الجامع العمرى : حلية مساجد إدفو وشاهد تاريخها
بقلم:د. محمد فتحى فوزى
وتدور الأيام ويمكث أبناء الإدفـوى وأحفاده بإدفـو منهم الإمام محمد النور
الفقيه وما يعرف من أبنائه ولى الله عبد القادرالفقى ونجله محمد دهب، والشيخ محمد
الفاخر ومن أبنائه العارف بالله أبو القاسم الصباغ فاخر ، ومحمد السعـدى( الفقير) وما يعرف من أبنائه الولى الشيخ جبريل ولقبه أبو الخشوم ،والشيخ
محمود الأدهم ويسكنون بمنطقتهم المعروفة بالشيخ محمود.
ويبدو أن هناك هجرات من الأشراف تمت من بلاد الحجاز ومن المعلاة قرب مكة
المكرمة والثعلبية من وادى الليث قربها أيضا إلى إدفو بجنوب صعيد مصر واختلطت
بالسكان الأصليين، وليس لدينا توثيق تاريخى لهذه الهجرات حيث يزعم البعض أنها فى
945هـ - 1538 م، ولكن على حد علمى أن بعض الهجرات التى تمت
كانت من المغرب الأقصى إلى ليبيا ثم التكتل بالبهنسا الغراء بإقليم المنيا فقد كان
بها أقوى الأسواروالحصون ومما يدل على ذلك ما سجله "الواقدى" من أن
العرب إذا امتلكوا البهنسا ملكوا الصعيد بأثره فتحرك السادة الأدارسة السنوسية متفرعين
من البهنسا بسبب جدبها فى ذلك الوقت وبعدها عن نهر النيل وأنها إقليم صحراوى جاف
قُرب الحدود الليبية – فمنهم من إتجه للوجه البحرى شمالا وقطنوا فى الإقـليم
الساحلى قرب الإسكندرية مثل عائلة السيد محمد كُرَيِّم الذى أعدمه الفرنسيون
لإثارته الشغب عليهم وعائلة المُنيِّر.. .فانتشروا على الساحل الشمالى شرقا وغربا
لحماية مصر على الحدود الغربية.
وآخرون استقروا بوسط الصعيد ،بسوهاج وأسيوط ثم بالصعيد الأعلى بقنا وقوص وإدفــو وأسوان ،كعائلة
الإمام محمد الإدفـوى الذين دفعتهم طموحاتهم العلمية وبحثهم عن العلم والعلماء
فمنهم من هاجر للفسطاط ومن ثم للقاهرة واستقروا فيها بعد إعقابهم بإدفـو ومدن الصعـيد
حيث الزراعة والماء والكلأ والمعيشة المستقرة وقربهم من نهر النيل شريان الحياة
النابض لهم.