قُتل الزبير وانت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحللِ
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل
لا تذكروا حُلل الملوك فانكم بعد الزبير كحائضٍ لم تغسلِ
كان الفرزدق اذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرملِ
افخر بضبةَ ان امك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخولِ
ابلغ بني وقبان ان حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل
***
نشوء شعر النقائض وجذوره
نشأ هذا اللون الشعري في العصر الجاهلي أي أنه من الأشكال الفنية القديمة، فقد كانت القبائل والعشائر المتقاتلة تتراشق بالشعر، تماماً كما يلقون على بعضهم السهام، فقد كان الشاعر مثلاً يُلقي شعراً في مدح قومه، وفي المقابل يقوم شاعر من الجهة المعادية بنظم شعر رداً على الشعر الأول. ومع ظهور الإسلام استمر شعر النقائض، وقد جرى عليه العديد من التغيرات، فأصبحت النقائض دفاعاً عن كل من مبادئ الدين الإسلامي وعقائده، أي أنها تحررت من غرضها وهو الدفاع عن أعراض القبيلة، فكان شعراء مكة المشركون يدافعون عن دينهم الوثني، بينما شعراء المدينة المسلمين يدافعون عن دينهم الإسلامي، كما أن شعر النقائض في العصر الإسلامي كان خالياً من جرح الأعراض والفواحش، وانتهاك الحرمات.
وخلفت مصادر الادب ودوواين الشعراء قبل الاسلام بمناقضات شعرية كثيرة حدثت بين إمرئ القيس وعبــيد الابرص , وعامر بن الطفيل ,وزيد الخيل وغيرهم وفي عصر صدر الاسلام وقف فريقان متناقضان , الاول فريق الاسلام الذي كان يستخدم معاني اسلامية متاثرة بالدين الحنيف , والفريق الثاني فريق الشرك والكفر , وكانت معانيه جاهليه قبلية .
ازدهار شعر النقائض
ازدهر هذا الشعر بشكل كبير وواسع مع بداية العصر الأموي، فأصبح شعراً مستقلاً بذاته، له أصوله وأساليبه الخاصة ومراميه وأبعاده الاجتماعية والسياسية، كما أنه احتل مكانة رفيعه وعزيزة في الشعر في هذه الفترة، والذي ساعده على بلوغ هذه المكانة الحياة اليومية التي كانت سائدة في العصر الأموي، والتي وفرت له مقومات الحياة التي كانت متوفرة في العصر الجاهلي. وكان الهجاء في هذا النوع من الشعر هو في المرتبة الأولى وعلية تقوم أغراض كثيرة. ( 4)
أسباب النقائص في العصر الاموي :
اشتهر شعر النقائض في العراق وأعلام هذا الفن جرير والفرزدق والأخطل ، اذ كان جرير قطب الرحى الذي يطحن علية الداخلون غمار هذه المعركة الأدبية. والاسباب التي ادت الى ازدهار النقائض في العصر الاموي هو عدة ظروف منها : الظروف السياسية التي اثرت بمواقف الشعراء واختلاف ارائهم ونشاتهم. كما كان للعصبيات القبلية وجذورها من احد الأسباب الرئيسية في منافراتهم وتفاخرهم بامجاد قبائلهم. حيث كان جرير يتحدث عن بني يربوع وقيس ,والفرزدق يتحدث عن ايام مجاشع وتميم , والاخطل عن تغلب.
وهناك عوامل عديدة أخرى منها : العوامل الاحتماعية والعوامل الاقتصادية والدوافع النفسية أو العاطفية للدخول الى المنافسة الادبية واظهار البراعة والمهارة الشعرية .
(( مصادر البحث ))
1- أثر الاسلام في نقض جرير شعر الفرزدق , رسالة ماجستير في الادب العربي , عبد الله عطية عبد الله الزهراني , جامعة ام القرى مكة المكرمة , كلية اللغة العربية , 1427هـ , .
2- مكلي شامة , رسالة ماجستير , بعنوان الحجاج في نقائض الشعر كلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة مومولود معمري تيزي وزو , الجزائر.
3- أبي عبيدة معمر بن المثنى ’ التيمي البصري , كتاب النقائض , نقائض جرير والفرزدق , وضع حواشيه خليل عمران المنصور , منشورات محمد علي بيضون , لبنان , بيروت , دار الكتب العلمية , ص 3 , الطبعة الاولى عام 1998م , 1419هـ.
4-مواقع التواصل الاجتماعي ( الانترنيت ) , مقالات متعددة.