الغلق والحوكمة
بقلم: د. محمد فتحى فوزى الباى
لاداعى للفلسفة والإسقاط وتعميم الأحكام، لان ماينطبق على شخص لا ينطبق على الآخر ــ" ولا تزر وازرة وزر أخرى" الانعام 164 ــ؛ ويؤدى ذلك للوقوع فى الظلم وهو ظلمات يوم القيامة.وإذا شاع الظلم ،فسيترتب عليه الإضطهاد ثم الغليان الذى سيكون كالقدر الكاتم المحكم الغلق ولا تنفيس فيه ؛فينتج الإنفجار المدمر، كبركان الغضب مثلا القاذف للحمم واللهب والمعادن المنصهرة. ويجب ألا نكون كصاحب الدبة التى راحت لتنقذه من "ناموسة" وقفت على جبينه فرضختها بحجرفقتلته.
ومن المعروف أن إنفجار بركان ينجم عنه تغيرات على سطح الأرض وظهور معادن جديدة وإندثار قرى ونشوء أخرى وحدوث الزلازل تُنجم نشوء الجبال بالإرتفاع والهبوط الأرضى بالإنكسار فضلا عن توابعها.
وكذا إذا طبقنا ذلك فى الحالات النفسية فينتج عنها ثائرين لمجرد التنفيس عن كبتهم لما يسمعونه ناهيك عن منحرفين وجانحين عن الطريق السوى.
والشحن باحاديث مخالفة للحقيقة رغم وضوحها يترتب عليه النقمة عليها والتحرك لمحاربتها وبذلك نكون أسأنا للآخرين وهو مالانريده" يخربون بيوتهم بايديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا اولى الابصار"2الحشر..
وذلك يذكرنى بالقصة التى حكاها لنا الكاتب الأمريكى" أدجار ألان بو"وهى قصة "الإنتقام"Vendetta" وكانت لعجوز لا تقدر ضد باطش قادر.
فأحد" البلطجية" قتل إبن هذه العجوز وهى لا تستطيع الإنتقام لإبنها الوحيد القائم برعايتها، وهداها فكرها الغاضب إلى جلب كلب وتربيته بحبسه لديها وعملت على تجنينه بتجويعه ومنع قطع اللحم منه وبين الحين والآخر تأتى بشاخص عبارة عن دائرة واسفلها عصاة وبذا تشبه الإنسان ومع التقاء الدائرة بالعصاة( مايماثل زور الرقبة عند الإنسان) كانت تضع قطعة اللحم؛ فيــــقفـز الكلب هائجـــا إلــــى هـــذا المكان لـــيلتـــقطها
؛ فدرج وتعود الكلب على ذلك، وجاءت فى يوم وتركته يتضور جوعا لدرجة الجنون، وعرفت موعد خروج قاتل ولدها وأين يسير، وذات صباح سحبت كلبها الجائع المجنون إلى طريق ذلك القاتل وعندما رأته أطلقته حياله منادية بتمزيقه؛ فقفز إلــــــــى
" زور" ذلك البلطجى وهو المكان المعهود بأخذ طعامه منه؛ فنهش زوره وعنقه ووقع القاتل مقتولا وبهذا إنتقمت "Revenge"العجوز قليلة الحيلة لإبنها وفلذة كبدها.وصار القادر عاجزا.. والعاجز قادرا" إِن يَمْسَسْكُمْ
قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا
بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ
ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ." آل عمران(140)
ومنها نستنتج بأن الضعيف يستطيع الإنتقام عندما تفرض عليه الظروف ذلك( الإبتكار وليد الحاجة) وبعض الإجراءات الإيجابية أحيانا تأتى بنتائج عكسية ولكل قاعدة شواذ على ألا تكون الشاذة قاعدة... إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لايحب كل خوان كفور-38 الحج.
فاعتبروا يا أولى الأبصار.. واعتبروا يا اولى الألباب.
فاعتبروا يا أولى الأبصار.. واعتبروا يا اولى الألباب.