الجامع العـمرى: حِلية مساجد إدفـو.. وشاهد تاريخها
بقلم: د. محمد فتحى فوزى
بقلم: د. محمد فتحى فوزى
الجامع العَمْرِى: حِلية مساجد إدفـو
وشاهد تاريخها
بقلم:د. محمد فتحى فوزى
ليس ثمة شك أن المسجد الجامع بإدفـو ألا وهو المسجد العمرى. عاش من العصور
القديمة وحتى الوقت الحالى شاهدا أثريا على أمجادنا عبر التاريخ؛ فقد كان فى عهد
الفراعنة معبدا تُجرى فيه الطقوس الدينية المختلفة تقربا للآلهة، ويعقبه العصر
البطلمى والرومانى؛ فيصير مقرا لإقامة الصلوات اليهودية وتلاوة نصوص العهد القديم
وبدخول المسيحية يتطور إلى مبنى كنسى تتردد فى أرجائه الترانيم والتراتيل المتنوعة
وكل ذلك حق فى الأيام الغابرة لأن كل رسالة كانت تنسخ سابقتها ويتشكل المبنى بها.
وتمضى الأيام ، وتمر الأعوام، وتخضع مصر للفتح الإسلامى فى العام الثامن
عشر للهجرة والواحد وأربعين وستمئة من الميلاد - الذى غير عادات وتقاليد المجتمع
المصرى إلى إجتماعيات تحاكى ما أمر به القرآن الكريم والسُنة النبوية المشرفة، وحتى
المعـمار تطور للطراز الإسلامى ومنه المسجد العـمرى؛ فأصبح يؤذن منه للصلاة، وأدخل
عليه الفاتحون تجديدات تواكب الطبيعة الإسلامية ،من تحويل البرج إلى مئذنة، ومن ثم
تحويره ليصير على نمط المساجد العـمرية الجامعة كجامع قوص وغيره من مساجد عتيقة
كما أخبرنا المرحوم الأثرى عبد السلام مفتش الآثار الإسلامية.
وظل الجامع التالد بإدفـو خاضعا للنشاط الأهلى حتى عصر المماليك وفى العهد المملوكى
الثانى وعلى وجه التحديد أيام السلطان الظاهر برقوق أحد السلاطين البرجية أمسى
المسجد حكوميا معتمدا تابع للسلطنة والسلطات الدينية آنذاك عام 797هـ-1395م.
وتاريخ المسجد العـمرى يُضاهى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة
مضافا إليه المسجد الطولونى؛ فقد تُليت فيه الأحاديث الشريفة من الإمام عبد الله
بن وهب الإدفوى ت 197هـ صاحب مخطوط الجامع فى الأحاديث والذى عُثر عليه بإدفـو
مكتوبا على ورق البردى والمحفوظ بدار الكتب المصرية، وكانت تعقد فيه الجلسات
الفقهية ودروس القراءات والسماع فى القرآن الكريم بريادة الإمام محمد بن على بن
أحمد بن محمد أبو بكر الإدفـوى رضى الله عنه ت 388هـ - 998م كلما سنحت له فرصة صلة الأرحام بزيارة الاقارب
أو الحج عن طريق ميناء عيذاب قادما من القاهرة وماثله أحفاده
من بعـده الملقبين"
بالإدفـوى"
http://albayaledfuey.blogspot.com.eg/2017/03/2.html
http://albayaledfuey.blogspot.com.eg/2017/03/2.html