فى الآونة الأخيرة نشاهد صراع العلماء وتسابقهم ؛لإستخلاص
لقاحات ضد وباء " كورونا " اللعين ؛للخلاص منه والقضاء عليه ،وحتما
سيكون بمشيئة الخالق العظيم وهو العالِم الأعظم ومنشىء العلم والعلوم. وأقول أن
ذلك الوباء إبتلاء واختبار من رب العزة لعباده ؛ فإما يصمدون له؛ لنيل رضاه
والحصول على مكافأته ومباهته لملائكته بجنس البشر الصامدين، أو يُتعسون بما هم فيه.
وأُشبِّه
ذلك الموقف بصيام شهر رمضان الكريم ومعاناة
الظمأ وقمة القيظ ،وأتساءل مالفرق بينهما؟ وجوابى أن الموت نتيجة حتمية لمن واتته
المشيئة الألاهية بالمفارقة، والصيام ؛فينتهى بإقبال آذان المغرب وإطفاء غليل العطش
بارتشاف المياه وتناول مالذ وطاب من الطعام ؛فذلك جزاء الصوم، بينما جزاء الصمود: الموت فالجنة ،لأنه قاوم ذلك
البلاء من ضيق فى التنفس وخلافه فينتهى بالوفاة ؛ فهذا تحمل الظمأ وحصل على مكافأته والآخر
تحمل معاناة الوباء فكان مورده الجنة وملذاتها.
فكان
الوباء بلاء للإبتلاء والاختبار، وليس للتشفِّى؛ لكون العظيم لا يتشفى بمعنى يطفىء
غليله من الإنتقام من خلقه ؛ليضفى السرور
على نفسه عز وجل فكلَّا وحاشاه؛ فـنعــم ان الخلق عاثوا فسادا فى الأرض ،وعذَّبوا
أمثالهم بالنار ولا يعذِب بالنار إلا رب النار ــ وأحرقوهم أحياء وخُـرِّبت الذمم
والضمائر، وانتشرت الفاحشة والزنا، وابتعـد البشر عن الله بُعـدا كبيرا، ومع هذا
لا يؤثر ذلك فى قيوم السماوات والأرض قيد أُنملة ولا يدعوه ذلك بالتشفى سبحانه وتعالى؛
لأنه لو اراد التشفى لأباد الأرض ومن عليها بقوله تبارك وتعالى :" إن يشأ يذهبكم
ويأتِ بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز" إبراهيم 20. وذلك واضح من الوضع
الحالى يركن الخلق لبيوتهم ومنازلهم ويتناولون " الفيتامينات" ومقويات
المناعة فتنجم منهما القوة الجسدية والجنسية تؤدى
إلى وجوده مع زوجته فى خلوة شرعية ينتج منها "الخِلْفة" وما
أدراك مالخلفة :وهى الخلق الجديد المذكور بالآية الكريمة آنفا وبذلك تستمر مسيرة
الكون إلى أن يرث الأرض ومن عليها فهى منظومة بكل المقاييس منها وإليها؛ فلابد لنا
من الخضوع لإرادة الله وكل هذه الكوارث ماهى إلا تنبيه وإنذار للبشر بالرجوع إلى
الله وتطبيق تعاليمه السمحاء ؛ فلا نتهم " كورونا" بإماتة البشر وإنما
هو سبب للموت فمن جاء أجله فهو ميت لامحالة" من لم يمت بالسيف مات بغيره -
تعددت الأسباب والموت واحد ومن لم يأت أجله لو أوبئة الدنيا كلها ولجت جسده فلن
يموت:"
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا
مُؤَجَّلا" آل عمران 145؛ فأرجو الإنتباه وثوبوا إلى بارئكم ؛ فــ "كل
من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" الرحمن26-27.
الطمأنينة واجبة ،والحذر مطلوب حتى ولو لم يمنع القدر، فهو مُستحب: وكل عام وحضراتكم
بخير ويندحر وباء كورونا بفضله ومنّهِ وكرمه كما اندحر مــن قـــبــله الطاعـــون
والكـــــــــــوليرا وما ماثلهم