الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم والرد على المستشرقين
د. محمد فتحى فوزى البى
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ
بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) ْ ...
إلى الذى
سألنى من المستشرقين الألمان :ما هو الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم وإذا كان علم
الله مطلقا فلماذا يكون هذا ومالحكمة فى ذلك؟. ` فالناسخ غالباً مايكون أفضل من المنسوخ:"
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَــــلَىٰ كُــلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " البقرة 106 ولكن
الله جعل فى القرآن الكريــــــم منسوخا وناسخا لحكمة مفادها التدرج فى الأحكام ولا
تلغى فجأة فتنشأ منها أضرارا؛ فمثلا عندما حرّم الله الخمــــــــر لم يحرمها مرة واحدة
ولكن على فترات: "وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ
سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
"النحل67 ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون﴾.
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) البقرة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ
عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّــمَا يُــرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَن يُــــوقِعَ بَيْنَـــــكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتــــَهُونَ﴾.
فالتدرج واجب والمقصد فيه مــن الله تعـــــليم البشرية أن العافية درجات.فالمربى عندما
يعلم تلاميذه لا يقــــــــفز بهم إلى القراءة دون تعلم حروف الهجاء. والمنسوخ هو الحكم
المنتهى والناسخ هو الحكم الذى أنهاه وحل مكانه . وأن الله لاينسى ولكن البشر هم الذين
ينســون فيأتى الله بأحسن مما نُسىَ. ودائما تأتى القرارات متدرجة حتــى يستطيـــع
الإنسان احتمـــالها. ولله سبحانه وتعالى العلم الأزلى المُطلق ويعلم ماهو كائــــــــن
ومــا سيكون ولكــنه يـــدرج الأحـــــكام لاحتمالها وليقيم الحجة على البشرية والتدرج
لا يتنافى مع العلم المطلق..