بقلم: د. محمــد فتحى
فوزى
أتت ضاربة الودع الغجرية حاملة مكتلها الملىء بالرمل
على رأسها تتصايح مُعـلِنة مهنتها مُدعية بأنها تُنَجّم بقراءةالطالع عن طريق
ودعها وهو عبارة عن صدف بحرى صغير يمكن إيجاده على شاطىء البحر؛ فتنادى:
أبيِّن زِين أبيِّن وأضرِب الودع وأزوِّج البنات
وأعرِف الجدع... أبيييييييين وهكذا تردد إلى أن تجد من يطلبها؛ فالتقت وشابا يرغب فى معرفة أيامه الآجله وما الذى
سيصير إليه ؛ فأجلسته وجلست قصاده ،مُنزِلة ثِقلها على الأرض ، وفتحت كيسها وأخرجت
ودعها وسوت الرمال فى مكتلها وطلبت منه قائلة:
ـــ وشوش الودعة ياوِليدي وإرم بياضك بقليل من القروش،
وقُل لها عـ الِّلى فيك يمكن تلاقى لك طريق يعافيـك، خلاص ياوليدى: وشوشت الودعة، هاتها أضمها مع أخواتها
وأطرحها عـلــى الرمل لجل ما يظهر المستخبى ويبان ،وتدخل من أوسع
أبواب الجنان، وتتعـــافى من سقمك ،ويتفك سحرك وتبقى فى الأمان، وأبيِّن زين
أبيَّن وأخُط بالـــودع شوف ياوليدى الودع بيقول: إنك ماشى على طريق تطلب فيه قرينــة
الروح والوجود، ومهرها غالى وطُلاَّبها كتيييير ياولييييدى كتير قوى! ،وأنت الجودة
فـى الموجود، وكمان بيقول :عبى جيبك فلوس ،واترك قعـدة المَلل والجلوس ،ولا تلجــــأ
لمووايل الشجن لحسن ينزل عليك الكابوس وتقوم
مهووس.
فنظر إليها الوِليد والخوف فى عينيه يُقلِّب حاضره وماضيه يُسائلها؛
فأجابته ياوليدى تشكل الودع شكلا هو ماتراه ،وده يمكن يكون ماض أو حاضر ويمكن يكون
الإثنين، أنا مالى عاد ياوليدى ويمكن أنت وصاحبتك طاقيه فيها راسين، إرمِ بياضك
تانى ياوليدى عشان أضرب الودع فيبعِـد عنك الملحوس والمنجوس؛ فردها الوليد: هوووه
ياخالة!!! ، لكن نبينا ماقال كده ونصحنا بكذب المنجمين ولو صدفوا، وأنتِ ديتى بس
عاوزة فلوس بلا محبوس! ..بلا ملبوس ! دا أنتِ لوحدك جبل كابوس نهَّابة فلوس!!