د.عائِض الْقَرَنِيّ :
بَيْنَمَا أَبْكِي حُزْنًا
عَلَى مَا أَلَمَّ بأمتنا
وَأَصَاب إِخْوَانَنَا
وأخواتنا فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا
إذ بِصَاحِبِي يَقُولُ
لِي عَلَام الْبُكَاء وَالنَّحِيب . . . . ؟ ؟
فَقُلْت عَلَى الدِّينِ
! !
فَأَجَابَنِي أَنَّ الدَّيْنَ
و اللَّهَ نَاصِرُهُ ومؤيده أَلَمْ تَسْمَعْ إلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
( كَتَبَ اللَّهُ لأغلبن
أَنَا ورسلي ) . . .
فَقُلْت : أَبْكِي عَلَى
الْمَقْتُولِين غَدْرًا وَظُلْمًا ! ! ! !
فَأَجَابَنِي : هُمْ شُهَدَاءُ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ أَن شاءالله . . .فَقُلْت :
أَبْكِي عَلَى الْجَرْحَى
والمكلومين والمحبوسين والمقهورين ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ! ! ! ! ! فَأَجَابَنِي :
مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ
مِنْ نَصْبِ وَلَا هُمْ وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الشَّوْكَةِ إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا
مِنْ سَيِّئَاتِهِ وَخَطَايَاه , فالإبتلاءات تَكْفِير سَيِّئَات وَرَفْعُ دَرَجَاتٍ
. . . . .
فَقُلْت أَبْكِي عَلَى
الْأَرَامِل وَالْيَتَامَى ! ! ! !
قَالَ اللَّهُ يتولاهم
وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ . . . فَقُلْت :
أَبْكِي عَلَى الثكالى
وَالْمُصَابِين وَمَن فَقَدُوا الْبَنِين والأحباب ! ! ! !
فَقَال :
أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ
مُنَزِّلَ الْكِتَابِ
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر 10] . . . . . .
فَقُلْت :
أَبْكِي لِتَمَكُّن أَهْلِ
الْبَاطِلِ وسطوهم بِأَهْل الْحَقّ ! ! !
فَقَال :
أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ
رَبِّ الْعِبَادِ
(لا يَغُرّنّكَ تَقَلّبُ
الّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
المهاد) . . . . . .
:
فَلْتَمْسَح دُمُوعِك
ولتثق بِمَوْعُود رَبِّك
د . عائِض الْقَرَنِيّ