{{
الألوهية و الربوبية }}
================
قال
تعالى (الله خالق كل شئ)
فالألوهية
هي مرتبة الخلق و الإيجاد
واسم
هذه المرتبة العظيمة (الله)
والربوبية
مرتبة العطاء و الإمداد
بجميع
الأسماء والصفات
التي
لا يحيط بها الحد و لا يحصيها العد
وأسماء
الربوبية يسع بعضها بعضا
و
ينوب بعضها عن بعض
ثم
تسعهم جميعا إحاطة اسمه الرحمن
(وسعت
رحمتي غضبي)
وهذا
الاسم هو الاسم الأعظم
المستوي
علي عرش عروش الأسماء و الصفات
(الرحمن
علي العرش استوي)
فليس
يظهر للخلق أي تجلٍّ من الحق إلا من خلال استوائه برحمانيته
حتي
لو أن الله تعالي عذب أحدا من خلقه - و حاشاه أن يعذب من رجاه -فهو عذاب من حضرة
الرحمن (إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن)
و
هذا الاسم هو ملك الأسماء الربوبية يوم القيامة
(الملك
يومئذ الحق للرحمن)
▪︎الألوهية
:
__________
تخاطب
الخلق كله بلسان واحد علي حد التساوي فالجميع في مرتبة الإيجاد أشياء تخضع لإرادة
مشيئها
(الله
خالق كل شئ)من اصغر ذرة إلي ما بعد المجرة
ثم
يقع التكريم بعد ذلك علي قدر إمداد الربوبية لذلك الشئ بالأسماء والصفات
(و
لقد كرمنا بني آدم)
▪︎والربوبية:
___________
تخاطب
كل طائفة بلسان
فتخاطب
المؤمنين بلسان الترغيب و التبشير
(فبشرهم
بمغفرة و أجر كريم)
و
تخاطب الكفار بالوعيد و التهديد
(فبشرهم
بعذاب أليم)
و
تخاطب العصاة و المسرفين بالمغفرة و الحنان حتي يعودوا إلي ربهم (قل ياعبادي الذين
أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة )
الألوهية
:
-----------
تقول
(لا يُسأل عما يفعل)
والربوبية:
----------
تقول
(كان علي ربك وعدا مسؤلا)
الألوهية:
---------
تقول(لقد
أحصاهم و عدهم عدا)
والربوبية
:
------------
تقول
(وأرسلناه إلي مائة ألف أو يزيدون)
الإله
لا يوجب شيئا علي نفسه
ولايكتب
أمرا علي قداسته
و
لايحرم شيئا علي عزته
وليس
هناك حتم عليه
أما
الربوبية فهي مرتبة الإفهام
والتجلي
للخلق بمايفهمون
فتجد
الله تعالي يتنزل مع خلقه
فيقول
:(كتب ربكم علي نفسه الرحمة)
(وجبت
محبتي للمتحابين في)
(حرمت
الظلم علي نفسي)
(و
إن منكم إلا واردها كان علي ربك حتما مقضيا)
وهذا
الحتم من الورود علي النار
هو
من حضرة الربوبية كما تقتضيه كلمة (ربك)
في
الآية الكريمة و مادامت من حضرة الربوبية
فأسماء
الرحمة تسع حتميات القضاء
وتسبق
أسماء الرهبوت والجبروت إلي الخلق
(سبقت
رحمتي غضبي)
والغضب
أشد من العذاب
فإذا
وسعت الرحمة الغضب فسعتها للعذاب أولي
وإذا
قضت ذنوب الخلق بأن يُحشر الناس حفاة عراة يوم القيامة سبق اسمه الستار فوسع الخلق
فسترهم
وتحققت
الكرامة(ولقد كرمنا بني آدم)
فمادام
الأمر في حضرة الربوبية فمآله إلي الرحمة التي وسعت وشملت
وكل
رحمات الربوبية جزء من مائة جزء من رحمات الألوهية
(إن
لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة)
فالذي
أنزلها هي رحمة الربوبية
فإذا
كان يوم القيامة و استمطر الخلق رحمة ربهم
أناب
الله تعالي رسوله صلى الله عليه و سلم في استدرار رحمات الألوهية بما أنعم عليه من
مقام محمود و ثناء مشهود
فيقوم
صلي الله عليه و سلم
من
سجوده تحت العرش قائلا
(ذرية
آدم لا تُعذَب اليوم بالنار)
صدق
رسول الله فيما بلَّغ عن ربه
(و
ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
ومن
تحقق بوجود أنوار كينونة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بقول الحق سبحانه
{
واعلموا أن فيكم رسول الله }
وقوله
(كما أرسلنا فيكم رسولا منكم )
لم
يصبه عذاب أبداً تحققاً بقول الحق :
{
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } .