكي عنها
كثيرون ؛فقد تفوق في جميع المجالات في بريطانيا؛ ومن ثم ظهر التساؤل مع الجيل
الثاني في الرواية مع شخصية البطل المذكور الذي أحس بمرارة الاستعمار وعايشه وشهد
نهبه لثروات بلاده، ومع احتفاظه بأمله في أن ينتصر لذاته، أصبحت صورة الذات التي
تمثلها مصطفى سعيد بوعي هي صورة الشرق المستعمَر المهزوم ما قبل الحداثة، متمثلاً
في حالة الرجولة البدائية الجنسانية الشهوانية واللا عقلانية، .... أما الآخر: فهو
الغرب الأوروبي بحضارته الغربية الصناعية وتقاليده الأرستقراطية المتجسد في المرأة
الأرستقراطية الأوروبية (شخصية جين مورس). وهكذا تمثلت العلاقة بين الشرق والغرب
في وضع صراعي بين رجل بدائي وامرأة أرسقراطية. إن مجتمع ما بعد الاستعمار مجتمع
أصبحت ثقافتـــــــه
هجينة
( ملقحة بين ثقافتين
مختلفتين)، يتولد عنه الآن ذات منقسمة (شخصية الراوي) ترى بعينين، وتتكلم بلسانين،
وترى الأشياء بيضاء سوداء معاً، لا شرقية ولا غربية، تلك كانت مأساة مصطفى سعيد.
أما مأساة الراوي، فهي أنه يحاول التخلص من ميراث مصطفى سعيد، يحاول أن يختار،
يحاول أن يكون ما بعد الإستعمار، لكي يتاح له أن يكتب حتى صفحة الإهداء من قصة
حياته: بعين أم بعينين؟ أسود أم أبيض؟ شرقي أم غربي؟ أم هما معًا؟!..؛ فقد كانت
"جين مورس الأوروبية الأرستقراطية، تمثل الحضارة الغربية المتفوقة التي تدرك
بالضبط هذا التفوق وحجمه، أذلت مصطفى أعواماً، وأهانت كبرياءه...، وشروطها، التي
انصاع لها مصطفى سعيد ذليلاً، تمثلت في أن يعطيها مزهرية ومخطوطة وسجادة صلاة ...
باعتبارها لوازم "الشرق" ومتعلقاته المعبرة عن ذاته وهويته الأصيلة
المتخيّلة، ثم أتلفتها"،.وذروة العنف في علاقة هاتين الشخصيتين سلّمت فيه جين
نفسها لمصطفى سعيد، الذي مارس معها الجنس وقتلها في الوقت ذاته، وهي مرتاحة راضية؛
فالذى اختفى ليس مجتمعات ما قبل الاستعمار، وطرائق معيشتها فحسب، بل أوروبا ذاتها.
، فليس ثمة غرب أو شرق بعد الاستعمار، ففي الرواية اختفى مصطفى سعيد، لكن
الأرستقراطية الأوروبية" جين مورس" ماتت أيضاً، وهي النتيجة المفروضة لعالمنا الحديث الذي نعيشه
منذ قرن ونصف تقريباً، عالم فقير في هوياته .
السبت، 15 أكتوبر 2022
الجمعة، 14 أكتوبر 2022
مقالى الجديد بمجلة النيل والفرات الغراء بمصر بعدد 15 /10/2022م وعه رابط المجلة للقراءة والتصفح تحياتى& موت صغير
من الأدب العالمى
مــــوت صغــــير
د. محمد فتحى محمد فوزى
"
موت صغير" رواية كتبها الروائي السعودي الدكتور محمد حسن علوان وصدرت اول مرة
عام 2016م عن دار نشر الساقي في لندن، وقد فازتْ بالجائزة العالمية للرواية
العربية عام 2017م ،وهي ما يُطلق عليها اسم جائزة البوكر العربية، وهذه الرواية
سيرة خيالية ابتكرها خيال الروائي لحياة محيي الدين بن عربي ، المتصوف والفيلسوف الذي لقب
بالشيخ الأكبر والكبريت الأحمر ،والمولود في الأندلس بمدينة مرسية 1164 وهى إحدى مُدن الأندلس التي كانت مازالت تحت
حكـــم المرابطيــــن .
