الإمام
البغـوى(3)
-
نشأته رحمه الله:
لم ينم إلى علم الكاتب شيئا عن نشأة الإمام البغوى
وحياته المبكرة، ويجهل ما يتصل بأسرته وعدد أفرادها ؛ فلم تفصح مصادر ترجماته عن
شىء منه، بسبب أن أسرته لم يكن لها باعا طويل فى ميدان العلم والفقه والكتاب
والسنة ، فيذكرون بتلك العلوم كما ذُكِر، ويُشهرون بها كما شُهر فمن المعروف بأن
المدينة التى ولد بها ولادة لكثير من العلماء. بينما عثرت على شذرات يسيرة عن أخيه
الحسن فقد كان دون أخيه الحسين منزلة فى
العلم وشهرة لدى العلماء، ذكره إبن كثير فى طبقاته:" الحسن بن على بن الفرّاء
أبو على أخو محيى السنة إبى محمد البغوى ، تفقه على أخيه وسمع الحديث عن أبى بكر
أحمد بن خلف الشيرازى ، ومظفر بن منصور الرازى، ذكر بن الصائغ فى طبقاته أن بعضهم
أنشد بين يدى أبى على:
ويوم تولت الأضعان
عنا** وقوض حاضر وارن حادى
مددت إلى الوداع يدا
وأخرى** حبست بها الحياة على فؤادى
فتواجد رحمه الله وخلع
شيئا على قائلها، وعلى النحو نفسه سمع بيتين آخرين تواجد على أثرهما وحدث له حال،
وكانت وفاة الحسن فى سنة 529 هـ وقيل 528هـ وبلغ سبعين أو غحدى وسبعين سنة. ويظهر
أن الإمام البغوى قد نشافى أسرة فقيرة كما نشأ معظم العـلماء فى عصره، فقد أعلمتنا
المصادر أن اباه عمل فرّاءً يصنع الفراء ويبيعها.
ومن جانب آخر كان يميل
فى نفسه إلى الزهد والقناعة والتقشف والتقلل من أسباب الحياة الدنيا، لدرجة أنه
كان لا يأكل إلا الخبز وحده ثم عدل عن ذلك فبات يأكله مع الزيت وقيل ( الزبيب)
وروى بأنه رضى بذلك لما كبرت سنه.
وأخبرتنا ثلة من
المصادر أنه تزوج ،ونقل إبن خلكان ذلك من كتاب" الفوائد السفرية
للمنذرى"، وأن زوجته عندما ماتت لم يأخذ من ميراثها شيئا.
ولم تُعـلِمنا كتب
التراجم أنه رزق ابناء ولم يعقب وليس فى كنيته ما يؤكد على خلاف ذلك لأن التكنى
والكنية كانت مألوفة بين العلماء.
بداية الموضوع من ذلك الرابط
:
الإعلان
........................................................................
..............................................................
....................................................
الترحيب
