الإعلان
........................................................................
..............................................................
....................................................
الترحيب
مرحبا- welcome
السِمَّاوى
د. محمد فتحى فوزى
كُنا زمان واحنا صغيرين
نشاهد شرطيا يحمل على كتفه بندقية بماسورة مزدوجة تُدعى "الخرطوش" ويسير
متباهيا بها ،ومن على كتفه الآخر يتدلى كيسا يحتوى على مآكولات مسمومة؛ فنتساءل ما
هذا الذى يحمله ذلك الشُرطى؟ ألا تكفى البندقية؛ فكان الجواب، أن الكلاب الضالة
الهادئة يكفى لقتلها طُعمة محوجة بالسُم؛
لتموت؛ فقد كان فى الماضى شرطا لكل كلب يسير فى الشارع من ترخيص يحمله فى عنقه
يستخرجونه له مالكيه؛ فإن لم يرَ الشُرطى ذلك وجب عليه قتله فى كل الأحوال
بينما" الخرطوش" تستعـمل بإطلاقها على الكلاب السعـرانة التى يُخْشى
الإقتراب منها؛ لأنها لو عقرت شخصا أصابته بالسعار الذى يستلزم واحد وعشرين حقنة
مضادة لمعالجته ومن ثم أتى الأمان من الكلاب الراتعة فى كل مكان
إلا أنه كانت لدينا "فـُلة"
كلبة بيضاء، لطيفة، هادئة ،وديعة، نحافظ عليها من الخروج للشارع ونحتفظ بها فى
البيت الكبير، الداخل يُداعـبها، والخارج ينظر لها فتهز له ذيلها حتى خروجه من
الباب؛ فأحبها الجميع والكل يسأل عنها عندما تغيب
تأكل أنظف الطعام وعند
منامها ترقد فى أطيب مكان، وذات يوم خالفت مسيرتها وخرجت من البيت وكنا نخشى عليها
الخروج لأنه لم يتم تحميلها برخصة تحميها من "السِمَّاوى" والآخر لايرحم؛
فرمى لها لُقمة السم فماتت من وقتها وعندما تغيبها أهل البيت فوجدناها مستلقية تحت
أحد الحوائط ميتة؛ فقد تركت فراغا لا يملأه إنسان!!فمن أحب شيئا حافظ عليه ولا
يتركه نهبا للإحتياطات الزائفة....