وشهدت حربا بينهم والموحدين والفرنجة
،وانتهت بوفاته في دمشق 1240 .، وتقص تلك الرواية
حياته منذ مولده ،حتى وفاته في القرن السادس الهجري ،فضلا عن حياته التي
امتلات بالاسفار والترحال ؛ فقد سافر ابن عربي من الاندلس في الغرب ،الى اذربيجان
في الشرق ،ومر بالمغرب، ومصر ،والحجاز ،وبلاد الشام، والعراق ،والأناضول بتركيا في
طريقه واستمر في هذه السفرية الطويلة
معايشااحدى تجارب الصوفية العميقة التي اصر الشيخ على حملها فوق جناح روحه
المضطربة، المليئة بالأرق حيث تسرد تلك الرواية كل تفاصيل ذلك الترحال المُتخيل
الذى ينطق بالاحاسيس والمشاعـر المتقلبة... وقد غاص الروائى في قاموس الصوفية
لانتقاء المصطلحات المتعارف عليها بين أهل التصوف؛ ليصيغ منها قصة حياة الشيخ
، إذ تُطلِعنا على الكثير مما يتعلق
بتاريخ التصوف وحيوات المتصوفة ومعارفهم ونصوصهم وطقوسهم ورحلاتهم وخلواتهم وما
يميزهم في أفكارهم وسلوكهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض، وعلاقة الشيخ بمريديه وما
ينتظره المتصوف من إشارات، لا دور للإرادة أو للمنطق فيها.وثمة بعض المقتطفات من
مثل: "عندما تضيق الارزاق وينعدم الامل يبرِر الناس لانفسهم كل عملٍ سيئٍ
بدعوى الاضطرار والضرورة" ، فضلا عن قوله :" في الطبيعة قوى ثلاث غيبية:
الوحي و العقل و القلب. فإن مال المرء جهة الوحي صار ظاهريا، و إن مال جهة العقل
صار فيلسوفا، و إن مال جهة القلب صار صوفيا" ، وقوله:" الفلاسفة أصحاب
فكر و استدلال أما الفقهاء ؛فأصحاب اتباع و امتثال ؛أما المتصوفة فأصحاب ذوق و
أحوال" ، "رضا الله يخلقك مرة أخرى بقلب و أحلام نظيفة". ومن
تعاليمه" هل يعلمون أن الحياة في سبيل الله أشق و أصعب من الموت في سبيله.
أضف إليه" بعض
الحب لا ينمو
إلا في بلاد بعينها و لا يعيش في بلاد أخرى" لن تبلغ من الدِينِ شيئا حتى
توقِر جميع الخلائق"
وقوله":طهرْ
قلبك ثم اتبعه من لا حِكمة له لا حُكم له ،وكل وقتٍ يكون لا لك ولا عليك لا يعول
عليه ، وأضاف"الزمان مكان سائلٌ والمكان زمان متجمدٌ".
ومن احداثها: مزج الكاتب فيها بين الحقيقة
والخيال؛ فجزء منها مبني على أحداث حقيقية من سيرة ابن عربي، والآخر من خيال
الكاتب ،خلطه مع الحقيقة، وقد أسس روايته تلك على أربعة دعائم رئيسية، فسرد حياة
ابن عربي منذ ولادته في الأندلس: وقد كان والده يعمل في قصر الملك وأمه كانت
جارية، وكانت له مربية يحبها كأمه ،تنبأت له بأنه سيكون ذوشأن عظيم، وعندما بلغ
ابن عربي ست سنوات من العمر انتقل إلى إشبيلية وقضى فيها طفولته وشبابه، ومابرح
يجالس الصوفيين وينهل من علومهم حتى أصبح واحدًا منهم، مترددا على شيخه
"الكومي" يتعلم منه الكثير.
شاهد ابن عربي رؤيا منامية بأنه
سيلتقي بشخص سيأخذه إلى مكة، "وأبو بكر الحصّار" رأى نفس الرؤيا بأن
هناك شخص يأتي من الأندلس سيذهب معه إلى مكة، وماانفك كل منهما يبحث عن صاحبه،
واستمرّ هذا البحث أربع سنوات؛ فيلتقي ابن العربي "بالحصّار" الذي لقى
حتفه في القاهرة تاركًا أثره فيه ، ومن جهة أخرى يقع ابن عربي سرا في حب
"نظام عين الشمس والبهاء" ابنة زاهر الأصفهاني، الذي التقاها في مكة
المكرمة ؛ فذاق قلبه مع نظام عشقا لم يعرف قبله عشق من قبل، بقوله:"أشعلت نظام في صدري مصباحا
رأيت على ضوئه زوايا في هذا القلب لم أرها من قبل أركانا موحشة ،غرفا موصدة،
سراديب تراكمت فيها مشاعر لم يتسن لها أن تخرج إلى الحياة التي أعيشها، سكنت خيالي
كل لحظة من يومي وليلتي "؛ فامتلأت نفس بن عربي عشقا، و ضاق قلبه بالشعر و
الكلام العذب ؛فالتجأ إلـــى أوراقه،
و أفرغ ما في جعبته ونفسه كتابا أسماه "ترجمان الأشواق"، بعد ما بلغ
حب نظام ما بلغ من قلب ابن عربي،تقدم ؛لخطبتها ؛ فرفضت الزواج منه ، ومن ثم ترك الشيخ بغداد وسافر إلى بلدة "مطلية" في تركيا برحلة طويلة
مليئة بالمفاجآت، ويمكث فيها ردحا من الزمن حتى يلتقى بدعامته الرابعة شمس الدين
التبريزي، وفي النهاية يعود ابن عربي من "مطلية" إلى دمشق ، مرددا"
ثمة أسير في صدري يريد أن ينطلق شمس تنتظر أن تشرق ، قافلة تتوق لأن ترحل"؛
ليموت في سوريا.
تصفح المجلة من ذلك الرابط: